الأول "جامعيين": التحاقي بالقوات المسلحة كان حلم الطفولة وشرف العمر    وزير الاتصالات: تنفيذ عدد من المشروعات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية    ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط    نتنياهو: الحرب لم تنته لأن جزءًا من أعدائنا يبني قدراته ويستعد للهجوم علينا    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    الصحفي الذي لم يغادر الميدان إلا شهيدًا.. من هو صالح الجعفري الذي اغتيل على يد ميليشيات مسلحة في غزة؟    منتخب مصر يتقدم على غينيا بيساو بهدف نظيف في الشوط الأول    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك خلال مران اليوم    تريلا تدهس توك توك أعلى كوبري بدمياط ومصرع شخص جراء الحادث    "السياحة": منصة رحلة تتيح زيارة 112 موقع أثري في مقدمتها الأهرامات والمتحف الكبير    عضو بالحزب الجمهوري الأمريكى: السيسي أنقذ الشعب الفلسطيني من التهجير    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    وكيل صحة سوهاج: انطلاق الفحص الطبى الشامل لطلاب المدارس لمدة 3 أشهر    تعرف على تشكيل كرواتيا ضد جبل طارق بتصفيات المونديال    «مدبولي» يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري لمتابعة تحضيرات اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    التحريات تكشف تفاصيل جديدة في حادث سقوط السقالة بمدينة السادات في المنوفية    أحمد موسي: كانت هناك محاولات لإفشال مفاوضات شرم الشيخ لكن ترامب ضغط لإجرائها    خطوات إضافة مواليد على بطاقة التموين 2025    نتائج اليوم الثاني لمنافسات الكبار ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    إصابة أولمو تربك حسابات فليك قبل مباراة جيرونا    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    بسبب عدم مشاركته ضد بلغاريا.. حارس تركيا يترك المعسكر دون إذن    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس وزراء لبنان يطلب من الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ناجح إبراهيم:أنصح السيسى بأن يكون رحيما بخصمه
نشر في بوابة الشباب يوم 26 - 01 - 2016

السياق العام للمشهد الحالي لتيارات الإسلام السياسي بفئاته المختلفة يطرح أفكاراً نمطية ومعتادة، وبمرور الوقت وتكرار العبارات أصبحت وكأنها قاعدة وحقيقة في عقول الناس، فجماعة الإخوان "الإرهابية" لاتزال تتمسك بوهم "الشرعية" وتنتظر عودة "مرسي" المستحيلة، والسلفيون متمسكون بالعمل السياسي رغم تراجع نتائجهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتكفيريون في سيناء مجموعات جهادية.. ومقاتلو داعش تركوا الدنيا لهثاً وراء "جهاد النكاح"، وليس هدفنا من هذا الحوار مع المفكر والباحث الإسلامي د. ناجح إبراهيم أن نقنعك بعكس ما سبق.. لكن في إطار تحليلنا معه للمشهد العام لهذه التيارات خلال عام 2016، وهو رجل عاش 40 عاماً من عمره وسط هذه التيارات جميعاً كممارس ومراجع وباحث، سنطرح عليك سياقاً مختلفاً ربما عكس ما تسمعه من وسائل الإعلام.. والاختيار لعقلك في النهاية.
الدولة الآن في حاجة إلي حزم عبد الناصر وذكاء السادات وبراجماتية مبارك في بداية حكمه
وزير الثقافة يعتبرني متطرفا.. وأنا فقط أذكره بأن العلمانيين متطرفون أيضا
أتمني زيارة القدس.. حتى ولو بتأشيرة إسرائيلية
"دواعش سيناء" مجموعة من مهربي المخدرات والبلطجية وحازمون
الإلحاد ليس شكاً في وجود الله والإيمان في قلوب الملحدين موجود حتى ولو أنكروا
كيف نطلب من شخص أن يراجع أفكاره وهو حاصل علي مجموع أحكام 100 سنة سجنا و6 إعدامات
* قبل تحليل مشهد الجماعات الإسلامية السياسية المختلفة دعنا ننطلق من جهة بعيدة.. في رأيك لماذا يزداد ظهور "الملحدين" علناً في الفترة الأخيرة؟
كما يصل بعض الإسلاميين لدرجة شديدة من التعصب، البعض علي الجانب الآخر يصل تطرفه الفكري للإلحاد، والذين كفروا بالدين يتحمل ذنبهم متطرفون جعلوهم يكرهون دينهم بعدما قدموه في صورة سلبية، ونصف الذين يكرهون الاسلام في فرنسا ستتحمل داعش وزرهم بعد إرهابها هناك، وفي رأيي أن الإلحاد ليس شكاً في وجود الله.. لكنه علة نفسية وليست إيمانية، وبسبب انتشار التطرف ومشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة أصبحت القلوب مسكونة بالإحباط واليأس وافتقاد النموذج الطيب، ورأيي في الملحد أن نتركه لحاله وسيعود.. كثير من الذين بدأوا ملحدين تطورت أفكارهم ولم يجدوا ملجأ من الله إلا إليه، والإيمان في قلوب الملحدين موجود حتى ولو أنكروا.
*لو القرار لك.. كيف يتعامل المجتمع مع الملحد؟
اعذر كل شاب يصل لهذه الدرجة من الشك، لا تقتله أو تحتقره، إذا قابلت ملحداً اعتبره مصاباً بالأنفلونزا وبالتالي مناعته ضعيفة، لا أحد يشتمه.. فهو يبحث عن اليقين وسيجده لأنها فطرة الله، اتركوه للزمن، وحتى لو قال "أنا كافر" أيضاً لا تكفروه.. انتم دعاة ولستم قضاة ومفتشين علي النوايا، الله قالها لنبيه الكريم "لست عليهم بمسيطر" فما بالك بنا؟ اتركوه لقدر الله واعرفوا أن هذه الظاهرة تأتي دائماً بعد الانتكاسات والتراجع، ومادامت هناك كراهية وتطرف ستجد الإلحاد، أحبوهم.. وسيعرف الإيمان طريقه لقلوبهم، وهذا ليس كلامي ولكنه أمر الله.. أنظر للمعني الرائع في قول الله تعالي "ومن عصاني فإنك غفور رحيم"، سيدنا إبراهيم يقول لربه عن الذين عصوه – أي كفروا – ويدعوا لهم بمغفرة الله ورحمته.. لم يهدر دمهم أو يسبهم أو حتى يدعو عليهم.
*مشهد التيارات الدينية .. كيف تراه في بداية عام 2016 ؟
الاسلام قضية عادلة يدافع عنها محامون فاشلون، الحركات الإسلامية المختلفة جاءتها فرصة العمر ولم تكتف فقط بالتفريط فيها.. بل حفرت قبرها بنفسها وانتقلت من مقاعد السلطة الي ظلمة السجون ومن الحكم الي القهر بعدة اخطاء ارتكبتها طوال سنوات طويلة بنفس التكتيك، هناك اختلافات من جماعة إلي أخري لكن هناك مشتركات، فكلها لم تحسن الانتقال من فقه الدعوة الي فقه الدولة ومن الانتماء للجماعة التى بها السمع والطاعة والإنغلاق الي رحابة الدولة بانفتاحها علي العالم وتعدد أفكارها الدينية والسياسية والاجتماعية، وقديماً كان خطابها دينياً يكسب القلوب وأكثر حكمة وتدرجاً ومنطقية وأقل خلطا بين الدعوي المطلق والسياسي المرن، لكن بعد ثورة يناير زاد الطين بلة ان خطابها كان استعلائياً وحربياً وتكفيرياً واقصائياً وشعاره السب والشتم والطعن وخسارة للأصدقاء قبل الأعداء وكأن كراسي السلطة هزت شيئا ما واضرت بالنفوس والقلوب، والغريب أنه لم يتصدر العقلاء من أبناء الحركة الإسلامية المشهد ولكنه "الحنجورية" الذين لم يكن لهم بذل ولا عطاء، صعد المتطرف والمتشدد وصاحب الصوت الأعلى.. وتأخر العاقل، أضف إلي ذلك أن جزءاً من الحركة الإسلامية يحسب علينا سواء شئنا أو أبينا متعلق بداعش وبوكو حرام وغيرها تبنت العنف لدرجة لم تكن موجودة حتى في أيام هولاكو، والصراع السياسي أجج هذا الأمر، فحتي لو سلبت منك السلطة وتعتقد أنك علي حق .. فلابد من حقن الدماء لأنها أعظم من السلطة والدعوة أبقي من الحكم، ورسالة الإسلام في الأصل مشروع هداية ورشد وإصلاح.. لكنها تحولت إلي مشروع سياسي فكان سهلا أن تتعرض ل "البهدلة" والاهانة، والحركات الإسلامية تركت الدعوة وفشلت في السياسة.. ببساطة كده "لا طالت دينا ولا دنيا".. والأخطر أنك دفعت بأبنائها في معركة خاسرة إما للقتل أو السجون وكل ذلك بلا ثمن سوي شعارات خلطوا فيها بين الشريعة وهي أوامر الله المقدسة والشرعية التى يمكنك التنازل عنها بسهولة، أفرض أن خصمك يريد أن يريق دمك.. حافظ أنت علي نفسك من معركة عبثية لن تعيدك للسلطة ولن تؤدي لشيء.
*هل في اعتقادك فات وقت المراجعة؟
فقه المراجعة فقه عظيم ويسموه في الغرب "النقذ الذاتي"، الكل سيندم لأنهم يريدون الحرب، ومازلنا نتتظر شجاعاً ليوقف هذا العبث.
* وإذا ظهر "الشجاع" في رأيك.. ماذا سيفعل؟
سيدنا الحسن بن علي تعرض للشتم والإهانة بعدما حقن الدماء وتنازل عن الحكم لسيدنا معاوية، كانوا يقولون "يا عار المؤمنين" فيرد عليهم "عار خير من النار"، لم يرفع قميص "رابعة" لتصبح قطرة الدماء أنهاراً.. لكنه انتظر محكمة السماء، هم يقتلون شرطياً من أجل "رابعة".. فترد الشرطة عليهم.. وماذا بعد؟ عداوات بلا نهاية واستحضار للكراهية ومرارات الماضي، وأخطر شيء هو توريث الحقد، قديماً كنت أقول لإخواني في السجون لا تتحدثوا كثيرا عن التعذيب الذي لاقيتموه في السجون لأنه سيورث لأجيال أخري ستظل تكره الشرطة بمن فيها وتعتبر كل افرادها من الظالمين، وسيذكر التاريخ تصرف أن الملك فاروق تنازل عن العرش لعدم إراقة دماء المصريين، وقتها لم يسأل "ثورة دي ولا انقلاب" .. الدم كان عنده أغلي من الإجابة.
* حزب النور رغم ما أصابه في انتخابات مجلس النواب يقول إنه سيخوض انتخابات المحليات هذا العام، تراه استفاد من الدرس أم مصمماً علي الخطأ؟
الدعوة السلفية بالإسكندرية التى خرج منها حزب النور لم تصطدم يوماً بالدولة ولم يعرف علماؤها طريق التكفير ولا التدمير ولا العنف يوماً ما، هذا شيء جيد.. لكن دخولهم للسياسة افقدهم الكثير وأضر بهم وجعلهم في مرمي الهجوم، شيء عجيب فعلاً.. هذا الحزب يوم 3 يوليو 2013 كان شريكاً في الثورة ومثالاً للوطنية وعضواً فعالاً في خريطة الطريق.. لكن فجأة عندما جاء ذكر الانتخابات البرلمانية أصبح ظهيراً سياسياً لداعش ومثالاً للتكفيريين وكل أعضائه لديهم جرائم مخلة بالشرف وتناوبت علي إهانته كل وسائل الإعلام.. والمشكلة أن هذا الهجوم يطول الدعوة السلفية التى تمزقت، وكان لابد أن ترجع خطوات للوراء سياسياً، يقولون نحن لسنا مقاطعين للمشهد لكننا غير مستعدين ويتركون المجال المرتبك أصلا، فهذا ليس وقت الإسلام السياسي ومشاكل مصر أكبر من حزب النور والكعكة التى يتنافسون عليها لا تستحق بدليل نتيجتها التى لم ترض أحداً، وفي الوقت نفسه الدولة يجب ألا تضيق عليهم، فهم سيعودون للدعوة ولكنني لا أري كارثة لو ظهر بعض شيوخهم في خطبة الجمعة.. الدولة كان ممكن تستفيد منهم في مقاومة الأفكار المتطرفة، لكن ألا يجدوا لهم مكاناً في السياسة أو الدعوة فهذا نفق مظلم.
* نأتي للإخوان، التنظيم قانوناً إرهابي ولا مجال للحديث عنه، نقصد هنا الأفراد.. هل تعتقد أنهم سيستمرون في 2016 في رفع شعارات "عودة مرسي" المستحيلة؟
كل أعضاء الإخوان.. الكبير والصغير.. أيقنوا تماماً أن عودة مرسي مستحيلة، فما قيمة أن تجمع 30 شخصاً في قرية نائية أو شارع جانبي لكي تلتقط لهم صورة ثم تصدرها للعالم بأنك تقوم بمظاهرات؟ ما فائدة أن تتوعد بالخروج يوم 25 يناير القادم في مظاهرات لن تكون مؤثرة ولربما تسببت في قتل أناس أو سجن للكثيرين.. ما الثمرة التى جنيتها للإسلام؟ ماذا تساوي دموع اليتامي والأرامل والأمهات؟ حتى سياسياً بالمعني البراجماتي.. هل ستتم زحزحة الحكم؟ ماذا سيحدث لو قلت إنك لن تتظاهر وستفض تحالف دعم الشرعية.. لماذا انتظار فوات الأوان؟ وفي المقابل أرجو من الجميع أن يطلقوا خطاب السلام والعفو والرحمة بدلاً من خطاب الانتقام والثأر والتشفي..هذا مع فعله النبي بعدما تمكن.. قال "لا تثريب عليكم اليوم".. فحتى المعايرة لم يقم بها .
*هل تعتقد أن كلمة "المصالحة" وسط التصعيد الكبير في خطابات العنف والكراهية تصبح عملياً ممكنة أو مقبولة؟
مشكلة الإخوان أنهم يفتقدون للقائد صاحب الكاريزما والشجاعة، والتفجيرات والاغتيالات تجعل الدولة لا تقدر علي طرح فكرة المصالحة أمام الشعب، والناس الذين سقطوا شهداء وجرحي نتيجة العمليات التى قام بها حلفاء الاخوان وأتباعهم طبيعي أن يرفضوا كلمة المصالحة، لكن في النهاية لابد من تهيئة ذلك بالتدريج.. وبصراحة كثرة الأحكام تزيد من تعقد الأمور، فكيف نطلب من شخص أن يراجع أفكاره وهو حاصل علي مجموع أحكام 100 سنة سجن و6 إعدامات.. وكلما قهرته أصبح اكثر تكفيرا وحقداً.
*لكن لماذا لم نسمع هذا الكلام عن مبارك وأركان نظامه عندما سجنوا عقب الثورة ؟
قلت وقتها حاسبوه علي اخطائه لكن لا تقتلوه.. فهو فعل سلبيات كثيرة لكنه أبداً لم يكن خائناً لبلده، عاملوه بما يليق برئيس سابق، وأعتقد أنه كان "معززاً مكرماً" ربما لأنه كان أعقل وأحكم من مرسي عندما رضي وصمت وصبر، وفي رأيي أن الدولة لابد أن تعيد النظر في سجن بعض الشباب، مصر أكبر من أن تخشي كتابات علي الفيس بوك من فتاة عاجزة مثل إسراء الطويل، من مثلها يحتاج للنصح لا للسجن.. الدولة القوية هى التى ترحم خصومها كما ترحم مؤيديها.. ولا تقيس أمثال إسراء بمن يزرع المتفجرات والقنابل.
*سأفترض حدوث المستبعد حالياً وهو اعتراف الإخوان بالنظام الحالي.. هل ممكن بعد العنف والأكاذيب أن يتقبل منهم الناس دوراً دعوياً؟
إذا لم يحدث عدل سياسي واجتماعي واقتصادي من الدولة وكل شخص حصل علي حقه وانتهت الرشوة والمحسوبية وتمت محاربة الفساد والقضاء علي البطالة والفقر والمرض والجهل.. وقتها فقط يمكن للجماعة أن تعود للناس، فالدولة العادلة بلا جماعات أصلاً.. والله يحزنني ما وصل إليه شعبنا العظيم الذي ظهر فيه أنبياء مثل إبراهيم وموسي وهارون ويوسف وعلي مر السنين كان يصدر للدنيا خيرة العلماء والمفكرين والادباء والمبدعين.. والآن أصبح حاله أن تنظم إحدي قنواته مسابقة للرقص الشرقي، المشكلة ليست في وجود التيارات الإسلامية أو غيابها.. المشكلة الحقيقية أننا كنا وسنظل للأبد أمة "اقرأ".. ولسنا أمة "أرقص"! .
*نصل إلي محطة الجماعات التكفيرية في سيناء .. هل تعتقد أن نهايتهم ستكون هذا العام؟
هذا أمر تحدده الجهات الأمنية التى تطاردهم، ولكي نضع النقاط علي الحروف لابد من معرفة أن "دواعش سيناء" تنظيم تكفيري بلا مشروع للدعوة أو الهداية ولكنهم يستهدفون "الإمارة" .. وهو التنظيم الجهادي الوحيد في التاريخ الذي بلا علماء دين أو مرجعيات.. فقط يضم مجموعة من الهاربين من احكام بالإعدام في أيام الإنفلات الأمني وفتح السجون عقب الثورة ومن مهربي المخدرات والبلطجية ومن متطرفين من حركات إسلامية مثل الإخوان وحازمون وبعض شباب البدو، وفي الوقت نفسه هو اقوي تنظيم عسكري في تاريخ مصر لأنه يملك هاونات وألغام مضادة للدبابات وصورايخ مضادة للطائرات، وهو أول تنظيم كذلك يستهدف الجيش.. كل الصراعات السابقة في تاريخ مصر كانت تستهدف الشرطة فقط.
* منذ عام تقريباً وفي حوار سابق وجهت نصيحة للرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يحذر من الذين يريدون أن يشعر الناس بأن أرباب الحكم السابق عادوا.. هل نصيحتك لا تزال مستمرة؟
نعم .. مازلت أنصحه بألا يمنحهم الفرصة، وأضيف إليها بأنه إذا تمكن من خصمه لابد ان يكون رحيماً به..فهناك طيف كامل كان معه في 30 يونيو ولكن تمت إزاحته..بصراحة، ماذا كان سيخسر النظام لو شخص مثل عمرو الشوبكي أصبح في البرلمان؟ ماذا كان سيخسر النظام لو تركوا حزب النور يعمل بدون تشويهه؟ الدولة الآن في حاجة إلي حزم عبد الناصر وذكاء السادات وبراجماتية مبارك في بداية حكمه.
*ما تقييمك لأداء الرئيس السيسي حتى الآن؟
راض عن الهمة في انجاز مشروعات كبيرة.. لكن غير راض عن وضع الفقراء.
* وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم قال عنك نصاً: "ناجح إبراهيم وأمثاله تركوا العنف لكنهم ليسوا معتدلين فهو كتب ثلاث مقالات للتأكيد أن نظام الحكم الحالي لا يريد ظهيراً إسلامياً وعندما يقول ذلك ويمر فمعنى هذا إننا بلعنا الطعم".. ما ردك؟
عجيب أن وزير الثقافة يشغله مقال لي.. أو بالتحديد فقرة تم اجتزاؤها من مقال، أعتقد أنه أكبر من هذا ولابد أن يشغله إصلاح منظومة الثقافة التى لا تصل لأحد، إذا كان يعتبرني لست معتدلاً... هو حر في رأيه لكنني فقط أذكره بأنه لا يملك ميزان القياس، كما أن التطرف ليس اسلاميا فقط.. فهناك تطرف علماني أيضاً.
*زيارة البابا تواضروس الأخيرة للقدس أثارت جدلاً ومن قبلها زيارة الشيخ علي جمعة للمسجد الأقصي هل توافق علي زيارة القدس؟
أزورها بدون تردد، وغياب المسلمين هو الذي أضعف المسجد الأقصى، والمسلمون أجيال وراء أجيال عاشوا بعيدين عنه فسقط من ذاكرتهم، ولو كل يوم زار عشرات الالاف المسجد الأقصي سيشعر أهل القدس بهويتهم أكثر ولن يقدر أى أحد علي انتهاك حرماتهم.
*لحظة.. ستضطر وقتها للحصول علي تأشيرة إسرائيلية؟
هذا اضطرار لابد منه.. سأوافق ولدي منطق، أفرض –لا قدر الله– أن مكة والمدينة تعرضتا لاحتلال أجنبي.. هل سنلغي فريضة الحج؟ أعرف أن مسألة منع زيارة المسجد الاقصي لها بعد أمن قومي وسياسي أكثر منه ديني.. فلو ضبطناها أمنيا فما المانع؟
*بعد ما عشناه في السنوات الخمس الأخيرة.. هل يمكن أن نسمع أحداً في مصر يتكلم في 2016 عن الحكم الإسلامي؟
بعيداً عن الشكل.. علينا أن نهتم بوظائف الحكم الإسلامي وهي العدل ودعم الحريات العامة خاصة حرية العقيدة والعبادة والفكروالشورى والمساواة، فإذا تحققت الوظائف فهذا هو حكم الإسلام بغض النظر عن الحاكم نفسه.. هل تتذكر الملحد الذي تكلمنا عنه في البداية؟ لو وصل لرئاسة الدولة وكان عادلاً فهو أفضل من مسلم يظلم الناس بشرط ألا يجبرهم علي إلحاده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.