علي غرار ساقية الصاوي - وبشكل مصغر - يحاول مجموعة من شباب المبدعين في مدينة نجع حمادي بقنا إقامة ما سموه ب «ساقية نجع حمادي للفنون والآداب» وهي وفق البيان التأسيسي لها «منبر حر مستقل يستوعب كل الأفكار والآراء دون قيد أو حجر وهي غير تابعة لأي جهة رسمية أو حتي أفراد بعينهم، كما ترفض الوصاية علي الفكر والإبداع وتنبذ مفهوم التعصب القبلي والديني، كما تهدف الساقية إلي نشر الوعي الحضاري بين جميع المواطنين. تضمن البيان - كذلك - بعض الأهداف التي يسعي هؤلاء الشباب لتحقيقها ومنها: دعم ثقافة المواطنة كحق أصيل، ونشر ثقافة التسامح والتعايش مع الآخر، والتأكيد علي حق الجميع في التعبير الحر، وإحياء الموروث الشعبي الجنوبي الشفاهي والمكتوب والدعوة إلي تحقيق وإعادة نشره، واكتشاف ورعاية المواهب الجديدة في مجالات الإبداع المختلفة، وتفعيل دور الجهود الذاتية والتبرعات الشخصية في تمويل العمل الثقافي والفني بعيدا عن التمويل الحكومي أو سيطرة رأس المال علي العمل الثقافي. في البداية يقول الأديب عبدالهادي النجمي - المشرف الفني علي المشروع: إنه بعد الإهمال المتواصل وغير المبرر من الجهات الحكومية وخصوصا من الجهات التي من المفروض نشأت لهذا وهي الجهات الثقافية المتمثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة والقائمين عليها جاءت فكرة التجمع الأدبي الثقافي والفكري لجماعة «ساقية نجع حمادي» للأدب والفنون من خلال الشباب المتطلع لأن تكون مصر حرة فيها الفكر حر والأدب والفنون حرة، قمنا نحن وبعض الزملاء ومنهم عبدالهادي النجمي وعثمان الخضيري وعوض الله الصعيدي ونشأت عمر ومحمود الأزهري وعماد محمود قاسم ومحمد السيد وآخرون.. بهمة ونشاط أدبي ثقافي فكري بعيدة عن المؤسسة الحكومية التي لا تراعي أي تبني للمواهب الفنية والأدبية وكان هذا الوليد الصحيح المتعافي بفضل الأصدقاء بعمل ندوات أدبية وفنية علي سبيل المثال ومنها ندوة للكاتب الصحفي أبوالعباس محمد الصحفي بالأهرام وعمل فني مسرحي بعنوان (30 سنة ضحك) بطولة أيمن عبدالمطلب وكارم صديق وإميل حنة وأبانوب سعيد. كذلك تم تقييم ثورة 25 يناير والأحداث المتعاقبة في الجُمع «جمع جمعة» من خلال ندوات أدارها عبدالهادي النجمي وأيمن سالم وعلي عبدالمجيد وبعيدا عن الغرف المغلقة والروتين الحكومي تم المراد وهو النجاح من خلال الكثير من المثقفين في الجنوب عن طريق الهاتف بالتهنئة لنا وطلب الحضور والمشاركة هذا بفضل التمرد من خلال شباب الأدباء المثقفين ضد الجهات الحكومية العقيمة الرافضة لأي مواهب وعمل جاد.. هذا بعد رفض المكان المؤهل لاحتضان هذا الوليد.. تم تجميع الكوكبة الثقافية في حضن النيل علي مقهي شعبي علي شاطئ نيل نجع حمادي بالجهود الذاتية من خلال المؤسسين والأصدقاء يتم العرف.. ويضيف النجمي قائلا: نتمني من السيد المحافظ بتخصيص قطعة أرض لممارسة النشاط ولكن «مقر حزب الوطني المهمل المنحل» وتبني الجهات الإعلامية لهذا النشاط ومتابعة أعضائه الوقوف خلفهم بالخبر.. إلخ، كذلك مطالبة التليفزيون «القناة الثقافية» تغطية فعاليات الندوات مع إقامة عروض مسرحية ومشاركة الساقية في المهرجانات المسرحية من خلال المسرح الحر. رعاية المواهب أما عثمان الخضيري - منسق عام الساقية - فيقول: بعد ترددي المستمر علي قصر ثقافة نجع حمادي شعرت بأن هناك جدارا فاصلا بين قصر ثقافة نجع حمادي والمواطن في مدينة نجع حمادي وتوجد مواهب كثيرة لم تجد الفرصة والرعاية والاهتمام من قبل قصر ثقافة نجع حمادي فتولدت لدي فكرة الالتحام بالشارع والاحتكاك بالمواطن وذلك لجذب ورعاية المواهب في جميع مجالات الفنون والأدب ولعلمي بأهمية الثقافة والأدب في المجتمع من خلال هذه الفترة من التحولات السياسية في البلاد بعد ثورة 25 يناير فكان لابد من توعية المواطن في الشارع بالمتغيرات في المجتمع عن حقوقه السياسية والثقافية ولن يتأتي ذلك إلا بالخروج إلي المواطن في الشارع بعيدا عن الغرف المغلقة، وكذلك يشعر المواطن بأن الثقافة غير مقصورة علي مجموعة بعينها إنما ملك لجميع المواطنين وكذلك الالتحام مع المراكز والقري المجاورة ودعوة بعض المدارس لاحتكاك الطلبة بالمجال الفني والثقافي والسياسي وبعد إقامة ليالي الساقية في مقرها المؤقت بكازينو علي نيل نجع حمادي تجمع الشعراء والمهتمون والمحبون للأدب ويزداد عدد الرواد من المواهب الشابة المغمورة في كل مرة لما يجدوه من اهتمام وتوجيه من السادة القائمين علي الساقية وكان من أبرز لقاءاتها استضافة الساقية مركز الدراسات الريفية «الفلاح الفصيح» وتحدث فيها الباحثون عن النظام الانتخابي في مصر والتعديلات التي أجريت عليها وسلبيات التعديل وإيجابياته ونتطلع نحن القائمين علي ساقية نجع حمادي للفنون والأدب أن تنتشر الثقافة في الشارع مع المواطن لكي يعرف المواطن حقوقه وواجباته بعد ثورة 25 يناير وتأخذ بيد المواهب إلي الطريق السليم. صرخة جنوبية ويقول ناصر علي توفيق - دار السلام - سوهاج - عضو الساقية: نبعت فكرة ساقية نجع حمادي لوجود المواهب المتعددة في كل المجالات الشعرية والقصصية والموسيقية والمسرحية والإنشاد الديني ولكن لم تخرج هذه المواهب للنور نظرا للروتين القاتل أما بالنسبة لطموح القائمين علي الساقية فإننا نريد أن يكون لها مقر دائم لأن الفكرة نشأت أساسا بالجهود الذاتية منا وكانت فرصة لإظهار مواهبنا فأنا مثلا شاعر عامية ولم يكن يسمعني أحد وبعد أن تم إنشاء الساقية بدأ اسمي يعرف لكثير من مريدي الساقية فتجاربنا السابقة مع قصور الثقافة للأسف كانت مخزية حيث إن الطبع والنشر كان للمحسوبين والوساطة برغم أن الأدب من المفترض ألا يكون له وساطة ولهذا نشأت الفكرة والحمد لله أقامت الساقية أكثر من ليلة في شهر رمضان وكانت ليالي ناجحة وعدد الأعضاء في تزايد مستمر فأنا مثلا من مركز دار السلام - سوهاج - وعضو في الساقية ولا ينقصها الآن إلا الدعم المعنوي والمادي والإعلامي.. وكذلك سوف تتجول الساقية في القري والمحافظات نحن نريد أن نعلن عن تواجدنا لأن الصعيد متعطش لمثل هذه الأنشطة والموهوبون كثيرون ونريد أن تخرج مواهبهم للنور، فنحن نعتبر أن هذا عبارة عن صرخة من مبدعي الصعيد لكي نسمع للناس صوتنا ونقول لهم إن بالصعيد مواهب متعددة ورائعة تريد أن تظهر علي الساحة.. فهل من مجيب؟!