الجولة الأولى للشيوخ| صعود الأحزاب الجديدة يعزز التنافسية.. وعلى «القديمة» مراجعة حساباتها

أسفرت نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشيوخ عن إجراء جولة الإعادة على 26 مقعدا فرديا فى عدد من المحافظات.. فى حين تم حسم نتائج 74 مقعدا فرديا من إجمالى 100 مقعد مخصصة للانتخابات بنظام الفردى.. وكانت القوائم الأربع التى خاضت الانتخابات على 100 مقعد قد حققت الفوز من الجولة الأولى بعد تحقيقها النسبة المقررة للنجاح من عدد الأصوات الانتخابية.. وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت أن عدد الناخبين الحاضرين المشاركين فى التصويت بلغ 8 ملايين و959 ألفا و35 ناخبا بنسبة مشاركة بلغت 14.23%، ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ للمصريين فى الخارج يومى 6 و7 من الشهر المقبل، وفى الداخل يومى 8 و9 سبتمبر المقبل، على أن يتم إعلان النتائج النهائية 16 سبتمر المقبل.
كشفت نتيجة انتخابات الجولة الأولى لمجلس الشيوخ تراجع عدد كبير من الأحزاب القديمة وعلى رأسها حزب الوفد من المشهد فى المقاعد الفردية ، وصعود أحزاب جديدة تمكنت من تحقيق نجاح ساحق فى المحافظات، وأظهرت نتائج المرحلة الفردية مؤشرات تؤكد اختفاء الأحزاب التقليدية من الساحة السياسة، وأكد خبراء القانون والسياسة أن السبب وراء ذلك غياب الرؤية السياسية والمرجعية الفكرية للكثير من تلك الأحزاب القديمة ويجب أن تراجع حساباتها لتحدد الأسباب والمشاكل ونقاط الضعف التى ادت لتراجعها فى الانتخابات لتبدأ العمل على علاجها ، مما تسبب فى اختفاء العديد منها، وأوضحوا أن ظهور أحزاب جديدة على الساحة يدعم الحياة الحزبية ويخلق روحا من التنافسية بين تلك الأحزاب لمحاولة كسب ثقة المواطنين وهو ما يصب فى نهاية المطاف فى تعزيز العمل الحزبى.
قال د. شوقى السيد الفقيه الدستورى إن الحياة الحزبية فى مصر لها اتجاهات ايديولوجيا منذ أكثر من قرن من الزمن تعمل على إنعاش الحياة السياسية، ولكن عقب عام 2011 انفرط عقد الأحزاب السياسية وبلغت الأحزاب أكثر من 100 حزب ولكنها أحزاب ورقية ليس لها تواجد فى الشارع السياسى ويجب أن تمثل اتجاهات سياسية تمثل لها برامج حزبية ويكون لها مؤيدون وقادرة على التنافس إلى أن تصل الى السلطة بإرادة شعبية، وأضاف أن هناك أحزابا اختفت خلال انتخابات مجلس الشيوخ ولم تستطع الحصول على مقعد واحد فى المجلس نتيجة عدم قدرتها على التواجد فى الشارع، وعلى عكس ذلك نجحت بعض الأحزاب الحديثة فى تحقيق نجاح واضح والحصول على العديد من المقاعد ومنها حزب مستقبل وطن الذى استطاع أن يتواجد فى الشارع السياسى ويجد له أنصارا ، والأمل فى تجدد الحياة السياسية من خلال التعددية الحزبية بشكل حقيقى بالتواجد والاتصال بالجماهير وطرح برامج بناءة، مؤكدا أنه ليصبح الحزب مؤثرا يجب أن يحصل على 10 مقاعد على الأقل .
وأكد د. إكرام بدرالدين أستاذ العلوم السياسية أن هناك عددا من الأحزاب اختفت تمامًا من الشارع، منها أحزاب لا يسمع عنها المواطن أويعرف اسمها، الحزب السياسى ليس مجرد مقر ومجموعة أفراد، فأى مؤسسة دون تواصل مع المواطن والشارع لا يمكن أن نطلق عليها اسم حزب سياسى، مضيفا أن هناك تجربة فى نشأة عدد كبير من الأحزاب بعد عام 2011 منها كثير من الأحزاب غير الفاعلة التى لم تثبت أى تواجد فى الحياة الحزبية، وحقيقة الأمر أن الأحزاب التى لم تنجح فى التواجد على الساحة السياسية خلال انتخابات مجلس الشيوخ لا يعتمد عليها لعدم قدرتها على خلق شعبية لها، ومع ظهور أحزاب جديدة استطاعت أن تثبت نفسها بقوة وتنجح فى الحصول على الكثير من المقاعد فى مجلس الشيوخ من الممكن أن تخلق تنافسية فى الحياة الحزبية.
وأضاف أن ظهور الاحزاب الجديدة يعمل على تقوية الأحزاب من خلال التنافس على التواجد والقيام بدورها على أكمل وجه وحل مشاكل المواطنين مشيرا إلى أنه لتقوية الحياة الحزبية يجب أن تتجه الأحزاب ذات التوجه الواحد الى الاندماج وخلق حزب قوى أفضل من أن يكون عدد كبير من الأحزاب مهمشة والاندماج يفرز مرشحين ذوى كفاءة يفيدون المصلحة العامة، موضحا أن عدد الأحزاب تجاوز ال 100 حزب سياسى إلا أن كثيرا منها غير معروف للمواطن، ولا يتفاعل مع الشارع نتيجة غياب برامج الأحزاب والتى تعد من أهم الأسباب لتراجع دورها فى الشارع السياسى.
مستقل فى مواجة 3 حزبيين
تدور جولة الإعادة فى محافظة المنوفية على مقعدين للفردى بعد أن تمكن كل من د. أسامة فهيم منصور مرشح حزب الشعب الجمهورى، وعلاء ناصف طاحون مرشح حزب مستقبل وطن من حسم مقعدين من الجولة الأولى.
بينما يواصل 4 مرشحين آخرون المنافسة فى الإعادة لحسم المقعدين الآخرين وهم محمود فريد شرارة، وهشام الحاج على عن حزب مستقبل وطن، والمهندس صلاح عبدالمعبود مرشح حزب النور السلفى، والمرشح المستقل د. حسن أبوالقمصان الخولى.. وفور إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن إجراء الإعادة بالمحافظة بدأ المرشحون الأربعة فى تكثيف تحركاتهم فى محاولة لكسب ثقة المرشحين وحشدهم للمشاركة فى التصويت خلال جولة الإعادة.
وشهدت مقرات حزب مستقبل وطن نشاطا على مستوى قرى ومراكز المحافظة لتحقيق الحشد المأمول خلال معركة الإعادة.. كما يواصل المرشح السلفى المهندس صلاح عبدالمقصود عن حزب النور محاولات الفرصة الأخيرة بالاعتماد على أصوات السلفيين.
فى حين يعتمد د. حسن أبوالقمصان الخولى على التربيطات الانتخابية مع العائلات بقرى المحافظة من انصاره وبصفة خاصة بمركز اشمون والذى يضم كتلة تصويتية كبيرة فى محاولة لحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين لمؤازرته فى معركته الانتخابية كمرشح مستقل.
تحركات مكثفة لمرشحى الإعادة على مواقع التواصل الاجتماعى
تجرى جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ بمحافظة القليوبية بين أبوسريع إمام الصحفى بالأهرام مرشح حزب الشعب الجمهورى والذى يحظى بدعم المرشحين ال 5 الفائزين فى الجولة الأولى، والمرشح المستقل خالد عرمان..وكثف مرشحا الإعادة من تحركاتهما وجولاتهما بنطاق المحافظة مع كبار العائلات والشباب وسط إجراءات احترازية ، بالاضافة لتكثيف حملاتهم الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعى لعرض برامجهما الانتخابية، وحث المواطنين على النزول إلى صناديق الانتخابات.. وقد تبارى فى الجولة الأولى للانتخابات 60 مرشحا مستقلا وممثلين للأحزاب المختلفة على 6 مقاعد مخصصة للفردى بالمحافظة.
خبرة القدامى فى مواجهة طموح الشباب
ارتفعت سخونة المعركة الانتخابية بين المرشحين العشرة الذين يخوضون جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ بمحافظة سوهاج خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى التى لعبت دورا اساسيا فى الدعاية الانتخابية فى الجولة الأولى واتضح مدى تأثيرها على الناخبين، وكثف المرشحون تحركاتهم واجتماعاتهم مع الناخبين وكبراء العائلات فى مختلف القرى والمدن وبرزت على الساحة بعض التحالفات السرية والمعلنة بين بعض المرشحين بينما تكاتف مرشحو حزب مستقبل وطن الخمسة فيما بينهم لاقتناص المقاعد الخمس، وهم اللواء مجدى القاضى مساعد وزير الداخلية الأسبق ويحظى بشعبية جارفة وينتمى لقرية كوم أشقاو مركز طما، واللواء محمود أبوسديرة نائب الشورى السابق ورئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة الأسبق وينتمى لعائلة سياسية عريقة بنزلة القاضى بطهطا، وعبدالحكيم العش نائب الشعب السابق لعدة دورات وينتمى لعائلة كبيرة ويحظى بشعبية كبيرة لخدماته بمركز العسيرات والمنشاة، ومن الشباب أحمد فوزى عبدالكريم والذى ينتمى لمركز البلينا ويخوض الانتخابات لأول مرة معتمدا على الشباب، ومصطفى قدرى الشريف الذى يعتمد على شعبية قبيلة الأشراف فى مدن المحافظة. أما حزب حماة وطن فينافس بقوة هاشم محمد هاشم نائب الشورى السابق ود.إسماعيل أبوكريشة نائب الشورى السابق والطبيب الشاب المستقل مصطفى محمد مصطفى ابن مركز البلينا ومرشح حزب الاتحاد عمرأبوزيد أكثر المرشحين تحركا ودعاية منتميا لمركز سوهاج، والمستقل د.محمود سيد بخيت حماد أمين عام جامعة أسيوط ويعتمد على قريته الصوامعة غرب طهطا وطلاب جامعة أسيوط من أبناء سوهاج.
صراع شرس بين الشباب والشيوخ على مقعد المحافظة
رغم الهدوء الظاهرى فى الشارع البورسعيدى فى جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشيوخ على مقعد الفردى بالمحافظة.. إلا أن هناك صراعا شرسا بين كتلتين انتخابيتين إحداهما تمثل جيل الشيوخ بالمعنى الحرفى للكلمة والأخرى جيل الشباب وكل منهما له ثقله ووزنه فى الشارع ولا يمكن الحكم بفارق الأصوات الذى أسفرت عنه المرحلة الأولى حيث حصل الدكتور عاطف علم الدين رئيس جامعة بورسعيد الأسبق على أكثر من 19 ألف صوتا.. فى حين حصل منافسه الشاب أحمد جوهر رئيس نادى المريخ على ما يقرب من 10 آلاف صوت .. ويدخل كل منهما معركة الإعادة معتمدا على قاعدة انتخابية مختلفة حيث يمثل الدكتور عاطف علم الدين حزب مستقبل وطن والذى انطلق فى انتخابات الشيوخ من خلفية تواصل مستمرة مع القواعد الانتخابية بالمحافظة منذ أكثر من عام ونصف من خلال الخدمات الاجتماعية فى المناطق الشعبية.
كما يضم سجل الحزب لقاءات دورية ممتدة منذ فترة طويلة أيضا مع قطاعات مختلفة تمثل شرائح المجتمع البورسعيدى بكل طوائفه ربما كان هذا النشاط الممتد أهم العوامل التى منحت الدكتور عاطف علم الدين هذا الفارق من الأصوات مع أقرب منافسيه وإن لم يبلغ النسبة التى تمكنه من حسم الانتخابات من الجولة الأولى.. بينما يدخل الشاب أحمد جوهر جولة الإعادة معتمدا على قاعدة انتخابية مؤثرة كان لها باع طويل فى كل الانتخابات النيابية التى شهدتها بورسعيد قبل ذلك وهى تكتل طائفة أبناء الصعيد بالمحافظة التى ينتمى إليها.. كما يتردد بين أهالى بورسعيد أن هناك دعما كبيرا يلقاه «جوهر» من النائب أحمد فرغلى عضو مجلس النواب ومؤيديه حيث تربطهما صداقة قديمة وحتى الوصول ليومى التصويت لم تحسم المؤشرات من يمكنه حسم المقعد بشكل نهائى.
منافسة شرسة بين نقيب المحامين ومدير الشباب والرياضة
تشهد محافظة بنى سويف حالة من الحراك السياسى فى الأوساط السياسية والحزبية استعدادا لجولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ والتى تجرى بين نبيل ثروت حميدة نقيب محامين المحافظة ومرشح حزب مستقبل وطن، والمرشح المستقل أحمد سرور مدير عام الشباب والرياضة والذى حل محل د. شعبان عبدالعليم مرشح حزب النور والذى وافته المنية قبيل إعلان النتيجة، ويعتمد حميدة على علاقاته المتشابكة فى مختلف أنحاء المحافظة، كذلك تاريخه الطويل فى العمل النقابى والخدمى بالإضافة إلى اعتماده على القاعدة الشعبية من أنصار الحزب، بينما يتمتع منافسه أحمد سرور أبن قرية بهبشين بمركز ناصر إحدى الكتل التصويتية التى لا يستهان بها بشعبية لما تربطه من علاقات طيبة برؤوس العائلات فضلا عن الخدمات التى قدمها من خلال منصبه، وشرع المرشحان فى طرح أنفسهم للمواطنين عبر جولات دعائية وتعليق لافتات، وبانرات الدعاية الانتخابية، لتتحول شوارع المحافظة إلى كرنفال لإعلاناتهما، كانت نتائج الجولة الأولى لانتخابات الشيوخ على المقاعد الفردية أسفرت عن فوز أحمد محسن مبارك، ومحمد على عبدالفضيل مرشحى حزب مستقبل وطن.
«تكسير عظام» بين مستقبل وطن والسلفيين
يتنافس 4 مرشحين بكفر الشيخ للفوز بمقعدين فى جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ ..وكان اللواء حسن البحيرى مرشح حزب مستقبل وطن قد حسم الصراع بالفوز من الجولة الأولى بأحد المقاعد الثلاثة المخصصة للمحافظة،ويدخل مرشحا حزب مستقبل وطن أشرف ممدوح عبد الونيس وعلى العجوانى معركة شرسة فى جولة الإعادة أمام مرشحى حزب النور السيد خليفة ود. محمد ابراهيم منصور، ورغم التفاوت الكبير فى الأصوات خلال الجولة الأولى والذى يصب فى مصلحة مرشحى حزب مستقبل وطن إلا أن حسابات جولة الإعادة تختلف تماما خاصة فى حالة تراجع نسبة الإقبال على التصويت والتى قد تؤثر سلبا على مرشحى مستقبل وطن .
كما يعتمد المرشحون على الكتل التصويتية بمسقط رءوسهم، ويعد مركز سيدى سالم مسقط رأس د. محمد ابراهيم منصور هوالأكثر تأثيرا فى الجولة الأولى حيث احتل قمة المراكز من حيث نسبة المشاركة وبفارق كبير ،كما يعتمد على العجوانى على الكتلة التصويتية بمركزى مطوبس وفوة ، فى حين يدور صراع شرس بين أشرف ممدوح عبد الونيس والسيد خليفة للفوز بأصوات الناخبين بمركز كفر الشيخ، ومن المتوقع أن تتفتت الأصوات بباقى المراكز الستة على مستوى المحافظة، وفى حال نجاح أحد الفريقين فى حشد الأصوات بتلك المراكز الستة فسيكون الفوز حليفه.
مرشحا «مستقبل وطن» فى مواجهة المستقلين
تتسم جولة الإعادة بمحافظة أسوان بأجواء حامية الوطيس حيث تجرى الانتخابات بين 4 مرشحين.. اثنين منهم عن حزب مستقبل وطن.. والاثنين الآخرين مستقلان.. وتدور المنافسة على أحد المقعدين بين مجد الدين حسيبوأبوالحسن وشهرته مجدى حسيبومرشح حزب مستقبل وطن، وينافسه ابن بلدته بمركز أدفوالمرشح المستقل ياسر عبد الحميد عوض وشهرته ياسر عوض وينتمى لقبيلة العبابدة.. وعلى المقعد الثانى يخوض الانتخابات من مركز دراو محمد الأنور سليمان عبد الحفيظ وشهرته الشريف محمد الأنور الشيخ مرشح حزب مستقبل وطن وينتمى لقبيلة الجعافرة.. وينافسه المرشح المستقل لواء شرطة متقاعد مصطفى جمعة مهدى عبد الصادق وينتمى لقبيلة النوبة وهوالمرشح الوحيد لها فى انتخابات الشيوخ.
وتشهد جولة الإعادة منافسة شرسة بين مرشحى حزب مستقبل وطن واللذين ينتمى أحدهما لقبيلة الجعافرة وتعد أقوى القبائل من ناحية التصويت والنزول للصناديق ولها الأغلبية التاريخية فى الفوز بمقاعد البرلمان، ومن المنتظر أن يتكتل أبناء القبيلة فى كل من أدفوودراووباقى مدن ومراكز المحافظة للتصويت لمرشحى الحزب وقبيلة الجعافرة.. واللذين ينافسان مرشحين مستقلين من قبيلتى النوبة والعبابدة واللذين قد يتحالفان فى مواجهة مرشحى «مستقبل وطن.. حيث يمتلك العبابدة والنوبة قوة تصويتية لا يستهان بها.