إنشاء مركز تميز بجامعة بنها الأهلية لخدمة المناطق الصناعية بالعبور    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    ارتفاع اللحوم والزيت.. أسعار السلع الأساسية بالأسواق اليوم (موقع رسمي)    سعر الذهب اليوم السبت 21 يونيو 2025 فى الكويت.. عيار 24 ب33.050 دينار    وزير الري يبحث التعاون في مجال "تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء"    إنتاج 97161 متر مكعب يومي من مياه الشرب طور سيناء    انطلاق أعمال الدورة ال51 لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول    سيطرة برازيلية على دور المجموعات بكأس العالم للأندية    "رقم سلبي للأهلي".. مكاسب وخسائر الأندية العربية بعد مرور 8 أيام من كأس العالم للأندية    داس على رأسه.. حادث مأساوي في إحدى مباريات كأس العالم للأندية    من مصر إلى العراق.. احتفال "السيجار" يشعل الموسم الرياضي    انهيار عقارات حدائق القبة | الحماية المدنية تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض    حملات تموينية مكثفة على المخابز والأسواق في القليوبية - صور    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    إنجاز طبي بالإسماعيلية.. زراعة قرنية معقدة لسيدة ستينية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل    مواعيد مباريات السبت 21 يونيو - صنداونز ضد دورتموند.. وإنتر يواجه أوراوا ريدز    هنا الزاهد تُشعل مواقع التواصل بصورة جديدة مع كرارة وتامر حسني في عمل سينمائي مشترك    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    أسعار النفط تقفز في أسبوع مضطرب مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران    نقابة المحامين تقرر الطعن على حكم وقف جمعيتها العمومية    مباريات اليوم.. صدام قوي لصنداونز.. ومواجهة أمريكية خالصة    السومة يدعم هجوم الوداد أمام العين ويوفنتوس    عاجل| سعر الريال السعودي اليوم 21/6/2025 مقابل الجنيه    مسئولة أممية: توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي يقود العالم لكارثة    بالاسم ورقم الجلوس.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة البحيرة التيرم الثاني    طلاب القسم العلمي بالشهادة الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان «الكيمياء»    وزارة الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألف و700 زيارة من الحجاج المصريين    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيا من الخليل    الصحة الإيرانية: 430 قتيلا وأكثر من 3500 مصاب منذ بدء الهجوم الإسرائيلى    الملاجئ ترهق ميزانية إسرائيل..100 مليون شيكل للبناء والتجديد    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من رجال الأعمال الأتراك خلال زيارته لإسطنبول    المعهد القومي للأورام يطلق فعالية للتوعية بأورام الدم    قافلة الأزهر الطبية تصل الحوراني بدمياط لعلاج المواطنين بالمجان    قبل فتح باب الترشح.. اعرف المستندات المطلوبة للترشح لانتخابات مجلس النواب    دفعة جديدة من أطباء المعاهد التعليمية تصل مستشفى الشيخ زويد المركزي    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    آسر ياسين.. سفاح السينما والدراما    «الكتاب الإلكتروني».. المتهم الأول في أزمة القراءة    محمد منير: «ملامحنا» تعبر عن كل إنسان| حوار    قواعد ذهبية للحفظ والتخزين| الغذاء والصيف.. كل لقمة بحساب!    رسميا.. بايرن ميونخ ثاني المتأهلين لدور ال16 من كأس العالم للأندية بعد فوزه على البوكا    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    إصابة ربة منزل وطفلتها على يد شقيق زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    روبي تتألق في إطلالة مبهرة قبل صعود حفل افتتاح موازين    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    «الصدمة الأولى كانت كريم وابنه».. «أحمد» يروي ما حدث في شارع الموت بمنطقة حدائق القبة    غارة إسرائيلية تستهدف «الناقورة» وتسفر عن قتيل في جنوب لبنان    ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    تقدم ملموس في الوضع المادي والاجتماعي.. توقعات برج العقرب اليوم 21 يونيو    6 مصابين في تصادم 3 سيارات قبل مطار سفنكس    بالصور- خطوبة مينا أبو الدهب نجم "ولاد الشمس"    جيش الاحتلال: اعتراض طائرة مسيرة فى شمال إسرائيل تم إطلاقها من إيران    "أعملك إيه حيرتنى".. جمهور استوديو "معكم" يتفاعل مع نجل حسن الأسمر "فيديو"    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ناجح إبراهيم:أنصح السيسى بأن يكون رحيما بخصمه
نشر في بوابة الشباب يوم 26 - 01 - 2016

السياق العام للمشهد الحالي لتيارات الإسلام السياسي بفئاته المختلفة يطرح أفكاراً نمطية ومعتادة، وبمرور الوقت وتكرار العبارات أصبحت وكأنها قاعدة وحقيقة في عقول الناس، فجماعة الإخوان "الإرهابية" لاتزال تتمسك بوهم "الشرعية" وتنتظر عودة "مرسي" المستحيلة، والسلفيون متمسكون بالعمل السياسي رغم تراجع نتائجهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتكفيريون في سيناء مجموعات جهادية.. ومقاتلو داعش تركوا الدنيا لهثاً وراء "جهاد النكاح"، وليس هدفنا من هذا الحوار مع المفكر والباحث الإسلامي د. ناجح إبراهيم أن نقنعك بعكس ما سبق.. لكن في إطار تحليلنا معه للمشهد العام لهذه التيارات خلال عام 2016، وهو رجل عاش 40 عاماً من عمره وسط هذه التيارات جميعاً كممارس ومراجع وباحث، سنطرح عليك سياقاً مختلفاً ربما عكس ما تسمعه من وسائل الإعلام.. والاختيار لعقلك في النهاية.
الدولة الآن في حاجة إلي حزم عبد الناصر وذكاء السادات وبراجماتية مبارك في بداية حكمه
وزير الثقافة يعتبرني متطرفا.. وأنا فقط أذكره بأن العلمانيين متطرفون أيضا
أتمني زيارة القدس.. حتى ولو بتأشيرة إسرائيلية
"دواعش سيناء" مجموعة من مهربي المخدرات والبلطجية وحازمون
الإلحاد ليس شكاً في وجود الله والإيمان في قلوب الملحدين موجود حتى ولو أنكروا
كيف نطلب من شخص أن يراجع أفكاره وهو حاصل علي مجموع أحكام 100 سنة سجنا و6 إعدامات
* قبل تحليل مشهد الجماعات الإسلامية السياسية المختلفة دعنا ننطلق من جهة بعيدة.. في رأيك لماذا يزداد ظهور "الملحدين" علناً في الفترة الأخيرة؟
كما يصل بعض الإسلاميين لدرجة شديدة من التعصب، البعض علي الجانب الآخر يصل تطرفه الفكري للإلحاد، والذين كفروا بالدين يتحمل ذنبهم متطرفون جعلوهم يكرهون دينهم بعدما قدموه في صورة سلبية، ونصف الذين يكرهون الاسلام في فرنسا ستتحمل داعش وزرهم بعد إرهابها هناك، وفي رأيي أن الإلحاد ليس شكاً في وجود الله.. لكنه علة نفسية وليست إيمانية، وبسبب انتشار التطرف ومشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة أصبحت القلوب مسكونة بالإحباط واليأس وافتقاد النموذج الطيب، ورأيي في الملحد أن نتركه لحاله وسيعود.. كثير من الذين بدأوا ملحدين تطورت أفكارهم ولم يجدوا ملجأ من الله إلا إليه، والإيمان في قلوب الملحدين موجود حتى ولو أنكروا.
*لو القرار لك.. كيف يتعامل المجتمع مع الملحد؟
اعذر كل شاب يصل لهذه الدرجة من الشك، لا تقتله أو تحتقره، إذا قابلت ملحداً اعتبره مصاباً بالأنفلونزا وبالتالي مناعته ضعيفة، لا أحد يشتمه.. فهو يبحث عن اليقين وسيجده لأنها فطرة الله، اتركوه للزمن، وحتى لو قال "أنا كافر" أيضاً لا تكفروه.. انتم دعاة ولستم قضاة ومفتشين علي النوايا، الله قالها لنبيه الكريم "لست عليهم بمسيطر" فما بالك بنا؟ اتركوه لقدر الله واعرفوا أن هذه الظاهرة تأتي دائماً بعد الانتكاسات والتراجع، ومادامت هناك كراهية وتطرف ستجد الإلحاد، أحبوهم.. وسيعرف الإيمان طريقه لقلوبهم، وهذا ليس كلامي ولكنه أمر الله.. أنظر للمعني الرائع في قول الله تعالي "ومن عصاني فإنك غفور رحيم"، سيدنا إبراهيم يقول لربه عن الذين عصوه – أي كفروا – ويدعوا لهم بمغفرة الله ورحمته.. لم يهدر دمهم أو يسبهم أو حتى يدعو عليهم.
*مشهد التيارات الدينية .. كيف تراه في بداية عام 2016 ؟
الاسلام قضية عادلة يدافع عنها محامون فاشلون، الحركات الإسلامية المختلفة جاءتها فرصة العمر ولم تكتف فقط بالتفريط فيها.. بل حفرت قبرها بنفسها وانتقلت من مقاعد السلطة الي ظلمة السجون ومن الحكم الي القهر بعدة اخطاء ارتكبتها طوال سنوات طويلة بنفس التكتيك، هناك اختلافات من جماعة إلي أخري لكن هناك مشتركات، فكلها لم تحسن الانتقال من فقه الدعوة الي فقه الدولة ومن الانتماء للجماعة التى بها السمع والطاعة والإنغلاق الي رحابة الدولة بانفتاحها علي العالم وتعدد أفكارها الدينية والسياسية والاجتماعية، وقديماً كان خطابها دينياً يكسب القلوب وأكثر حكمة وتدرجاً ومنطقية وأقل خلطا بين الدعوي المطلق والسياسي المرن، لكن بعد ثورة يناير زاد الطين بلة ان خطابها كان استعلائياً وحربياً وتكفيرياً واقصائياً وشعاره السب والشتم والطعن وخسارة للأصدقاء قبل الأعداء وكأن كراسي السلطة هزت شيئا ما واضرت بالنفوس والقلوب، والغريب أنه لم يتصدر العقلاء من أبناء الحركة الإسلامية المشهد ولكنه "الحنجورية" الذين لم يكن لهم بذل ولا عطاء، صعد المتطرف والمتشدد وصاحب الصوت الأعلى.. وتأخر العاقل، أضف إلي ذلك أن جزءاً من الحركة الإسلامية يحسب علينا سواء شئنا أو أبينا متعلق بداعش وبوكو حرام وغيرها تبنت العنف لدرجة لم تكن موجودة حتى في أيام هولاكو، والصراع السياسي أجج هذا الأمر، فحتي لو سلبت منك السلطة وتعتقد أنك علي حق .. فلابد من حقن الدماء لأنها أعظم من السلطة والدعوة أبقي من الحكم، ورسالة الإسلام في الأصل مشروع هداية ورشد وإصلاح.. لكنها تحولت إلي مشروع سياسي فكان سهلا أن تتعرض ل "البهدلة" والاهانة، والحركات الإسلامية تركت الدعوة وفشلت في السياسة.. ببساطة كده "لا طالت دينا ولا دنيا".. والأخطر أنك دفعت بأبنائها في معركة خاسرة إما للقتل أو السجون وكل ذلك بلا ثمن سوي شعارات خلطوا فيها بين الشريعة وهي أوامر الله المقدسة والشرعية التى يمكنك التنازل عنها بسهولة، أفرض أن خصمك يريد أن يريق دمك.. حافظ أنت علي نفسك من معركة عبثية لن تعيدك للسلطة ولن تؤدي لشيء.
*هل في اعتقادك فات وقت المراجعة؟
فقه المراجعة فقه عظيم ويسموه في الغرب "النقذ الذاتي"، الكل سيندم لأنهم يريدون الحرب، ومازلنا نتتظر شجاعاً ليوقف هذا العبث.
* وإذا ظهر "الشجاع" في رأيك.. ماذا سيفعل؟
سيدنا الحسن بن علي تعرض للشتم والإهانة بعدما حقن الدماء وتنازل عن الحكم لسيدنا معاوية، كانوا يقولون "يا عار المؤمنين" فيرد عليهم "عار خير من النار"، لم يرفع قميص "رابعة" لتصبح قطرة الدماء أنهاراً.. لكنه انتظر محكمة السماء، هم يقتلون شرطياً من أجل "رابعة".. فترد الشرطة عليهم.. وماذا بعد؟ عداوات بلا نهاية واستحضار للكراهية ومرارات الماضي، وأخطر شيء هو توريث الحقد، قديماً كنت أقول لإخواني في السجون لا تتحدثوا كثيرا عن التعذيب الذي لاقيتموه في السجون لأنه سيورث لأجيال أخري ستظل تكره الشرطة بمن فيها وتعتبر كل افرادها من الظالمين، وسيذكر التاريخ تصرف أن الملك فاروق تنازل عن العرش لعدم إراقة دماء المصريين، وقتها لم يسأل "ثورة دي ولا انقلاب" .. الدم كان عنده أغلي من الإجابة.
* حزب النور رغم ما أصابه في انتخابات مجلس النواب يقول إنه سيخوض انتخابات المحليات هذا العام، تراه استفاد من الدرس أم مصمماً علي الخطأ؟
الدعوة السلفية بالإسكندرية التى خرج منها حزب النور لم تصطدم يوماً بالدولة ولم يعرف علماؤها طريق التكفير ولا التدمير ولا العنف يوماً ما، هذا شيء جيد.. لكن دخولهم للسياسة افقدهم الكثير وأضر بهم وجعلهم في مرمي الهجوم، شيء عجيب فعلاً.. هذا الحزب يوم 3 يوليو 2013 كان شريكاً في الثورة ومثالاً للوطنية وعضواً فعالاً في خريطة الطريق.. لكن فجأة عندما جاء ذكر الانتخابات البرلمانية أصبح ظهيراً سياسياً لداعش ومثالاً للتكفيريين وكل أعضائه لديهم جرائم مخلة بالشرف وتناوبت علي إهانته كل وسائل الإعلام.. والمشكلة أن هذا الهجوم يطول الدعوة السلفية التى تمزقت، وكان لابد أن ترجع خطوات للوراء سياسياً، يقولون نحن لسنا مقاطعين للمشهد لكننا غير مستعدين ويتركون المجال المرتبك أصلا، فهذا ليس وقت الإسلام السياسي ومشاكل مصر أكبر من حزب النور والكعكة التى يتنافسون عليها لا تستحق بدليل نتيجتها التى لم ترض أحداً، وفي الوقت نفسه الدولة يجب ألا تضيق عليهم، فهم سيعودون للدعوة ولكنني لا أري كارثة لو ظهر بعض شيوخهم في خطبة الجمعة.. الدولة كان ممكن تستفيد منهم في مقاومة الأفكار المتطرفة، لكن ألا يجدوا لهم مكاناً في السياسة أو الدعوة فهذا نفق مظلم.
* نأتي للإخوان، التنظيم قانوناً إرهابي ولا مجال للحديث عنه، نقصد هنا الأفراد.. هل تعتقد أنهم سيستمرون في 2016 في رفع شعارات "عودة مرسي" المستحيلة؟
كل أعضاء الإخوان.. الكبير والصغير.. أيقنوا تماماً أن عودة مرسي مستحيلة، فما قيمة أن تجمع 30 شخصاً في قرية نائية أو شارع جانبي لكي تلتقط لهم صورة ثم تصدرها للعالم بأنك تقوم بمظاهرات؟ ما فائدة أن تتوعد بالخروج يوم 25 يناير القادم في مظاهرات لن تكون مؤثرة ولربما تسببت في قتل أناس أو سجن للكثيرين.. ما الثمرة التى جنيتها للإسلام؟ ماذا تساوي دموع اليتامي والأرامل والأمهات؟ حتى سياسياً بالمعني البراجماتي.. هل ستتم زحزحة الحكم؟ ماذا سيحدث لو قلت إنك لن تتظاهر وستفض تحالف دعم الشرعية.. لماذا انتظار فوات الأوان؟ وفي المقابل أرجو من الجميع أن يطلقوا خطاب السلام والعفو والرحمة بدلاً من خطاب الانتقام والثأر والتشفي..هذا مع فعله النبي بعدما تمكن.. قال "لا تثريب عليكم اليوم".. فحتى المعايرة لم يقم بها .
*هل تعتقد أن كلمة "المصالحة" وسط التصعيد الكبير في خطابات العنف والكراهية تصبح عملياً ممكنة أو مقبولة؟
مشكلة الإخوان أنهم يفتقدون للقائد صاحب الكاريزما والشجاعة، والتفجيرات والاغتيالات تجعل الدولة لا تقدر علي طرح فكرة المصالحة أمام الشعب، والناس الذين سقطوا شهداء وجرحي نتيجة العمليات التى قام بها حلفاء الاخوان وأتباعهم طبيعي أن يرفضوا كلمة المصالحة، لكن في النهاية لابد من تهيئة ذلك بالتدريج.. وبصراحة كثرة الأحكام تزيد من تعقد الأمور، فكيف نطلب من شخص أن يراجع أفكاره وهو حاصل علي مجموع أحكام 100 سنة سجن و6 إعدامات.. وكلما قهرته أصبح اكثر تكفيرا وحقداً.
*لكن لماذا لم نسمع هذا الكلام عن مبارك وأركان نظامه عندما سجنوا عقب الثورة ؟
قلت وقتها حاسبوه علي اخطائه لكن لا تقتلوه.. فهو فعل سلبيات كثيرة لكنه أبداً لم يكن خائناً لبلده، عاملوه بما يليق برئيس سابق، وأعتقد أنه كان "معززاً مكرماً" ربما لأنه كان أعقل وأحكم من مرسي عندما رضي وصمت وصبر، وفي رأيي أن الدولة لابد أن تعيد النظر في سجن بعض الشباب، مصر أكبر من أن تخشي كتابات علي الفيس بوك من فتاة عاجزة مثل إسراء الطويل، من مثلها يحتاج للنصح لا للسجن.. الدولة القوية هى التى ترحم خصومها كما ترحم مؤيديها.. ولا تقيس أمثال إسراء بمن يزرع المتفجرات والقنابل.
*سأفترض حدوث المستبعد حالياً وهو اعتراف الإخوان بالنظام الحالي.. هل ممكن بعد العنف والأكاذيب أن يتقبل منهم الناس دوراً دعوياً؟
إذا لم يحدث عدل سياسي واجتماعي واقتصادي من الدولة وكل شخص حصل علي حقه وانتهت الرشوة والمحسوبية وتمت محاربة الفساد والقضاء علي البطالة والفقر والمرض والجهل.. وقتها فقط يمكن للجماعة أن تعود للناس، فالدولة العادلة بلا جماعات أصلاً.. والله يحزنني ما وصل إليه شعبنا العظيم الذي ظهر فيه أنبياء مثل إبراهيم وموسي وهارون ويوسف وعلي مر السنين كان يصدر للدنيا خيرة العلماء والمفكرين والادباء والمبدعين.. والآن أصبح حاله أن تنظم إحدي قنواته مسابقة للرقص الشرقي، المشكلة ليست في وجود التيارات الإسلامية أو غيابها.. المشكلة الحقيقية أننا كنا وسنظل للأبد أمة "اقرأ".. ولسنا أمة "أرقص"! .
*نصل إلي محطة الجماعات التكفيرية في سيناء .. هل تعتقد أن نهايتهم ستكون هذا العام؟
هذا أمر تحدده الجهات الأمنية التى تطاردهم، ولكي نضع النقاط علي الحروف لابد من معرفة أن "دواعش سيناء" تنظيم تكفيري بلا مشروع للدعوة أو الهداية ولكنهم يستهدفون "الإمارة" .. وهو التنظيم الجهادي الوحيد في التاريخ الذي بلا علماء دين أو مرجعيات.. فقط يضم مجموعة من الهاربين من احكام بالإعدام في أيام الإنفلات الأمني وفتح السجون عقب الثورة ومن مهربي المخدرات والبلطجية ومن متطرفين من حركات إسلامية مثل الإخوان وحازمون وبعض شباب البدو، وفي الوقت نفسه هو اقوي تنظيم عسكري في تاريخ مصر لأنه يملك هاونات وألغام مضادة للدبابات وصورايخ مضادة للطائرات، وهو أول تنظيم كذلك يستهدف الجيش.. كل الصراعات السابقة في تاريخ مصر كانت تستهدف الشرطة فقط.
* منذ عام تقريباً وفي حوار سابق وجهت نصيحة للرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يحذر من الذين يريدون أن يشعر الناس بأن أرباب الحكم السابق عادوا.. هل نصيحتك لا تزال مستمرة؟
نعم .. مازلت أنصحه بألا يمنحهم الفرصة، وأضيف إليها بأنه إذا تمكن من خصمه لابد ان يكون رحيماً به..فهناك طيف كامل كان معه في 30 يونيو ولكن تمت إزاحته..بصراحة، ماذا كان سيخسر النظام لو شخص مثل عمرو الشوبكي أصبح في البرلمان؟ ماذا كان سيخسر النظام لو تركوا حزب النور يعمل بدون تشويهه؟ الدولة الآن في حاجة إلي حزم عبد الناصر وذكاء السادات وبراجماتية مبارك في بداية حكمه.
*ما تقييمك لأداء الرئيس السيسي حتى الآن؟
راض عن الهمة في انجاز مشروعات كبيرة.. لكن غير راض عن وضع الفقراء.
* وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم قال عنك نصاً: "ناجح إبراهيم وأمثاله تركوا العنف لكنهم ليسوا معتدلين فهو كتب ثلاث مقالات للتأكيد أن نظام الحكم الحالي لا يريد ظهيراً إسلامياً وعندما يقول ذلك ويمر فمعنى هذا إننا بلعنا الطعم".. ما ردك؟
عجيب أن وزير الثقافة يشغله مقال لي.. أو بالتحديد فقرة تم اجتزاؤها من مقال، أعتقد أنه أكبر من هذا ولابد أن يشغله إصلاح منظومة الثقافة التى لا تصل لأحد، إذا كان يعتبرني لست معتدلاً... هو حر في رأيه لكنني فقط أذكره بأنه لا يملك ميزان القياس، كما أن التطرف ليس اسلاميا فقط.. فهناك تطرف علماني أيضاً.
*زيارة البابا تواضروس الأخيرة للقدس أثارت جدلاً ومن قبلها زيارة الشيخ علي جمعة للمسجد الأقصي هل توافق علي زيارة القدس؟
أزورها بدون تردد، وغياب المسلمين هو الذي أضعف المسجد الأقصى، والمسلمون أجيال وراء أجيال عاشوا بعيدين عنه فسقط من ذاكرتهم، ولو كل يوم زار عشرات الالاف المسجد الأقصي سيشعر أهل القدس بهويتهم أكثر ولن يقدر أى أحد علي انتهاك حرماتهم.
*لحظة.. ستضطر وقتها للحصول علي تأشيرة إسرائيلية؟
هذا اضطرار لابد منه.. سأوافق ولدي منطق، أفرض –لا قدر الله– أن مكة والمدينة تعرضتا لاحتلال أجنبي.. هل سنلغي فريضة الحج؟ أعرف أن مسألة منع زيارة المسجد الاقصي لها بعد أمن قومي وسياسي أكثر منه ديني.. فلو ضبطناها أمنيا فما المانع؟
*بعد ما عشناه في السنوات الخمس الأخيرة.. هل يمكن أن نسمع أحداً في مصر يتكلم في 2016 عن الحكم الإسلامي؟
بعيداً عن الشكل.. علينا أن نهتم بوظائف الحكم الإسلامي وهي العدل ودعم الحريات العامة خاصة حرية العقيدة والعبادة والفكروالشورى والمساواة، فإذا تحققت الوظائف فهذا هو حكم الإسلام بغض النظر عن الحاكم نفسه.. هل تتذكر الملحد الذي تكلمنا عنه في البداية؟ لو وصل لرئاسة الدولة وكان عادلاً فهو أفضل من مسلم يظلم الناس بشرط ألا يجبرهم علي إلحاده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.