- النمنم: الثقافة الشعبية ضرورة في مواجهة العولمة - الصبان: الثقافة الشعبية هى الضمير الجمعي للشعوب - القناوى: الملتقي حائط الصد للحفاظ على الموروث العربي من النسيان افتتح الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي، والدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، الملتقي الدولي للثقافة الشعبية العربية "رؤي وتحولات" بالتعاون مع المركز الحضارى لعلوم الإنسان والتراث الشعبى برئاسة د.محمد غنيم - كلية الآداب جامعة المنصورة، بمركز الهناجر للفنون، بحضور د. محمد حسن القناوي رئيس جامعة المنصورة، د. رضا سيد أحمد عميد كلية أداب المنصورة , بالإضافة لقيادات وزارة الثقافة, شارك في الملتقي مائة من المفكرين والباحثين والمتخصصين من خمسة عشرة دولة عربية منها: مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، الجزائر، العراق، السعودية، السودان، المغرب، اليمن، تونس، فلسطين، سوريا، لبنان، ليبيا وسط حضور عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي. ورحب النمنم بالمشاركين، وبصفة خاصة الأشقاء العرب، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يعنى له الفرح والبهجة لأنه يعكس الإستراتيجية التى تتبناها الوزارة وهى إخراج المخزون الثقافى الشعبى فى الوطن العربى, والتعاون مع كل الجامعات المصرية التى بدأت مع جامعة القاهرة، برئاسة د. جابر نصار ، و تخصيص الجامعة مبلغ مليون جنيه لإقامة مكتبات داخل الجامعة تضع فيها وزارة الثقافة مخزون إصدارتها وبيعها لطلبة الجامعة للاستفادة منها. وأضاف أن هذا المؤتمر يأتى ثمرة لتعاون الوزارة مع جامعة المنصورة، لأن الوزارة هدفها الأن هو الذهاب لكل جامعات ومحافظات مصر، كما أشاد النمنم بالدور اللبنانى الهام والمؤثر فى المشهد الثقافى والأدبى فى المنطقة العربية. كما أكد على أهمية هذا المؤتمر فى مواجهة العولمة وما يريده الغرب من سيادة نموذج واحد فى العالم بأسره وأن يجعلوا من منطقتنا حقلًا للتجارب، وكذلك الثقافات الاصولية التى تنظر بازدراء وأحيانًا بتكفير الثقافات العربية بشكل عام وموروثها الثقافى، كما أكد على أن تلك الآفات الأصولية المتطرفة قد تطورت لأن تنتج أعمالًا إرهابية، كدعاوى نسف أبو الهول والأهرام. واختتم النمنم كلمته مشيرًا لوجود أصولية أخرى تعتدى على تراثنا فى فلسطين، هدفها محو التراث المادى وغير المادى، وأكد أنه لم ينجوا ولن يفلحوا وسوف تعود لنا فلسطين بإذن الله. وبدأت د.أمل الصبان حديثها مستشهدة بالبيت الشعري الشعبي"دخلت جوة الدرة طرف الدرة عينى ..أبكى على الحب ولا ابكى على عينى..أبكى على الحب لكن سد يا عينى". وأشارت إلى أن الموال الشعبى يحمل الكثير من هموم وأشجان الإنسان المصرى والعربى، فلقد عبرت شعوبنا عن أحلامنا، أضافت أنه لم يكن الإنسان العربى يعبر فقط بالشعر والغناء، وإنما كانت هناك أنوا ع أدبية كثيرة منها: القصص الشعبى وتأتى فى المقدمة (حكايات ألف ليلة وليلة) التى تخطى تأثيرها حدود الوطن العربى، لتصبح واحدة من أهم الأعمال التى استلهمها الكتاب والروائيون الكبار فى جميع أنحاء العالم. كما أكدت أن الثقافة الشعبية هى أفضل سلاح فى مواجهة العولمة التى تريد طمس هويتنا، وأنها أشبه بمرآة تعكس روح الأمة وعبقريتها من خلال تجارب أفرادها وخبراتهم في الحياة وأنها الضمير الجمعي للشعوب العربية وهويتهم الحضارية وتمسكنا بثقافتنا الشعبية –وبخاصة الإيجابية وتفعيلها, يساعدنا على إعادة صياغة وتشكيل وجدان الإنسان العربى وترسيخ الإنتماء الوطني. وتحدث د. سلطان أبو عرابي رئيس اتحاد الجامعات العربية متطرقا لتاريخ أقدم الجامعات العربية كجامعة الأزهر والقيروان وغيرها عندما كان كل الأوربيون يأتون إلينا، مشيراً لضرورة العناية بالموارد البشرية والبحث العلمي، وتطرق لهجرة العلماء والنوابغ، واختتم حديثه عن خطورة العولمة علي الثقافة الشعبية. وتحدث د.محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة عن دور جامعة المنصورة في هذا الملتقي، وأكد أننا لدينا تراث يضرب في جذور التاريخ وتعرض أيضا لما نشهده الآن من هجمات على المنطقة العربية مما يستدعي مواجهتها بمثل هذه الملتقيات..و أن مصر تمتلك أعظم حضارات الدنيا وأنها لن تتخلي عن دورها الريادى.ووصف الملتقي بأنه حائط الصد للحفاظ على الموروث العربي من النسيان والبعثرة. وتحدث د.محمد غنيم مقرر الملتقي وقد أكد أن جامعة المنصورة تُولي اهتمامها بالثقافة بفضل علمائها، مشيدا ببعض العلماء الراحلين ومنهم د.أحمد أبو زيد ومحمد رجب النجار وصفوت كمال ، الذين كان لهم دور فعال فى المؤتمرات السابقة، كما أشاد بحركة التراث الثقافي اللبناني والتى بدأت منذ عام 98 وكذلك بدور جامعة الدلتا للعلوم والتى سوف تقام فيها فاعليات اليوم الثانى للملتقي.. واختتم كلمته بأن مصر ستظل حاضنة ومرحبة بالعرب وأن هذا الملتقي هو حلمه الشخصي منذ 14 عاما. واستعرض د.جورج سعادة رئيس الجامعة اللبنانية عن العلاقة التاريخية ما بين مصر ولبنان، وأشار لأهمية تخليص الثقافة الشعبية من الشوائب، لأنها ضمير الشعوب ولأنها تمتد لجذور راسخة في أعماق الأمم، وأن هذا الملتقي ضرورة في تلك اللحظة وأنه إشارة ورغبة في تحقيق الرسوخ لواقعنا الثقافي كقنطرة ضوئية من أجل عبور لحظات التدهور. وحول دينامية التراث وحمايته والحرب والتراث تحدثت د.إلهام كلاب رئيسة حلقة الحوار الثقافي في لبنان ، وتطرقت لوضع سوريا المؤسف , وأكدت أن التراث هو موقع اطمئنانا إلي جذورنا ،كما هو تشكل متواصل لمفاهيمنا وقيمنا وعيشنا اليوم وتكيفنا مع العالم المعاصر. وأكد د.عصام الجوهرى- أستاذ بالجامعة اللبنانية فى كلمته أن هذا المؤتمر مناسبة للتعرف على الثقافات الشعبية الغنية للبلدان العربية لتمتزج بالحضارات العربية والإسلامية وغيرها، وأكد الجوهرى على ضرورة أن وقوفنا جميعًا صفًا واحدًا على كافة المستويات والأصعدة لكى نتجاوز الحواجز المصطنعة والموضوعة على دروب تطور الأمم وعزتها ومكانتها فى العالم، وأضاف أن وطننا العربى يمر الآن بأصعب الظروف على مر تاريخه، فالعالم يجتمع علينا الآن لتقويض كياناتنا من الداخل والخارج كما فى سوريا وليبيا وغيرها من البلدان المحيطة بها. وأكد على ضرورة الانتفاضة لوقف ذلك، وأن فلسطين ستظل القضية الأساسية لدينا، وما يمارس فى حق شعبها سيبقى لطخة عار على جبين البشرية، واستشهد بمقولة إسرائيلية تؤكد أن قوة إسرائيل ليست فى السلاح النووى، ولكن بسقوط ثلاثة دول هامة (سوريا – العراق – مصر)، وأكد أن إسرائيل لن تتوقف يومًا عن هذا الهدف. وتحدث د. رضا سيد أحمد عميد كلية آداب المنصورة عن مشاركة جامعة المنصورة ، وأن من يعرف قيمة التاريخ يعرف قيمة المورثات الشعبية والثقافية وأن توثيق هذه المورثات من الضرورة من أجل مواجهة الأخطار التى تهددها، واختتم حديثه بدور المصريين القدماء وصنعهم للتاريخ.