1 النيل تسيجاي جابري - ميدهين أثيوبيا ( 1936/ 2006) شاعر أثيوبي مرموق , لُقِبَ بشاعر البلاط الملكي , كاتب مسرح , كاتب مقال , صحفي , ومخرج فني . وُلد في بودا , بالقرب من امبو , اثيوبيا . أثناء دراسته في مرحلة التعليم الأساسي قام بتأليف مسرحية : الملك ديونيسيس والأخوان وشاهدها تُعرَض على المسرح في حضور الأمبراطور هيلي سلاسي مع آخرين . حصل على منحة دراسية لمدرسة بلاك ستون في شيكاغو ثم توجه بعد ذلك لدراسة الدراما التجريبيةفي المسرح الملكي في لندن ثم الكوميديا الفرنسية في باريس .بعد عودته لأثيوبيا كرس حياته للإدارة وتطوير المسرح القموي الأثيوبي . بمرور الوقت سافر كثيرا وحضر كثير من المؤتمرات الدولية في السنغال و الجزائر , عنمد بلغ التاسعة والعشرون نال أرفع جائزة في بلاده , جائزة الأمبراطور هيلي سيلاسي الأول في الأدب الأمهري – التي منحته لقب شاعر البلاط الذي أشتهر به دائما . كان من بين اهتمامته هو محاولته المتكررة في استعادة كنوز أثيوبيا وتراثها من انجلترا .كان يؤمن بوحدة أثيوبيا وشعبها . كان يؤمن بالسلام , حقوق الإنسان , الرفاهية والكرامة الإنسانية . نال العديد من الجوائز أخرها كان من النرويج . مات في مدينة منهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يتلقى علاجه من مرض الكلى . دُفِن في أديس أبابا في جنازة رسمية في الكنيسة الوطنية حيث يرقد جثمان الأمبراطور هيلى ثلاثي . في مجال الترجمة له العديد من الأسهامات , ترجم لشكسبير مسرحية هاملت وعطيل , كما ترجم لموليير وبريخت . أشتهرت قصائدة بالإنجليزية والأمهرية على نطاق واسع ودافع عن حقوق أُثيوبيا في النيل الأزرق التي يذهب للسودان ومصر على حدِ قوله . النيل تسيجاي جابري - ميدهين ترجمة حسن حجازي مصر أنا الأم الأولى على تلك الأرضِ , أنا الواهبة .. المانحة لكل النَماء والخصوبة أنا المنبع , أنا الأصل , أنا النيل , أنا الأفريقي , أنا البداية أيتها الصحراء العربية ! كيفَ تتناسينَ أن أنفاسك لم تزل مُعلقة بالمياه المتدفقة من ينابيعي وآباري ؟ كيفَ تتناسينَ ؟ يا مصر ! أيتها الأبنة الغنية المُسرفة المولودة من حُبي الأول أنا مليكتكِ ذات النبع الذي لا ينتهي من المياه العذبة , أنا الملكة التي أراحت رأسها على ذراعي الملك ( مينا نامر ) عندما اتحدنا معاً , الشمال والجنوب , لنصنعك معا , وطناً واحداً للوجهين القبلي والبحري , لتكونينَ لنا حضناً دافئا ً ووطنا واحداً , كيف بإمكانك َ أن تُحصينَ بصورة عادلة تلكَ البلايين البائسة الضائعة من المساحات المكعبة الضئيلة الحجم وتلكَ القطرات الأبدية من حياتي التي منحها إليكِ النيل الذي بدأ من فجر الأزل قبل أن تسقط الأرض من عين السماء , أيها النيل , أنت الذي تندفع بقوة من صدر حياتي ومن قلبي الحاني عبر خيوط أنفاسي المنتشرة بالملايين من المساحات القاحلة العطشى الجدباء , التي يضنيها الشوق ويقتلها الأرق في انتظار قطرات مائك المانحة الواهبة للحياة , أيها العالم , كيفَ لكَ أن تنسى , أني أنا , نبعكَ الأول , أنا أثيوبيا التي هي لكَ و للأبد ؟ إنني أنا حياتك الأولى ولم أزل أحيا من أجلكَ أنا أنهضُ مثل الشمس من أعمق مركز للأرضْ أنا القاهر أنا الهازم للأوبئة الحارقة المدمرة للبشر , أنا أثيوبيا التي : \\\" تفرد يديها متضرعة إلى الله \\\" أنا الأم لأطول رَحَال , لأطول رحلة عبر الأرض إسمي أفريقيا , أنا أم النيل . أيها النيل , أبنتي الخصبة في البراري من الصحراء أنا أثيوبيا التي تحققُ مشيئة الله وسماحته وتناغم آياته بين الأخوة والأخوات وتُهدِأ من أصواتهم النحاسية الفجة النابعة من عُريِهم الدائم , أيها النيلْ , أنتَ الموسيقى التي تستعيد وتجدد نغمات الوجود من قتامة وجهل وظلام وغباء الشرق الأوسط الموسوم بالرعونة والحمق أنتََ الساقي , أنتَ النبع , الذي يغرسُ السلام ويروي الوئام من جبال أثيوبيا المقدسة من الشمس سامحاً لها أن تمر من شرق عدن وعبر سيناء و فيما وراء جبل طارق إلى جبل موريا أيها النيل , قرباني المُختار لسلام العالم مُقدٌَم ٌ مِمّن يمتلك تراث ميرو السودانية ومصر , الذي لم يزل يحيا من أجل خير عالمنا الفريد أنتَ الإبنة الأبية , أيها النيل , التي علمت العالم القديم كيف يمضي في الطريق القويم أنتِ ابنتي الكريمة التي أكرمت وأطعمت يعقوب التائه الصغير ( يوسف ) الذي باعه أخوته من أجل الطعام أنتَ ابنتي الكريمة , التي رَعَت , وأطعمت ورَبَت , الرسول الغلام المُسمى (موسى) في كَنَفك وتحت رعايتك أنتَ , التي فردتَ يدكَ الحانية ورعيت الطفل (المسيح) من السيوف القاتلة من رجال (هيرودس ) , أيها النيل , أبنتي الوفية بلا حدود , التي ركع على أعتاب مرتفعاتها الملوك مثل (الإسكندر الأكبر) واحنوا رؤوسهم لينهلوا من حليبك وخيركَ الممنوح , أيها النيل , الذي على قدميك ركع الجبابرة مثل ( قيصر ), وغزاة مثل (بونابرت) أحنوا رؤوسهم الشامخة لينهلوا من كرمك وجودك الأبدي . أيها النيل , أنت خط الدم الأسطوري لمجدي الأفريقي الذي ينثرُ رحماته وبركاته على العالم المُجدب أنتَ الفصاحة والبيان الذي يدق أجراس أثيوبيا عبر العالم الأصم الأبكم أنت الراقص الموهوب للأنغام السماوية والتراتيل الإلهية التي تتناغم مع أخواتك في ( عطبرة وشابال) مع إخوانك (أواش ) بأثيوبيا و (جوبا ) لكي تُخصب الرمال الساخنة للصحراء العربية أيها النيل , بدون هباتك وعطاياك يصبح البحر المتوسط كتلة من الصخور الصماء الميتة , وتصبح الصحاري سلة من الهياكل العظمية , أنتَ تربة أفريقيا السوداء التي تحملُ الحياة وتنبضُ بالرخاء أنتَ الحليب الذي يروي العطشى من البشر أنت الرسول الذي يحمل بشارة الإنجيل أيها النيل , أنت الذي تحمل المحصول الوفير لأفواه المحتاجين أنتَ الصلاة الشافية المُعَبرة عن شكري ومحبتي . أنت النبع الأول , أنت الأول والدائم لأثيوبيا للأبدْ أنت المُلطف والمُهدأ والكابح للأطماع الشهوانية , أنت الأم الأولى لكوكب الأرض المانح لكل الخصبِ والنماء تُشرق مثل الشمس من أعمق مركزٍ للكون أنتَ القاهر والقاتل للأفات الحارقة أنتَ الأصل أنتَ المُعين أنتَ السَنَد أنتَ إفريقيا أنتَ إثيوبيا إنكَ أنتَ النيلْ ! NILE: by : Tsegaye Gebre-Medhin Ethiopia I am the first Earth Mother of all fertility I am the Source I am the Nile I am the African I am the beginning O Arabia, how could you so conveniently have forgotten While your breath still hangs upon the threads of my springs O Egypt, you prodigal daughter born from my first love I am your Queen of the endless fresh waters Who rested my head upon the arms of Narmer Ka Menes When we joined in one our Upper and Lower Lands to create you bosom of my being How could you so conveniently count down In miserable billions of petty cubic yards The eternal drops of my life giving Nile to you Beginning long before the earth fell from the eye ball of heaven, O Nile, that gush out from my breath of life Upon the throats of the billions of the Earth\\'s thirsty multitudes, O World, how could you so conveniently have forgotten That I, your first fountain, I your ever Ethiopia I your first life still survive for you? I rise like the sun from the deepest core of the globe I am the conqueror of scorching pestilences I am the Ethiopia that \\\"stretch her hands in supplication to God\\\" I am the mother of the tallest traveler on the longest journey on Earth My name is Africa I am the mother of the Nile. O Nile, my prodigal daughter on the wilderness of the desert Bringing God\\'s harmony to all brothers and sisters And calming down their noises of brass in their endless nakednesses O Nile, you are music that restore the rhythm of existence Into the awkward stampeding of these Middle Eastern blindnesses You are the irrigator that cultivate peace From my Ethiopian sacred mountains of the sun Across to nod on the East of Aden and across Sinai Beyond Gibraltar into the heights of Mount Moriah O Nile, my chosen sacrifice for universal peace offering Upon whose gift the heritages of Meroe and Egypt Still survive for the benefit of our lone World You are the proud daughter O Nile, who taught The ancient world how to walk in upright grace You are my prodigal daughter who saved and breast fed Little lost Jacob whose brothers sold for food You, who nurtured, fed and raised The child prophet called Moses on your cradle, You, who stretched out your helping hand and protected The baby Christ from the slaughtering swords of their Herods, O Nile, my infinite prodigal daughter At whose feet mountains like Alexander bent Their unbendable heads to drink from your life giving milk, O Nile, at whose feet giants like Caesar Knelt Conquerors like Napoleon bowed Their unbowable heads to partake from your immortal bounty. O Nile, you are the majestic blood line of my African glory That shower my blessings upon the starved of the world You are the eloquence that ring the Ethiopian bell across the deaf world You are the gifted dancer of graceful rhythms That harmonize with your sisters Atbara and Shabale With your brothers Awash and Juba To fertilize the scorched sands of Arabia O Nile, without your gift Mediterranea shall be a rock of dead waters And Sahara shall be a basket of skeletons You are Africa\\'s black soil that produce life You are the milk that quench the thirsty multitudes You are the messenger of my gospel, O Nile That bring my abundant harvest to the mouth of the needy You are the elegant pilgrim of my mercy. You are the first fountain you are the first ever Ethiopia You are the appeaser of the lustful greeds You are the first Earth Mother of all fertility Rising like the sun from the deepest core of the globe You are the conqueror of the scorching pestilence You are the source you the Africa you are the Ethiopia you are the Nile. *** - Tsegaye Gebre-Medhin, Ethiopian Poet Laureate, August 1997