في الوقت الذي هدد فيه الفلسطينيون باحتمال الامتناع عن إجراء محادثات سلام غير مباشرة بوساطة أمريكية ما لم تلغ إسرائيل خططا أعلنتها الأسبوع الماضي لبناء 1600 منزل جديد في مستوطنة بالقرب من القدس، يعود المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل إلي المنطقة هذا الأسبوع لمحاولة إنقاذ العملية. وأثار القرار الإسرائيلي الأخير ببناء 1600 مستوطنة في القدسالشرقية، والذي ادعت واشنطن أنه إهانة لها، ردود أفعال واسعة اتفقت معظمها علي أنه قرار قصد به تعطيل المفاوضات غير المباشرة الذي وافق عليه العرب بعد اقتراح أمريكي، ولكن تلك المواقف جاءت علي لسان صحف ومحللين أجانب وليست مواقف رسمية عربية. فقالت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها أمس إن الإعلان الإسرائيلي عن خططها لبناء مئات المنازل الجديدة في مستوطنات يهودية في أراضٍ فلسطينية محتلة خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط قد ألحقت ضررا كبيرا بإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن المصالح الإسرائيلية أصيبت بضرر كبير عندما أهانت إسرائيل الولاياتالمتحدة وهي أكثر حلفائها إخلاصا والدولة الكبري دون منازع التي تمتلك نفوذا كبيرا في المنطقة ، موضحة أن المثير للغرابة أن هذه الإهانة وجهت مباشرة لبايدن وهو أهم أنصار إسرائيل في إدارة أوباما والذي تفاخر بوصف نفسه بأنه «صهيوني». وقالت الصحيفة إن السياسة تتمحور في النهاية حول تحقيق المصالح وأن الدول والحكومات تتصرف عادة وفقا لمصالحها، لكن تصرف ساسة إسرائيل خلال زيارة بايدن هو استثناء غريب ونادر لهذه القاعدة. وأنه بدلا من الترحيب ببايدن ومسايرته خلال هذه الزيارة، عمد قادة إسرائيل إلي توجيه إهانة مباشرة له وللإدارة الأمريكية بالإعلان عن خطتها بناء هذه المنازل في القدسالشرقيةالمحتلة في تحد مباشر للمطالب الأمريكية بتجميد الأنشطة الاستيطانية علي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 . وأضافت أنه ليس من الغريب أن تتحدث الأنباء عن غليان الرئيس الأمريكي باراك أوباما غضبا والتحدث لمدة 90 دقيقة مع بايدن لصياغة بيان إدانة غير مسبوق في حدة لهجته لهذه الخطوة الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة أن سلوك القادة الإسرائيليين مؤخرا حير حتي المعلقين في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي قدمت تفسيرات متضاربة ومتعارضة عن الدافع الذي يقف وراء هذا السلوك الغريب. وقالت الصحيفة إن أحد المسئولين الأوروبيين الكبار علق علي تصرف إسرائيل بالقول: إنه يماثل إلي حد كبير «وخز عين أمريكا بالعصا ومحاولة تفادي عواقب هذا التصرف». وعلي الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأمريكية بأن علاقة واشنطن بإسرائيل جيدة وقوية رغم قرار بناء المستوطنات، فإن زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني لم تطمئن لتلك التصريحات، واعتبرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أخل في علاقات الثقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بعدما وصفته «بالأزمة» بسبب إهانة بايدن.