أجمع أساتذة الأمراض الباطنية بكلية الطب جامعة الإسكندرية على أهمية التدقيق فيما ينشر بوسائل الإعلام حول الأمراض وطرق العلاج منها خاصة فيما يتعلق بمرض السكر نظرا لارتفاع نسب الإصابة به في مصر، مؤكدين أن أية معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى بلبلة وفوضى في انتظام المرضي في تعاطيهم لأدويتهم فضلا عن خلق فجوة في العلاقة بين الطبيب والمريض. وطالب الأطباء بضرورة مراجعة المختصين فيما ينشر حول الصحة والأمراض وعدم الاستعانة بالمجلات العلمية والنشرات الصحية الدولية دون الرجوع إلى المتخصصين، منوهين بأن غير المتخصصين قد يغفلون بعض المعلومات أو معلومة واحدة ذات أهمية تعكس أقل ما ينشر بوسائل الإعلام. جاء ذلك خلال لقاء لعدد من أساتذة الأمراض الباطنية والغدد ومرض السكر بكلية الطب بجامعة الإسكندرية لمناقشة ما أثارته بعد الصحف حول خطورة أحد العقاقير المستخدمة في علاج مرض السكر ونشر أن له مضاعفات خطيرة على مرضى القلب بما أثار جلبة في أوساط مرضي السكر بالإسكندرية. وأكد الدكتور علي عباسي أستاذ السكر والغد والأمراض الباطنية بكلية الطب بالإسكندرية أهمية تعدد المصادر في الحصول على المعلومات الطبية المتخصصة، مشيرا إلى أن خطورة المعلومات الصحية وخطورة وسائل الإعلام قد تؤدي إلى آثار سلبية تؤثر على المرضى خاصة في حالة الأمراض ذات النسب المرتفعة بالمجتمع. وقال عباسي أن وزارة الصحة تشترط وجود نشرة طبية واضحة مع كافة الأدوية المستخدمة في السوق المصرية لعرض الأعراض الجانبية وموانع الاستخدام بالتفصيل حتى يستطيع المتخصص وغير المتخصص الإطلاع عليها وفهمها. ومن جانبه، طالب الدكتور فهمي إمارة رئيس أقسام الأمراض الباطنية ورئيس وحدة السكر بكلية الطب بجامعة الإسكندرية كافة وسائل الإعلام والصحف غير المتخصصة في المجال الطبي بالاستعانة بآراء الأساتذة المتخصصين في المجال عن أي موضوع طبي ينشر، لافتا إلى أنه لا يكتفي بأن ينقل الصحفي عن الجرائد أو المجلات المتخصصة لأنه غير متخصص في المجال ولا يدرك بعض الدلالات العلمية التي تذكرها تلك المجلات وقد يغفل بعض المعلومات المهمة. وأوصى إمارة بإيجاد لجان متخصصة من أساتذة الجامعات في كل تخصص بوزارة الصحة لإصدار نشرات عن العقاقير التي يثار حولها بلبلة من أجل الحفاظ على استقرار علاقة المرضي بالأطباء. وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد البحراوي أستاذ الأمراض الباطنية بكلية الطب جامعة الأسكندرية ضرورة أن يحظى كل مريض بثقافة عامة ومعرفة شاملة عن مرضه، مؤكدا أن تلك المعلومات ستتيح له القدرة على فهم وتمييز صدق ما ينشر عن مرضه. وأوضح البحراوي أن أية شائعات تثار حول الأدوية أو الأمراض قد تؤدي إلى تخوف المريض من تعاطي علاجه دون الرجوع للطبيب المعالج، مؤكدا أهمية المتابعة الدورية المنتظمة للمريض مع طبيبة المعالج لملاحظة المضاعفات أو الأعراض الجانبية التي تطرأ عليه من أجل علاجها السريع.