يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التوجه إلى الولاياتالمتحدة مطلع الشهر المقبل بعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى فى الثانى من نوفمبر، فيما انتقد القيادى فى حركة فتح عزام الأحمد فى تصريح ل«الشروق» كلا من واشنطن وتل أبيب، محملا إياهما مسئولية جمود عملية السلام. صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية لم تسمها أن نتنياهو يخطط للاجتماع مع الرئيس الامريكى باراك أوباما، غير أن الصحيفة قالت إن عدم تحقيق تقدم نحو إخراج المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية من طريقها المسدود سيحول دون عقد هذا الاجتماع، وربما يؤدى إلى إلغاء الزيارة كليا. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن التقديرات فى إسرائيل تتوقع تجدد المفاوضات مع الجانب الفلسطينى خلال الشهر المقبل، حيث سيتم فرض قيود على الاستيطان. وترفض السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل إلا بعد إعلان نتنياهو وقفا كاملا للاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة، بعد أن انتهى فى السادس والعشرين من الشهر الماضى تجميد جزئى دام عشرة أشهر. وفى الثامن من الشهر الحالى أمهلت جامعة الدولة العربية واشنطن شهرا لتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات، مشددة على أنه لا مفاوضات فى ظل الاستيطان. وبحسب القيادى فى فتح عزام الأحمد فإن «الولاياتالمتحدة فشلت فى تحقيق اختراق فى ملف المفاوضات، حيث لم تضغط على إسرائيل بشكل كافٍ لتجميد الاستيطان، وبالتالى لا جديد فى ملف المفاوضات». الأحمد اتهم واشنطن ب«تحمل المسئولية الأولى بجانب إسرائيل عن فشل عملية السلام»، كما اتهم أوباما «بعدم التمسك بموقفه المناهض للمستوطنات، والذى أعلنه فى خطاب جامعة القاهرة (فى الرابع من يونيو 2009)، ما أدى إلى تمادى إسرائيل فى موقفها الرافض لمد تجميد الاستيطان». ومضى قائلا: «سننتظر حتى انتهاء مهلة الشهر.. كل المؤشرات تأتى من جانب إسرائيل، وآخرها الإعلان عن مناقصة لبناء وحدات استيطانية جديدة فى الضفة (المحتلة منذ عام 1967).. المؤشرات كلها سلبية». فى سياق متصل بالاستيطان، أدان مجلس أساقفة الكنائس الكاثوليكية فى الشرق الأوسط المنعقد بالفاتيكان أمس، استغلال بعض اليهود المفهوم التوراتى للأرض الموعودة وفكرة الشعب المختار لتبرير بناء مستوطنات جديدة فى القدس والضفة أو المطالب المتعلقة بالارض، مشددا على أن «اللجوء إلى المواقف اللاهوتية والتوراتية التى تستخدم كلمة الرب لتبرير خاطئ للظلم هو أمر غير مقبول». ويدعى العديد من المستوطنين اليهود ومن الإسرائيليين اليمينيين وجود حق توراتى فى الضفة، التى يطلقون عليها «يهودا والسامرة»، ويعتبرونها جزءا تاريخيا وقديما من إسرائيل التى وهبها الله لليهود. وفى مؤتمر صحفى، قال الاسقف سيريل سالم بسطروس: «لم يعد هناك شعب مختار. كل الرجال والنساء من جميع الدول أصبحوا الشعب المختار.. لا يمكن استخدام مفهوم الارض الموعودة كأساس لتبرير عودة اليهود الى اسرائيل واقتلاع الفلسطينيين». المجمع الكنسى (سينودس) قال فى رسالته الختامية، بعد أسبوعين من الاجتماعات، إنه يأمل أن ينتقل حل الدولتين من حلم إلى واقع، معربا عن قلقه الشديد من «المبادرات الأحادية الجانب (الإسرائيلية) التى تهدد تركيبتها وتخاطر بتغيير التوازن السكانى». تعقيبا على وجهة نظر المجمع الكنسى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييجال بالمور إن الخلافات اللاهوتية حول تفسير الكتب المقدسة تلاشت مع العصور الوسطى، معتبرا أنه «لا يبدو من الحكمة إحياؤها». وكررت رسالة المجمع الكنسى (سينود) دعوة الفاتيكان الى أن يكون للقدس (المحتلة منذ عام 1967)مكانة خاصة «تحترم طبيعتها الخاصة» كمدينة مقدسة لدى ديانات التوحيد الثلاث الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام. وفى حين اعترفت الوثيقة «بالمعاناة وانعدام الأمن الذى يعيش فيه الإسرائيليون»، وضرورة أن تتمتع إسرائيل بالامن داخل حدود معترف بها دوليا، فإنها كانت أكثر توسعا وتفصيلا بشأن وضع الفلسطينيين. فقد شددت الوثيقة على أن الفلسطينيين «يعانون تبعات الاحتلال الإسرائيلى.. انعدام حرية التنقل، والجدار العازل، ونقاط التفتيش العسكرية، والسجناء السياسيون، وهدم المنازل، واضطراب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وآلاف اللاجئين». ودعا المجمع الكنسى المسيحيين فى المنطقة إلى عدم بيع منازلهم وممتلكاتهم. وكانت قضية نزوح المسيحيين من الشرق الأوسط، ومن ثم تناقص عددهم، أبرز قضايا المؤتمر.