أدى الرئيس حسنى مبارك، صباح اليوم الجمعة، صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد «المصطفى» بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة عدد محدود من الوزراء والمسؤولين، تقدمهم الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، الذى أم الصلاة، والمشير حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وحبيب العادلى، وزير الداخلية. كما أدى صلاة العيد مع الرئيس مبارك، الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، وجمال مبارك، الأمين العام المساعد، أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى، وكبار قادة القوات المسلحة، والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة. وعقب أداء صلاة العيد، ألقى الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، خطبة العيد التى أكد فيها عظمة هذه الأيام التى يعيشها المسلمون،الآن، وأنها أيام فرح وسعادة وأيام تكافل اجتماعى وذكر لله عز وجل ويحتفل فيها المسلمون بالحج إلى بيت الله الحرام. وذكر مفتى الجمهورية أن الله عز وجل أمر فى كتابه بأن يقتصد المسلمون فى طعامهم، كما قال فى كتابه تعالى: «يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، مشيرا إلى أن هذه الأيام هى أيام أكل وشرب بمعنى أنه يحرم فيها الصيام وليس بمعنى الإسراف فى الطعام. إلى ذلك، لم تمنع برودة الجو والأمطار التى كست شوارع القاهرة والمحافظات، الملايين من المسلمين، من الاحتشاد داخل وخارج أبرز مساجد العاصمة، لأداء صلاة عيد الأضحى، وسط إجراءات أمنية مكثفة. وشهد الجامع الأزهر إقبالاً كثيفا من المصلين فى ساحة المسجد الذى لم يستوعب الأعداد التى توافدت إليه من الرجال والنساء، وقام عدد من المصلين بالصلاة على الأرصفة الممتلئة بمياه الأمطار أمام باب المسجد المقابل لنفق المشاة المؤدى إلى مسجد الحسين، مستخدمين ورق الجرائد وملابسهم كسجاد للصلاة . وتسبب الزحام الشديد فى «الاختلاط» بين الرجال والنساء معاً فى صفوف المصلين، والتى امتدت حتى خارج ساحة المسجد، فى الوقت الذى تجاهل فيه المصلون ارتداء الكمامات الواقية من عدوى مرض أنفلونزا الخنازير. وعقب انتهاء صلاة العيد، تحولت ساحة المسجد الداخلية إلى ناد اجتماعى، حيث جلست مئات النساء من جميع الأعمار فى أركان الساحة ليهنئن بعضهن البعض، وسط لهو الأطفال، فيما قام عدد من الرجال والأطفال بتوزيع الحلوى على الأطفال الصغار داخل المسجد أثناء خطبة العيد. واقتصرت خطبة المسجد على صلة الرحم، وحب المسلم لأخيه، وقصة سيدنا إبراهيم، عليه السلام، والأضحية، والدعاء إلى توحيد أمة الإسلام، وتجاهل الحديث فى أى أمور سياسية سواء كانت المسجد الأقصى أو الأحوال الاقتصادية. فيما أدى آلاف المصلين صلاة العيد بمسجد مصطفى محمود والساحات المجاورة له فى المهندسين، من جميع مناطق القاهرة والجيزة، فضلا عن عدد من المصلين القادمين من الأقاليم وصعيد مصر. واحتشد المصلون رجالا ونساء معا لأداء الصلاة فى الشوارع المحيطة بالمسجد، حيث صلى الرجال بجوار النساء صلاة مختلطة خارج المسجد، فى عدد من الساحات، لضيق المكان وزيادة أعداد المصلين. وتناول إمام مسجد مصطفى محمود فى خطبته، أهمية الوحدة بين الدول العربية وعدم السماح بأى شىء للتفريق بين العرب المسلمين، داعيا إلى الأُلفة والتآخى وتهنئة بعضهم بعيد أضحى، فى إشارة ضمنية إلى أحداث مصر والجزائر. ولم يمنع هطول الأمطار على غالبية مناطق القاهرة منذ الفجر من توافد المصلين بكثرة على المسجد وجميع الساحات فى شوارع المهندسين التى اكتظت بالمصلين لإقامة صلاة العيد، إلا أنها - الأمطار - وجهت المصلين إلى أداء الصلاة فى أماكن متفرقة. إلى ذلك، تم إغلاق شارع جامعة الدول العربية والطرق المؤدية إليه منذ الصباح الباكر، تمهيدا لأداء الصلاة فى الشوارع، كما انتشرت فرق الدفاع المدنى فى الشوارع. واحتفلت المحافظات بأول أيام عيد الأضحى المبارك، رغم تعرض العديد منها للأمطار والطقس السيئ، حيث أدى سكان «الدقهلية» صلاة العيد فى 289 ساحة خلاء خصصتها مديرية الأوقاف، وأدى المحافظ سمير سلام ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية بالمحافظة الصلاة فى استاد المنصورة. وفى منطقة «جديلة» أقام شباب من أنصار السنة ساحة صلاة، وقاموا بصنع كعبة خشبية وبجوارها بعض أشجار النخيل. وفى «القليوبية» أدى المصلون صلاة العيد فى 62 ساحة، وتطرقت خطبة العيد إلى التوعية بالنظافة والوقاية من الأمراض، خصوصاً مرض أنفلونزا الخنازير، واستقبلت القناطر الخيرية نحو 2 مليون زائر. وفى «البحيرة» تسبب الطقس السيئ فى غياب الكثير من المواطنين عن صلاة العيد، بينما استقبلت مدينة الأقصر نحو 50 ألف زائر من مختلف المحافظات والمدن المجاورة، لقضاء أول أيام العيد وسط المناطق الأثرية والسياحية. وفى الإسماعيلية توافد الآلاف منذ الصباح على الشواطئ والمتنزهات المختلفة بالإسماعيلية وفايد وبحيرة التمساح لقضاء إجازة العيد، بينما شهدت الساحات المخصصة لصلاة العيد فى الإسكندرية إقبالا شديدا رغم الطقس السيئ بسبب نوة المكنسة.
