بدعوة من وزارة التربية والتعليم حضرت فعاليات مهرجان الصحافة المدرسية التي اقامتها الوزارة احتفالا بثورة 25يناير ..وتشجيعا للمواهب الصحفية من الطلاب و البراعم التي لديها ميول ادبية وشعرية . التقيت هذه المواهب وتحاورت معهم وأسعدني جدا هذا اللقاء مع أدباء وصحافيين المستقبل الذين سيقودوا الاعلام في السنوات القادمة . اسعدني اسلوبهم البديع وحوارهم المهذب وافكارهم الجريئة وارائهم الصريحة في الاعلام وفي الحكومة وفي احوال الوطن وبعد هذا اللقاء شعرت بنوع من التفاؤل . سيأتي وقت يتطهر فيه الاعلام علي يد هؤلاء المبدعين الصغار مستقبلا! وسيعود الاعلام الي الطريق الصحيح واداء رسالته السامية علي النحو الذي يخدم الوطن فقط لا المسؤولين والحكام! واثناء تجوالي بين المجلات الإبداعية للأدباء الصغار والبراعم الصحفية من طلاب المدارس الثانوية استوقفني عنوان احدي المجلات (( مصر حبيبتي بتتغير )) هذا العنوان جعلني اسرح قليلا واتسأل :هل بالفعل مصر حبيبتي بتتغير؟ هل لمسنا تغير طرأ علي مصرنا بعد 10 شهور هي عمر ثورتنا المجيدة؟ هل هناك تغير ولو طفيف يجعلنا نشعر بالأمل ان هناك خيرا يلوح في الأفاق قادم لا محال؟ سرحت وسرحت وحملني التفكير الي رحلة فلاش باك الي ما قبل الثورة وتذكرت كيف كان التغير حلم يراود الصغير والكبير . وكيف كان التغير شيئ مستحيل استحالة وجود العنقاء والخل الوفي . ولم يملك الشعب الا الحلم بالتغير و مصمصة الشفاة والحزن علي الحالة التي وصلت اليها مصر! الي ان هبت رياح التغير القادمة من تونس الخضراء علي مصر فأصابت الشعب المصري بحمي التغير ! فتناول الشعب حبوب الشجاعة . وتحصنوا بمضاد حيوي ضد الخوف .ونزلوا الي الميدان مطالبين بالتغير وتجديد دماء مصر بجيل شاب يعيد الحيوية اليها . وأمن الجميع ان التغير هو السبيل الي حياة كريمة والي دولة تحترم الحريات وتحترم مواطنيها دولة قائمة علي اساس العدالة و المساواة وتوزيع الثروات بشكل عادل دولة علم وصناعة وزراعة تأكل من عرق جبين ابنائها وتنهض بسواعدهم وتتقدم بصفوة علمائها ! ولان التغير هو المطلب الأكثر الحاحا للجميع ووصل الي حد الايمان بان التغير قضية مصيرية . دفع الكثير من الشباب الي التضحية ب أرواحهم من اجل قضية التغير . وكانت اسعد اللحظات للشعب وهو يري فجر التغير يبزوغ في الافاق وان الحلم اوشك ان يكون واقع ملموس وان المستحيل اصبح ممكن وان اول مراحل التغير حدثت بخلع المخلوع واسقاط النظام . وبعد مرور شهور طويلة من الثورة وبعد تشكيل حكومة جديدة وبعد احداث كثيرة وتطورات مر بها الوطن يتسأل الجميع هل بالفعل حدث التغير؟! الإجابة نعم حدث التغير وتعالوا معا نحصي اشكال التغير الذي طرأ علي الوطن بعد الثورة وماهي الفئة التي استفادت من التغيرات الثورية؟! 1:تغير سجن طره من سجن عمومي الي فندق 5 نجوم! 2:تغير أسم جهاز أمن الدولة الي الأمن الوطني! 3:تغير مقر الحكومة من القرية الذكية الي شارع مجلس الشعب! 4:تغير المشير بدلتة العسكرية الي بدلة مدنية! 5:تغير اقامة المخلوع من شرم الشيخ الي المركز الطبي العالمي! 6:تغير الأخوان لشعارهم من الاسلام هو الحل الي نحمل الخير لمصر! 7:تغير مدرب المنتخب الوطني! 8:تغير ترددات القنوات الفضائية! 9:تغير ارقام الهواتف المحمولة! 10:تغير التوقيت الصيفي والاكتفاء بالتوقيت الشتوي! 11: تغير مهنة الكثير من الشباب من عاطل عن العمل الي ناشط سياسي! 12:تغير منهج الاعلام من مدح النظام الي نفاق الثوار! 13: تغير فنانين ومخرجين من مروجي للخلاعة والعري والجنس الي مناضلين سياسيين! 14:تغير ولاء بعض الثوار الي الدولار بدلا من الولا للوطن! 15:تغير النشطاء لمحل سكنهم من المناطق العشوائية الي المناطق الراقية! 16:تغير الاعلامي محمود سعد اجره من 10مليون جنيه الي 15 مليون جنيه! 17:تغير في المفردات التي يستخدمها الشعب مثل تكنوقراطية... ليبرالية.....الخ! 18:اخيرا تغير ضغط دم الشعب من الارتفاع الشديد الي الانخفاض الحاد والعكس !! مئات المرات يوميا نتيجة للأحداث المحزنة والمخجلة التي يقوم بها بعض الاقليات والافراد والبلطجية والعملاء لتدمير الوطن و رعونة الحكومة وتباطئ العسكري عن تحقيق مطالب الشعب ولا عزاء للشعب المصري وعلي المتضرر اللجوء للميدان لحماية ثورته من براثن بلطجة النشطاء وفلول النظام وعملاء الامريكان وعبيد الدولار وحماية مصر من الفوضى والفتنة وكل ما يعوق احداث تغير حقيقي لصالح الشعب فقط وليس لفئة دون الاخري وحتي يحدث التغير الحقيقي يجب ان تكون الثورة القادمة ثورة اخلاقية وسلوكية ف بدون ثورة اخلاقية والسلوكية لن يحدث التغير الحقيقي المنشود حتي ولو اسقطنا كل يوم نظام سياسي؟! اوعادالدسوقي كاتبة واعلامية [email protected]