تزخر محافظة الإسكندرية بالمعالم الأثرية التى تعود للعصر الرومانى، أبرزها عمود السوارى، الذى يتمتع بشهرة واسعة عند الإسكندرانية، انتقلت إلى تصوير مشاهد سينمائية كثيرة فى محيطه. يقع مقر العمود فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية. قصة إقامة العمود جاءت تخليدا للإمبراطور دقلديانوس فى القرن الثالث الميلادى، وهو آخر الآثار المتبقية من معبد السيرابيوم الذى أقامه بوستوموس، ويعتبر أعلى نصب تذكارى فى العالم، وإن لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود إلى العصر الرومانى، وقيل إن العمود أهدى للمسيحية بعد انتصارها فى الإسكندرية. وتعود تسمية العمود ب«السوارى» إلى العصر العربى، حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400 عمود آخر وهو ما يشبه صوارى السفن، ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصوارى والتى حرفت فيما بعد إلى السوارى. وعرف عمود السوارى خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود بومبى، ويرجع الخطأ إلى أن بعض الأوروبيين ظنوا أن رأس القائد الرومانى بومبى الذى هرب إلى مصر فرارا من يوليوس قيصر وقتل فى مصر، وضعت فى جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود.