فشل حزب النور فى الفوز بأى مقعد على مستوى الجمهورية مما يؤكد تراجع شعبيته تماما. هذه قراءة سريعة فى نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ التى أعلنت نتائجها يوم الثلاثاء الماضى.. ما هى الإيجابيات والسلبيات؟ وكيف نتطلع إلى الأفضل ونحن مقبلون على انتخابات مجلس النواب قريبا؟ بداية أقول إن الرياح لا تأتى أبدا بما تشتهى السفن وهذا ما حدث فيما يتعلق بنسبة الحضور والمشاركة فى الانتخابات فى الداخل والخارج والتى لم تتجاوز 17٫1٪ وهى نسبة أقل بالطبع مما كنا نأمله؛ مما حدا بجماهير عريضة أن تقول إن هذا المجلس ليس له دور يذكر ولهذا لا يقبل الناخبون على المشاركة فى انتخاباته بالإضافة إلى عدم معرفتهم ببرامج الأحزاب والمرشحين على المقاعد الفردية فكيف يذهبون لانتخاب مرشحين لا يعرفون عنهم شيئا؟ لا أنكر هذه الملاحظات وسأعلق عليها لاحقا لكننا يجب ألا ننسى أن هذه النسبة المنخفضة تحمل مؤشرا إيجابيا لا يمكن إنكاره وهو الدليل على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية التى لم تمتد لها يد بالعبث أو التعديل وجرت فى جو غير مسبوق من الانضباط وحرية الرأى أشادت به كل المنظمات وأجهزة الإعلام العالمية التى تابعت الانتخابات. فيما يتعلق بدور المجلس فقد سبق أن ذكرت أننى أشهد أن مجلس الشورى الذى حل محله مجلس الشيوخ كانت تجرى تحت قبته مناقشات جادة لقضايا غاية فى الأهمية تصدر عنها تقارير قوية وموضوعية فإذا كانت توضع فى الأدراج ولا يؤخذ بها فهذه ليست خطيئة المجلس لكنها خطيئة المسئولين الذين لم يستفيدوا من هذه التقارير وما تضمنته من توصيات واقتراحات. وبالنسبة لملاحظة أن الناخبين لا يعرفون أغلب المرشحين سواء على القوائم أو المقاعد الفردية فهذه حقيقة ترجع إلى تقصير من أجهزة الإعلام فى عرض برامج الأحزاب والمرشحين وإجراء لقاءات معهم وكان هذا ممكنا بدلا من الأفلام العربية القديمة التى كانت تعرض يوميا تقريبا على أغلب القنوات بلا سبب.. وبذلك لا تتاح الفرصة للناخبين للتعرف على برامج الأحزاب والمرشحين والمفاضلة بينهم. ملاحظة إيجابية أيضا أن الشباب مثلوا النسبة الأكبر من إجمالى عدد من شاركوا فى الانتخابات وهى بلا شك ظاهرة تعكس تنامى الوعى بين الشباب وحرصهم على المشاركة السياسية.. وفاز 9 من الشباب أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب لفت نظرى من بينهم محمد محسن نجل الزميل الكاتب الصحفى محسن حسنين رئيس تحرير مجلة أكتوبر السابق الذى خاض التجربة بعيدا تماما عن والده ولم يطلب منه أية مساعدة. أسفرت المرحلة الأولى للانتخابات عن جولة إعادة مصغرة على 5 مقاعد فقط بالنظام الفردى فى 5 محافظات مقابل جولة إعادة أوسع على 26 مقعدا فى 14 محافظة فى انتخابات 2020 وذلك بسبب تراجع عدد المرشحين بالنظام الفردى من 787 مرشحا عام 2020 إلى 424 مرشحا هذا العام. وقد حسمت القائمة الوطنية من أجل مصر مقاعدها ال100 الموزعة على 4 قوائم فى نطاق 4 قطاعات تغطى محافظات الجمهورية.. وذلك بعد أن حسمت نسبة أصوات تزيد على ال5٪ المقررة بقانون انتخابات مجلس الشيوخ واللازمة لحسم الفوز دون تزكية.. وتجرى جولة الإعادة بالخارج يومى 25، 26 أغسطس الحالى وفى الداخل يومى 27، 28 أغسطس وذلك على مقعدين بالغربية والأقصر.. الأول بين مرشح لحزب مستقبل مصر وآخر من حزب المستقلين الجدد ومقعدين فى الوادى الجديد والإسماعيلية بين مرشحين لحزب حماة الوطن فى مواجهة مرشحين مستقلين، وأخيرا مقعد واحد فى بنى سويف بين مرشحين لحزب الوعى وحزب الجبهة الوطنية. من أهم مفاجآت المرحلة الأولى أن حزب الشعب الجمهورى كان الحزب الوحيد الذى حسم مرشحوه على المقاعد الفردية كل المقاعد التى خاضوا الانتخابات عليها دون اللجوء للإعادة.. وفشل حزب النور فى الفوز بأى مقعد على مستوى الجمهورية مما يؤكد تراجع شعبيته تماما. المهم الآن أن نتدارك جميعا كل السلبيات قبل انتخابات مجلس النواب وأن تتاح للأحزاب والمرشحين على المقاعد الفردية الفرصة الكافية لعرض برامجهم من خلال أجهزة الإعلام والمؤتمرات الشعبية واللقاءات الجماهيرية اليومية ولا ننسى أن انتخابات مجلس النواب تحظى دائما باهتمام الناخبين وهذا ما نتمناه.