سابقة تاريخية تشهدها مصر بعد نجاح علماء وباحثى مركز البحوث الزراعية فى زراعة القطن لأول مرة ببيئة صحراوية بمدينة الطور بجنوبسيناء، محققين إنتاجية وجودة عالية بفضل تقنيات الرى الحديث والتسميد الملائم. أشار د. مصطفى عمارة وكيل معهد بحوث القطن إلى أن زراعة القطن فى جنوبسيناء لم تكن التجربة الأولى فى سيناء حيث كانت هناك محاولة ناجحة لزراعة القطن فى العريش فى عام 2002. وأضاف عمارة أنه للمرة الأولى تنجح زراعة القطن فى محافظة جنوبسيناء فى مزرعة بقرية الوادى التابعة لمدينة الطور من خلال الاعتماد على 6 تراكيب وراثية وهى سوبر جيزة 86، وسوبر جيزة 94، وسوبر جيزة 97، بالإضافة إلى 3 تراكيب وراثية جديدة، حيث تم جنى الدورة الأولى من المحصول بعد 127 يومًا من الزراعة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة بجنوبسيناء. اقرأ أيضًا | إنزال الكابل البحرى عالي السعة «كورال بريدج» في طابا لربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأضاف أنه قبل بداية الزراعة يقوم قسم التقييم الإقليمى بالمعهد بإجراء التجارب على مجموعة من التراكيب الوراثية، ومن ثم يتم اختيار أفضل تركيب وراثى فى المنطقة المراد زراعتها يتميز بالإنتاجية المرتفعة والجودة العالية، موضحًا أنه للتغلب على الظروف الصعبة من ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، يتم أولًا اختيار مكان تتوافر فيه المياه، ويجب ألا تكون المياه المستخدمة ذات نسبة ملوحة عالية. وأشار إلى أن التجربة شملت زراعة فدان ونصف الفدان وجاء متوسط إنتاجية الفدان نحو 7.5 قنطار، وجار إجراء الاختبارات التكنولوجية للتأكد من جودة القطن. ومن جهته أشار د. عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، إلى أن هذا الإنجاز يؤكد قدرة الكوادر البحثية المصرية على ابتكار حلول تتناسب مع التحديات البيئية والمناخية التى تواجهنا، وقال إن التجارب الميدانية الناجحة فى مدينة الطور تعد نموذجًا للتعاون المثمر، كما أنه من المخطط تعميم هذا النموذج فى محافظات أخرى، وتدريب المزارعين على استخدام أحدث تقنيات الرى والزراعة، لضمان تحقيق أعلى إنتاجية وأفضل جودة.