جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 لتمنع الظلم الواقع والمستمر علي الشعب المصري الأصيل في كل نواحي الحياة في مصرنا الخالدة ، وجاءت الثورة المباركة لتضع العدالة لكي يعيش حياة كريمة دون منغصات مثل بقية شعوب العالم الحر فيجد المواطن المصري فرصة في التعليم التي تليق به مع توفير الدعم المطلوب لعملية تعليمية سليمة تخرج لنا أجيال مفكرة وموهوبة ومنتجة تفيد الوطن وتفيد نفسها في الداخل والخارج بعيدا عن التعقيد والتزمت ، وكذلك جاءت الثورة المباركة في مطالبها المشروعة بتوفير كوب ماء نظيف لكل مواطن وتوفير العلاج المناسب له في المستشفيات العامة بطريقة تحترم آدميته ونراعي الحفاظ علي صحته وتراعي ظروفه المالية فلا تتربح المستشفيات من وراء مرضه وعلاجه وطالبت الثورة أيضا بتوفير المساكن المناسبة لكل الشباب ولكل الناس مع مراعاة ظروفه المالية وأيضا طالبت الثورة المباركة العمل اللازم لكل شاب وفتاة حتى لا يعيشوا عالة علي والديهم حتى وفاتهم وجاءت الثورة أيضا لتراعي العدالة في التوزيع من خدمات وأعمال فيجد المواطن رغيف الخبز النظيف والخالي من الشوائب دون الوقوف في طوابير طويلة يتساقط فيها شهداء الخبز في بلد كانت تنتج القمح في القديم منذ سيدنا يوسف عليه وعلي سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام وكانت تطعم به شعوب الأرض الذين تنكروا لها لوجه الله وحتى عصر الستينيات من القرن الماضي ، وجاءت الثورة الكريمة أيضا لكي تعدل بين جميع المصريين مسلمين ومسيحيين فهم أبناء وطن واحد وإن اختلفنا في الدين ولكن الكل يعبد رب واحد وإن اختلفت الطقوس والعبادات بينهم ، وجاءت الثورة المباركة أيضا ليكون المسلم والمسيحي ايد واحدة لأنهم أبناء وطن واحد اسمه مصر فلا فرق بين كبير وصغير ولافرق بين مسلم ومسيحي ولأفرق بين غني وفقير ولارجل وامرأة ولا وزير وغفير ولا أبيض ولا أسود فالكل واحد أمام القانون هكذا كانت مطالب الثورة المباركة وهذه المطالب هي التي طالبت بها الأديان السماوية من قديم الزمان لكافة البشر الذين يعيشون علي ظهر الأرض . ومن هنا فإنه من الواجب علي المواطنين في مصر المحروسة مطالبة القائمين علي كتابة الدستور الجديد أن يراعوا الحقوق الكاملة لكافة المصريين فلا تميز طائفة علي أخري بسبب الدين أو المذهب أو الفكر فمصر بلد الحريات وأرض الرسالات السماوية وأرض الحضارات الإنسانية ويجب علي القائمين في كتابة الدستور أيضا أن يقوموا علي القضاء علي الفتن الطائفية وذلك بكتابة مواد تمنع ازدراء الأديان لكل طائفة تعيش فيها فيعيش المسلم بجوار أخيه المسيحي دون تفرقة فالكل أمام القانون سواء ، ويجب إعطاء الحريات للمفكرين ولأهل الفنون والسياحة والآثار وغيرهما فلا يكون هناك قيد أو حجر علي أفكارهم وأعمالهم طالما أنها تفيد الوطن وفي نطاقها السليم ، فالفن الهادف يفيد الناس ويحكي للناس تاريخهم المجيد في كافة المجالات قديما وحديثا والسياحة والآثار وغيرها تعبر عن حضارة وتاريخ الشعوب فيدخل السائحين بلدنا ليقوموا بزيارة آثارنا من متاحف وأهرامات وبحارنا وفنادقنا ومدننا فيعود علي مصر بالخير الوفير من عملات صعبة وتبادل تجاري واقتصادي بين الدول التي جاء منها أولئك السائحين وغيرهم فيعود علي بلدنا مصر بالخيرات والخبرات في كافة المجالات في الحياة . فالدستور الجديد أيها السادة الأفاضل أيضا يجب أن يعطي الحريات لكافة الناس لكي يعبر عن رأيه وفكره النافع للوطن ويراعي أيضا كافة الحقوق الخاصة له في الحياة لكي يعيش حياة كريمة دون استبداد وقهر وإهانة من الذين يريدون السطو علي الدستور ليكون علي مقاسهم الخاص ، وكأن ثورة يناير المجيدة ليس لها وجود ، وكأن الشهداء الذين ضحوا من أجلها لم يفعلوا شئ وكأن الذين جاهدوا بالقلم والكلمة الطيبة اللينة في الصحف وفي كل مكان وتحملوا أيام الظلم والصعاب التي مرت بهم خلال الثلاثون سنة الماضية وما قبلها أيضا فهم أيضا من نواة الثورة وهذه الأقلام الطيبة من أصحابها الأبرار قد دافعوا عن الظلم الذين تعرضوا له من الحكومات السابقة وعلي قدر استطاعتهم وسط المرتشين وأصحاب المصالح الخاصة والذين باعوا البلد ونهبوا ثروته أيها السادة الذين يفكرون في كتابة الدستور إننا نذكركم مصر بلد الجميع من أبنائها وليست تركة أو عزبة خاصة أو لجماعة معينة فيجب مراعاة كافة الحقوق والحريات لكل المواطنين من أبناء الشعب المصري العظيم فإن لم تفعلوا فإن أبناء مصر الأبرار لن يرضي بهذا الظلم وسوف يقومون بثورة أخري سواء في الوقت الحالي أو القادم فالله تعالي لا يرضي بالظلم وهو العدل وهو الرحيم بكل الناس اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.