جمالات شيحة وشقيقتها رضا شيحة، تبلغان من العمر ما يقارب السبعين عاما، متخصصتان فى الغناء الشعبى، حققتا جماهيرية كبيرة بين محبى هذا الفن، ليس فقط داخل مصر وإنما أيضا خارجها. وقد أحيتا حفلات عدة فى عواصم أوروبية بدعوة من هيئات ثقافية أجنبية، وكثير من الأجانب الراغبين فى التعرف على الفنون الشعبية المصرية، خصوصا فن الموال، يسعون إلى الاستماع لهما، ما يدفع المراكز الثقافية الأجنبية فى القاهرة إلى إقامة حفلات لهما على مدار العام. تقول جمالات: «وظيفتى مهمة زى اللى معاه شهادة وبكالوريوس، فأنا أغنى كلام مهم بيفرح الناس ويأثر فيهم ويخلى الغنى يحس بالغلبان. وتضيف: «مشوارى كان طويل وشقيت كتير، لكن الحمد لله ربنا أكرمنى وكملت، ومهمنيش استهتار الناس بى وبفرقتى، وكمان خليت أختى تغنى معايا، والفضل لربنا ولأستاذ الموال الشعبى زكريا الحجاوى اللى اكتشفنى أنا وأختى ووصانا إننا نكمل المشوار، وأنا بحسد نفسى على صبرى الطويل، لأن كان فيه واحد زميلى فى الموال الشعبى، اسمه عبدالغفار رمضان، وحلفنى بالله إنه طول ما شكلى حلو وصوتى بيقول، ما اعتزلش، عشان البلد خربت من الفنانين الشعبيين. جمالات لها ابن يعمل فى الفرقة القومية بالبالون، وابنا شقيقها مطربان شعبيان أيضا، وزوج رضا يعمل بالفرقة التى تعزف وراءهما. تقول رضا شيحة: اسمى الحقيقى روضة، بحب الغنا الشعبى من صغرى، وأبويا كان بتاع موال، وأخدنا أنا وأختى نغنى مواويل فى أفراح الأرياف، وبعد كده الناس بقت تطلبنا بالاسم. وتضيف: أختى جمالات تعبت وشقيت كتير، طول عمرها حاملة همنا، وحتى وأنا بغنى جنبها بتكون حاملة همى، وتحب تساندنى دايما من يومى، وأنا مقدرش أقول الموال إلا لما هى تسمعه الأول وتقولى الله ينور عليكى يا رضا، ساعتها أطمن وأطلع للجمهور، وأنا مش خايفة، لأن الأستاذة شهدت لى، فأكيد إن شاء الله الجمهور مش ها يخذلنى». أهلى توفوا، واستلمت جمالات أختى مسئولية تربيتنا أنا وإخواتى العشرة وأبويا كان متجوز ثلاثة، ولما كبرنا كنا بنساعدها، ولما خلصت مننا استلمت مسئولية عيالها، وأنا كمان استلمت مسئولية عيالى، لكن هى كبيرتنا. تكمل جمالات: الحمد لله أنا معايا الصحة وكام غويشة دهب لزوم الشغل، وإحنا أول ما بدأنا كان الإعلام بيستهين بأجرنا، وكنا بنعمل حفلات للتليفزيون، وما كناش بناخد غير ملاليم ما تكفيش البنى آدم لأكل العيش الحاف، وكانوا بيستهتروا بينا وإحنا لابسين هدوم فلاحى أو شعبى، ولما بقينا نخش فى الجد ونغنى، حصل لهم رعب. وبقوا يقولوا إيه ده دى الست جمالات وأختها بيلعبوا بالنغم لعب، دول أساتذة، والحمد لله ربنا كارمنا بقدرة على الحفظ السماعى، وإحنا اللى لا بنقرأ ولا نكتب اتفوقنا على كورال الإذاعة والتليفزيون المتعلمين المتنورين، وكنا بنحفظ أجدع منهم، وإحنا زى المخزن، عقولنا مليانة مووايل وأنغام حفظناها سماعى. «إحنا تعبنا كتير والمشوار طويل لكن مش ندمانين، والحمد لله ما أغضبناش ربنا، وكل ما نروح مكان الناس بحتسسنا بالحب والقبول وبيستقبلونا بحفاوة كبيرة، زى تامر حسنى وأحسن، وكمان جمهورنا مثقف فيه دكاترة وأساتذة كبار، إحنا مش بتوع حلامنتيشى. وبرغم كل ده محافظين على الصلاة والعبادة ولا يمكن ننسى حق ربنا علينا، ودلوقتى ما بنشتغلش لا فى أفراح ولا مع رقاصات، إحنا لينا تاريخ، وشغل الفن مش بالساهل، كنا بنقف على المسرح بالخمس ساعات نقول مواويل، نريح عشر دقائق بين كل ساعتين ونقوم نغنى تانى زى العفاريت، وربنا كارمنا بالصحة. وتختم رضا: محدش بيكتب لنا كلمات ولا بيألف، إحنا بنعتمد على مجهودنا، وبنرجع المواويل القديمة، وساعات نألف كلمات ونقولها، وأنا سعيدة لما يقولوا علينا إننا سيدات الموال الشعبى، وساعات بيشبهونا بالست منيرة المهدية على أساس يعنى إننا لنا جماهير مثقفة وواعية مش أى كلام.