تتعلق الآمال على الولاياتالمتحدة من أجل فرض هدنة إنسانية فى السودان الشقيق توقف نزيف الدماء وتتعاطى مع الوضع الكارثى هناك وتحول دون تقسيم البلاد. وتتحرك مصر فى عدد من المسارات تحقيقا لهذا الهدف من خلال دعم مؤسسات الدولة السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، ومن خلال أطر إقليمية ودولية من بينها الآلية الرباعية المكونة من مصر والولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات، فضلًا عن التنسيق مع كل القوى الدولية التى قد تلعب دورا فى الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السودانية. وحسنا فعلت القاهرة من خلال اتصالاتها ولقاءاتها المباشرة مع القيادة السودانية ممثلة فى رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان الذى زار مصر مؤخرا، أو من خلال الزيارات المتتالية للمسئولين فى الحكومة السودانية سواء رئيس الوزراء أو وزير الخارجية، أو حتى من خلال الزيارات المكوكية لوزير الخارجية المصرى إلى بورسودان حاملا رسائل شخصية من الرئيس السيسى للفريق البرهان. كما تحافظ القاهرة على قناة تواصل مفتوحة مع الإدارة الأمريكية بخصوص الوضع فى السودان سواء بين الرئيس السيسى والرئيس ترامب، أو مع المسؤولين الأمريكيين المكلفين بالملف السودانى، ومنهم مستشار ترامب للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس. فى الوقت نفسه، هناك تنسيق مستمر مع الأشقاء فى السعودية فى هذا الصدد، حيث تتلاقى أهداف البلدين بخصوص أهمية وحدة وسلامة وسيادة السودان، وأهمية استقرار السودان وانعكاس الوضع الحالى على الأمن بمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقى. ومن شأن التنسيق المصرى السعودى المشترك بالتعاون مع الجانب الأمريكى تحقيق الانفراجة المأمولة وإنهاء واحدة من أكثر الصراعات دموية وخطورة فى أقرب وقت.