يبدأ انعقاد قمة الأممالمتحدة للمناخ Cop27، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ بداية من 6 حتى 18 نوفمبر الجاري، إذ يشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأممالمتحدة وآلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، لتقديم حلول تنقذ البيئة من قضية التغيرات المناخية. ولكن، ما هو تغيير المناخ؟ وما هي آثاره وعواقبه على البيئة والإنسان؟ وأين تكمن حلول مشاكله؟ وكيف يواجهه العالم؟ تُعرف الأممالمتحدة تغير المناخ بأنه التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي قد تكون طبيعية على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. وينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة، التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة. وتشمل أمثلة انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تسبب تغير المناخ، ثاني أكسيد الكربون والميثان، حيث تنتج هذه الغازات عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني، ويمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان، ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية. *عواقب تغير المناخ وفقا لتقرير أصدرته الأممالمتحدة، اطلعت عليه "الشروق"، فهذه الانبعاثات مازالت مستمرة في الارتفاع، ونتيجة لذلك، أصبحت الكرة الأرضية الآن أكثر دفئًا بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر، حيث كان العقد الماضي (2011-2020) الأكثر دفئًا على الإطلاق، وبلغت تركيزات الغازات الدفيئة أعلى مستوياتها منذ مليوني سنة. ويعتقد الكثيرون أن تغير المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، ولأن الأرض عبارة عن نظام حيث كل شيء متصل، فإن التغييرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في جميع المناطق الأخرى. وتشمل عواقب تغير المناخ، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي. *تأثير تغيير المناخ على حياة البشر وبحسب الأممالمتحدة، يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الصحة والقدرة وزراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل، ولعل الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ هم الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية الأخرى، حيث يواجهون الظروف السيئة مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسلل المياه المالحة إلى درجة اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، كما أن فترات الجفاف الطويلة تعرض الناس لخطر المجاعة، ففي المستقبل من المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين بسبب المناخ. *الحل في خفض درجة الحرارة في سلسلة من تقارير الأممالمتحدة، اتفق الآلاف من العلماء والمراجعين الحكوميين على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش، ومع ذلك، تشير السياسات المتبعة حاليًا في الدول إلى أن درجة الحرارة سترتفع بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. وتأتي الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ من كل منطقة من العالم وتؤثر على الجميع، لكن بعض البلدان تنتج أكثر بكثير من غيرها، حيث أن المائة دولة التي تنتج أقل قدر من الانبعاثات تولد 3 في المائة فقط من إجمالي الانبعاثات، بينما البلدان العشرة التي تنتج أكبر قدر من الانبعاثات تولد 68% من الانبعاثات. ووفق تقرير الأممالمتحدة، يجب على جميع الدول اتخاذ إجراءات بشأن المناخ، لكن البلدان والأشخاص الذين يتسببون في أكبر قدر من المشكلة يتحملون مسؤولية أكبر لمباشرة العمل بشأن المناخ. *تحديات كبيرة وحلول عديدة وفق تقرير الأممالمتحدة، فهناك العديد من الحلول لمواجهة تغير المناخ وتحقيق منافع اقتصادية مع تحسين المعيشة وحماية البيئة، فقد تم الاتفاق على اتفاقيات عمل عالمية لتوجيه العالم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أُبرمت اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فضلا عن اتفاق باريس، وجميعها نصت على ثلاث فئات عامة من الإجراءات اللازم اتخاذها، وهي: خفض الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتمويل التعديلات اللازمة. ويلتزم تحالف متنام من البلدان بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ومع ذلك يجب أن يتم خفض الانبعاثات بحوالي النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار بأقل من 1.5 درجة مئوية، ويجب أن ينخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة تقريبًا سنويًا خلال العقد 2020-2030. وترى الاتفاقيات أن تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، سيؤدي إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ. *حماية الناس والمنازل والشركات وترى الأممالمتحدة أن التكيف مع العواقب المناخية يحمي الناس والمنازل والشركات وسبل العيش والبنية التحتية والنظم البيئية الطبيعية، بحيث يشمل التأثيرات الحالية والتي يحتمل أن تحدث في المستقبل، لذلك يجب أن يتم التكيف في كل مكان، ويجب إعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر ضعفًا الذين لديهم أقل الموارد لمواجهة مخاطر المناخ. ويتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات في جميع دول العالم، حيث أن التقاعس عن العمل المناخي سيكلف الدول ثمنا باهضاً، وترى الأممالمتحدة أن إحدى الخطوات الحاسمة تتمثل في وفاء البلدان الصناعية بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا.