كتبت صحيفة الجارديان البريطانية عن التوتر الحالي بين واشنطن وتل أبيب الذي برز على السطح خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط لتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي باتت الآن موضع شكوك بعد كشف إسرائيل عن خططها لبناء المئات من المنازل للمستوطنين في القدسالشرقية. وقالت الصحيفة إن السياسة في النهاية تتمحور حول تحقيق المصالح وبالتالي تتصرف الدول والحكومات عادة على ضوء مصالحها، لكن تصرف الساسة الإسرائيليين خلال زيارة بايدن يعد استثناء غريبا لهذا القاعدة لأن قرار الاستيطان وتصرفات القيادة الإسرائيلية لم تكن مفيدة بل وتسببت بضرر كبير لبلدهم. لقد تعمدت القيادة الإسرائيلية توجيه إهانة مباشرة للإدارة الأمريكية بالإعلان عن خطتها بناء هذه البيوت في القدسالشرقيةالمحتلة في تحد مباشر لمطالب الولاياتالمتحدة بتجميد الأنشطة الاستيطانية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وأضافت صحيفة الجارديان أن غليان الرئيس الأمريكي باراك اوباما غضبا والتحدث لمدة 90 دقيقة مع بايدن لصياغة بيان إدانة حاد اللهجة ليس مستغرباً كرد فعل على القرارات الإسرائيلية. من الغريب أن سلوك القادة الإسرائيليين مؤخرا يحير حتى المعلقين في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي قدمت تفسيرات متضاربة عن الدافع وراء هذا السلوك وقد علق احد المسئولين الأوروبيين الكبار على تصرف إسرائيل بأنه أشبه "بوخز عين أمريكا بالعصا". ولا شك أن إسرائيل قد أهانت الولاياتالمتحدة رغم كونها أخلص حلفائها والدولة الأكثر نفوذا في العالم كله وفي المنطقة العربية تحديداً. الغريب أن هذه الإهانة تم توجيهها مباشرة إلى بايدن، أكبر أنصار إسرائيل في إدارة أوباما والذي يتفاخر بوصف نفسه "صهيوني"! كانت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وصفت صباح اليوم إعلان إسرائيل عن بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه يعد "إهانة" للولايات المتحدة. وقالت كلينتون "إنها بالفعل تعد لحظة صعبة لكل شخص للولايات المتحدة ونائب الرئيس الذي ذهب ليؤكد مجددا دعم واشنطن القوي لأمن إسرائيل، معربة عن أسفها العميق إزاء حدوث هذا الأمر والإعلان عنه. وأوضحت أن علاقة أمريكا مع إسرائيل ليست في خطر، مشيرة إلى أن علاقة البلدين متينة وقوية ومبنية على قيم مشتركة، إلا أنها أكدت على ضرورة التوضيح لإسرائيل بأن الحل القائم على دولتين، الذي تدعمه أمريكا - وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلى نفسه عن دعمه له - يتطلب إجراءات بناء الثقة بين الجانبين. من جانبه أكد نير حيفيتس المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء الإسرائيلى أن الحكومة الإسرائيلية ستصدر ردا على التصريحات التى أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والتى انتقدت فيها بشدة إعلان إسرائيل عن بناء وحدات استيطانية جديدة فى القدسالشرقية بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن. ونقل راديو (إسرائيل عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن تصريحات كلينتون تعكس رغبة واشنطن فى التأكد من عدم تكرار الأحداث التى شهدتها الأيام الأخيرة فى المنطقة.