رغم أن فيلم «الشوق» الذى يمثل مصر فى المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، لم يعرض جماهيريا حتى الآن إلا أنه يتعرض لحملة هجوم عنيفة وصلت إلى حد اتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر والدعوة إلى التحرر والإباحية، وهو ما رفضه مخرجه خالد الحجر بشدة.. ويتساءل: «كيف يتم الهجوم على العمل قبل مشاهدته أصلا؟».. ويستشهد بجرأة السينما المصرية فى الماضى، حيث ناقشت قضايا مهمة فى أفلام مثل «الحرام»، «بداية ونهاية»، «القاهرة 30» بينما لا يتاح لصناع السينما حاليا تلك الميزة. ويعترف الحجر، فى حواره مع «الشروق»، بأنه عرض سيناريو الفيلم على أكثر من منتج مصرى، ولكنهم جميعا رفضوه بدعوى أنه «ثقيل على الجمهور» إلى أن جاء المنتج محمد ياسين ليخرجه إلى النور بمساعدة الإنتاج الفرنسى المشترك. فى البداية وصف خالد الحجر الشوق بأنه «فيلم مهرجانات» لأن المستوى الفنى لقصته عالية وزاوية تناولها مختلفة مما يؤهلها للقبول بالمهرجانات، حيث يناقش الكبت بجميع أنواعه وكيف يؤدى للمشكلات سواء الاجتماعية أو النفسية، وتابع: «لا يعنى وصفه هكذا أنه ليس جماهيريا، بل إنه يحمل الصبغة التجارية أيضا، وسأضرب مثلا بفيلم حب البنات، الذى عرض فى المهرجانات، ولكنه يمتاز بأنه تجارى كذلك وأعجب به الجمهور عند عرضه، وأتمنى أن أعرض الشوق فى مهرجانات عالمية أخرى غير القاهرة». ● لكن كيف سيتم عرضه فى مهرجانات أخرى رغم أنه مفترض عرضه تجاريا فى إجازة منتصف العام؟ لا توجد مشكلة فى ذلك لأن قانون المهرجانات ينص على أنه إذا عُرض الفيلم فى مهرجان بلده أو حتى تجاريا بها، فلا مانع من عرضه فى المهرجان العالمى، ولكن إذا تم عرضه تجاريا فى أى بلد أجنبى عندئذ لا يتم قبوله فى الخارج. ● وما سبب اختيارك للفنانة روبى رغم أن تجاربها السينمائية قليلة؟ أعرف روبى من أيام فيلم «سكوت هنصور» وشعرت أنها تركيبة جيدة وبداخلها طاقة تمثيلية كبيرة تحتاج لمن يخرجها، وأؤكد أنها فى «الشوق» ستكون مع شقيقتها كوكى مفاجأة لأنها مختلفة تماما عن ذى قبل، وبالمناسبة سينما الفيلم هكذا لأن روبى فى الفيلم اسمها «شوق». ● وما تعليقك على الهجوم الضارى على الفيلم بدعوى أنه يدعو للإباحية ويسىء لسمعة مصر؟ والله أنا مندهش بشدة مما حدث، فقد فوجئت بعدة قضايا تُقام ضدى بدعوى أن الفيلم يناقش الكبت الجنسى ويتخلله الكثير من المشاهد الجنسية، والمشكلة ليست فى تخمين قصة الفيلم ولكن فى الهجوم عليه قبل عرضه، فكيف يتم ذلك؟، وأنا عمرى ما صادفت هذا فى حياتى لا فى مصر ولا فى الخارج، وإذا أردت التأكد فيمكنك مشاهدة التريلر على موقع اليوتيوب. ● ولكن دائما ما يتم الهجوم عند سماع جملة «القضايا المسكوت عنها»؟ القضايا المسكوت عنها ليست سيئة، ولكن نعنى بها أن هناك موضوعات لا يتم التعرض لها والسكوت عنها رغم أهميتها، وفى السينما لابد أن نناقش كل شىء لأنها مرآة المجتمع، فمثلا فى أفلام (الحرام وبداية ونهاية والقاهرة 30) تمت مناقشة قضايا لها وزن وثقل ومهمة للغاية وتعد من الأشياء المسكوت عنها، ولكن لم يتم الهجوم عليها كما حدث حاليا، وأضف على ذلك أن هذه الأفلام كانت منذ أكثر من 30 عاما.. وفى الوقت الراهن لا أستطع مناقشة مسألة كالكبت النفسى والمثيلة الجنسية باستفاضة، وانظرى إلى التناقض فنحن فى عام 2010. ● ولماذا فى أفلامك لا تستعين بنجوم «سوبر ستارز» باستثناء فيلم «حب البنات»؟ أحرص على عدم الاستعانة بالسوبر ستارز لأنى أحب بشدة اكتشاف المواهب الجديدة، الذين يعدون بحق مواهب مدفونة، وبالمناسبة عندما أخرجت فيلم «حب البنات» لم يكن أحمد عز ولا خالد أبوالنجا ولا هنا شيحة نجوما، ولكنهم أصبحوا كذلك فى وقت لاحق، ولكن كانت ليلى علوى وحنان ترك نجوما بحق وقتها، ولا يهمنى إذا كان من يمثل فى فيلمى سوبر ستار أم لا. ● قلت من قبل لا يوجد المنتج المغامر الذى يصنع أفلاما للمهرجانات.. هل يعنى كلامك أنك عرضت الفيلم على أكثر من منتج؟ هذا صحيح بالفعل، فقد عرضته على منتجين آخرين ولكنهم رفضوه بحجة أنه فيلم ثقيل فنيا على الجمهور، ولن يواجه النجاح المرغوب، وللأسف المنتجون أصبحوا غير راغبين فى الإنتاج إلا للنجوم الكبار فقط، لأنهم يحتاجون لضمانات تضمن لهم تحقيق أرباح ومكاسب مادية فقط ولا يوجد منهم إلا القليل جدا الذى يرغب فى المجازفة وصنع شىء مختلف. ● ألهذا السبب فكرت فى الإنتاج المشترك مع فرنسا؟ فى معظم أفلامى عملت بنظام المنتج المشارك مع الدول الأوروبية، وكان لى سابقة مع ألمانيا من قبل، والإنتاج المشترك يعطى فرصة كبيرة جدا للانتشار والتوزيع فى الخارج والأهم من ذلك إعطاء فرصة للجمهور الأجنبى لأن يتعرف على السينما المصرية. وفى الحقيقة هناك عدة دول أوروبية تعطى منحا للإنتاج السينمائى فلماذا لا أستفيد منها؟، وفى «الشوق» حصلنا على منحة اسمها «دعم الجنوب» يقومون فى فرنسا بمنحها للدول الجنوبية للارتقاء بصناعة السينما، وهذا الدعم يكون على حسب التكلفة الإجمالية للفيلم وليس شرطا أن يكون كله دعما ماديا ولكن قد يكون معنويا فى صورة معدات وفنيين وغيره. ● وما السبب فى استعانتك بمدير تصوير إسبانى رغم وجود مصريين على كفاءة كبيرة؟ والله أنا أستعنت به ليس لتجاهل الكفاءة المصرية، ولكن لأن من شروط التعاقد مع المنتج الفرنسى أن يكون جزء من الفنيين العاملين فى الفيلم أوروبيين، ولذلك استعنت بمدير التصوير الإسبانى، الذى تعاونت معه من قبل فى عدة أفلام، وكان على كفاءة عالية. وعلى فكرة مسألة الفنيين الأجانب الواجبة نتيجة الإنتاج المشترك كان يتعرض لها أيضا المخرج يوسف شاهين فى معظم أعماله، ولذلك نجد بعض مديرى تصويره أو خبراء الماكياج فرنسيين.