يعد تغير النمط والسلوك الغذائي للمجتمعات البشرية واحدا من أهم الأسباب التي تقف وراء الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان في عصرنا الحاضر ولعل كثرة استهلاك الدهون الحيوانية والخمول البدني والتغذية غير السلمية من عوامل الإصابة بالأمراض المزمنة. وأكدت أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة منى وردة خلال ندوة نظمها مركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة بالإسكندرية بعنوان سبل الوقاية من الأمراض المزمنة أهمية التشجيع على ممارسة النشاط الرياضي وتعديل نظام الغذاء وفقا للأسس السليمة للتغذية والوقاية من الأمراض، مشيرة إلى أن الأمراض المزمنة تشكل تحديا متناميا للصحة في كافة بلدان العالم وهى المسبب الأول للوفاة في كافة البلدان ويزداد تأثيرها السلبي على المجتمعات يوما بعد يوم. وأوضحت وردة أن هناك علاقة وطيدة بين الغذاء الذي يتناوله الإنسان والعديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بنوع الأغذية والظروف المعيشية ومنها أمراض القلب والجلطة الدموية، لافتة إلى أن مثل هذه الأمراض تحدث بسبب استهلاك السمن النباتي فضلا عن استهلاك الدهون الحيوانية بكثرة وقلة تناول الأسماك مما يؤدى إلى ارتفاع مستوى الكولسترول بالدم. وقالت إن تفشي الأمراض المزمنة ووصولها إلى مستويات وبائية بالغة الخطورة يفرض على المجتمعات العربية بذل الجهود من أجل وضع حد لانتشار هذه الأمراض والتقليل من حجم المشاكل الصحية التي تواجه المجتمعات، مشيرة إلى أن هناك العديد من المعارف والخبرات في مجال مكافحة هذه الأمراض على الصعيدين الإقليمي والدولي. واستعرضت بعض العوامل التي تغير من النمط الغذائي وزيادة الدخل وتغير العادات الغذائية مثل ما يسمى بالنقل الثقافي للأطعمة من شعب إلى آخر، بالإضافة إلى الاعتماد على وسائل التكنولوجيا والاتصالات الحديثة التي تتسبب في قلة الحركة والنشاط البدني وانتشار التدخين بين شريحة الشباب والإفراط في تناول الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية والنشويات.