أفرع من الأشجار تبدو عظيمة القيمة الصناعية ومهدرة فنيًا، إلا أن ولاء إبراهيم، صاحبة ال 28 عامًا، ترى الأمور بعين أخرى، عين «فنان» لا يملكها الكثيرون، فحولت الفروع إلى تابلوهات فنية. تخرجت ولاء من المعهد العالى للفنون المسرحية فى العام 2010، وعملت فترة فى ديكور المسرح وأخرى فى شركة هندسية، وتزوجت لتنجب آدم وحور، وكان من الصعب كعادة كثير من الفتيات أن تخرج إلى الحياة العملية وتتركهما رضعا صغار يحتاجان إلى رعايتها. حياة تقليدية تماما حاولت ولاء أن تتخطاها قائلة: «لما تزوجت ربنا رزقنى بأطفال كان من الصعب أنزل وأسيبهم فقررت بإمكانيات بسيطة يكون ليا شغلى الخاص وأحقق طموحى، قررت أشتغل من البيت فى حاجة بحبها، وبالفعل ابتديت أرسم تابلوهات مودرن، وأجدد فيها كل فترة بأفكار جديدة، وأخيرا استقريت على الرسم على جذوع الشجر، وبالفعل حاولت استغلها وبدأت أعمل منها تابلوهات وميداليات وسلاسل مرسومة». لم يكن الأمر بالسهولة التى تخيلتها ولاء، فهو لا يحتاج إلى دراسة وموهبة فقط؛ بل مجهود ليس بالبسيط؛ لتخرج لوحة فنية تدخل السرور على أعين من يراها، توضح: «ابتديت أدور على لوحات سهلة الرسم بحيث أقدر أسلم التابلوهات فى وقت قصير، وبعد كده استعنت بخامات أفضل وتكون فى المجمل أفضل وأجمل فى الشكل النهائى وكانت الخامة دى (شاسيهات توال)، بتكون مخصصة للرسم، والتابلوه فى الآخر بيكون شيك جدا». استطاعت ولاء بذكائها أن تسوق لنفسها: «فى البداية كنت باعمل مسابقات على الجروبات واللى بيفوز بيكون ليه تابلوهات هدية وتابلوهات عليها تخفيضات كبيرة، مع الوقت بقى فى تفاعل كبير على السوشيال ميديا، وبقى يطلب منى شغل كتير، وأصبحت الجروبات وصفحات الفيسبوك بتعرض عليا تسويق شغلى مقابل نسبة من البيع». دائما نسعى لوجود الدعم والتشجيع لاحتمال وجود صعوبات بالطريق خاصة لو فى البداية، وعند سؤال ولاء أكدت أن والدتها هى بطلة القصة الحقيقية: «أمى هى اللى علمتنى إزاى أوفق بين بيتى وشغلى، وكانت سر تشجيعى منذ الصغر، وشاركت فى العديد من مسابقات الشباب والرياضة، وحصلت على جوائز كثيرة أثناء مشاركتى بالجزائر وسوريا». تحلم ولاء أن يكون لها مشروع ضخم يعرض لوحاتها الفنية، وأن تصبح فنانة مشهورة: «كل هدفى أن أولادى لما يكبروا يكونوا فخورين بيا».