غزة على حافة الهاوية .. بهذه الجملة القصيرة لخصت صحيفة الاندبندنت البريطانية حقيقة الأوضاع في هذا الإقليم المضطرب، خاصة في ضوء الغارات الإسرائيلية المتوالية على القطاع والمستمرة منذ ما يقارب الأسبوعين. وتقول الصحيفة البريطانية إنه على الرغم من أن إسرائيل رددت أن غاراتها الجوية التي شنتها على غزة جاءت ردا على تزايد الهجمات الصاروخية الشهر الماضى، كما أنها جاءت أيضا عقب مقتل جنديين إسرائيليين فى اشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين الأسبوع الماضى، إلا أن "الاندبندنت" رأت أنه على الرغم من هذه المبررات الإسرائيلية إلا أن الصورة الأكبر هى أن التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة التى تحكمها حماس تتزايد بشكل واضح وأن أسباب ذلك هى نفسها تلك التى عجلت بإعادة غزو إسرائيل لأراضى القطاع فى بداية العام الماضى. واستبعدت الصحيفة فى تحقيقها ما تردد حول قيام إسرائيل بهجوم برى واسع النطاق ضد القطاع على غرار عملية الرصاص المسكوب، ورجحت أن يقتصر التحرك العسكرى الإسرائيلى على الهجمات الجوية فى الوقت الحالى. وذهبت الصحيفة إلى أن استبعاد العمل العسكرى البرى الواسع يقوم على فشل حملة الرصاص المسكوب فى تحقيق أهدافها رغم شدتها ودمويتها، إضافة إلى أن التصعيد العسكرى من شأنه أن يعمق من حالة الجمود الذى تشهده عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت الصحيفة البريطانية، إن المشكلة هى أن مثل هذا الجمود يشجع على المزيد من التوتر العسكرى فى المنطقة، مشيرة إلى أن الشكوك حامت بشكل دائم حول قدرة حماس على السيطرة على مسلحيها. وربطت "الاندبندنت" بين عودة الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة وبين الإخفاق الذى أحاط بأحدث محاولة لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، على غرار ما سبقها من محاولات. ودعت الصحيفة فى ختام التحقيق إلى الاحتفاظ بمشاعر الأمل، وعدم الاستسلام للقنوط فى ظل الأوضاع التى لا تبشر بخير لعملية السلام فى المنطقة حتى الآن. اما صحيفة "واشنطن بوست" هى الاخرى فقد رأت أن وقف إطلاق النار مهدد وسط احتدام العنف على الحدود مع غزة. وذكرت الصحيفة الامريكية أن احتدام التوترات على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة بات يهدد اتفاقية وقف النار مع حركة حماس التى سيطرت على القطاع بعد أن شنت القوات الإسرائيلية الحرب على غزة العام الماصى فى محاولة لوضع نهاية لهجوم الصواريخ. اما من وجهة نظر التايمز البريطانية يبدو ان الاوضاع فى غزة فى طريقها نحو الانفراج فبعد ثلاث سنوات من الحصار الاقتصادى الكامل على القطاع ، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل سمحت بدخول بضائع تتضمن ملابس وأحذية وعلى الرغم من أن الملابس دخلت فى شكل معونة، إلا أنها تعد الانطلاقة الأولى للتجار منذ فرض الحصار الاقتصادي. ونقلت الصحيفة البريطانية عن التجار قولهم إنهم اضطروا لدفع 2000 شيكل شهريا لتخزين بضائعهم فى ميناء أشدود الإسرائيلى على مدى السنوات الثلاث الماضية وقالوا إن الشحنة لم تكن كافية، وطالبت إسرائيل بالإفراج عن المزيد من السلع التى احتجزت بموانيها منذ عام 2007. وكانت إسرائيل قد تعرضت لضغوط دولية لتخفيف الحصار، إلا أن إسرائيل شددت منها بسبب سياسية حماس وتعهدها بتدمير إسرائيل. وتمنع إسرائيل دخول شحنات من الأسمنت والصلب إلى قطاع غزة خوفا من استخدام حماس له فى أغراض عسكرية. فهل تستتبع اسرائيل خطوتها الاخيرة بخطوات اخرى على طريق اعادة الهدوء والاستقرار فى المنطقة, ام تشتعل الامور مرة اخرى وصولا الى حرب جديدة ربما لا يقتصر محيطها هذه المرة على قطاع غزة والاراضى الفلسطينية, بل تمتد الى لبنان وايران؟