المشكلات الجنسية كالتحرش والكبت أصبحت مادة ثرية للمخرجين وصناع السينما المصرية بعدما انتشرت تلك الظواهر فى المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة، والمفارقة أن المهرجانات السينمائية العربية تحمست لعرض تلك الأفلام بمسابقاتها الرسمية، ويأتى فى مقدمتها فيلم «678» للمخرج محمد دياب فى أولى تجاربه الإخراجية، وبطولة نيللى كريم وبشرى وأحمد الفيشاوى وماجد الكدوانى وباسم سمرة وسوسن بدر، حيث يشارك الفيلم بفعاليات مهرجان دبى السينمائى الذى ينطلق فى الفترة من 12 إلى 19 ديسمبر المقبل. ويناقش «678» ظاهرة التحرش الجنسى، حيث يعرض الفيلم نماذج مختلفة لأشكال التحرش التى تحدث فى وسائل المواصلات أو غيرها من الأماكن العامة، بل إن أحد أهم مشاهد الفيلم تدور فى أتوبيس نقل عام يحمل رقم 678، ومن خلاله يتم عرض التحرشات الجنسية التى تفاجأ بها بعض الفتيات، كما هناك مشهد آخر فى الفيلم يصف التحرشات التى تتعرض لها الفتيات أثناء مشاهدتها لمباريات كرة القدم فى الاستاد، واستعان دياب فى المشهد بعدد كبير من مجاميع الكومبارس الذين وصل عددهم إلى 600 شخص، حيث يؤكد مخرج الفيلم محمد دياب أن التحرش تحول إلى ظاهرة يجب أن يتم التصدى لها من الجميع، حيث يأتى الفيلم فى محاولة لمناقشة القضية من كل أوجهها الاجتماعية والاقتصادية والجنسية، ويظهر فى العمل الإعلامى معتز الدمرداش ويجسد دور مقدم برامج يتناول ظاهرة التحرش الجنسى. وعلمت «اليوم السابع» أن الفيلم يحمل صدمة كبيرة للمشاهدين نظرا لجرأته الشديدة فى تناول تلك الظاهرة التى أصبحت منتشرة بشدة فى المجتمع المصرى، وهو ما جعل البعض ينتقده قبل رؤيته من الأساس، رغم أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أجاز عرض الفيلم دون إبداء أى ملاحظات، وتجسد به نيللى كريم دور فتاة تدعى «صبا» تتعرض لعملية تحرش فى أحد الشوارع، بينما تظهر بشرى بدور جديد عليها تماما حيث تجسد دور فتاة محجبة تتعرض لمشاكل كثيرة. كما يعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته المقبلة فى الفترة من 30 نوفمبر حتى التاسع من ديسمبر المقبل فيلم «الشوق» تأليف سيد رجب وإخراج خالد الحجر، وبطولة روبى وشقيقتها ميريهان أو «كوكى» حيث يمثل الفيلم مصر فى المسابقة الدولية، وتدور أحداثه حول فكرة الكبت الجنسى والاجتماعى بأشكاله وصوره المختلفة، من خلال فتاتين شعبيتين من الإسكندرية تعانيان من قسوة والدتهما وضغوط المجتمع، وأكد الحجر ل«اليوم السابع» أن العمل فكرته قوية ويناقش القهر الذى يتعرض له الناس من جوع وفقر ومعيشة صعبة، لكنه لا يعد فيلماً عن العشوائيات، ويعتبر أقل أفلامه من ناحية المشاهد جنسية، كما يتم توظيفها فى الدراما ولا تعرض بصورة فجة. الشوق أيضا أثار الكثير من الانتقادات قبل عرضه، واتهمه البعض بتضمنه مشاهد جنسية صريحة، رغم أن الفيلم لا يتضمن سوى مشهد واحد جرىء لروبى التى تعانى من سطوة والدتها التى ترتكب أخطاء فادحة فى تربية بناتها وتمثل سلطة القهر الجنسى والمجتمعى عليها حيث تمنعهما من خوض حياتهما بشكل طبيعى، ويحمل الفيلم رسالة أن الكبت يولد الانفجار، والمفارقة أن روبى لا تغنى فى الفيلم بل تعتمد على التمثيل بشكل أساسى ولم يستخدم خالد الحجر موهبتها الغنائية، بل يركز خالد على اعتبار روبى وشقيقتها جزءا من الشعب المصرى. وعقب مشاركة «الشوق» بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة سيخوض جولة فى العديد من المهرجانات السينمائية بناء على رغبة مخرجه خالد الحجر الذى فضل عدم عرض الفيلم فى دور العرض السينمائية بمصر حاليا، وهو إنتاج مصرى فرنسى مشترك بين المنتج محمد ياسين والحكومة الفرنسية، وتم تصويره فى الإسكندرية وبعض شوارع وميادين مناطق الزمالك والمهندسين ووسط البلد.
