ما هو التعريف العلمي للنوم ؟ عملية حيوية يحدث خلالها تغيرات للجسم ويعد أهم نشاط يحدث لنا أثناء النوم هو نشاط المخ والإنسان يقضى ثلث حياته نائما . هل يتوقف عمل المخ أثناء النوم ؟ حقيقى أن النوم عبارة عن سكون فى وظائف الجسم ولا يستطيع الإنسان مواصلة حياته دون نوم ولكن أيضا الدراسات أكدت أنه خلال النوم تحدث العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ حتى أنه هناك بعض الوظائف تكون أكثر نشاطا أثناء النوم ولكن فى مرحلة النوم الثالثة وهى النوم العميق نجد أن المخ يهدأ جدا ولكنه لايتوقف عن العمل . متى بدأت دراسات أو طب النوم ؟ فى أوائل الخمسينات ولكن أغلب الحضارات القديمة كان لها إهتمامات بالنوم خاصة الحضارة اليونانية والإغريقية وحضارات الشرق الأقصى أما فى العصر الحديث فقد بدأها مجموعة من الأطباء فى جامعة شيكاغو وكانوا يدرسون حركة النوم عن الأطفال الرضع أثناء لإستغراقهم فى النوم فوجدوا أن كل 90 دقيقة تتحرك عين الطفل بطريقة لاإرادية وعندما قاموا بعمل رسم مخ أثناء النوم للكبار والصغار أكتشفوا التغيرات التى تحدث فى المخ أثناء النوم ومن هنا بدأت تلك الدراسة بشكل رسمى . إضطرابات النوم هل تندرج تحت بند الأمراض النفسيه أم العضوية ؟ السبب الذى يؤدى إليها فمعظم المشاكل المرتبطة بإضطرابات النوم يكون مصدرها عضوى وليس نفسى وعلميا هناك 85 نوعا من إضطرابات النوم كما سجلها العلماء فى المعامل أهمها الأرق وصعوبة النوم والإكتئاب . وهل هناك علاقة بين إضطرابات النوم وبعض الأمراض العضوية ؟ بالتأكيد فقد أكدت الدراسات أن معظم الأشخاص الذين يعانون من إضطرابات النوم لا يلتزمون بمبادئ الصحة العامة أى يكثرون من السهر وينامون لفترات قليلة و هؤلاء عادة ما يعانون من الكسل وضعف التركيز والانجاز فى العمل كما أنهم يكونوا أكثر عرضه للإصابة بأمراض القلب والسرطان والاكتئاب لأن النوم يعتبر نوعا من التكيف للظروف الداخلية والخارجية فضلا عما له من وظيفة وقائيه من الإجهاد نتيجة للنشاط الزائد لفترات طويلة فيكفى أن الإنسان أثناء النوم يستطيع إستعادة وتجديد طاقة الجسم ونشاطه عن طريق إفراز بعض المركبات الحيوية مثل هرمون النمو الذى يساعد على تكوين البروتين لبناء الأنسجة فى مرحلة النوم العميق . نحن من الشعوب التى تهتم بنوم القيلولة .. فهل يعد هذا الأمر مفيد أم لا ؟ نوم القيلولة مفيد وصحى جدا لذا فحتى الشعوب التى لاتوجد فى ثقافتها تلك العادة مثل الشعب الأمريكى مثلا أصبحت تهتم به بعدما سجلت حالات للأشخاص التى لديها إستعداد للنوم فى تلك الفترة فوجدوا أنهم إذا إستسلموا لنوم القيلولة ما بين 30 و45 دقيقة فإنهم يستيقظوا أكثر نشاطا لذا فاليابان مثلا ترغم عمال المصانع على النوم أو الإسترخاء لمدة 15 دقيقة وقت القيلولة حتى يزيد عطاءهم بعدها لذا فإغفاءة بسيطة مهمة جدا ولكنها لاتعوض نوم الليل. أظن أن الأرق هو المشكلة الأولى التى تواجه من يعانون من إضطرابات النوم .. فهل هذا صحيح؟ الأرق فعلاً من المشاكل المنتشرة جدا فى إضطرابات النوم وتعريف الأرق ببساطه هو صعوبة الدخول فى النوم بعمق أو الإستمرار فيه ويعانى من هذه المشكلة عدد كبير من الناس لدرجة أننى أحيانا يجئ لى ناس يشتكون من أنهم لم يغمض لهم جفن بالأسابيع والشهور ولكن هذا طبعاً غير حقيقى فمعظم الأشخاص الذين يدعون ذلك لا يشعرون أنهم ينامون بالفعل ولكن على فترات متقطعة وقصيرة جدا لأن الإنسان لو لم ينام لمدة عشره ايام متصله لأصيب بالجنون وقد تم التأكد من ذلك داخل مختبرات للنوم حيث ثبت أن هؤلاء الناس ينامون بالفعل عدة ساعات لكن طول المدة التى تسبق النوم وصعوبة الاستمرار فيه تدفعهم إلى المبالغة في وصف حالتهم. وما هي الأسباب التي يمكن أن تؤدى إلى الأرق ؟ أسباب كثيرة معظمها مرتبط بالحالة النفسية مثل الاكتئاب وإنشغال الذهن وتوقعات سيئة للمستقبل وكقاعدة طيبة عامة فإن الأرق لابد أن يكون مصحوباً بحالة مرضية أخرى سواء كانت نفسية أو عضوية. متى يستطيع الإنسان أن يقول أنه يعاني من مشكلة الأرق؟ عندما يجد صعوبة فى الدخول فى النوم و عندما ينام يستيقط على فترات كثيره اثناء الليل فضلا عن التقلب فى الفراش كثيراً أملاً فى النوم وكلما إستمرت محاولات الشخص للدخول فى النوم دون نتيجة يتزايد شعوره بالقلق والإحباط مما يزيد من صعوبة الاستسلام للنوم ، وهناك نوع آخر من الأرق مثل أن ينام الشخص بمجرد دخوله الفراش إلا أنه ينام نوماً سطحيا مع إستيقاظ متكرر يتبعه العودة إلى النعاس مرة بعد مرة وتكون النتيجة شعوره بأنه لم ينام أصلاً ، ومن الحالات التى تندرج تحت بند الأرق أيضا الاستيقاظ المبكر دون سبب محدد مثل أن يصحو الشخص قبل الفجر ولا يستطيع النوم مرة أخرى وهذا النمط من الأرق تحديداً عادة ما يرتبط بالاكتئاب النفسى وكل هذه الحالات لها علاج عادة ما يأتى بنتائج فعاله جدا. هل هناك خطوات تفيد في التغلب على الأرق ؟ نعم فهناك بعض الخطوات التى تفيد فى العلاج الذاتى لحالة أهمها أننا لابد أن نحرص قدر الإمكان على أن ننام ونصحو فى وقت معين وحتى لو لم نستطيع النوم طوال الليل فعلينا أن نستيقظ فى الموعد الذى إعتادنا عليه حتى نحافظ على الساعة البيولوجية للجسم والجهاز العصبى ولا داعى للقلق والاهتمام المبالغ فيه إذا كان الأرق هو مجرد فترة مؤقتة أو قصيرة من النوم المضطرب خاصة إذا كان الأمر مرتبط ببعض المشاكل الحياتية لأن الأرق بهذه الصورة لا يحمل مخاطر تهدد الصحة العامة ولكنه مجرد فترة عارضة ولا يتطلب الأمر البحث عن علاج أما إذا كان الأرق متكرراً فيمكن للشخص أن يبحث عن الأسباب المحتملة مثل الانشغال بالتفكير فى أمور معينة أو الإفراط فى المشروبات المنبهة والتدخين والمشروبات الكحولية وكذلك الغازية والتى تعد من أكثر العوامل التى تؤدى إلى الأرق و الحلويات ايضا و تحديدا الشيكولاته من العوامل التي تؤدي للأرق لذلك لا ننصح بتناولها ابدا قبل النوم يثلاث ساعات علي الاقل و لابد من تخصيص ساعة على الأقل للأنشطة الترويحية والإسترخاء قبل النوم وتجنب الوجبات الدسمه وإستبدالها بالفاكهة و خاصه الموز و التفاح ومنتجات الألبان لما تحتوى عليه من مادة " تبرتيوفان " التى تساعد على النوم مهم أيضا تجنب عادة النوم نهاراً وأنا دائما أنصح المرضى بأنه إذا لم يدخل الواحد منهم إلى النوم فعليه أن أن يترك الفراش وينشغل بأى نشاط آخر بدلاً من إنتظار النوم فى قلق. وماذا عن الدش الساخن واللبن الدافىء كما يقولون فى أفلام السينما؟ لها تأثير بالفعل وهى تساعد على النوم الصحى وأنا دائما ما أنصح بضرورة النوم فى غرفة صحية وهى تلك التى تخلو من الكمبيوتر والموبايل والإضاءة الشديدة وفرش السرير لابد أن يكون مريحا ومن المهم أيضا آلا نذهب الى السرير إلا إذا كنا نشعر بالنعاس . وما الحل إذا إستمر القلق بعد كل ذلك ؟ هناك حالات فعلاً لا تستجيب لكل هذه الوسائل وتلك التى نبدأ نتعامل معها بشكل طبى بعض الأشخاص الذين يعتمدون على المنومات.. فهل هناك خطورة منها ؟ بالتأكيد هناك خطر منها إذا لم تستخدم تحت إشراف طبى لأن استعمال الأقراص المنومه يجب أن يكون فى أضيق الحدود وأن يقتصر على الحالات التى تتطلب ذلك وإن تستخدم لفترة زمنيه محددة لن فعالية هذه الأدوية تتناقص كلما طالت فترة إستعمالها . و ماذا عن أشخاص ينامون لفترات طويلة جداً ومع ذلك يستيقظون وهم يشعرون بالتعب والإرهاق؟ هؤلاء هم الذين يعانون من مشكلة أكبر كثيراً من الأرق وهى مشكلة كثرة النوم أو الإفراط فيه حيث تكون عندهم رغبة قوية فى النوم أثناء النهار بالاضافة إلى زياده عدد ساعات النوم بالليل وهذه الحاله تمثل نسبة كبيرة من شكوى إضطرابات النوم لأنها عادة ما يصاحبها شعور دائم بالتعب والإرهاق وهذه المشكلة لها أسباب عضوية مثل الأمراض المصحوبة بخلل فى هرمونات الغدد الصماء أو نفسيه مثل الاكتئاب والرغبة فى العزلة والوحدة وعلاج الإفراط فى النوم عادة ما يكون باستخدام بعض الأدوية المنبهة أو مضادات الاكتئاب التى تزيد من مستوى مادة السيرتونين ودائما ما تأتى بنتائج جيدة جداً. عدد الساعات التي يحتاجها للإنسان من النوم هل تختلف من شخص لآخر؟ بالتأكيد فلا يوجد شئ إسمه أن كل انسان لابد أن ينام 8 ساعات يومياً فهذا غير صحيح لأن حاجة الإنسان للنوم تختلف من شخص لأخر فهناك ناس تنام لفترات قصيرة ما بين 4-6 ساعات ويكون هذا الوقت كافي جدا بالنسبه لها لإعادة بناء الجهاز العصبى ، وهناك أصحاب نوم الفترات الطويلة الذين لا يشعرون بالراحة أو القدرة على العمل او حتي الحركه إلا إذا تراوحت فترات نومهم ما بين 9-12 ساعة يوميا ولكن معظم الناس بشكل عام تتراوح فترة نومهم ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميا . أين ذهب " نوم العوافي " ؟ للأسف راحت عليه نتيجة الضغوط النفسية والعصبية والأخبار السيئة التى أصبحنا نتعرض لها بشكل يومى فطبيعى جدا أنه فى ظل كل هذا يصعب علينا أو على معظمنا النوم بعمق وهدوء أو نوم العوافى كما يقولون عنه .