بسمة الباز - الفرنسية لجنة جولدستون هي لجنة شكلتها الأممالمتحدة لتقصي الحقائق حول انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان التي وقعت خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وسميت بعملية "الرصاص المصبوب". وقع العدوان في الفترة من 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009 مخلفاً بذلك 1400 شهيد فلسطيني معظمهم من الأطفال فضلا عن تدمير البنية التحتية للقطاع , وسميت اللجنة بهذا الاسم نسبة إلى القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون الذي يرأس اللجنة. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد دعا يوم 12 يناير 2009 إلى تشكيل لجنة دولية عاجلة لمعرفة حقيقة انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في حرب غزة , مما أدى إلى تشكيل لجنة من 4 أعضاء برئاسة القاضي جولدستون , وفي 15 سبتمبر 2009 صدر تقرير اللجنة في 574 صفحة وخلص إلى عدة نقاط منها : أولها : أن كلاً من إسرائيل وحماس ارتكب "جرائم حرب" وربما "جرائم ضد الإنسانية" خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وثانيها : أن إسرائيل عمدت إلى "الاستخدام غير المتكافيء للقوة" ، وإلى استهداف المدنيين بشكل عام ، وكان هذا واضحا من خلال قصف المناطق الخالية من أي أهداف عسكرية ، وكأن إسرائيل كانت تمارس نوعا من العقاب الجماعي. ثالثا : استخدام القوات الإسرائيلية لبعض المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. رابعا : أكدت اللجنة أنها لم تعثر على أي دليل يدعم ادعاءات إسرائيل بأن المقاومين الفلسطينيين استخدموا سكانا مدنيين دروعا بشرية. خامسا : استخدمت إسرائيل القنابل المسمارية والفوسفور الأبيض خاصة في المناطق المزدحمة بالسكان مما نتج عنه إصابات بالغة في صفوف المدنيين وصف بعضها الأطباء بأنها حالات غير قابلة للعلاج. سادسا : لم تجد اللجنة أي دليل على أن أفرادا من المجموعات الفلسطينية "حماس" شاركوا في القتال بلباس مدني , وبالنسبة لموضوع الاعتداء الإسرائيلي على أحد المساجد ، أعلنت اللجنة أنها لم تجد أي دليل على أنه اسُتخدم لغايات عسكرية تبرر ضربه وقتل كل ما كانوا فيه. سابعا : استهدفت الهجمات الإسرائيلية البنية التحتية والمنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس والآبار ومقار الأممالمتحدة ، وذلك يعتبر خرقا واضحا لاتفاقية جنيف الرابعة. ثامنا : انتقدت اللجنة احتجاز القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين , خاصة النساء والأطفال , في أماكن غير آدمية مع حرمانهم من الطعام والشراب , في حين تم تعذيب الرجال من المحتجزين للحصول على معلومات. تاسعا : انتقدت اللجنة احتجاز حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تم أسره عام 2006 ، مما جعل إسرائيل تنفذ هجومها على القطاع. وأشار التقرير أيضا إلى رفض إسرائيل التعاون مع اللجنة ، في حين أبدى الجانب الفلسطيني تعاونا واضحا. ومن جانبها , سارعت إسرائيل إلى التنديد بعمل اللجنة متهمة تقريرها بأنه "منحاز" ، ومؤكدة في بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن إسرائيل رفضت التعاون مع اللجنة لأن "القرار الذي أتاح تشكيلها استبق نتيجة التحقيق وأعطى شرعية لمنظمة حماس". في حين اعتبرت حركة حماس تقرير لجنة جولدستون بأنه سياسي وغير متوازن وغير منصف وغير موضوعي لأنه ساوى بين الجلاد والضحية.