مسرحية للكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف * تقديم لابد منه: عندما يكون التخنث لغة العصر والوقوف بين " نعم " و" لا " عنوان الكثيرين وقبلة المهتدين وإمام العارفين ويصبح التخنث العضوي رحمة من الله وفضلاً أما التخنث الاجتماعى والثقافي والأخلاقي والديني والاقتصادي .. ساعتها ستجد نفسك تنحاز إلى اللامنتهى...حيث لا أرض ولا سماء . * شخصيات الحكاية القديمة: عامر بن ظرب : حكيم من جزيرة العرب، طويل القامة، ذو لحية بيضاء. سخيلة: خادمة عامر بن ظرب، بيضاء، ممشوقة القوام. نائر : مخنث (لا تشير ملامحه إلى كونه رجلاً أو امرأة). يسر : رجل في الأربعين من عمره، طويل له لحية سوداء. عسر : رجل قصير، سمين له كرش وشارب ولحية. هداية : امرأة من نساء القبيلة. ياقوت: خادم . جمع من الناس * شخصيات الحكاية الجديدة : الراوى: له الحق في التدخل، وهو المخنث المعاصر الذي يعلق على أحداث الحكاية ومندمج في الأحداث المعاصرة، تتغير هيئته من مشهد لآخر. باسم : صديق الراوي، متوسط الطول، له شارب حبيبة: فتاه جميلة، أنيقة في ملبسها. طبيب : ممتلئ القوام، يرتدى نظارة سميكه العدسات. موظف: قصير القامة، له كرش ، متهرىء الملبس. حاجب : عادى الهيئة . محقق : طويل ، له شارب ، يرتدى نظارته . امرأة : رجل : محام : صحفي: مصور صحفي: شرطي: موظف السجل: * تقسم خشبة المسرح إلى جزأين: جزء للحكاية القديمة، وآخر للأحداث الجديدة، تلعب الإضاءة دوراً هاماً في تحديد كل زمن، فجزء الحكاية إضاءته قوية، وتهويماته الضوئية حمراء، مرتعشة أحيانا، ويلغى التقسيم في الفصل الثالث. * وللمخرج رؤيته الخاصة التي تضيف للعمل فيما يخص عمله. ** الفصل الأول ** مشهد ( 1 ): (ينفرج الستار عن الراوي، يرتدى بذلة قديمة متهرئة، مستندا على أحد الجدران يترنح، تتابعه إضاءة خافتة، وموسيقى تناسب حالته) الراوى: ( يستدير كأنه يفيق من حلم مزعج) من هذا الرجل؟ من تلك الفتاة التي يشع الذكاء منها؟ لقد حاول أن يعبر بي طريقاً موحلاً لكنهم جذبونى منه، أخر ما سمعته من صراخ الفتاة إنه .... عامر بن ظرب ( كأنه يتذكر شيئاً ) نعم. عامر بن ظرب، الشيخ العربي الحكيم الذي حكم في قضية مثل قضيتي والفتاة سخيلة، نعم الخادمة الذكية، نعم تذكرت. سيرة بن هشام ويالها من سيرة فالحقيقة أنها ليست ملكي لكنى استعرته. ( يدور، بصوت تكسوه نبره حزن عميقة) لا أدرى، أود أن أعرف لكي استريح من يريد رجمي فليفعل، لست تلفازا (يصفق) أود من يساعدني، يا هذا.هل تساعدني بعدما سمعت عن حكايتي؟ أحد الجمهور:( يقف ) لا أعرف، أتود نقودا؟ الرواى: ( بحسرة ) لا يعرف، لم يحدد شيئا قل نعم، قل لا ( بحدة ) حولوني إلى أي نوع تشاءون لكن إلى ما أنا ميسر له.لا إلى ما تفضلون. ما أصعب أن تكون مجهول الهوية ( موسيقى ) فقدت بطاقتي الشخصية منذ مولدي. لكنكم تملكون بطاقات، تعرفون لكم هوية. أحد الجمهور:( بسخرية) أتود أن تسير بلا بطاقة .. وبأي شيء تيسر. أتود أن يعبث بنا المخبرون؟ الراوى: ( بسخرية) وتقولون تقدم وتكنولوجيا وقناة فضائية وثورة معلومات، هاتوا ما عندكم واعرفوا من أنا ( ها .. ها ) لكن لن تصلوا لشيء. لأنكم لا تريدون الوصول، هل قرأتم حكاية عامر؟ ! أحد الجمهور:( بغباء ) لماذا؟ عندنا التليفزيون الملون . اراوى : (يرفع كتاباً في يديه) هاتوا صفحة عامر وسخيلة . . قد تجدون عندهما الحل فتتعلمون. انظروا لحالي وحال نائر . . لن أعفيكم من المسئولية كما لم تعف القبيلة عامر وسخيلة . . آه يا عامر . ( يشير بيده إلى الجزء الأول الذي ستدور عليه الحكاية فيضاء عن ساحة بها خيمة وبجوارهما عنزة مربوطة.. موسيقى عربية توحى بهذا الزمن، جمع من الناس يتجمع رويدا . . رويدا ) الرواي: ها هي الحاية تحب نفسها. لا تحتاج إلى راوٍ ولا تعليقات. آسف، سوف أذهب، فقد مللت الحكاية وكرهتها لأنها تذكرني دائماً بحالي . ( تنحسر الإضاءة عن الراوي وتتجه إلى الجزء الأول ) يسر:( يرتدى جلباباً عربياً، يبدو عليه الهدوء) ما لنا نحن فليكن ما يكون يا قوم، رجل، امرأة مثلما يريد. عسر:( يرتدى هو الآخر جلباباً متشابهاً .. بعصية) كيف يا رجل؟ بالطبع رجل؟ ( يشيح بيده ) أتريد أن يتحول رجل من القبيلة إلى امرأة؟ كيف نواجه القبائل الأخرى بعد ذلك؟ هو رجل ولن نرضى به غير ذلك، وإلا فالسيف هو الحكم. هداية:( يبدو عليها الدهاء) لا تغضب نفسك يا أخي عسر يا معشر الحي، هي امرأة وليست رجلا، مالكم تختلفون على الشيء الواضح البين؟ ألا يرتدي رداء النساء ( تهز رأسها ) ألا تمتلك صفات المرأة؟ إذن هي امرأة . يسر: نعم يا أختاه . عسر: (بحدة) كان بالأمس يعتلي صهوة جواده أليس ذلك من صفات الرجل؟ القوة، الفتوة، إذن هو رجل. يسر : لم أنكر ذلك. الجميع : نعم. نعم. هو الرجل بلا شك. هداية : مهلا يا سادة . لا ( بهدوء ) هي امرأة وليست رجلاً. الجميع : نعم .نعم . قد تكون امرأة . عسر : لا .لا ( بعصبية ) نائر: ( يدخل بتثاقل، يسير وكأنة امرأة) هداية : مرحبا، ها هي قد جاءت. عسر : ( بحدة ) لا . هو قد جاء . يسر : أري أن نسأله، أي نوع ميسر له ، لها ؟ ! عسر: ( بحدة ) ماذا تقول يا أخي؟ ليس هذا من شأنه ( بتعجب ) شأنه ما هو عليه وهو رجل هل سنغير خلق الله ؟ ! يسر : لم أقل ذلك مطلقاً. هداية : ( بعصبية ) هي امرأة. لماذا تنكرون؟ عسر : هل هو رجل. لماذا تنكرين أنت؟ هداية : معشر نساء القبيلة يرحبن به. عسر : والرجال يسوؤهم أن يكون امرأة؟ أين ماء وجهنا بعد ذلك يا امرأة؟ يسر : ( يقتربون جميعا من نائر) ارجع إلي رشدك وقل من أنت؟ رجل أم امرأة؟ لقد تاه عقل القبيلة نائر:( بصوت نسائي) امرأة. ومن أنت؟ يسر : ألا تري؟ رجل عسر : ( بحدة ) وتسب رجلاً حراً. أيها المارق الكاذب ( يمسكه من رقبته ..بسخرية) كيف تقبل يا رجل أن تكون امرأة؟ ! شي مخز ( يقذفه بعيداً) نائر: (بنفس الصوت) ولم لا؟ أشعر أنني امرأة أمتليء بما تمتليء بة النساء من إحساس وشعور، ما لكم تنكرون علي ذلك أيها الرجال؟ لي مالهن. هداية: ( بفرح) أرأيت يا عسر. هو يفضل أن يكون امرأة. نائر: (بأسى) لكني أجدني أيضاً رجلاً .. أجدني أحيانا محاصرا بالشهامة والشجاعة. لا أحب أن أكون ضعيفاً في خضوع الأنثى. بل أحب أن أكون قوياً أعتلى صهوة جوادي وأقاتل. هداية:( بتعجب ) كيف؟ هل تراجعت عن جنسك بسرعة؟ نائر:لا . لكن إحساسي الحقيق امرأة. عسر: بعصبية ) أنت تلعب بعقول القبيلة ( بحدة ) كيف؟ لقد احترنا معك واخشي أن نتحكم في النهاية للسيف هداية : لا .. ما ذنبه لكي يقتل؟ هل عهدتم منه التخاذل( بصدق ) هل نسيت ( لعسر ) أنك هربت يوم هجمت علينا القبيلة المجاورة؟ هو لم يهرب . قاتل بشهامة. عسر : كان وقتها رجلاً شهمياً. هداية : العمل والفعل وليس الكلام هو المهم (بسخرية ) يا عسر يا أخي ، كل رجل يشعر بأنة الوحيد الشجاع والقوي، كما تشعر كل أنثي.أنها سيدة نساء العالم . عسر : ( بحدة ) لا بد من قتلة فوراً. يسر : لا .. نحتكم إلي رجل حكيم عاقل عسر : رجل عاقل مثل من؟ هداية : أري ذلك أيضاً؟ قد يصيبنا بنوره . يسر : ( كأنه وجد شيئاً ) لا أحد غيره : عامر بن ظرب . هداية : عامر من؟ ابن ظرب. يسر : نعم هداية : أحكم من ولدته القبيلة، عقمت النساء أن تلد بعده حكيماً الجميع : نعم . نحتكم لعامر بن ظرب . عسر : يا لها من عضلة! يسر : لكنه قادر علي حلها بإذن الله، فكم من مشكل وجاء لنا بحلها . ( يخرجون جميعاً واحداً بعد الأخر ) نائر: ( إضاءة مركزة عليه ) فهذا شأني أنا كما قال عسر ( ينزوي بعيداً) جميعكم تعرفون لكم مصيرا، كل منكم يدافع عن جنسه وليس عني الرجال يثقل على أنفسهم أن أكون امرأة والمرأة تود أن تنتصرعلى الرجل؟ تود أن تثبت للرجل أنها رجل لكنها أجمل منه، لكنك لا تعرف لك هوية من أنت؟ من أنا؟ ( يسقط ) ( إظلام ) مشهد (2): (يضاء الجزء الذي ستدور عليه الأحداث الحالية وهو حجرة استقبال. يرتدي قميصاً نصف كم وبنطالا من نوع ( الجينز )). باسم ???? يقف ويدور في قلق) أعهده .. قاطع الموعد، لم أعهد عليه أي تأخير ( ينظر في ساعته ) تمام السادسة إلا ثوان.( ينظر ناحية الباب ) فقط أنت القلق ( صوت جرس الباب ) الرواي : ( يدخل ) باسم ???? بتودد ) مرحباً بك الرواي : (يرتدي كباسم) بالثانية ( ينظر في ساعته ) باسم : حقا ، تفضل بالجلوس. دقائق و أعد لك الشاي الذي تحبه( يخرج) الرواي:( بسخرية ) أين النفس التي تتقبل شيئاً؟ كلهم يسخرون مني ويلعنونني. كأني أرتكب ما يؤذيهم. باسم:( يدخل الشاي) ها هو الشاي، سكره خفيف كما تحب الرواي: شكراً، ( لنفسه ) خفيف، ثقيل لا يهم. باسم : أري الحزن مرسوماً علي وجهك ! ما الخبر ؟ ارواي : للجميع يقف ضدي كما تعرف. باسم: لا تقلق نفسك. أنت دائماً أسرع من يأخذ قراراً. الرواي : كيف ( يقف ) وأهلي تنكروا لي ؟! لم أجد واحداً منهم يود رؤية وجهي. رحمك الله يا أمي. لم أرها، تركني وحيداً أصارع، وأبي ما لبث حتى تزوج ومات ( إيماءة) والباقون عقارب تلدغ. باسم:( بحنو ..ويربت علي كتفه) هل تشك في صداقتي لك؟ الراوي : لا . لا أجد غيرك مرفأ. أنت أخر ضوء يشع لي. باسم: وأنا لن أتخلي عنك أبداً بالرغم من ذلك لا أراني فاعلاً لك شيئاً فأنا لا أملك إلا المشاعر الصادقة والتي لن تنفعك، فالناس تقذفني بنظرات لا أستطيع تفسيرها. وكأني أرتكب جرماً لأنك صديقي، ويفرون مني كأني جزام رغم أنهم ( يصمت). الرواي: (بأسي) ولم لا وقد صرت شبهة يفر منها الجميع. ولدتني أمي هكذا، وتربيت علي ذلك، قالت لهم "الداية" إنني ذكر فعشت كما قالت .. لكن زوجة أبي بعد شهور اكتشفت أنني أنثي، وتربيت ذكر، وتعددت الرويات وانقسموا علي أنفسهم. باسم:(يجلسان) لا تغضب .. سوف نجد حلاً لماذا لا تذهب إلي طبيب يحاول علاجك؟ الراوي:( بسخرية) هل تعتقد أن لي علاجاً بالعقاقير هل ستغير الحبوب والحقن ما تربيت عليه؟ باسم : ولم لا .. وبالجراحة أيضا . ألا تسمع عن المغني الأمريكي الذي غير شكله. لكل داء دواء . الرواي : يغير لون جلده .. لا دواء لي عندهم .. أي علاج سوف يطيح برأسي ( يغضب ) لكن يجب أن أكون شيئاً محدداً . باسم: ( يقف ) وبالطبع ترغب أن تكون أنثي. الراوي : ليس رغبتي، ولكنها الحقيقة التي تسري بداخل، أعرف أنني أسبب لك ما لا تطيق لكن ذنبك أنك صديقي باسم : أعلم أن هناك هرمونات تزيد ذكورة فلماذا لا تأخذ الحقن التي تساعدك؟ الراوي: المشكلة ليست عقاقير لكنها حقيقة داخلية. باسم:( يدور) نعم ألا يسيطر عليك إحساسي الرجولة أحياناً؟ الراوي : ( فترة صمت ) عندما أستثار أجدني أمزق داخلي باسم : إذن هناك أمل الرواي : ( بيأس ) أمل ضعيف كالمخدر. ما إن ينتهي مفعوله حتى يزداد الجرح ألما ولن يكون لي دور كرجل باسم:(بأسي) ولن يكن لك دور كأنثى كما تريد. كل ما أريده مصلحتك ( بتعجب ). الراوي:(فجأة) لو أصبحت فتاة تتزوجني؟( صمت ) باسم:( تعجب ) ماذا تقول الراوي: تتزوجني ( يجلس ) باسم:( بتردد ) لا أعرف (يحرك رأسه ويديه حركات هسترية) أنت صديقي. لن أقبلك غير ذلك. الراوي : لو صرت امرأة أفقد صداقتك؟! باسم: ( بتردد ) لا أدري . ( وتنحسر عنه إضاءة وتسلط بقعة ضوء علي الراوي ) الراوي: ( يبعد عنه عدة خطوات) بذهول كل منكم يمارس حالتي بشكل أو بآخر الرجال في الشوارع في ثياب النساء والنساء في ثياب الرجال ( موسيقي ) حتى الأصوات اختلطت ( يقف ) حتى الشيء المميز أصبح تائها ً باسم:( لنفسه) هي الطبيعة. فالكون يسير بين قطبين نعم ولا. الراوي : بين نعم أو لا ( بحدة ) لكن كيف الاثنان معا في نفس الوقت؟َ! ( يظلم هذا الجزء ويضاء الجزء الآخر .. يجلس عامر بن ظرب علي صخرة بجوار خيمته وتقف بجواره سخيلة جاريته) سخيلة:( ترتدي جلبابا عربيا) عمت صباحا يا سيدي عامر: وعمت صباحا يا سخيلة (يظهر علي هيئته الوقار والهيبة) دائماً ما تمارسين هوايتك . سخيلة: هواية؟ لا أدري ماذا تقصد يا سيدي، لا أعرف لي هواية غير رعي الغنم وخدمتكم ( تتحرك ) عامر: ( بابتسامة) ألا تعرفين يا سخيلة؟ لقد عهد الجميع منك ذلك سخيلة :ماذا تقصد يا سيدي؟( بلطف) لماذا تتأخرين في الخارج بالغنم للرعي؟ وتتأخرين بالعودة به أيضاً؟ نعم نعم فهمت ما تقصد أتأخر في الخروج والعودة لعدة أسباب يا سيدي، منها أنني أحب أن أرعي الغنم بمفردي وبهدوء، فعندما يراني الناس متأخرة يعتقدون أنني مهملة والغنم جائعة، فأحفظها من الحسد ويحاول البعض أن يساعدني، وتكون لي نصف الدينا عامر:( يضحك ) ولماذا تتأخرون في العودة؟ سخيلة : ببساطة. لأنهم سيرون بطون الغنم ممتلئة، فيدفعهم ذلك إلي عدم مساعدتي والحقد علي، ومعظمهم رجال كما تعرف يا سيدي. عامر:( بابتسامة) معك في شأن الحسد ولك الحق، ولكن لا تأخذي مساعدة وأنت معك يا سخيلة وغنمك ممتلئة البطون سخيلة: لا يا سيدي. المفروض أن يساعد كل منا الأخر( بثقة ) ثم ماذا يفعلون؟ شيء بسيط، واحد يسمك لي عنزة هاربة وأخري شاردة عامر: (بسخرية) يا لك من ماكرة يا سخيلة. سخيلة : كيف يا سيدي ! عامر : لكن في البكور الخير فقد يهجم عليك ذئب في الليل سخيلة: ( بثقة) لا تخف يا سيدي ..ألا تريد شيئاً أخر؟ عامر : أعطني قربة الماء لكي أواصل القراءة سخيلة : ( تتحرك ) بكل سعادة يا سيدي الشخ عامر : صبحت والله يا سخيل سخيلة : (تحضر الماء) تفضل يا سيدي عامر:( يشرب) شكراً لك يا سخيلة لا أود أن أقول لك اليوم، مسيت والله يا سخيل سخيلة : سمعاً وطاعة يا سيدي عامر: أحسنت يا سخيلة إن فعلت ( إظلام ) مشهد ( 3): (يضاء جانب الأحداث الحالية إضاءة خافتة، يجلس الراوي علي مقعد في حديقة في انتظار فتاة، وهي حبيبة) الراوي: ما لها قد تأخرت؟ (ينهض يبدو علي القلق) قد قلت لها تؤخر الميعاد ساعة أخري قالت نعم وبمجرد انتهاء لقائنا قالت لا. إذن هي قادمة .. أكثر من ساعة وتأخرت. حبيبة: (تتقدم في بطء) أسفة جدا.. تأخرت عليك ( تجلس ) اراوي: هه .. ما الأخبار ( يجلس ) حبيبة : أخبار . ماذا ؟ اراوي : قلت لي بالأمس إنك لن تقبلي حبيبة:( تنهض ) لا اقبل ماذا؟ الراوي:( ينهض ) هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك. الحبيبة:( بتعجب ) هيه .. كيف أقبل رجلاً غيرك؟! أحيانا ً أشعر بأن تهذي ( تضع يدها علي جبهته) هل أنت ساخن؟ الراوي:(بانكسار) لم لا؟ لكني أود معرفة أخبارك الحبيبة: (تقترب منه في تودد) أنت الأول والأخير بالنسبة لي، لن أقبل غيرك زوجاً. وعهدنا معا، أنسيت ؟ الراوي : لكني لست جاهزا قد تأخرت عليك أكثر من ذلك الحبيبة : ألست تمتلك الباءة؟ الراوي: نعم . لا أملك ما تطلقون عليه الباءة (بحسرة) المهم أن أملك الباءة الحقيقة الحبيبة: (بمكر) هل أنت متأكد من ذلك ؟ الراوي: ( يطرق إلي الأرض خجلاً ) الحبيبة: لا تبتئس. سوف أنتظرك إلي أن تستعد تماماً ( تقترب منه ) الراوي:(يبتعد) سوف تنتظرين كثيراً، والأزمات مستمرة والخلوات طائلة. الحبيبة : طالما أنت بجواري لا يهمني شيء الراوي: وأهلك. ماذا ستقولين لهم؟ الحبيبة : سأقول لهم إنك حبيب ولن أتزوج غيرك وهكذا يكفي الراوي : لا أعتقد أري أن سعادتك ليست معي لن أنفعك في شيء. لست قادراً علي فعل شيء يسعدك حبيبة:( تزداد قرباً منه) لا تقل هذا .. ليس لي حبيب إلا أنت؟ ! الراوي:( يدور ويحدث نفسه) أحس كأني أجمل منها تسري أنوثتها في أوصالي كيف أقول لها إني .. إني مثلها الحبيبة:( بحنان) قل ما تشاء .. لا تخش شيئاً نعم. أنت مثلي .. تشبهني في الطباع، لذلك يجب أن نتزوج، لقد وجد كل منا شطرة. الراوي : لن . لن أستطيع أن .. الحبيبة:( بأسي) هكذا ( تقترب منه) لكني لن أغضب منك . الراوي : أسف لكني أود أن .. الحبيبة: ( بحدة) هل تحب فتاة أخري؟ الراوي : لا .. لم أحب غيرك أبداً ولم أر أحداً في عيني سواك الحبيبة:( بأسي) إذن ماذا تقول؟ طالما أنك لا تحب غيري فكل شيء سهل الراوي:( بصوت هادئ) اصغ إلي جيداً أنا لا أشعر بأني الرجل المناسب لك الحبيبة:(بحدة) وأنا أراك الرجل المناسب لي الراوي:( بعصبية) لست رجلاً الحبيبة: بل أحسن رجل في العالم كله، لن أنسي أنك الذي انتشلتني من الضياع، لن أنسي موقفك في أشد اللحظات سوء، سوف أتزوجك شئت أم أبيت الراوي:( بعصبية ) لا. لن أتزوجك الحبيبة: لماذا؟ الراوي : لا أستطيع أن أقول لك السبب الحبيبة: من حقي أن أعرف حتى كصديق أم أنك تنكر صداقتنا أيضا الراوي:(لنفسه) نعم صديقتى .. لكن كيف؟ الحبيبة:(بهدوء) تحب واحدة أخري . أليس كذلك؟ الراوي:( بتردد) نعم أحب واحدة أخري الحبيبة: وتخدعني من زمن بعيد (بحدة) ولماذا لم تقل ذلك من البداية؟ جعلتني أحبك وأحارب الكثيرين من أجلك .. وأنت تحب أخري أجمل مني؟ ( تختال بنفسها ) قل لي إذن؟ الراوي: (يطرق خجلاً) لا . بل قبيحة الحبيبة : فلماذا تحبها إذن؟ الراوي : لا أدري الحبيبة:ستظل هكذا لا تدري لا بد أن تعرف .. أعترف أنني خدعت فيك (بحدة) لكني .. لا أدري ماذا أقول لك؟ سنتلاقي معا مرة أخرى ( تخرج ) الراوي:(بعصبية) انتظري، سأقول لك الحقيقة سأقول الحقيقة (يخر علي الأرض) لماذا لم أجد لها ما أقوله ويحدث ما يحدث ؟ ما الفرق بين حالتي تلك وحالتي العضوية (بأسي )؟ لا فرق . لا أعرف . وأريد حلا ! ( موسيقي .. ثم يظلم هذا الجانب .. يضاء جانب الحكاية . تقف سخيلة بجوار صخرة ترعي الغنم ) سخيلة:(بإعجاب) ما أحكم سيدي عامر! أود أن ابقي معه الدهر كله. كل السادة قلوبهم شهباء جامدة علي العبيد (بأسي) ولم لا؟ فنحن حقهم في هذه الدنيا. لم نخلق عبيدا لعبيد ولم يقل لهم آدم أننا حقهم وإرثهم، ما أظلم هذا الإنسان لنفسه وغيره! يا قوت:(عبد يقترب منها) عمت صباحاً يا سخيلة كيف حال المرعي معك؟ سخيلة:(بلؤم) كما تري ... الغنم جائعة وبطونها خاوية انظر لها .. ها هي ( تشير ). يا قوت: آه منك يا سخلية أراها ممتلئة والحمد لله لكنك دائماً تستطعين أن تكسبي عطف الجميع (بمكر) لا تقولي ذلك، فأنت رشيقة كالغصن ويرغبك الجميع، السادة قبل العبيد سخيلة: آه منك، أعرفك (تشير لرأسه) هذا الرأس يدور فيه الكثير. يا قوت: يا سخيلة، أنت تعرفين ما يدور بها كالوعاء تطهين فيه ما تشائين. سخيلة:وما رأي سيدك عسر؟ يا قوت: موافق ويبدي استعداده سخيلة : لكن سيدي عامر لن يرضي لي غير حر. اذهب وتحرر أولا ثم تعالي إلي . يا قوت : هذا شيء بعيد المنال؟ فسيدي لا يحب غيري سخيلة : بل لا يتلذذ بخدمة أحد غيرك، حاول أن تفهم. يا قوت : أفهم لكن ما حيلتي لابد من ثمن لسيدي عسر. سخيلة : سيدي يود لي الخير أما سيدك يود لك الشر هيا اذهب. فلست بلهاء كي أنجب عبيدا. يا قوت : لا تود أن تنجب عبيدا والأرض ملأي بهم، تريد أن تنجب أحراراً .. ( يذهب بعيدا عنها ) سخيلة : ( بصوت عال ) عندما تحرر تعال، ستجدني في انتظارك (لنفسها) لا بد من عمل يجعل سدي يرضي عني لقد وعدني بالحرية إن أتيت له بشيء لم يؤت من قبل . كيف .. كيف ؟ ( تنقر بالسبابة علي رأسها ) ( إظلام ) مشهد(4): ( جزء الأحداث الحالية عيادة طبيب يجلس خلف مكتبه يقرأ، إضاءة خافتة مركزة علية .. موسيقي ) الطبيب:(ينهض) لقد تعبت اليوم كثيراً, عجيب أمر هؤلاء الناس يتسترون وراء ملابسهم، يتعالون علي لا شيء، يهرعون إلينا معشر العجزة الأطباء عن شفاء أنفسهم من صداع يطلبون منا الإنجاب، أنا نفسي عقيم أود سماع كلمة أبي، ولكن (يدور ) هذه المهنة علمتني أشياء كثيرة (يسمع صوت دقات علي الباب) الرواي: (يدخل في تثاقل) أسف، سوف أثقل عليك (تتنوع الإضاءة وتشتد ) الطبيب: تفضل ( يشير له بالجلوس) لا شيء فهذا عملي، رفيقي وحسن الرفيق لو صادقته الراوي:(يقف) لقد حدثتك في التليفون عن حالتي ووعدتني أنك ستجد لي حلا الطبيب:(يدور) نعم، أتذكر جيداً الراوي : والحل (يجلس) أشعر كأني منشطر، يسير كل جزء مني في اتجاه مضاد، أود أن أجمع أشلائي الممزقة في كل صوب ( يضع يديه علي وجهه) الطبيب:(بصدق) الأمل موجود دائماً الراوي : لكن الدواء أشد فتكا من الداء الطبيب:(يربت علي كتفه) لا بد من الألم، فكل شيء بيديك هاتين الراوي:(ينظر ليديه) كيف؟ ويدي مرتعشة، ومتردد ! الطبيب:(بثقة) عليك أن تختار الأنسب لك وما أنت ميسر له . الراوي : والناس ؟! الطبيب: دعك منهم. ماذا تود أن تكون؟ الراوي : إنساناً الطبيب : لا أفهم . ما أعرفه وتعلمته التحديد رجلاً أم امرأة؟ الراوي : إنساناً سواء كنت رجلا ً أم امرأة الطيب : عليك أن تختار الراوي : الاثنان بداخلي الطبيب : فكر أي منهما تكون. أنا جاهز مع توقيعك الراوي:(يقف) وهل سيوافقون علي ن أكون امرأة؟ الطبيب : لا أدري ولم لا؟ هي حياتك أنت وجسدك الذي تمتلكه بشرط ألا تضره الراوي : لكن لن أجد أحداً يساعدني سيحاول الجميع أن يقيد تلك الحرية بل وسيقتلها إن استطاع الطبيب : المهم أن تحدد ماذا تود أن تكون ؟ الراوي : ( يدور وتسلط عليه الإضاءة ) حقا .. يجب أن أختار جسمي أنا حر فيه، أكون ما أكون أكون ما أنا ميسر له ويختارون معي إن أرادوا تحديدا و لكنهم سوف يختلفون، ليس علي وإنما مع أنفسهم. سأذهب كي أقدم طلباً للنقابة غدا . ( يظلم هذا الجزء ويضاء الجزء الذي تدور عليه الحكاية بعد نصف دقيقة.. خيمة يقف بجوارها عسر ويسر وهداية وياقوت) عسر: (بغضب ) هذه عضلة ما بعدها عضلة، أري أنها أعضل شيء سيعرض علي عامر يسر : ( بلطف) لا شك إنها نائرة ولكنة قادر بإذن الله علي حلها. قد حل قبل ذلك كل مصائب القوم بحجته ورجاحة عقله هداية:(بثقة) سوف يصل إلي الحل الظافر و إن كنت أري يكون امرأة. عسر: سنعود ثانية إلي الجدل الفارغ نحن معشر القبيلة أحسن الناس تشدقا بالكلمات. كل منا يحسن كلامه ويلوك ألفاظ جيدا ياقوت:(بحماس) أحسنت يا سيدي ( يقف بجواره ) عسر ???? بحدة ) هل أمرتك أن تثني علي؟ حتي عبيد القبيلة أجادوا المدح ياقوت:(لنفسه) ولم لا ؟ لكي نعيش أيها السيد الفظ يسر: ( ينادي بصوت معتدل ) يا عامر بن ظرب، يا عامر .. يا حكيم العرب عسر : (بغلظة) يا عامر عامر:(يخرج من خيمته) من؟ يسر: أنا يا عامر عامر :مرحبا، يا سعادة عامر بكم جميعاً عسر : (بغلظة) أفضل أن نجلس هنا يسر : حسنا قلت يا عسر يسر : جئنا لأمر هام يا عامر، عضلة نائرة لا نري لها حلا يسر : (يهمس في أذن عامر) إن شاء الله سنجد الحل. هداية : هذا ما نرجوه منه جميعاً عامر : ( ينادي) يا سخيلة سخيلة : ( تخرج من الخيمة ) نعم سيدي عامر ( بتأدب جم ) عامر: (بلطف) أحضري شراباً من لبن وعسل سخيلة: (تنظر لياقوت) السمع والطاعة يا سيدي ( لنفسها ) لماذا هم هنا ومعهم يا قوت؟ ( تدخل الخيمة ) عامر : ما المشكلة يا قوم والله المعين؟ يسر : اختلفنا في أمر أحد أبناء القبيلة لا هو بالرجل الخالص ولا المرأة نراه متحمسا في النزال وامرأة تأتي صنيع النساء عسر : (بغلظة) هو رجل تمرد علي نوعه وأراد النوع الأخر، يكفر بكونه رجلا ( بعصبية ) يكفر بخلقة ربه ويود أن يكون امرأ ، شيء عجيب سخيلة :(تدخل بالشراب) تفضلوا يا سادة ( تنظر لياقوت الذي يقف بجواره سيده عسر) سوف أذهب يا سيدي لرعي الغنم، وهل تود شيئا أخر مني؟ عامر : اذهبي يا سخيلة .. بارك الله فيك ، نعم . ثم ماذا؟ هداية :(بعصبية) لا يا عامر، هي امرأة مملوءة بحماس الرجال، أعمرك لم تر امرأة بهذا الشكل؟ عامر: رأيت نساء بهذا الشكل كثير (تفضلوا الشراب) تقصدون أن له ما للرجال وما للمرأة سبحان الله . يا لها من نائرة (يصمت ) ثم ماذا؟ يسر : هذا ما اختلفنا بشأنه ونود أن تهدينا بالحل عسر : (بحدة) نود حلاً يريح الجميع لقد أصبحت رؤوس رجال القبيلة في الطين، لم يحدث ذلك من قبل فينا هداية:(بحقد) آه منكم معشر الرجال تعتقدون أنكم أسياد العالم كله، حتى الحرائز منا يشعرن بالعبودية من أمثالكم (تشيح بيدها) عامر : لا يا هداية كلنا ولد آدم عسر : ليس هذا موضوعنا. بل ما قلناه لك هو ما يشغل بال الجميع، أري أن نذهب الآن وندعك تشغل فكرك (ينهض الجميع) عامر : تصبحكم رعاية الله (يخرجون) يا لها من عضلة (يدور) اللهم اهداني إلي حلها يا رب . متي؟ ( إظلام ) ** الفصل الثاني ** مشهد (1): (تضاء خشبة المسرح علي حجرة بها مكتب يجلس وراءه موظف يرتدي بذالة متهرئة) الموظف: صبحنا وصبحت المشاكل، أود أن أعمل شيئا ينفع، مرتبات لا تسد رمقاً. نأتي نلعب ونهرج ونجوع ونأخذ ما لا ييسر لمعدة حركتها (بسخرية.. يقف ) لا مانع عندي أن أعمل في جهنم، مع الشياطين الزرق لكن أجد ما يجزي هذا العمل. الراوي: (يدخل في تثاقل..لنفسه ) تري هل سيوافقون علي طلبي؟ لقد جهزت كل شيء .. الورقة البيضاء (يخرجها من جيبه) والدمغات التي ارتفع ثمنها .. والقلم كل شيء معي (يقترب منه). الموظف:(بسخرية) أول واحد سيدخل علي سأحول أن أجعله يأتي غداً لم أتناول فطوري بعد .. ولم أحل الكلمات المتقاطعة الراوي:(بصوت منخفض) صباح الخير يا أستاذ ( يقترب من مكتبه أكثر ) الموظف:(باشمئزاز) نعم . ماذا تريد ؟ الراوي : أود أن أقدم طلباً للنقابة الموظف: تعال غداً سيكون أحسن حالا أما اليوم فالغيوم والسحب وقد تمطر . الراوي: يا أستاذ . . يا أستاذ . الموظف:(يدير رأسه) الراوي : الشمس في الخارج حارقة الموظف: أراها كذلك (يأخذ منه الورقة.. بإهمال) طلبك ناقص الراوي : لماذا ؟ الموظف : لأنك لم تقدم شيئاً .. الورقة البيضاء. هل تود أن تقدم طلبا لإدارة النظافة؟ ها .ها (يشاركه الرواي ثم يصمتا) الراوي : لا أعرف الصيغة لتقديم هذا الطلب وجئت أسألك الموظف : أي صيغة تقصد ؟ الراوي : طلب جراحة عملية خطيرة الموظف : هل أنت مريض؟ ( باستهزاء ) أراك في أحسن حال الراوي : هل تري ما بداخلي ؟ الموظف : لست جهازاً للأشعة . جراحة ماذا ؟ الراوي : جراحة تحويل إلي الجنس الأخر. الموظف : تود أن تكون شيطانا أو جنياً؟ هل أنت تخاوي العفاريت؟ من زمان وأنا أود معرفة عفريتة جميلة . الرواي : ( بحدة ) من رجل إلي امرأة الموظف : (ينهض بتعجب) نعم .. ماذا تقول ؟! الرواي : ( بحدة ) كما سمعت الموظف : قل كلاماً آخر يا رجل عيب ما تقول .. ستكون مسخرة الصحف والإذاعات المحلية والأجنبية لا ..لا .. أنت تمزح يا رجل الراوي : ( بحدة )لست مازحاً . هي حريتي . لا شأن لك بها . الموظف : ( بحقد ) إذن اكتب ما تريد .. أصبح التحويل للجنس الآخر موضة، شيء يجن الجن نفسه ويشيب الرأس الصلعاء. الراوي : ( يكتب ) خذ .. ( بحدة ) الموظف : أين الدمغة؟ الراوي : ها هي ( يضعها ) الموظف : شيء غريب .. انتظر بعض الوقت ( يخرج ) الراوي : ( بتعجب ) هل ارتكب ذنباً في حق أحد هي حريتي ( بانفعال ) إن كان في القانون ما يجرم ذلك فأهلا بالموت، أعرف أن الموضوع شائك بالنسبة لهم، لكني لا أطلب إلا ما أحسه بداخلي. ( يدخل الموظف للمسرح ثانية ) الموظف:عرضت طلبك لكنة رفض بالإضافة إلى خصم يومين مني. الله يخرب بيتوكم جميعاً، أنا ناقص مجانين، يكفيني زوجتي. الرواي: (بدهشة) لماذا؟ وإن أجريت الجراحة، ماذا سيحدث؟ الموظف:(بضيق) يتحول الطبيب الذي أجري الجراحة إلي مجلس تأديب، وقد يفصل عن عمله ويشطب من النقابة وتكون السبب. الراوي: تذكروا أنني جئت إليكم طالباً معونتكم لكنكم رفضتم ( يخرج ) الموظف:(يواصل حل كلماته المتقاطعة) يا له من مخبول؟ هو مجنون لا محالة يود أن يكون امرأة شيء مخجل .. علي الدنيا السلام (يفتح الجريدة) مجتمع معكوسة ع.م.ت.ج.م.الحروف الثلاثة الولي .. عمت .. عمت مساء .. أفضل شيء في الجريدة الكلمات المتقاطعة. ( يظلم هذا الجانب من الحكاية عن عامر بن ظرب بجوار خيمته( عامر:(يرفع يده) سبحانك اللهم تهدي من تشاء، أي وجهة أدير وجهي شطرها؟ أين أنت أيها الرأي الصائب؟ يا لها من عضلة يا عامر (يدور حول نفسه ثم يجلس علي الصخرة)عندما يأتون غداً ماذا أقول لهم؟ كم يحز نفسي أنهم ذهبوا وهم مطمئنون أنني سأصل لحل ما أصعب أن يخيب أمل واثق فنك . سخيلة:(تدخل في إعياء) آه .. ما أصعب يوم المرعي، أي عمل فيه راحة إلا المرعي تجد عنزة جرت يميناً وأخري يساراً وعليك أن تحضر الاثنين معاً. عامر: (لنفسه) هناك حتما شيء مفقود (بحدة) كل شيء له حل بإذن الله ( يقف ) سخيلة:(بود) عمت مساء سيدي عامر عامر : مسيت والله يا سخيلة لا تتأخري هكذا .. أخش عليك سخيلة:(بثقة) لا تخش يا سيدي .. فأنا جاريتك سخيلة، تعرفني تماما، بأمر الله أسهل الصعاب عامر: حسن . عهدت منك ذلك منذ نعومة أظفارك (يدور) كفاك تعبا يا سخيلة ألا تكفيك الغنم طوال اليوم سخيلة: ( بعطف ) أرك لا تولي وجهك شطر شيء عامر: لا شيء. عضلة جاءت إلي تسعي سخيلة : دائماً يعينك الله علي كل شيء ما أصابك في ليلتك هذه؟ عامر:( بيأس) ويلك يا سخيلة ... دعيني أمر ليس من شأنك سخيلة : ( بدهاء ) قد يجعل الله سره في أضعف خلقه. عامر : دعيني يا سخيلة سخيلة : ( بدهاء ) ماذا حدث يا سيدي ؟ عامر:(لنفسه ) نعم قد يجعل سره في أضعف خلقه عسي أن تأتي بشيء جديد أو سبيل يهديني، ويحك يا سخيلة، أعرفك لحوحة في طلبك. سخيلة:(باهتمام) نحن يا سيدي عامر : أختصم إلي في شأن خنثي، أأجعله رجلاً أم امرأة؟ ( يدور ) ولا أدري ماذا أفعل؟ ولا أري فيه حلا سخيلة:(بدهشة) سبحان الله إنسان لا هو بالرجل الخالص ولا المرأة، وأعتقد أنة لا دخل لك في أن يكون رجلاً أم امرأة، قل لي سيدي عامر : نعم سخيلة : إن جئت بحل يرضيك بماذا تكافئني؟ عامر : كما قلت لك من قبل؟ إن جئتني بشيء لا أدركه فأنت حرة يا سخيلة سخيلة:أعهد فيك الصدق يا سدي، لم تقل لي شيئاً إلا حققته، ما أريده .تصمت ). عامر : ماذا ؟ سخيلة : ياقوت .. خادم سيدي عسر عامر : أعرف أنه يود الزواج منك سخيلة : (بخجل) نعم عامر : نعم . لكنه ليس ملك يميني سخيلة : تستطيع أن تقنع سيدي عسر أن يحرره عمر : نعم، لك ما تريدين هاتي ما عندك يا سخيلة سخيلة:(بدلال) كم أنا مشتاقة لسماع موافقة سيدي عسر عامر : آه منك يا سخيلة .. قلت لك إنه سيوافق، لك يا قوت يا سخيلة .. إن شاء الله. سخيلة : أشكرك لك سعة صدرك يا سيدي، شيء واحد نستعين به في تلك القضية عامر: ها هو؟ سخيلة : البول عامر:(بتعجب) البول سخيلة : نعم . القضاء المبال عامر: ( بتعجب ) القضاء المبال . كيف يا سخيلة ؟ سخيلة : وهو البحث عن إمارات تدل علي طبيعة الشيء، إمارات تحدد جنسه عامر : أفصحي يا سخيلة سخيلة : أي أن هناك علامات تخص كل نوع بعينه عامر : أفصحي أكثر سخيلة:(بخجل) أقعده يا سيدي؟ فإن بال من حيث يجب أن يبول الرجل فهو رجل وإن بالت من حيث يجب أن تبول المرأة فهي امرأة. عامر: ( بذهول ) حسن. فرجتيها والله يا سخيلة؟ سخيلة: ما رأيك يا سدي؟ عامر: نعم الرأي يا سخيلة يصعب علي أن أحررك لكني وعدتك أنت حرة يا سخيلة سخيلة : وياقوت يا سيدي؟ عامر : سأحاول مع عسر سخيلة : سوف أذهب لكي أعد لك الطعام ( تذهب ) عامر : نعم. أستطيع الآن أن أتناول الطعام، ما أصعب أن تتحمل مسئولية غيرك وما أصعب أن يوليك ثقته كاملة، الآن أستطيع النوم، في الصباح الباكر أعرض عليهم الأمر. ( إظلام ) مشهد ( 2): (إضاءة خافتة في عيادة الطبيب .... يدخل الرواي في تثاقل، موسيقي حائرة. إضاءة) الراوي : لا أحد يعرف شيئاً عن شيء كامنا تائه في ظلمات النفس، يعبث في أشياء الغير ويسخر، قد يجد الحجة ليفعل ذلك لكن، لا أملك حتي الرفض، أقف بين نعم ولا، لا أقدر أن أمسك حتى بزمام الكلمة الطبيب:(يدخل) ها .. ماذا فعلت؟ أرجو .... الراوي: لا .. خير. رفضوا إعطائي الختم أو التوقيع (بسخرية) لم أسمع حتى رأي الرئيس، أبلغني من يقف ببابه الخبر (بيأس) رفض الطلب ورماني بالجنون. الطبيب:( بأسي ) موقف مبهم من مبهم، لا أملك أن أفعل شيئاً لك الراوي: بل تملك .. أفعل ما قلت لك، أنا حر في نفسي. الطبيب: لست حراً .. لا تملك أن تتصرف في شيء منك إلا بأوامر. الراوي : أنا مسئول عن نفسي أفعل ما أشاء من يملك أن يعاقب منتحراً غير الله (بهستريا) نعم قد أفلت منكم منتحرا، من منكم يملك أن يعاقبني؟ (ها . ها ) الطبيب: (يربت علي كتفه) هدأ نفسك. وقع إنك مسئول عن نفسك، عن علاجك، عن جراحتك وسوف أغامر لأجلك. الراوي : خذ ما شئت من المال، صعب أن تجد الروح بجسدين، اقتلوا في أحدا منهم ليعيش الآخر، الرجل المرأة (للطبيب) ما شئت أقتل . الطبيب: لا أدري ما ينفعك ؟ الراوي: ( بعصبية ) اقتل ما شئت، حررني من عبودية أحدهما. الطبيب: (بيأس ) سأحاول سأغامر لأني مقتنع بالقضية ( بحيرة ) الراوي : ( بيأس ) حاول. حاول، قد تفلح في إنقاذي. الطبيب : غداً .. إجراء الجراحة وليفعلوا ما يشاءون. ( يظلم هذا الجانب ويضاء الأخر بعد ثوان. يقف عامر بجواره خيمته ... موسيقي ) عامر: أشعر بسعادة لا حد لها سيأت القوم الآن ( يقترب من هداية ويسر وعسر وياقوت ) يسر : صبحت يا عامر ....أراك سعيداً ولعله خير عامر : نعم عسر : أري الحل بريقا في عينيك عامر : نعم هداية : نعم يا حكيم العرب عامر : الفضل يرجع لله ثم سخيلة يا هداية هداية : ( بتعجب ) سخيلة ؟! عسر : ( بحدة ) سخيلة : من ؟ يسر : كيف يا عامر ؟ يا قوت : ( لنفسه ) لعلها أتت بالشيء الغريب الذي تحدثت عنه من قبل عامر : هي التي أشارت علي بالرأي الصائب ، عشت ليلة لم أر فيها النوم هداية : ( بتعجب ) وبعد يا عامر. عامر : قلت لها ما قلتم وأشارت علي عسر : ( بحدة ) بماذا ؟ عامر : عليك أولا بتحرير رقبة ياقوت ياقوت : (تنفرج أساريره.. لنفسه) أنا ..... سخيلة وراءها عسر : لا ضير، العبيد كثيرون عامر : أقول لك إذن (بدهشة ) أشارت علي بمبدأ الاستدلال بالإمارات يسر : كيف ؟ عامر : قالت أقعده .. فإن بال من حيث يبول الرجل فهو رجل، وإن بالت من حيث تبول المرأة فهي امرأة هداية : حقا يسر : نعم الرأي ما قالت سخيلة عسر:عرفت الآ لماذا تود تحرير رقبة ياقوت ( ينظر إلي ياقوت ) لا ضير يا ياقوت لكن .. من يدخل معه؟ عامر : يسر وسخيلة .. ما رأيكم؟ هداية : رأي لا بأس به ( تدخل سخيلة ويسر مع نائرة ) نائر: (يقبل عليهم في لهفة) هل توصلتم لحل، أرجو أن يصل سيدي عامر لحل محدد من أنا؟ إلي أي نوع أنتمي؟ عامر : نعم يا نائر سيدخل معك يسر وسخيلة وستتبول وستعرف أيهما تكون هيا ادخلوا الخيمة ( يدخلون ) ( فترة من الصمت والترقب ... موسيقي ) هداية : ( في قلق ) أتمني أن تكون امرأة عامر : رجل ، امرأة ، المهم أن يكون شيئاً واحدا . أن يستريح من عذاباته هداية : نعم يا عامر. ما أصعب أن تكون ممزقا عامر : هذا نعم الرأي ( تتجه الإضاءة إلي الخيمة كأنها حجرة جراحة ،يخرجون جميعاً من الخيمة ) سخيلة:(في خجل) وكأنها خرجت من غرفة العمليات بعد حالة ولادة رجل يا سيدي لقد كسبت القبيلة رجلاً يسر:(بفرح) رجل يا معشر القبيلة و نائر من اليوم رجل الجميع : نعم نائر .. نائر عامر : الحمد لله علي هدايته لنا نائر : كل ما أطلبه من الجميع أن يعاملونني علي ذلك ، وسأثبت لكم أنني نائر عامر : ولك ذلك علي القبيلة كلها وأن عدت فالسيف هو الحكم .. ( تشتد الإضاءة ثم تخفت تدريجيا ) ( إظلام) ** الفصل الثالث** مشهد ( 1): (يجلس الراوي علي أريكة في عمق المسرح وإضاءة خافتة، تركز بقعة ضوء عليه يتمدد علي الأريكة، تهويمات ضوئية موسيقي .... يتجول ببطء) الراوي : تري ماذا سيفعلون بنا غدا، لو أنني أجريت عملية التحويل، يحاكم الطبيب هو الآخر. أم أن له طريقة للتعامل معهم؟ ما ذنب هذا المسكين إلا أنه متعاطف معي (يضع يديه علي رأسه) لم أعد أحتمل. رأسي كادت تنفجر لم أنم منذ زمن، لقب لعب بي التشتت، أود أن ينتزع هذا الأرق من عيني لدقائق أنام فيها ( يتجه إلي الأريكة ويتمدد محاولا النوم ) ( تهويات ضوئية وموسقى وتخفت الإضاءة تتدريجيا ) صوت من الخارج : سوف تحاكم ....... تحاكم (إظلام) مشهد (2): ( ساحة محكمة، على المنصة القاضى وبجواره مستشاراه، على اليمين منه منصة النيابة وعلى اليسار الراوي وراء القضبان) حاجب: محكمة . محكمة . ( يقف البعض وظل البعض جالساً ) القاضي:(باستهزاء) الجميع يقف، لكن أقول لكم فليقف من يقف ويجلس من يجلس. رجل: لست قادراً على الوقوف يا سيدي القاضي . امرأة : أنا حامل يا سيدي ولا أستطيع النهوض . القاضي: لا ضير. خذي راحتك وتستطيعين النوم إن شئت. جلستنا معروفة لديكم أسبابها وسنحكم فيها الحكم العادل على هذا الشخص ( ويشير للراوي ) رجل: كل شيء نعرفه إلا اسمه . القاضي: وأنا أيضا لا أعرفه (يعم المحكمة موجة من الضحك) سكوت من فضلكم ( يصرخ ) رجل: وكيف نحكم عليه وبأي اسم تنطق حكمك، هل نشير إليه ونقول حكمت على هذا أم ماذا تفعل يا سيدي؟ القاضي: لقد احترت معه ومعكم، لو قلت نائر قلتم نائرة، لو قلت نائرة قلتم نائر، أرسو سفينة حيرتي أيها السادة . الرجل:( بإهمال) أي اسم. المهم أنه معروف لنا بشكله هذا القاضي: اجلس أيها الرجل ودع العدالة تعمل في صمت .. المرأة : إنه يخفى اسمه يا سيدي، كي يظل باسمه فقط، يخشى أن يأخذ منه الاسم، سأعرف اسمه وأسمى المولود على اسمه. القاضي: لو قلت اسمه لانتهت القضية، وما كان هناك داع لوجودكم هنا، أرجوك نود أن نواصل عملنا بلا ضجيج، حضرة المحقق تفضل بقراءة مذكرتك المحقق: شكرا سيدي ( بصوت واثق ) بداية .. فالقضية قضية مجتمع، تقولون لي كيف؟ أقول لكم هذا الشخص الذي أمامكم والمدعو بلا اسم، إلى الآن يسخر منكم ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم. يود أن يشوه صورة الإنسان في كل مكان من العالم . الجميع:(هياج)كيف .. كيف ؟ المحقق:(بهدوء) لو أنه صار رجلاً لثارت النساء على الرجال، وتهشمت صور الرجال عند النساء، وأصبحوا بلا قيمة لهم في الحياة أليس كذلك؟ هل ترضون يا معشر الرجال بذلك؟ الجميع:( يقفون) لا لا المحقق : ولو أنه تحول إلى امرأة!! يا لضيعة بنات حواء. من وجوده بين صفوفهن، ما أقبحها؟ وأي تشويه مقصود أكثر من ذلك لصورة المرأة، وكل الرجال سترفض النساء لأجله ساعتها تبور كل النساء في العالم، وقد يكون وراء ذلك منظمة إرهابية تعمل على هدم المجتمع، هل ترضين يا نات حواء ذلك؟. المرأة: لا . لا ( بحدة ) الراوى : (يقف في عصبية) حدد لي أنت. أي نوع أكون؟ طالما أن الرجال ستثور والنساء سوف يرفضن. حدد لي من أكون مع الجن أو مع الشياطين؟ القاضى:(يهدأ من سخونة القاعة) سكوت أيها السادة. أي صوت غير الذي أذنت له سآمر بحبسه، للمحكمة هيبتها ووقارها أيها السادة، لسنا في سينما " ترسو ". الراوي:(يجلس) حسبي الله ونعم الوكيل. المرأة:(بسخرية) حقا ما أقبحه امرأة (لنفسها) لكن كونه امرأة فيه منفعة للمرأة، على الأقل سيأخذ كالأنثى في الميراث. وعلى ذلك سيزيد حق الأنثى بصفة عامة لأنه .. لكن يأخذ كرجل .. المحقق:(يتجول) هل فهمتم يا سادة مأربه؟ هو يود أن يثير البلبلة بين أوصال المجتمع، أنا أتهمه بالخيانة والتعامل مع دولة أجنبية معادية (موجها حديثه للراوي) قل أخذت منهم كم، ونحن على استعداد أن نعفو عنك؟ الجميع : جاسوس . جاسوس . اقتلوه . الراوي: (ينهض) ماذا تقول أيها المحقق؟ ما دخل ما أنا فيه بالجاسوسية والجواسيس، هذا النهار لن يمر بخير القاضي:( للراوي) اجلس ولا تتكلم ثانية وإلا سوف أحكم عليك. الراوي: احكم بأي شيء، لكنك لن تجد شيئا ( بسخرية ) هه . هه . القاضي: وقح . اكمل يا أستاذ مذكرتك . امحقق : هذا ما أقوله .. ولكم الخيار. لقد وضحت وجهه نظري، وافعلوا ما شئتم أيها الناس، لذلك أطالب بأشد العقوبة، والضرب بيد من حديد على كل فاسد مثله. الرجل : نعم . نعم. وأظنه امرأة ادعت أنها رجل، لكي تأخذ نصيباً أكثر من الميراث كما قالت الأخت، أنت امرأة لا تحاول لك النصف (بحدة) المرأة لابد من حرقها في ميدان عام. أتود أن تسرق حق أخواتها؟ صحفي: (يكتب بسرعة) تحرق. تعدم. رجل . امرأة. يا لها من صفقة سوف تزلزل بلاط صاحبة الجلالة، سأكون أشهر صحفي في هذا البلد . القاضي: بهدوء يا سادة كي نصل إلى حكم عادل، سنستمع إلى وجهة نظركم جميعاً في القضية. وسنعتبركم شهوداً في القضية إن أردتم. رجل:(شاهد زور) يا أستاذ حرام عليك نحن شهود ومعروفون ومعنا تراخيص أنأكل عيالنا؟ فتاة:(تقف فجأة..بحنو) لا يهم أن تكون قبيحة أم جميلة يا سيدي القاضي. أراكم تتحاملون عليه. ماذا فعل لكم لكي يتهم بكل هذه التهم القاتلة؟ لم يرد أن يحمل بداخله النوعين، أراد أن يكون واحداً(تشير بإصبعها) لا أخف عليكم أنني كنت أحبه شاباً وسيماً رجلاً. القاعة: (من تلك الفتاة) الفتاة: وسوف أصادقها فتاة مثلى، هذا الذي تتهمونه بالخيانة لم يخن مرة، لم يمس يدي مرة. بل قال لي حقيقة أمره ولى الخيار. ( صياح في القاعة ) القاعة : إنها حبيبته.خائنة مثله، خائنة مثله. الفتاة : لست بخائنة يا سادة. بل أقول الصدق، القادر منكم يحدد له نوعه، يناديه رجلاً أو امرأة (بحدة) الراوى:(يقف) أعرف أنكم تقذفون كل من يدافع عنى، شكراً لك، كنت أعرف أنك سوف تأتين.نعم (بحدة) حدد إلىّ من أنا؟ الجميع هنا لا يستطيع أن يقول نعم أو لا، يود الجمع بين الاثنين في كل شيء، أنت أيها القاضي لا تستطيع عمل شيئا، تقف جامدا أمام قانون، تعرف أن هذا الشخص سارق لكنك تحكم ببراءته لعدم ثبوت الأدلة المادية.ها . ها . القاضي:من سمح لك بالكلام؟ حقا. لقد عُدم الحياء من الدنيا! الفتاة : اتركه يتكلم أيها القاضي. المرأة: لا تتركه. الرجل: اتركه. الحاجب:(بسخرية) حدد لهم يا سيدى يتكلم أم لا؟! القاضي:(حائرا) يصمت. يتكلم، فلا حاجة لنا بحديثك الآن وكلامك قاذف، فقد سمعنا إليك ما فيه الكفاية وما زلت تهذى. الراوي:(يتعجب) لم أقل شيئا غير الرد عليكم، تلك الحقيقة أيها السيد. القاضى : يكفيك ذلك من عليه الدور يا حاجب ؟ الحاجب: (يقف) من يتكلم؟ (بحيرة) المحقق؟ الفتاة؟ الرجل؟ الصحفي؟ أرى أن يتكلم الطبيب. لا. بل أرى أن يتكلم موظف السجل. القاضي: أي منهما سيتكلم يا حاجب؟ حدد لنا من؟ الحاجب: (بغباء) حدد لنا أنت . أنت القاضي يا سيدي القاضي: فليتكلم من يود منكم الحديث. ( يقف موظف السجل المدنى ) موظف السجل:(يرتدى بذلة وله كرش) يا حضرات السادة الأفاضل ما ذنب موظف مثلى لا يفهم إلا في الورق، حُيرت يا سادة. مرة رجل ومرة امرأة، والشخص واحد والأب واحد، كدت أجن يا سادة. الراوى:(يقف) ألم تحاول أن تساومني على النوع؟! لو أردت أن تكون رجلا فالسعر كذا (يخرج شيئا من جيبه) انظروا يا سادة إلى هاتين الشهادتين. الموظف: (باضطراب) شهادتان .. لا تنظروا يا سادة إنه يهذى. رجل معتوه بل امرأة بلهاء. الراوى:(بسخرية) الأولى باسم نائر. والثانية باسم نائرة. ادعوني ما شئت يا سيدي القاضي. نائر(يشير للرجال) لا تغضبوا . نائرة ( يشير للنساء ) لا تغضبن. اتفقوا معا على اسم لي (يجلس.. يضحك بسخرية). ( ثم يحدث هياج في قاعة المسرح ) القاضي:(يضرب بعصاه) سكوت . سكوت أعطني هاتين الشهادتين. احضرهما منه يا حاجب . الحاجب:(بسرعة) تحت أمرك سيدي القاضي. نعم كي لا يجد اسما (بفرح ويهز رأسه) وتظل القضية معلقة ونقبض حوافز شهرية. الراوي: (بفرح) اقرأ يا سيدي، الأولى نائر والثانية نائرة. لقد أصبح الأمر ميسراً عليك. الآن عليك أن تحدد. ويحددوا معك (بحدة) من أنا فيهما؟ القاضي:(يحدق) خاتم الدولة تمام والتوقيعات دقيقة. إذن هذا الموظف مرتش. اقبض عليه فوراً يا حاجب . الحاجب : ليس القبض عليه من اختصاصي كل شيء الحاجب (بضجر) أمامك الشرطي. القاضي : نعم . نعم (بإهمال) ادع من سيتكلم بعد ذلك. الحاجب:(بصوت عال) الطبيب. أين هو؟ الطبيب: نعم. القاضي: أنت متهم بتحويله من ذكر إلى أنثى. الطبيب: وما الذي يدريك يا سيدي القاضي؟ لعله تحول من أنثى إلى أنثى. القاضي:(بحدة) تحول من نوع إلى نوع (بغباء) قل أنت حولته من ماذا إلى ماذا؟ الطبيب: لا أدرى. أنت القاضي وسوف تحكم عليه وعلىّ لابد أن تدرك خيوط قضيتك كلها (بسخرية) أليس كذلك؟ أنت تعرف كل شيء عنا. القاضي:(بحدة) نعم .. المهم أنك أجريت له الجراحة. الطيب:(بمكر) جراحة ماذا يا سيدي؟ تقصد اللوزتين! القاضي : أنت متهم بتضليل العدالة وإنكار الشهادة، وإجراء جراحة خطيرة أثارت بلبلة في الكرة الأرضية، وليس لديك أقوال أخرى. الطبيب: لم أضلل أحدا ولم أنكر شهادة. القاضي: وأجريت جراحة له. أليس كذلك؟ الطبيب: جراحة ماذا؟ هل تعاقبون من يعمل الجراحات تلك الأيام؟ القاضي: أنت تراوغ العدالة. الجميع:(ترتفع الأصوات) هو الآخر يحاكم، بل يحرق معه والفتاة كذلك. يحرقون جميعاً. ( يحدث هياج في القاعة ويختلط الرجال بالنساء ) الصحفي:(بسرور) أحسنتم أيها الناس أريدها ناراً مشتعلة (ينفخ)أين الشهادتان يا حاجب؟ هات ولك الحلاوة. أين المصور؟ يا أبله . نار . نار . المصور:(يخرج من الجموع متهرئ يحمل كاميرته) أصور أم لا يا سيدي؟ الصحفي:(يضرب يداً بيد) تسألني أنا؟ صور هذا . لا هذا . القاضي: (يضرب بعصاه) سكوت . سكوت لسنا في سينما " ترسو " حرام عليكم يا شرطي. هات عصاك واضرب. الشرطي: (يضرب في القاعة) اجلسوا .. اجلسوا ( يعم المحكمة حالة صمت وترقب ) الحاجب : ناس تخاف بالعصا صحيح . القاضي : شكراً لك أيها الشرطي حافظت على الأرواح والأمن ( يقف الشرطي يرد التحية ) الشرطي: نود أن نعرف نحن أيضاً إلى أي سجن سوف نأخذه؟ سجن الرجال أم سجن النساء؟! القاضي: عندما نصل لحل سنقول لك ( بإهمال ) الحاجب : المحامى المحامى:(يقف من بين الجالسين) حاضر عن المتهم من نقابة المحامين. الراوى : من قال لكم أنني أريد محامياً . القاضي: التقاليد، لابد أن يكون لك محام . المحامى : يا ابنى دعنا نأكل عيش، أنت لا منك ولا كفاية شرك. الراوى : أرفض هذا المحامى لا أريد محامياً من أحد. باسم: (يظهر من بين الجالسين) لماذا ترفض؟ دعه يتكلم . الراوى : أأنت هنا ؟ لم أتوقع حضورك . باسم : لماذا ؟ الراوى : لا أدرى . المهم . لا داع له، لن يقول شيئاً. عن من سوف يدافع؟ هو الآخر لا يدرى من أنا. المحامى : يا حضرة القاضي. أنا حضرت وسوف آخذ أتعابي . امرأة: (تقف ) هو يود أن يكون مشهوراً . رجل : يود أن يكون بطلاً . امرأة : احكم عليه يا سيادة القاضي . القاضي: حقاً ، انتظروا قليلا . ( فترة صمت ) امرأة: (للرجل) هل رأيتنىي وأنا واقفة أهاجمه؟ كنت أفضل من أحسن محقق. رجل : بل أنا أفضل منك في هذا. على الأقل صوتي جهوري. امرأة : أنا أحسن . الرجل : أنا أقوى . حاجب : محكمة ! ( فترة صمت ) القاضى:حكمت المحكمة بالتحري عنه بمعرفة أمن البلاد للتأكد من كونه جاسوساً أم لا . ( ترتعش الإضاءة ويظلم المسرح لثوان ثم تضاء بقعة على الراوي وهو راقد على أريكته ) (إظلام) مشهد (3): ( ينهض الراوي من رقدته ويدور حول الأريكة تهويمات ضوئية حزينة ) الراوي : يا عامر بن ظرب أين أنت؟ ياسخيلة. أين أجدك الآن؟ بين صفحات ابن هشام أم أين؟ تعالا لىّ الآن . أحتاج إليكما كي تردا عنى عصري، لم أعد أستطيع الحياة في هذا الزمن، أود الحياة معكما يا ابن هشام. هل أنتما حقيقة أم الحقيقة أنا وهؤلاء؟ (يشير للجالسين) يا هذا (بهستريا) هل تسمع عن شخص يسمى عامر بن ظرب؟ هو حكيم عربي حكّموه في أمر شخص مثلى . أحد الجمهور: (بحدة) أجئنا نُسأل. أم نتمتع بالمسرحية، لا أعرف ؟! ( ثم يغادر الصالة ) الراوي: أنت مثلى لا تعرف شيئا عن شيء. كيف أسألك وأنت الآخر( يصمت.. يشير إلى امرأة في الصالة) يا سيدتى .. امرأة : لا أعرف. ماذا حدث للمسرح؟ الممثل قد جُن. الراوى : لا . سوف أسألك عن سخيلة. هي أختك وسوف تعرفينها حتماً . امرأة : (بتبلد وتعجب) لا أعرفها. أول مرة أسمع عن هذا الاسم. سخيلة من هذه يا هذا؟ دخلنا نشاهد مجنوناً بوهم اسم عامر وسخيلة. يا هذا، لا توجد أسماء بهذا الاسم في الدنيا كلها. أبحث عن شخصين غيرهما. هناك مادونا ومايكل جاكسون وعمر الشريف. الراوى : أعرف ابن هشام وعامر وسخلية . امرأة:(بسخرية) ماذا أقولك لك؟ يا جاهل. لا تعرف مادونا. ومن تعرف إذن؟ الراوى: هل هو رجل مثلك يا سيدتي؟ امرأة : وقح (تتشاجر مع زوجها الذي يجلس بجوارها) من جاء بي غيرك هنا؟ أنت متفق معه على ذلك. رجل: من جاء بنا إلى هنا؟! ما الذي أصابك تلك الليلة؟ كنت بالأمس تُعرض في حياد. الراوى : قدرك يا سيدي وقدرها. لكي تسقط الأقنعة. تأكدوا جميعاً أنكم لم تحوّلوا بعد، قد تكوني رجلاً يا سيدتي ولا تعلمين. امرأة:(بغيظ) مازلت تعلن وقاحتك أيها الممثل . الراوى : لست ممثلاً يا صديقتي . رجل:(بحدة) من أنت إذن لكي تسب الناس. سوف أرفع عليك قضية سب علني، والشهود كثيرة. خذي يا سيدتي هذا الكارت. الراوى : محام أم شاهد زور أنت؟ بعض الجمهور : نعم نرفع قضية سب علني ضده. إنه خدش حياءنا جميعاً. ونحن أناس مجتمعات ولنا احترامنا نعم .. نعم .. لا. ( تبدأ الإضاءة في الانحسار تدريجيا ثم يظلم المسرح ) امرأة:( صوتها يشق الظلام) لقد انتهت وليس لنا رأى. هيا بنا لكي ننام، لقد ضاع الليل هباء، وغداً غريب . غداً غريب .