- الآلاف يتوافدون على المسجد الأقصى.. والباكستانيون يبدأون «عيدهم» اليوم.. وأئمة الكويت يخصصون الخطبة لمحاربة الإرهاب احتفل المسلمون فى شتى أنحاء العالم، اليوم، بعيد الأضحى المبارك، حيث أدى الملايين منهم صلاة العيد فى الجوامع والساحات، آملين أن يعم الأمن والسلام على بلدانهم. وفى المسجد الأقصى المبارك، توافد الآلاف من الفلسطينيين لأداء صلاة العيد وهم يرددون التكبيرات، وشرع عدد منهم عقب الانتهاء منها بتوزيع هدايا على الأطفال الذين توافدوا مع ذويهم إلى المسجد الشريف. وفى غزة، بدأ الآلاف من الفلسطينيين صبيحة أول أيام العيد بذبح الأضاحى، بعد أداء صلاة العيد مباشرة، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية. ويتزامن حلول عيد الأضحى هذا العام مع ظروف اقتصادية وإنسانية قاسية يعيشها نحو 1.8 مليون فلسطينى بقطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلى، وما خلفته الحرب الأخيرة من تشريد لعشرات آلاف الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم، وارتفاع لنسبتى الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية. وفى لبنان، شدد عدة من الأئمة فى خطب العيد على أهمية الوحدة بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد. وقال الشيخ أمين الكردى، أمين الفتوى وممثل المفتى بخطبة العيد فى مسجد محمد الأمين وسط العاصمة بيروت، إن «العيد هو يوم فرح وسرور، تتجلى فيه معانى المغفرة والتوبة». إلى ذلك، تتخلل أيام العيد فى عواصم ومدن الخليج مهرجانات ومسابقات وعروض تعدها الدولة خصيصا فترة العيد، ويستمتع بها المقيمون والوافدون بالعروض المختلفة للمنتجعات السياحية ومراكز التسوق. وفى الكويت، دعا الخطباء إلى «مقارعة فكر الإرهاب ومجابهة أساليبه، والاهتمام بالشباب وإيلائهم العناية كونهم الفئة المهمة والمستهدفة من الفكر الإرهابى وآلته الإعلامية». وأدى المصلون فى الكويت صلاة العيد بالمساجد، بعد منع إقامة مصليات العيد للمرة الثانية بعد عيد الفطر السابق، وسط إجراءات أمنية مشددة. وفى تركيا، اصطف عشرات الآلاف صباح اليوم بمسجد السلطان أحمد فى مدينة إسطنبول، بعد الانتهاء من خطبة العيد، تبادل المصلون تهانى العيد، والحلوى وأكواب الشاى، خصوصا الجاليات العربية منهم المقيمة هناك. وقال الشيخ سلمان العودة، خلال مشاركته بالصلاة، إن «العيد فى تركيا مثله مثل العيد فى بقية العالم الإسلامى، فيه الفرح واجتماع الكلمة ووحدة الصف، والاستبشار بالخير من الله سبحانه وتعالى، والفرح فى هذه الأيام المباركة، وهو يوم الحج الأكبر كما سماه ربنا، فهو عيد مرتبط بالعبادة وتجديد علاقة المسلمين بربهم ودينهم». وفى إندونيسيا أكبر دولة فى عدد المسلمين فى العالم، تجمع المصلون فى المساجد وقاموا بنحر الأضاحى. وفى مسجد كبير فى وسط العاصمة جاكرتا، ذبحت عشرات من الأضاحى فى ساحة المرآب. وعبرت فرح التى يبلغ من العمر أربعين عاما عن فرحها بالعيد، وقالت إنها ستحمل معها لحوما إلى المنزل، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. أما فى باكستان ثانى أكبر دولة إسلامية فى عدد السكان، فسيبدأ عيد الأضحى فيها، اليوم الثلاثاء، بسبب الاختلاف حول التقويم القمرى. إلى ذلك، احتفل ملايين من الأفغان بعيد الأضحى بالصلاة، على أمل توقف القتال الذى أدى إلى خسائر قياسية هذه السنة. وكانت معظم شوارع العاصمة شبه مقفرة، وأغلق الجيش عددا كبيرا منها تحسبا لهجمات محتملة، بينما نشرت قوات من الشرطة أمام المساجد لحماية المصلين فى أول أيام عيد الأضحى. وقال نصرة الله وفا الذى يقيم فى كابول للوكالة الفرنسية، إن «بلدنا يشهد حربا منذ أربعة عقود تقريبا، لكن أيام العيد الثلاثة هى الأفضل فى حياتنا، لأنها تشكل مناسبة تلتقى فيها العائلات وتفرح معا وتحتفل بالعيد». وفى روسيا التى يمثل فيها المسلمون نحو 20%، أقيمت صلاة العيد فى مسجد موسكو الجامع، بحضور عشرات آلاف المصلين، وسط إجراءات أمنية مشددة بهدف تأمين المنطقة. وهنأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مسلمى روسيا بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مؤكدا على الدور المهم الذى يلعبه المسلمون فى تطوير الحوار بين الديانات المختلفة، حسب موقع «روسيا اليوم» الإخبارى. وفى باريس، توافد الآلاف من أبناء الجالية المسلمة الذين جاءوا من مختلف أنحاء البلاد لتأدية صلاة العيد بمسجد باريس الكبير الواقع فى وسط العاصمة الفرنسية، الذى شيده مهاجرو شمال أفريقيا الأوائل عام 1926. وحث أمام مسجد باريس خلال خطبة العيد مسلمى فرنسا على التعلم والتفقه لمواجهة التحديات وأنواع التطرف والاساءة إلى دين الإسلام العظيم.