رأت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة تقترب من حافة كارثة اقتصادية، حيث يرفض مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون رفع سقف الدين العام، ما لم يوافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تخفيضات الإنفاق الحالي والمستقبلي وفرض قيود جديدة على البرامج الاجتماعية. ولفتت الشبكة إلى أنه ما لم يتم التوصل إلى حل وسط لرفع سلطة الاقتراض الحكومية في غضون أيام، فقد تفقد الولاياتالمتحدة سمعتها باعتبارها الدعامة المستقرة للاقتصاد العالمي. وأضافت أن التخلف عن السداد في الولاياتالمتحدة قد ينعكس في الأسواق المالية، ما قد يؤدي إلى ركود من شأنه أن يتسبب في خسائر خطيرة في الوظائف وتحطيم الشعور بالأمن الاقتصادي للعديد من العائلات. وبعد خلافات بين مفاوضين جمهوريين وآخرين من البيت الأبيض، سيلتقي بايدن برئيس مجلس النواب كيفين مكارثي اليوم لإجراء محادثات حاسمة بشأن ثني الاقتصاد عن حافة الهاوية. وعاد بايدن لتوه من اليابان، حيث لم ينجح في طمأنة قادة العالم بأن واشنطن لن تدفع الاقتصاد العالمي إلى الفوضى. وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، قد حذرت من أن الحكومة لن تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها ما لم يرفع الكونجرس سقف الديون بحلول الأول من يونيو، ما قد يؤدي إلى نشر الذعر في الأسواق المالية وإلحاق الضرر بالثقة في الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة. وتراجع بايدن بالفعل عن موقفه بأنه لن يتفاوض بشأن سقف الدين، الذي يجب رفعه لدفع ثمن الإنفاق الذي أذن به الكونجرس، بينما يقول مسؤولو الإدارة الأمريكية إنه من غير المسؤول أن يحتجز الحزب الجمهوري الدولة "رهينة" في مثل هذه القضية الحاسمة. من ناحية أخرى، يقول الجمهوريون إن الحكومة تنفق الكثير من الأموال ويرون أن خطر حدوث كارثة مالية سبب ضغطهم الرئيسي على بايدن. بينما كان بايدن في اليابان، بدا أن المفاوضين من كلا الجانبين قد أحرزوا تقدما قبل توقف المحادثات، حيث ألقى كل طرف باللوم على الآخر. وأشار بايدن إلى أن المتطرفين المؤيدين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مجلس النواب مستعدون لتخريب الاقتصاد في محاولة لإفشال حملة إعادة انتخابه. وصرح مكارثي أمس بأن بايدن كان يغير مواقفه بسبب الضغط داخل حزبه. وقال للصحفيين: "أعتقد أنه يجب أن يبتعد عن الجناح الاشتراكي للحزب الديمقراطي ويمثل الولاياتالمتحدة". وخفت حدة الخطاب بعد أن تحدث مكارثي وبايدن هاتفيا عندما عاد الأخير إلى البلاد. وقال مكارثي: "أعتقد أنها كانت مكالمة هاتفية مثمرة"، مضيفًا أن "وكلائه يستأنفون المحادثات مع البيت الأبيض". ولفتت "سي.إن.إن" إلى أن المفاوضات المتسارعة والمحادثات المعلقة والاتهامات بسوء النية هي جزء من أي مواجهة للإنفاق في واشنطن، وغالبا ما تكون حدة الخلاف أكبر عندما تصل المساومة إلى نقطة حرجة قبل التوصل لصفقة نهائية، مشيرة إلى أن مكارثي وبايدن لديهما مصلحة سياسية في إظهار أعضاء أحزابهم بأنهم متشددون من الجانب الآخر. وأضافت الشبكة الأمريكية أن بايدن قد لا يكون مخطئا في أن بعض المؤيدين لترامب مستعدون للمخاطرة بكارثة اقتصادية لمساعده سلفه على الفوز بولاية ثانية، حيث غذى ترامب هذه الشكوك من خلال الإشارة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن التخلف عن سداد ديون الولاياتالمتحدة قد لا يكون بهذه الخطورة. وتكمن ديناميكيات المواجهة في افتراض كل جانب أن الآخر سيدفع الثمن السياسي الأكبر إذا دخل الاقتصاد في حالة سقوط حر بسبب التخلف عن سداد الديون. وفي حال استسلم بايدن، فمن المؤكد أن الحزب الجمهوري سيحاول التشويش عليه مرة أخرى بشأن سقف الدين قبل الانتخابات المقبلة، كما أنه يسعى إلى تقليص بعض الإنجازات السابقة لبايدن، بما في ذلك جهوده لمكافحة تغير المناخ. بدوره، يواجه بايدن ضغوطا سياسية داخل حزبه بعد أن أعرب بعض الديمقراطيين عن مخاوفهم من أن يعرض على مكارثي تنازلات في أي صفقة. في حين أن الضحايا الأساسيين للتخلف عن سداد الديون سيكونون ملايين الأمريكيين، فإن السياسات المشحونة في الوقت الحالي تعني أن الحياة المهنية لكل من بايدن ومكارثي يمكن أن تعتمد على كيفية حدوث المواجهة بينهما في الأيام المقبلة.