اذا كنا في كل وقت وفي كل حين نرفع أكُفَّ الضراعة الى رب العالمين بأن يَمُنَّ علينا بنصر مبين وبقوة للوطن الأمين فما أحوجنا ان ندعو جميعًا ربنا ان يوحد صفوفنا خاصة وأن أمتنا تمر بمنعطف خطير وبمرحلة حاسمة تستوجب على كل بنيها في كل الأرض أن يتنبهوا جيداً لما يُحَاكُ لهم وما يُحدِقُ بهم من اخطار واذا كنا نقول بأن لكل محافظة يوم قومي فما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أن مصر ليست بحروبها التي خاضتها من قبل ولا بشهدائها التي قدمتها من قبل كانت بذلك تناضل وتجاهد بل إلى جانب ذلك كانت هناك معارك وثورات وجهاد في كل موقع وفي كل شبر وفي كل محافظة مما يدل على ما قاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ” اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد اهل الأرض قيل ولم كانوا كذلك يا رسول الله قال لأنهم وازواجهم في رباط إلى يوم القيامة ” فهذا قدر مصر التي استقبلت الفتح الإسلامي بقلوب صادقة وصدور منشرحة فكان الناس أسرع ما يكون إلى الإسلام لأنهم وجدوا فيه الملاذ والمرجع ووجدوا في مصرنا العزيزة والتي تقوم كشقيقة كبرى لأوطاننا العربية والإسلامية تؤدي رسالتها وما كان ينبغي لأحد أن يزايد على جهادها ونضالها وما كانت هذه الشدائد والمحن على وطننا إلا من أجل أن نتعرف فيها على العدو من الصديق حتى قال الشاعر الحكيم جزى الله الشدائد كل خير ولو أدَّت إلى حرجٍ وضيقي وما مدحي لها حب ولكن عرفت بها عدوي من صديقي يا امتنا الإسلامية والعربية في كل مكان لا تعود القهقرى إلى عهود الجاهلية الأولى يضرب بعضكم رقاب بعض فلقد حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، وكانت المعارك والثورات تقوم على أتفه الأسباب بل ربما لان فرساً سبقت فرساً وظلت الحال على هذا المنوال حتى أرسل رب العالمين رحمة الله للعالمين الذي جاء فأطفأ نيران الحروب ، جاء فأسقط العروش الظالمة ، جاء ليقيم الحق والعدل والقسط بين الناس كانت الناس قبل طه حيارى يَبْطِشُ القادرون بالغير ظُلْماً ويَضِيعُونَ بهجة ووقاراً ولأدنى الأمور قامت حروب مُهلِكَاتٌ مُخرِّباتٌ دياراً فإذا البدر طالعٌ في الدياجي ما رآه الظلام حتى توارى جاءنا المصطفى بخير كتاب بَدَّل التُربَ فُضَّةً ونُضَاراً بَدَّل الظلم والمطامع عدلا وأماناً والليل صار نهاراً ان سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك لا يصح بأي حال من الأحوال ان نتفرق من أجل دنيا يصيبها البعض او مناصب يتهالك عليها الآخرون والفرقاء وأن يمكنوا لعدوهم وأن يتيحوا له الفرصة لخلافهم فيما بينهم لا يا أمتنا لقد علمنا القرآن الكريم بأن نعتصم بحبل الله المتين فقال رب العزة ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ) وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بلزوم جماعة المسلمين وامامهم حتى عندما لا يكون للناس جماعة ولا إمام لم يُبِح ابداً أن يتفرق الناس مللا وشيعا وأحزاباً مختلفة يضرب بعضهم رقاب بعض . الشيخ محمد رمضان عضو مجلس العلماء بالاتحاد العربي الإفريقي لمكافحة الفكر المتطرف بالقاهرة