فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    عيار 21 يسجل رقمًا جديدًا.. انخفاض أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة    يصل إلى 8 جنيهات، ارتفاع أسعار جميع أنواع الزيت اليوم في الأسواق    النيل.. النهر الذي خط قصة مصر على أرضها وسطر حكاية البقاء منذ فجر التاريخ    الري تعلن رقمنة 1900 مسقى بطول 2300 كم لدعم المزارعين وتحقيق حوكمة شاملة للمنظومة المائية    بعد تهديدات ترامب للصين.. انخفاض الأسهم الأوروبية    ترامب: سأتحدث في الكنيست وأزور مصر.. ويوم الاثنين سيكون عظيما    ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين    بعد فوزها بنوبل للسلام.. ماريا كورينا تهدي جائزتها لترامب    بعد اتهامه بالتعسف مع اللاعبين، أول تعليق من مدرب فرنسا على إصابة كيليان مبابي    بعد رحيله عن الأهلي.. رسميًا الزوراء العراقي يعين عماد النحاس مدربًا للفريق    التعليم: حظر التطرق داخل المدارس إلى أي قضايا خلافية ذات طابع سياسي أو ديني    حريق يثير الذعر فى المتراس بالإسكندرية والحماية المدنية تتمكن من إخماده    وفاة المغني الأسطوري لفرقة الروك "ذا مودى بلوز" بشكل مفاجئ    حرب أكتوبر| اللواء صالح الحسيني: «الاستنزاف» بداية النصر الحقيقية    بالأسماء، نقابة أطباء أسوان الفرعية تحسم نتيجة التجديد النصفي    أطباء يفضحون وهم علاج الأكسجين| «Smart Mat» مُعجزة تنقذ أقدام مرضى السكري من البتر    تصفيات كأس العالم 2026| مبابي يقود فرنسا للفوز بثلاثية على أذربيجان    استعداداً لمواجهة البحرين.. منتخب مصر الثاني يواصل تدريباته    أولياء أمور يطالبون بدرجات حافز فنى للرسم والنحت    بالأسماء.. إعلان انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء في القليوبية    «الوزراء» يوافق على إنشاء جامعتين ب«العاصمة الإدارية» ومجمع مدارس أزهرية بالقاهرة    محمد سامي ل مي عمر: «بعت ساعة عشان أكمل ثمن العربية» (صور)    مصطفى كامل يطلب الدعاء لوالدته بعد وعكة صحية ويحذر من صلاحية الأدوية    الموسيقار حسن دنيا يهاجم محمد رمضان وأغاني المهرجانات: «الفن فقد رسالته وتحول إلى ضجيج»    عمرو أديب: شيء ضخم جدا هيحصل عندنا.. قيادات ورؤساء مش بس ترامب    أسعار التفاح البلدي والموز والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 11 أكتوبر 2025    موسم «حصاد الخير» إنتاج وفير لمحصول الأرز بالشرقية    مع برودة الطقس.. هل فيتامين سي يحميك من البرد أم الأمر مجرد خرافة؟    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    فلسطين.. 155 شهيدًا خلال 24 ساعة رغم بدء سريان وقف إطلاق النار    بمشاركة جراديشار.. سلوفينيا تتعادل ضد كوسوفو سلبيا في تصفيات كأس العالم    غادة عبد الرحيم تهنئ أسرة الشهيد محمد مبروك بزفاف كريمته    حروق من الدرجة الثانية ل "سيدة وطفلها " إثر انفجار أسطوانة غاز داخل منزلها ببلقاس في الدقهلية    العراق: سنوقع قريبا فى بغداد مسودة الإتفاق الإطارى مع تركيا لإدارة المياه    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب يعتزم عقد قمة مع دول عربية وأوروبية خلال زيارته لمصر.. الخطوات التنفيذية لاتفاق شرم الشيخ لوقف حرب غزة.. وانفجار بمصنع ذخيرة بولاية تينيسى الأمريكية    ترامب: اتفاقية السلام تتجاوز حدود غزة وتشمل الشرق الأوسط بأكمله    13 ميدالية حصاد الناشئين ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    من المسرح إلى اليوتيوب.. رحلة "دارك شوكليت" بين فصول السنة ومشاعر الصداقة    الهضبة عمرو دياب يحتفل بعيد ميلاده.. أيقونة لا تعرف الزمن    د. أشرف صبحي يوقع مذكرة تفاهم بين «الأنوكا» و«الأوكسا» والاتحاد الإفريقي السياسي    وزارة الشباب والرياضة| برنامج «المبادرات الشبابية» يرسخ تكافؤ الفرص بالمحافظات    وزارة الشباب والرياضة.. لقاءات حوارية حول «تعزيز الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد»    15 أكتوبر.. محاكمة أوتاكا طليق هدير عبدالرازق بتهمة نشر فيديوهات خادشة    التصريح بدفن طالب دهسه قطار بالبدرشين    مقتل كهربائى بالمنصورة على يد شقيق طليقته بسبب خلافات    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    هالة صدقي تهنئ الإعلامية إيناس الدغيدي بعقد قرانها: "تستاهلي كل خير"    انطلاق بطولة السفير الكوري للتايكوندو في استاد القاهرة    جنوب سيناء.. صيانة دورية تقطع الكهرباء عن رأس سدر اليوم    تفاصيل طعن مضيفة الطيران التونسية على حكم حبسها بتهمة قتل نجلتها    جلسة تصوير عائلية لنجل هانى رمزى وعروسه قبل الزفاف بصحبة الأسرة (صور)    فوز أربعة مرشحين في انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء القليوبية وسط إشراف قضائي كامل    أدعية يوم الجمعة.. نداء القلوب إلى السماء    أصحاب الكهف وذي القرنين وموسى.. دروس خالدة من سورة النور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 10-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقول عن هذا الجدل بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر حول أهل القرآن
نشر في شباب مصر يوم 21 - 11 - 2018


د. أحمد صبحي منصور
أولا : عن شيخ الأزهر
1 شيخ الأزهر هاجم تيار القرآنيين من ورقة كتبوها له ، لم يأت فيها جديد :
2 شيخ الأزهر ينسب التيار القرآنى الى علماء من الهند متناسيا أن الأزهر فى مصر بدأ الريادة فى الاصلاح الدينى الحقيقى بجهود الامام محمد عبده ، وقد تراجع تلامذته عن مستواه من طه حسين وعلى عبد الرازق ومصطفى عبد الرازق وحتى الشيخ المراغى . ومذ كنت مدرسا مساعدا بجامعة الأزهر بدأت بالبناء على أرساه الامام محمد عبده ، متحملا الإضطهاد بكل أنواعه ، وسار معى كثيرون ، ولا زلنا فى الطريق نجاهد بسواعد عارية وتحت سيف الإضطهاد ، مع هذا فلا نفرض أنفسنا على أحد ولا نفرض رأينا على أحد ولا نطلب أجرا من أحد ، ونعفو ونصفح ما إستطعنا .
3 شيخ الأزهر إستشهد بحديث ( يوشك رجل .. ) ، هذا الحديث صنعه السنيون فى مواجهة القرآنيين فى العصر العباسى ، وهو يعبر عن جدل فكرى فى العصر العباسى بين السنيين والقرآنيين ، وقبل هذا صناعة هذا الحديث كان جدال الشافعى مع القرآنيين من تلامذة أبى حنيفة . أى إن التيار القرآنى فى تاريخ الفكر للمسلمين بدأ بالإمام أبى حنيفة ، وظل هناك من سار على الطريق يجادل السنيين .
4 الأهم من هذا كله أن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام هو أول القرآنيين ، فقد أمره الله جل وعلا أن يستمسك بالقرآن وحده . قال له جل وعلا : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿43﴾ الزخرف ) وأن يتبع القرآن وحده : ( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) ﴿50﴾ الانعام ) ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿203﴾ الاعراف ) (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿9﴾ الاحقاف )
5 شيخ الأزهر بإستشهاده بهذا الحديث المصنوع يؤكد إيمانه بأن النبى محمدا عليه السلام كان يعلم الغيب ، وهو بهذا يكفر بالقرآن الكريم الذى يؤكد أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فيه ، ولا يعرف ماذا سيحدث له أو لغيره فى المستقبل ( الأحقاف 9 ، الآنعام 50 ، والأعراف 188 ) .
6 شيخ الأزهر يؤمن بحديث آخر غير حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .
6 / 1 : يتمسك بهذا وهو يقترب من الموت ، لا يتعظ بقوله جل وعلا : (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖفَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) ﴿185﴾الاعراف ). أى لا حديث يؤمن به المؤمن المسلم الحقيقى سوى حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم
6 / 2 : من يؤمن بحديث آخر يكون مكذبا لحديث رب العزة فى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿49﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿50﴾ المرسلات ) .
6 / 3 : إن الايمان لا يكون إلا بإله واحد هو رب العزة جل وعلا ، وبحديث واحد هو حديثه جل وعلا فى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴿6﴾ الجاثية ) . بعدها يتوعد رب العزة الأفّاكين الآئمين الذين يؤمنون بالأحاديث الشيطانية ومن أجلها يكفرون بالقرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿7﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿8﴾ الجاثية ).
7 شيخ الأزهر من الذين يؤمنون ب ( لهو الحديث ) .
7 / 1 : هناك حديث القرآن الصادق : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿87﴾ النساء ) ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴿122﴾ النساء ) وهو أحسن الحديث : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) ﴿23﴾ الزمر ).
7 / 2 : وهناك ( لهو الحديث ) الذى بتمسك به شيخ الأزهر ليضل الناس . قال جل وعلا عن شيخ الأزهر وأمثاله : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴿6﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿7﴾ لقمان ) . حين يقول رب العزة ( ومن الناس ) أى حيث يوجد ناس فمنهم من يقول كذا أو يفعل كذا. وشيخ الأزهر بما يقول وبما يفعل وبما لايفعل يتحقق فيه إعجاز القرآن فى كل ماذكره رب العزة عمّن يكفر بالقرآن الكريم .
8 شيخ الأزهر فى الكلمة التى كتبوها له يكرر نفس الدعوى السقيمة التى تتهم كتاب الله بأنه ليس تاما وليس كاملا ومحتاجا للبشر فى إستكماله وتفصيله ، فيتكلم عن أن القرآن الكريم لم ترد فيه تفصيلات الصلاة. وقد رددنا على هذا كثيرا بأن الصلاة والصيام والحج تواترت من ملة ابراهيم ، وحدث فيها تحريف ونزل القرآن الكريم يأمر بإتباع ملة ابراهيم حنيفا، ومنهج القرآن فى إصلاح ملة ابراهيم : أنه ما كان بلا تغيير لم يتعرض اليه مثل عدد الركعات ومواقيتها ، وما حدث فيه تحريف أو خلل نزل القرآن يصححه
( الجمعة 9 : ) والتشريع الجديد نزل القرآن بالتفصيل فيه مثل صلاة الخوف . كان هذا فى الجزء الأول من كتاب الصلاة ، من عشرين عاما ، ونكتب الآن الجزء الثانى عن الصلاة فى تاريخ المسلمين وتواترها .
9 شيخ الأزهر بسعيه فى إثبات أن القرآن ناقص وغير تام يجعل نفسه من الذين يسعون فى آيات الله معاجزين ، قال جل وعلا عنهم : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿51﴾ الحج ) ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿5﴾ سبأ ) (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿38﴾ سبأ ) .
10 شيخ الأزهر يفرض على مصر أحاديث متناقضة أثبتنا تناقضها وتخلفها ، ومنها أحاديث تستحل الدماء . شيخ الأزهر بهذا يصد عن الاسلام الذى نزل قرآنا ورحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) . شيخ الأزهر يستخدم سلطته فى الصّدّ عن سبيل الله ليجعل الدين عوجا . توعّد الله جل وعلا هذا الصنف بالنار: (الأعراف 44 : 45 ، هود 19 ، ابراهيم 2 : 3 ).
11 الذى يتصدى لإضلال الناس لا يمكن ان يهتدى حتى لو كان النبى محمد عليه السلام هو الذى يدعوه ، قال جل وعلا : (إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ) ﴿37﴾النحل) . تخيل شيخا ظل معظم حياته يدعو الى الضلال وبهذا الضلال صارت له مكانة ، هل يمكن أن يتوب ويعلن توبته على الملأ ؟ كتبنا فى هذا مقالا بعنوان ( هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ).
12 ما قاله شيخ الأزهر عن الاسناد فى الحديث مستشهدا بأقوال المستشرقين يدل على جهل رائع . أثبتنا تناقض الاسناد مع القرآن ومع المنهج العلمى والقضائى فى بحث نشرناه عام 1998 .
ثانيا : تعليقا عما قاله الرئيس السيسى
1 يمتاز الرئيس السيسى عن سلفه بأنه مثقف وقارىء . وقد فطن الى أهمية الاصلاح الدينى ، ووضعه بذكاء سياسى تحت عنوان ( إصلاح الخطاب الدينى ) ، ودعا شيخ الأزهر وبطانته الى تفعيل الاصلاح فى الخطاب الدينى. أى يطلب من سبب المشكلة أن يقوم بإصلاح المشكلة ، بينما لا يمكن الاصلاح إلا بإزالة السبب. أفشل شيخ الأزهر مشروع الرئيس السيسى فى إصلاح الخطاب الدينى ، وقد إستقوى شيخ الأزهربالنفوذ السعودى . ثم جاء ولى العهد السعودى بإجراءات مفهوم منها عدم الاعتداد بالوهابية التى يتمسك بها شيخ الأزهر ، فلزم شيخ الأزهر الصمت . ثم جاءت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوى أمس فظهر الخلاف بين الرئيس والشيخ . هذا مع أنه بمقدور الرئيس السيسى عزل شيخ الأزهر وبطانته ، وهذا الشيخ وبطانته لا ثقل لهم سياسيا ولا شعبيا. !
2 فى عام 1998 واثناء عملى فى مركز ابن خلدون شاركت فى مشروع لاصلاح التعليم المصرى ليكون أكثر تسامحا مع الأقباط ، وتوليت إصلاح مادة التربية الدينية ، وكتبت ( دليل المعلم ) ومقترحات بديلة لمادة التربية الدينية ، وقمت بتأليف فيلم تسجيلى عن التسامع فى الشعب المصرى ، وسيناريو عن قصة تسامح لمصرى قبطى عاش فى العصر العباسى ، وتم إنتاجهما ضمن المشروع. أعلن الأزهر الحرب علينا وآزرته أجهزة الدولة وكانت النتيجة غلق مركز ابن خلدون وسجن سعد الدين ابراهيم وسجن بعض أهل القرآن ، وهروبى الى امريكا. الآن يأتى فى الأخبار إعلان وزير التعليم المصري عن كتاب واحد لمادة الدين للمسلمين والمسيحيين يركز على الأخلاق ، وهو محتوى مشروع إصلاح التعليم الذى واجهنا به دولة مبارك من حوالى عشرين عاما. كم فقدت مصر من الآثار المدمرة للوهابية وتطرفها وجمود الأزهر خلال هذه المدة ؟ وكم ينتظر مصر إذا ظلت تتردد فى فرض الاصلاح الدينى ؟
3 يرتكز الاصلاح الدينى إسلاميا على المبادىء الآتية :
3 / 1 :الاسلام فى معناه السلوكى هو السلام، وكل إنسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ودينه المُعلن . وعلى أساس المسالمة تكون المواطنة الكاملة والمتساوية لجميع سكان مصر، فكل مواطن مسالم فهو مسلم . على النقيض من ذلك فإن الذى يرفع السلاح يقتل الناس ويقوم بالإكراه فى الدين فهو بسلوكه كافر محارب لله جل وعلا ورسوله مستحقا أقصى العقوبة إن لم يتب ، ( المائدة 33 : 34 )
3 / 2 : الاسلام بمعناه القلبى هو التسليم بأنه لا إله إلا الله جل وعلا دون تقديس لبشر حتى الأنبياء . الله جل وعلا هو الذى سيحكم على الناس يوم القيامة فيما يخص الاسلام القلبى ، وبالتالى فليست وظيفة الدولة هداية الناس وإدخالهم الجنة لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فالنفسه ومن اساء فعليها ، قال جل وعلا :(مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) ﴿15﴾ الاسراء ) (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿92﴾ النمل )
3 / 3 : يترتب على هذا :
3/ 3 / 1 : أن تقتصر وظيفة الدولة على ضمان العدل والأمن والحرية الدينية والسياسية والاقتصادية للمواطنين وكفالة الفقراء والمحتاجين.
3 / 3 / 2 : ألا تكون فى مصر مؤسسة رسمية تتحكم فى الدين على انهم وكلاء الله جل وعلا لهداية الناس . وبعض الأيات التى تؤكد المسئولية الشخصية فى الهداية أو الضلال تؤكد أن النبى محمدا عليه السلام ليس وكيلا مفوضا من رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا: (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) 108﴾ يونس ) ( فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖوَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) 41﴾ الزمر). (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿104﴾ الانعام ) . إذا كان هذا هو حال النبى نفسه فكيف بغيره ؟
3 / 3 / 3 : إرجاع الأزهر ما كان عليه من تأسيسه عام 972 وحتى 1920 تقريبا ،مجرد مسجد للعبادة تقوم عليه جمعية أهلية تتعيش من التبرعات وخاضعة للإشراف الحكومى ، وإلحاق التعليم الأزهرى قبل الجامعى بوزارة التعليم وتحويل جامعات الأزهر الى جامعة مدنية كباقى الجامعات ، وإلغاء كليات اصول الدين والشريعة والدراسات الاسلامية وإلغاء كل المؤسسات الدينية التابعة للأزهر من الفتاوى ومجمع البحوث ، وإشراف الدولة على المساجد لتتحول الخطبة فيها الى تعليم للأخلاق الحميدة ، وليس للإنشغال بالسياسة والحكم. هذا يوفر البلايين من ميزانية الدولة ويريحها من عبء حماية فكر دينى ظهر للعالم خطورته ودمويته ويهدد بإحراق مصر.
3 / 3 / 4 أن تكون الحرية الدينية مطلقة للجميع ، تشمل حرية الاعتقاد وحرية العبادات وإقامة الشعائر وبناء دور العبادة ، بل وحرية الدعوة لأى دين أو ملة طالما لا إكراه فى الدين ولا دعوة لاستعمال العنف مثل أكذوبة حد الردة وتغيير المنكر .
4 الاصلاح الدينى هو الأصل لكنه مرتبط بحزمة إصلاح تبدأ بإصلاح تشريعى يؤهل مصر لتحول ديمقراطى سيستغرق أجيالا . هذا الاصلاح التشريعى يلغى كل القيود على الحرية الفكرية والأبداعية والدينية ويلغى الكثير من قانون العقوبات التى تطارد الأبرياء ، واهمها الحبس الاحتياطى . الاصلاح الدينى مرتبط أيضا بمحاربة الفساد والنظام القضائى والاقتصادى وتغول الجيش والشرطة إقتصاديا وإجتماعيا .
5 هذا الاصلاح يستلزم البدء به فورا فى ظل المتغيرات المتسارعة الآن فى المنطقة. يمكن للرئيس السيسى أن يحتل صفحة محترمة فى التاريخ المصرى إذا تولى هذه المهمة وبدأ بها. التحول الديمقراطى إستهلك قرونا فى الغرب حتى تعلم الغرب ثقافة الديمقراطية . وفى مصر الآن قد يستغرق عقودا من الزمان . وبه سيكتسب الرئيس السيسى قلوب المصريين الذين حملوه من قبل الى الرئاسة بُغضا فى الاخوان المسلمين . عليه أن يرد الجميل للمصريين بالافراج عن كل المعتقلين وتعويضهم والبدء فى الاصلاح التشريعى والدينى ليعيش مع المصريين فى أمن وأمان . أتمنى أن يعيش في مصر رئيس سابق يسير فى الشارع آمنا ، يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق بلا خوف ولا وجل. الارهاب الحكومى يجعل القائمين به يعيشون فى رعب لايأمن أحدهم على نفسه ولا يثق فى الآخرين.آن الأوان لأن يستريح الجميع بالاصلاح السلمى .
أخيرا :
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿44﴾ سورة غافر
-----
بقلم الدكتور/ أحمد صبحي منصور
من علماء الازهر سابقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.