التعاون في درء

المخاطر والفتن "أخيرة"

حذرنا رب العزة سبحانه من الفرقة وجعل هذه مهمة الشياطين ومهمة اليهود لأن اليهود هم صنائع الشيطان مرشاس بن قيس علي مجموعة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفيهم من هو من أهل مكة مهاجرا وفيهم من هو من أهل المدينة مناصرا وفيهم من الحبشة والفرس والروم فاغتاظ لذلك وقال لو اجتمع هؤلاء ماكان لليهود في هذا البلد من نصيب وجاء بشاب لبق من شباب اليهود وقال له: ادخل بينهم وذكرهم بأيام الحروب بين الأوس والخزرج بأيام بعاث انطلق الشاب في وسط الصحب الكريم يذكرهم بما قاله الأوس من أشعار ضد الخزرج ومن الخزرج ضد الأوس حتي أثار حمية الجاهلية ورفع الصحابة سيوفهم يريدون أن تعود الحرب بينهم وسمع النبي صلي الله عليه وسلم بذلك فجاء مغضبا يجر رداءه وصار يعظهم ويذكرهم بنعمة الله عز وجل التي ألفت بين قلوبهم وجمعتهم علي دين الله عز وجل حتي اختلطت لحاهم بدموع الندم ثم ينزل قوله تعالي في هذا :"يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين" آل عمران :100 وهم لم يكفروا أنهم رفعوا السلاح فقط ولكن معني الكفر هنا.. كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع:لاترجعوا بعد كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ومن هنا يتعجب الأسلوب القرآني "وكيف تكفرون وأنتم تتلي عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم "101" يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "102" آل عمران :101 102 والمسلمون نعلم جميعا أنهم أمة واحدة لا تفريق بينهم "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" آل عمران :103 إنها نعمة جليلة يمتن الله عز وجل بها علينا أن ألف بين قلوبنا "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" الأنفال :64 حسبك الله ثم يقول:"وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" الأنفال : 63 بعكس أعدائنا "لايقتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أومن وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي" الحشر :14 الفرق بيننا وبين أعدائنا أن الله ألف بين قلوبنا وجعل قلوبهم شتي فهيا نجتمع علي كتاب الله وعلي سنة رسول الله ونضع وسائل الشقاق والخلاف والجدل والمراء ولنتجه إلي العمل الجاد المثمر لتنهض أمتنا علي أساس متين ومصر بفضل الله مؤهلة لذلك.
ندعو الله سبحانه وتعالي أن ينزل عليها أمنا وإيمانا وسلامة وإسلاما وأن يجعل يومها خيرا من أمسها وأن يجعل غدها خيرا من يومها اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا وأصلح نياتنا وأصلح ذرياتنا وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم ان أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين. اللهم قنا شر الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انصر الحق وأهله واخذل الباطل وحزبه. اللهم أعزنا بالإسلام وأعز بنا الإسلام وتوفنا علي الإسلام واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.