أسعدني اللقاء الذي تم دعوتي إليه لكي أتحدث فيه مع شريحة من أبنائي طلاب الجامعات المصرية الذين يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل بدعوة كريمة من كل من د0محمد ربيع رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا ود0يحيي المشد عميد كلية الهندسة ود0فاروق جبريل عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية وقد أسعدني اللقاء بشكل أكبر مالمسته في حوارات الطلاب من تفتح ونضج وتعايشهم مع قضايا ومشكلات بلدهم بعد ثورة 25 يناير لمست في مناقشاتهم مدي مايحملونه من هموم لبناء هذا الوطن من جديد بصورة تفوق بكثير ماكنت ألمسها في السنوات الماضية عندما كنت ألتقي بالكثير من أقرانهم وقت أن كنت أحاضر لسنوات طويلة لطلاب كليات الإعلام والتربية النوعية وأقسام الصحافة بكليات الآداب في العديد من الجامعات المصرية علي مدي أكثر من عشرين عاما كهاو لمهنة التدريس بالإضافة إلي عملي الأساسي بأخبار اليوم ، وإن كنت قد اكتفيت مؤخرا بممارسة هذه الهواية في التدريس لطلاب أكاديمية أخبار اليوم فقط تكلمت مع أبنائي الطلاب عن تقييمي لأعظم مشهد رأيته وشاركت فيه لأول مرة في حياتي بعد ثورة 25 يناير وهو الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والذي شاهدت فيه لأول مرة طوابير طويلة من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار والتي ذهبت لتدلي بصوتها بعد أن وجدت لأول مرة أن صوتها سيكون له قيمة أكدت لهم أن هذه التعديلات والتي حازت علي رضا أكثر من 77٪ من المواطنين الذين ذهبوا للإدلاء بصوتهم هي تعديلات مؤقتة لكي تساعد المجتمع علي أن يصل بالسفينة إلي بر الأمان بعد أن وضعت أساساً رئيسياً لديمقراطية المستقبل، والتي علي أساسها سيتم لأول مرة منذ أيام الفراعنة إنتخاب رئيس لمصر لمدة واحدة وقد تجدد لمرة أخري فقط إذا أقر الشعب ذلك وسيتم لأول مرة إنتخابه وانتخاب مجلسي الشعب والشوري تحت إشراف قضائي كامل، بعدها سيتم وضع دستور جديد خلال عام علي الأكثر يحدد مستقبل مصر السياسي والإقتصادي والإجتماعي أيضا لسنوات طويلة قادمة0 أكدت لهم سعادتي بنتيجة هذا الإستفتاء بعد أن وجدت فور إعلان النتيجة النهائية أن الذين قالوا " لا " أعلنوا بصدر رحب أنهم يقبلون بها وأنهم يحترمون رأي الأغلبية فيها سألني الطلاب عن ماذا سنفعل لكي نسترد أموالنا التي نهبها رموز النظام السابق الفاسد والتي تم الكشف عنها مؤخراً وهربوها إلي الخارج في حسابات سرية ؟ فأكدت لهم أننا قد ننجح إنشاء الله في إسترداد كل هذه الأموال بعد معرفة حجمها وأماكن تواجدها وبعد أن يتم صدور أحكام قضائية نهائية بشأنها00 لكنني أكدت لهم أن نسبة النجاح هذه حتي لو كانت قليلة لظروف خارجة عن إرادتنا فيجب ألا نحزن كثيرا ونظل نندب حظنا لأنه يكفينا أننا نجحنا الآن علي أقل تقدير في أن نوقف نزيف هذه السرقات وهذا الحجم الضخم من الفساد الذي كان سيستشري أكثر وأكثر في السنوات القادمة إذا لم تكن هذه الثورة قد قامت ونجحت بهذا الشكل0 سألوني عن لماذا لم يتم تغيير كل القيادات الموجودة حاليا والتي صنعها النظام والتي هي في معظمها لم تكن أهلا للمكانة التي وضعها النظام فيها سواء كان هذا علي مستوي المحافظات أو الجامعات أو المؤسسات الإعلامية القومية أو المجالس المحلية وغيرها، بل كان معيار الكفاءة الأساسي لإختيارهم هو عضويتهم فقط للحزب الوطني؟ فقلت لهم إن حركة الإصلاح لن تتوقف وسيتم التغيير إنشاء الله لكن المشكلة أن النظام البائد ظل علي مدي 30 سنة يفسد في كل شبر في هذا البلد، ولهذا فإن إصلاح كل ذلك لن يأتي بعد يوم وليلة لأن تغيير كل شئ في وقت واحد سيؤدي إلي انهيار الدولة أما بالنسبة للجامعات بالذات فإنني أناشد أبنائي الطلاب بالتركيز خلال الشهرين المتبقيين من العام الجامعي للانتهاء من دراستهم أولا وبعد ذلك نطالب بما نريد مادامت طلباتنا مشروعة ونستمر في المطالبة حتي يتم التنفيذ وحتي لايكون الخاسر هو الطلاب إذا لم يستكملوا دراستهم بشكل كامل وسليم0