- الإرهابى الأسترالى يقوم بإشارة عنصرية فى أولى جلسات محاكمته.. وتقارير: لن يعدم نظرًا لإلغاء تطبيق تلك العقوبة - "تارانت" أرسل بيانًا إلى السلطات قبل دقائق من تنفيذ المجزرة.. وتركياوبلغاريا تحققان فى زياراته تعهدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، اليوم السبت، بتشديد قوانين حمل الأسلحة، غداة هجوم إرهابى على مسجدين فى مدينة كرايست تشيرش، أدى لاستشهاد 52 شخصا وإصابة 40 آخرين، فيما مثل الإرهابى الأسترالى، برينتون تارانت منفذ الاعتدائين أمام محكمة بالمدينة حيث وجهت إليه تهمة القتل. وقالت جاسيندا أرديرن خلال مؤتمر صحفى فى ولنجتون قبل توجهها إلى كرايست تشيرش، إن «المهاجم كانت لديه رخصة لحمل أسلحة حصل عليها فى نوفمبر 2017». وأضافت أرديرن أن المهاجم كان قد اشترى بندقيتين نصف آلية وبندقيتى صيد وسلاحا آخر. وتابعت: «مجرد حصوله على ترخيص وحاز أسلحة من هذا النوع، يجعلنى أقول إن الناس يريدون أن يتغير ذلك، وسأعمل على هذا التغيير». ومضت أرديرن قائلة: «يمكننى أن أخبركم شيئا واحدا، قوانيننا حول الأسلحة ستتغير»، وأكدت أيضا أن المهاجم واثنين من المتواطئين المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم، لم يكونوا على رادار أجهزة المخابرات، على الرغم من أن المهاجم كان قد نشر على شبكة الإنترنت بيانا أطلق فيه تهديدات. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية: «لم تتم مراقبتهم، لا هنا، ولا فى أستراليا»، مضيفة أن هناك تحقيقا جاريا حول هذا الجانب، مشيرة إلى أن «الجانى كان متنقلا، ويوجد سلاحان ناريان آخران فى السيارة التى كان يركبها، ومن المؤكد أنه كان ينوى مواصلة هجومه قبل أن تقبض عليه الشرطة». إلى ذلك، مثل منفذ الاعتداء تارنت (28 عاما) أمام محكمة فى كرايست تشيرش حيث وُجهت إليه تهمة القتل. واستمع مدرب اللياقة البدنية السابق والناشط اليمينى وهو مكبل اليدين ويرتدى قميصا أبيض يلبسه المعتقلون، إلى التهمة الموجهة إليه، ولم يتقدم بطلب للإفراج عنه بكفالة وسيظل فى السجن حتى مثوله مجددا أمام المحكمة فى 5 أبريل المقبل. وعقدت الجلسة الأولى وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث كانت هناك دعوات لقتل تارانت دون محاكمة، فيما ذكرت صحيفة محلية أن شخصا حاول التسلل إلى قاعة المحكمة وبحوزته سكين لطعن المتهم. وأثناء مثوله أمام المحكمة، كان من اللافت ضم «تارانت» لإصبعيه السبابة والإبهام على شكل دائرة، وأرخى بقية أصابعه مفرودة فى إشارة عنصرية يرفعها دائما من باتوا يعرفون ب «المتفوقين البيض». وذكر موقع شبكة «سى.إن. إن» الإخبارية الأمريكية، أن تارانت لن يواجه الحكم بالإعدام، نظرا لأن نيوزيلندا ألغت تطبيق تلك العقوبة منذ عام 2007. وبحسب مفوضية القانون النيوزيلندية، فإنه فى حالة إدانة أى شخص بالقتل تكون العقوبة هى السجن مدى الحياة مع عدم إمكانية العفو عن المحكوم عليه إلا بعد قضائه 10 سنوات على الأقل فى السجن. إلى ذلك، أفادت موقع «نيوزيلند هيرلاد» النيوزيلندى أن مكتب رئيسة الوزراء حصل على نسخة من بيان منفذ «هجوم المسجدين» قبل أقل من 10 دقائق من الهجوم، موضحة أن الجانى أرسل البيان إلى مكتب رئيسة الوزراء إلى جانب 70 جهة أخرى، من بينها مكتب البرلمان، وبعض وسائل الإعلام المحلية والدولية. بدوره، قال قائد الشرطة النيوزلندية مايك بوش فى مؤتمر صحفى، إن الشرطة تمكنت من اعتقال تارانت منفذ بعد 36 دقيقة من اعتدائه على مسجد النور، مرجحا أنه انتقل من مسجد إلى ثان ليطلق النار على المصلين وأنه يتحمل مسئولية الجريمة بمفرده». فى غضون ذلك، ارتفعت حصيلة شهداء الحادث إلى 52 شهيدا من بينهم 4 مصريين، و4 أردنيين، وسورى، وفلسطينى، وعراقى، وبريطانى من أصل سعودى. من جانبها، نقلت صحيفة «نيوزلاند هيرالد»، عن شاهد عيان يدعى سعيد مجدالدين، قوله إن الشرطة النيوزيلاندية وصلت بعد 20 دقيقة والإسعاف بعد 30 دقيقة. من جانبها، ذكرت مجلة «لوبوان» الفرنسية أن علاقة منفذ الهجوم الإرهابى، باليمين المتطرف الفرنسى، مشيرة إلى تأثير خسارته فى الانتخابات الرئاسية على شخصيته ونظرته تجاه أوروبا. وأوضحت المجلة أن «الإرهابى الاسترالى سافر عام 2017 إلى فرنسا، وبدأ تطرفه آنذاك بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الفرنسية»، مضيفة أن هزيمة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسى مارين لوبن كانت لحظة مهمة فى حياته وتبديد أحلامه بسيادة العرق الأوروبى الأمر الذى ساهم فى تطرفه». وتابعت المجلة :«مع ذلك فهو يرى حزب التجمع الوطنى الذى تتزعمه ليس راديكاليا بما فيه الكفاية». ووصف الإرهابى فى منشوراته الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالمصرفى العلمانى، الرأسمالى، مناهض للعرق الأبيض، كما وصف لوبن، بأنها شبه قومية، شخصية مثيرة للجدل بأفكارها الشجاعة الملهمة، التى تكافح الهجرة غير الشرعية فى بلادها. ولفتت «لوبوان» إلى أنه عقب فوز ماكرون انهارت أحلامه، وأصبح غير قادر على قبول الأمر الواقع والوضع السياسى فى أوروبا، ومن هنا قرر اتخاذ إجراءات باللجوء إلى القوة، وارتكاب أعمال العنف لتحقيق ذلك. فى سياق متصل، فتحت السلطات البلغارية تحقيق حول زيارة أجراها الإرهابى الأسترالى إلى بلغاريا بين 9 و15 نوفمبر الماضى، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وفى أنقرة، قال مسئول تركى إن ترانت أجرى رحلات عدة إلى تركيا العام الماضى، حيث فتحت السلطات تحقيقا لتتبع أنشطته واتصالاته. وأضاف المسئول :«نعتقد أنه تمكن من زيارة دول أخرى فى أوروبا وآسيا وإفريقيا (انطلاقا من تركيا)».