بعد أنجاز السباحة المصرية عالميا المهندس ياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة: انتظرونا في طوكيو 2020

سباحو منتخبنا صناعة مصرية خالصة.. والصعيد علي قائمة أولوياتنا
فريدة عثمان تؤكد في كل لقاءاتها أنها "بطلة مصرية".. وعبد الرحمن هريدي ينتظره مستقبل باهر
الحصول علي توكيل لجامعات دولية ترعي الرياضيين ضرورة
أطالب رجال الأعمال بضرورة الاستثمار الرياضي.. وقريباً سنجد رعاة في بطولات السباحة لأول مرة
استطاعت مصر خلال عام 2018 تحقيق العديد من الإنجازات الرياضية إلا أن الإنجاز الذي تم تحقيقه في السباحة يعد إنجازا غير مسبوق فقد استطاع المهندس ياسر إدريس رئيس الاتحاد المصري للسباحة ونائب رئيس اللجنة الاوليمبية تحويل الدفة منذ توليه رئاسة الاتحاد قبل 10 سنوات والوصول بها لنتوج علي عرش إفريقيا لأول مرة منذ التسعينات، فقد استطاع فقط ب 7 سباحين و4 سباحات حصد كل جوائز البطولة الافريقية، وذلك الجهد لم يأت صدفة إنما وفق منظومة مدروسة وموالية لأفضل المدارس العالمية، وفي هذا الحوار سنتعرف منه كيف استطعنا تحقيق هذا الانجاز ومدي الدعم والمساندة التي يحتاجها الاتحاد لمواصلة الرحلة وما هي المعوقات التي تواجهه في طريق سعيه للحصول علي ميدالية ذهبية في اوليمبياد طوكيو 2020.
كيف استطاعت مصر الفوز علي جنوب افريقيا والتتويج غير المسبوق علي عرش افريقيا؟
طوال السنوات الماضية كان الفوز حليفا دائما لمنتخبات جنوب افريقيا، إلا أننا في البطولة الأخيرة ذهبنا وكلنا إصرار علي العودة بمركز يرفع اسم مصر عاليا، خاصة بعد فترة تدريب عالية علي يد أفضل المدربين الفنيين الذين يعملون وفق منظومة تسير بالتزامن مع أحدث ما وصل إليه العالم من تدربيات وتقنيات فنية، ولابد من الإشادة بدعم الدولة متمثلا في الرئيس السيسي وتشجيعه اللامحدود للرياضة في مصر.
وماذا عن إنجاز سباح منتخب مصر الصاعد عبد الرحمن هريدي وحصوله علي برونزية في اوليمبياد الشباب بالأرجنتين؟
هريدي سباح مميز واستطاع أن يتوج الأول علي الجمهورية لفترة ليست بالقصيرة، وتمكن مدربه د.محمد دسوقي من الالتفات لموهبته وإشراكه في بطوله ألعاب البحر المتوسط باسبانيا وحصل علي الميدالية الفضية لسباق 50 متر فراشة بزمن قدره 25,48 ثانية، وللعلم فهذا هو سباق عبد الرحمن الأساسي إلا انه ليس سباقا أوليمبيا، لذالك في أوليمبياد الأرجنتين ركزنا له علي سبق ال 50 متر حرة لأنه سباق اوليمبي وبالفعل استطاع الحصول علي الميدالية البرونزية بزمن قدره 22,43 ثانية وأعتقد أن له فرصة عظيمة في أوليمبياد الكبار.
ننتظر الحصول علي ميدالية لمصر في أوليمبياد الكبار، فمن المعروف أن هذه الميدالية تختلف عن أوليمبياد الشباب، فمتي نتمكن من ذلك؟
يسير الاتحاد المصري للسباحة بخطي عالمية ثابتة نحو هذا الهدف، فقد أخبرت كل مدرب في مصر انه مسئول مسئولية مباشرة عن ذلك، ولكن فاتورة إعداد السباح باتت مرتفعة التكاليف ونحن في النهاية نتعامل مع لعبة رقمية تحتاج لمجهود غير عادي سواء كان إداريا أو فنيا أو ماديا، وإن شاء الله قريبا سنصل لذالك.
يقال إن معظم نجوم منتخب مصر للسباحة أمثال فريدة عثمان وأحمد اكرم ومروان القماش هم صناعة أمريكية بحكم أنهم يتدربون هناك، فما هو تعليقك؟
أنا غير موافق نهائيا علي هذا الكلام، فكل سباح يلعب بالاوليمبياد هو صناعة مصرية خالصة، والدليل أن فريدة عثمان سافرت من مصر وهي بطلة ومسجل باسمها رقم الخمسين فراشة، بل إن معظم أرقام فريدة لم تتحطم حتي الآن لذلك حصلت علي المنحة الدراسية بأمريكا، ففي احد المؤتمرات التي حضرتها معها سألت فريدة مباشرة عما تطلبه من الاتحاد المصري وأجابت بأنها بالفعل حصلت علي ما تحتاجه من دعم وقد وجهت والدة فريدة في أحد لقاءاتها التليفزيونية الشكر لنادي الجزيرة وللمهندس إبراهيم زاهر الذي اكتشف موهبة فريدة وأحضر لها مدربا أجنبيا لدعمها، وأيضا السباح أحمد أكرم فمدربه هو شريف حبيب وهو لاعب النادي الأهلي والسباح مروان القماش وكلهم سباحون مصريون مميزون قبل حصولهم علي المنحة بأمريكا، بل إن تفوقهم وتميزهم في مصر هو أكبر أسباب حصولهم عليها.
ألا تري أن هناك العديد من السباحين المميزين الذين يعتزلون مبكرا نظرا لعدم قدرتهم علي التوفيق بين الدراسة والرياضة؟
نعم هذا صحيح، وقد تقدمت في العديد من المرات باقتراح بضرورة الحصول علي توكيل من الجامعات الدولية سواء من أمريكا أو لندن بحيث تتحد كل من وزارتي الشباب والرياضة مع التربية والتعليم وتفتح الجامعة أبوابها للجميع علي أن يحصل أي طالب مميز سواء رياضيا آو علميا علي منحة مجانية بإقامة كاملة بدلا من المنح التي تقدم لأبنائنا بعيدا عن أرض الوطن، إضافة إلي توفير أعلي مستويات التعليم متزامنا مع الرياضة.
هل البطولات التي تقام في سن صغيرة للسباح مفيدة أم ضارة، وماذا عن مفهوم حرق السباح؟
طبعا هذا المفهوم عار عن الحقيقة فهذه هي "الشماعة" التي يعلق عليها أنصاف الموهوبين فشلهم، فعلي سبيل المثال سباحة منتخب مصر الموهوبة فريدة عثمان لعبت بطولة العالم وهي بنت ال15 سنة ولا تزال بطلة حتي يومنا هذا، فالبطولات في سن صغيرة ضمن وحدات تدربية مدروسة بما تتناسب مع عمر السباح مفيدة جدا حيث تعزز من خبرته.
لماذا لا تتواجد السباحة في مناطق صعيد مصر خلال بطولات الجمهورية؟
نقوم حاليا برعاية مناطق صعيد مصر حيث يعطي الاتحاد للمناطق الحق في إقامة النجوم الخمسة الخاصة بالسباحة وان تدخل قيمتها المادية المناطق ولن يأخذ الاتحاد منها مليما حتي تتمكن تلك المناطق من النهوض بشكل جيد، ونقوم أيضا بإعطاء دورات تدريبية للمدربين بأسعار خاصة، وذلك تماشيا مع سياسة الدولة بإعطاء صعيد مصر أهمية قصوي.
أين الرعاة من بطولات السباحة؟
كان الأمر أشبه بالمستحيل من قبل، فقد استلمت الاتحاد 2008 وهو الأخير عربيا بل وعالميا، فمن أين سيأتي الرعاة ؟! فهم ينفقون أموالهم منتظرين الربح ولكن الآن بات المستحيل حقيقة وذلك بفضل ما تم انجازه، وقريبا سنجد رعاة مميزين في بطولاتنا.
ما هي العقبات التي يواجها الاتحاد نحو مزيد من النجاح؟
لا أستطيع أن أقول سوي انه بدون دعم الدولة لما استطعنا الوصول إلي ما وصلنا له ولكن كما أشرت سابقا، ففاتورة إعداد السباح مرتفعة التكاليف، ففي احدي المرات سافرت ب 168سباحاً .. فتخيلوا حجم التكلفة من حيث فرق العملة، نعم لدي الاتحاد المصري إيرادات لكن أوجه الإنفاق عديدة، لذالك أطالب رجال الإعمال بضرورة الاستثمار الرياضي لأن الدولة وحدها لن تستطيع.
يعاني معظم الجمهور في استاد القاهرة من مشكله "الاوميجا" التي دائما ما تتوقف اثناء السباقات؟
اتفق معهم وانا أعلم ولكن نحن نمتلك أوميجا واحدة "portable" تستخدم في جميع البطولات لذا فمن الطبيعي ان تتوقف أحيانا نعمل بأقصي ما لدينا من إمكانيات وان شاء الله ستحل هذه المشكلة.
وأخيرا ما هي النصائح التي يوجهها رئيس الاتحاد المصري للسباحة للمدربين والسباحين؟
بدأت حياتي رياضيا سباحاً ثم لاعب كرة ماء وبعدها كنت مدرباً لكرة الماء مرورا بدراستي للهندسة وانتهاء بتولي رئاسة الاتحاد، لذالك أنا أشعر بالسباح وأيضا بمدربه وأنصحهم بالتفاني والإخلاص في العمل وعدم الالتفات للوراء والثقة في الله وفي أنفسهم لتحقيق أحلامهم.