بعنوان .. الشيء و ضده الخجل .. الحياء.. غض الطرف (البصر) مسميات لحالة جميلة .. يعيشها صاحبها داخليا ثم تتسرب إلى خارجه فتكسو وجهه و ملامحه نورا .. فنقول عنه. . هذا الشخص خلوق. و بما أن الحياء و كل ما سبق .. شعبة من شعب الإيمان .. أعتقد أن بإنحدارها أو بإنقراضها .. نفقد الإيمان. و لهذا لا نستطيع مناداة أي شخص أو نطلق عليه هذا اللقب (المؤمن) إلا بعد أن نرى بعين اليقين أنه حيي .. خجول .. مغض للبصر …..إلخ. إن الصفات سالفة الذكر.. أدوات المؤمن الحق. السكوت في غير موضعه ليس بحياء.. كما أن الكلام في غير موضعه ليس بشجاعة. التشدد في الأحكام ليس بحكمة أو إنصاف أو ريادة. و اللين الزائد و الدلال ليس بعاطفة جياشة. أو دليل محبة. الترف ليس دليل سعادة دائما .. و يجوز أن يكون بروازا أو غلافا لبؤس لا يريد صاحبه إظهاره للآخرين. الجمال و إن كان في الغالب نعمة.. فهو في بعض الأحيان نقمة .. أو وسيلة تؤدي إلى الجحيم .. أو سببا يوئد صاحبه. السجن .. نكرهه و نرفضه .. و سيدنا يوسف( عليه السلام) قبله و قال فيه ( أنه أحب إلي مما دعونني إليه). الخلاء أو الصحراء .. مفتقر دوما لمقومات الحياة و لكن نرى الشعراء يهيمون فيه حبا. الدواء مر .. و لكن فيه الشفاء بإذن الله. البحر عاصف..غدار… و لكنه يقرب البعيد و على متن سفنه البضائع و الأكل. الشمس وقت الظهيرة في الصيف لا تطاق.. و لكنها في الشتاء مطلبا لكل كائن حي. جاري يسيء إلي أحيانا.. و لكنه وقت الشدة أجده عضد .. و كذلك ابني يعوقني .. فإذا مرضت أو وهنت ؛ أجده ظهرا لي. الحروب دمار .. وبعد المعاهدة نعيش السلام. هكذا هي الدنيا.. لولا مرها ما نعمنا و لا عرفنا طعم حلوها. و لولا أن الله تعالى أنزل كتبه و أرسل رسله و أنبياءه بعلم الآخرة و نعيمها؛ ما تحملنا صعاب الدنيا. أخيرا ندرك .. أن الحلو لا معنى له دون المر. والجمال لا قيمة له دون رؤية القبح. و الغنى لا حاجة لنا به إلا لدفع الفقر. و السلام لا معنى له إلا بعد خوض حرب. الصحة لا نقدرها كتاج على الرأس إلا إذا رأينا ما فعل المرض بصاحبه. تقبلوا الدنيا بما فيها برضا .. تمر عليكم بسلام. ***إلى اللقاء في حلقة جديدة .. (سالمة المغربي )