الدين علاقة اساسها الإخلاص الداخلي والنوايا التى لا يجب أن نحاسب عليها أحداً .. فهي علاقة بين الإنسان وربه ، لكن هناك ملحدين لا يؤمنون بأى دين .. ولا يعتبرون ذلك عيباً أو خرقاً لتقاليد المجتمع ، بل واصبحت لهم تجمعاتهم خاصة علي الفيس بوك الذى يتيح لهم التعبير عن كل ارائهم من وراء حجاب كما يقولون .. وقد إنتشرت المجموعات والجروبات علي موقع التواصل الأجتماعي الفيس بوك مؤخراً والتى لا تحمل فقد دعوة للإلحاد .. بل وهناك بعضها يقوم بدعوة الأشخاص الملحدين لأعلان الحادهم وأسمائهم علانيةً ، وهناك جروبات شعارها " أنا ملحد" والتي يقول فيها الملحدين انهم موجودون في مصر ، بل والمدهش أن هناك صفحة شعارها "أنا ملحد وأفتخر" !!. الملحدين الملحدين الملحدين مثلاً أحدهم يقول "أتمنى أن ياتى اليوم لأمارس حياتى بشكل طبيعي كانسان ملحد يؤمن بالعلم والثقافة والأخلاق، بدلا من التخفي وراء اسم مستعار على صفحات الانترنت والإنضمام لمجموعات وصفحات مغلقة وسرية" .. ويتابع "سعينا جميعا كشباب للنزول في احداث ثورة 25 يناير مطالبين بالتحرر من النظام السابق، فقد كنا مهددين بالسجن أذا أعلنا عن إلحادنا بتهمة ازدراء الاديان والحبس ما لا يقل عن 4 سنوات، وللأسف نحن الأن مهددون بالقتل من قبل المتشديين والمتطرفيين الدينين". ويكمل "ملحد " أنا لا أؤمن بالله ولكن أومن بقدرات الانسان والأخلاق ورغم خوفي من التعرض لمضايقات من اهلي وزملائي والمجتمع ككل، كنت بالتأكيد أعلنت عن إلحادي، ولكنني الأن أكتفي بالدعوة للإلحاد عبر الفيس بوك من خلال صفحتي الشخصية او مجموعات الملحدين بالفيس بوك والمدونات الإلحادية، وكل أملي أن تتحقق مطالب الملحدين بمصر وهي الزواج المدني وأن تعترف الدولة بالملحدين وأن تُحذف خانة الديانة ويصبح لدى الجميع الحق في نقد الأديان والدعوة للإلحاد، وأعلم ان الطريق مازال طويلا خصوصا بعد وصول الإسلاميين للحكم. وينتقد "ملحد اخر " الحريات المتاحة فى مصر قائلا: "أنا ملحد وليس لدي حقوق مواطنة وليس لدى حق الحياة كملحد، وانما علي التظاهر بالإيمان والإستجابة لقهر الدولة وإنكار معتقداتي حتى أكون مواطنا مصريا، وبالتالي أحصل على تعليمي ووظيفتي والا فمصيري السجن وأن اكون منبوذا من المجتمع واتعرض للمضايقات، لمجرد إني ملحد".
ومن بين كافة المستترين والمستخدمين لأسماء مستعارة، ظهر لنا أحد الذين أعلنوا عن الحادهم بشكل علنى "من خلال صفحته على الفيس بوك وهو "ملحد مصري" وله العديد من الفيديوهات المتداولة على موقع "اليوتيوب" تشرح في أجزاء منها "لماذا ألحد" كما يعلن على صفحته أنه يناقش التابوهات الدينية بلا خوف وجرائم الشيوخ والجماعات التكفيرية والتي أضرت بمصر، منتقدا الاديان ومحاولا رصد أيات لنقدها - من وجهة نظره -، وهو الامر الذى جعله عرضة للنقد وربما وصل الأمر للشتائم الجارحة وأطلق علية الملحدون "أسد الالحاد" ويطالب من خلال صفحته بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري لان مصر لكل المصريين للتخلص من الشوائب التي تضر بهوية مصر. وتتعدد الصفحات التي تدعو للإلحاد فهناك على مستوى الدول العربية وينضم ايضاً إليها المصرييون مثل "ملحدو الجزائر" و"ملحدو سوريا" و"ملحدو الاردن" و"ملحدو فلسطين" ، وبمصر "ملحدين مصريين" وهى الصفحة الاشهر وتعتبر اكثر الصفحات وتضمن العديد من الكتابات عن الإلحاد والنقد في الاديان والحديث عن اوضاع وحقوق الملحدين في مصر بعد ثورة 25 يناير، كذلك صفحات "ملحدون بلا حدود" و"جماعة الاخوان الملحدون" واعضاءها 400 عضو، و"مجموعة اللادينين" وتهدف لشرح الإلحاد والدعوة له وترفع شعار "انت ملحد.. أذن أنت وحيد.. فأنضم إلينا " و" شبكة الملحدون المصريون" وهي مغلقة واعضاءها 500 عضو و"ملحدون ضد الاديان" وهى تدعو لمبدأ لا إله الا العقل ولا رسول إلا الإنسانية شعارات "ليس لنا رب لكن لدينا ضمير وأخلاق وعقل". كذلك "يا ملاحدة العالم اتحدوا" وتؤكد "ليس الدين سوى طعن للأنسانية و"انا ملحد" وهو جروب "مفتوح" للإعلان عن الملحدين المصريين وتشجيعهم على الاعلان عن شخصياتهم الحقيقية دون خوف، وهناك بعض الجروبات الإلحادية التي تنقد بشكل لاذع ويقبل عليها الملحدون مثل "تخاريف الشيوخ" و"الامة التي ضحكت من جهلها الامم" و"الاديان من صنع الانسان" و "أبشع جرائم الاديان". ولأول مرة أعلن الملحدون عن أول مجلة إلحادية شهرية إلكترونية "أنا افكر" بالجهود الذاتية ويتم تحميل أعدادها إلكترونيا، مؤكدين أنها الخطوة الاولي للتخلص من الخوف المجتمعي، ويرأس تحريرها شخص يدعى "أيمن جوجل" ويعلن على صفحته بالفيس بوك أنه صاحب الفكرة ويهدف منها "الحياة السعيدة للملحدين" ويؤكد عبر المجلة التى صدر منها خمس اعداد، أن الملحد إنسان يولد بالفطرة، ويعلن أنه جارى التفكير فى إصادر أعداد مطبوعة لنشر الفكر الإلحادي. ورغم أن تواجد الملحدين عبر موقع "تويتر" يكاد يكون منعدماً، الا أن بعض الملحدين سعى للاعلان عن ذاته، عبر أسماء مستعارة أيضا ك "ملحد كافر" و"ملحد مصري" و"ملحد وأفتخر" وبعض يعلن عن مبادئه مثل الدين اداة للسيطرة على ارادة الشعوب، وأخرون تمنوا ان يأتي اليوم ليعلنوا عن أسماءهم بحرية دون خوف. وهناك بعض المواقع الالكترونية التى يقبل عليها الملحدون المصرييون وأبرزها "الحوار المتمدن" فهو موقع علماني الشكل إلحادي المضمون، كذلك هناك العديد من المدونات وأشهرها مدونة علياء المهدي ومدونة "كريم عامر" الذى حُكم عليه بالسجن 4 سنوات بتهمة إزدراء الأديان، ومدونة "أنا انسان" و"أنا أفكر" و"أنا ملحد فخور" وغيرها. وفى المقابل ظهرت عشرات الصفحات المضادة – سواء الإسلامية أو المسيحية - والتى تعلن الحرب علي هؤلاء الملحدين ، وفي تعليق منه علي ما سبق .. يقول الدكتور إبراهيم عبد الشافي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الأسلامية السابق : أنا صراحة في ذهول لأن معني " أنا ملحد " تعني أنه لا يؤمن بالله سبحانه وتعالي ، فهل عرفتم من خلال تفكيرهم إنهم لا يؤمنون بوجود الله؟ فالإلحاد ليس وليد اليوم .. فهو مصدر " ألحد " أي حاد ومال وطعن في الدين وجادل وكابر وكأن القرآن ينزل الآن ، فالألحاد معناه عدم الأعتراف بوجود الله سبحانه وتعالي لأن الألحاد غير الكفر لأن الكافر يعترف بوجود الله لكنه ينكر الشريعة وينكر الأعتراف بأن الله هو الذي نظم الحياة ولكنه يعترف بخلق السموات والأرض ففي قوله تعالي (ولو سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله) فهذا منطق الكفار أما منطق الملحد فلا يعترف بوجود الله وهم ينقسموا إلي عدة فرق أهمها الداهرية أو القديم وهم لا يعترفون بوجود الله وقد ذكرهم القرآن الكريم في سورة الجاثية (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) ، وايضاً الشيوعية فرقة من فرق الملاحدة التى أسسها الملحد كارل ماركس لأن الشيوعية لا تؤمن بالله ولا بالآخره ولا بالثواب والعقاب وأيضاً فرقة الوجودية في العصر الحديث ولعل هؤلاء أصحاب الصفحات علي الفيس بوك من الممكن أن ينتموا إلي هذا الفكر الوجودي الذي أسسه الالحادي المعروف جان بول سارتر وكان يقول أن الوجودية الملحدة التي أمثلها تعلن عن عدم وجود إله. أما عن أسباب وجود شباب ملحد فيقول: القرآن الكريم بينَ أن هناك أسباب قد تؤدي إلي الالحاد هي الكبر والأنحراف والظلم فقد ذكر القرآن الكريم بقوله تعالي (وقال اللذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نري ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً) والآية توضح أن الكبر دفع هؤلاء الناس في تصورهم الخاطئ أن الحياة الدنيا هي كل شئ ولا شئ وراء الحياة إلا العدم كما يتوهمون ، هم في منتهي الخطورة لأنهم أنكروا وجود الله سبحانة وتعالي بإلحادهم وتهربوا من الحق والخير وفي النهاية النتيجة طالما ليس هناك رقابة إلهية نتيجة لهذا الإلحاد أن هناك تبريراً واضحاً للرزيلة وإشاعة الفساد وقلب الحقائق إرضاء للشهوات وهذه مخاطر جسيمة لأن الإنسان المسلم الذي يؤمن بالله يراقب الله ويعلم أنه لا يخفي عليه شئ في السماء أو الأرض وأريد أن أقول لهؤلاء ما هو شعورهم إذا داهمهم الهموم والمخاطر هل يجدوا سبباً مادياً إلحادياً ينقذهم ، أفلا يفيق هؤلاء الشباب من سباتهم في هذه اللحظات الصعبة الصادمة وينادون " يا رب " ؟! لو عادوا إلي أنفسهم مع قليل من العقل لوجدوا إنهم ليسوا طبيعيين وأن الطريق الذي سلكوه خطراً عليهم قبل أن يكون خطراً علي المجتمع وسينهزمون أمام هذه الشدائد والمرض وسينادون ربهم صاغرين لأنهم يلتمسوا عونه ، لأن الإنسان عندما تصيبه الشدائد فيطلب العون من الله سبحانه وتعالي أما الملحد المكابر فينادي ربه سبحانه وتعالي ليلاً صاغراً بعد أن قطع العلاقة بينه وبين ربه ونسأل الله أن يهديهم وأن يعودوا إلي صوابهم. وعن كيفية مواجهتهم يقول: لا بد أن نواجههم بالحكمة ونواجههم عقلياً لأنهم لا يؤمنوا بالدليل القرآني فنقول لهم من خلقهم وأوجدهم ومن خلق السماء والأرض فالعقل البشري يعلم أن لكل شئ سبب حتي الأطفال يسألوا عن سبب كل شئ من الجزيئات وعندما يعرفوا السبب يقتنعون وهؤلاء الشباب الملحد يحتاجون إلي علاج ولا بد أن نجابههم مجابهه عقلية. ويقول الدكتور جاد مخلوف أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر: ليس كل من يعلن عن نفسه يكون صادقاً فيما يقول ، فإذا خرجوا إلى حيز الوجود وأعلنواعن أنفسهم فى جريدة رسمية يتحتم علينا كدعاة أن نبين للناس وجوب التمسك بهذا الدين وخطورة هذا الأمر وعدم الأستماع إليهم والتثبت والتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله ونحذر الناس من هذه المسائلة ولن يأتى هذا إلا إذا كان يوجد تعاون مكثف فكما يعلنون فى الوسائل الأخرى وجب علينا أن نحذر من وجود هذه الجماعات ونبين خطرها على المجتمع والشباب المسلم وهى خير وسيلة فى الدفاع أن نبين تعاليم الدين الصحيح وجزاء الملحدين والجزاء هو يرى العلماء هل كان مسلم قبل أن يلحد ويبحثون فى أسباب إلحاده. وعن الأسباب التى قادتهم إلى الإلحاد يقول: أسباب كثيرة منها غياب التوعية فلا توجد دعوة مكثفة تبين للأمة أن هذا الدين هو الدين الصحيح والأمر الثانى إذا إنشغل هؤلاء فى أمور تنفعهم فى دينهم ودنياهم لما وصلوا لهذا الأمر فالفراغ الدينى والفكرى فمن لم شغلته نفسه بالحق شغلته بالباطل فضلاً عن التوعية ودور الإعلان فى الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية مقابل كل كلمة تنشر منهم يكون لها مقابل توعية. أما رأي القانون في الإلحاد فيقول الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش: إذا قال ذلك فليحاسبه الله إنما ليس هناك قانون يمنع أعتناق اي ديانه ، وقد صدرت أحكام فيما يتعلق بالبهائيين وغيرهم وإنما لو قمتم بسؤال سلفي أو اخواني سيقول هذا ملحد ويقام عليه الحد إلي آخره ولكن من الناحية القانونية ووفقاً للقانون والدستور المصري حرية الأعتقاد قائمة ، ولا يوجد حكم لإنها حرية كل شخص أن يمارس أي عقيدة يراها لنفسه ، فالدين شئ في قلب البشر وفي عقل البشر وكم من مسلمين ومسيحيين يحملون الأسلام أو المسيحيه شكلاً فقط لكنهم ألعن من الملحدين .. فلنترك هذا لله سبحانه وتعالي. أما الدكتور رشاد عبداللطيف أستاذ علم الأجتماع ونائب بجامعة حلوان فيقول عن أسباب ظهور هذه الصفحات لشباب ملحد فى هذه الفترة : يعود هذا لأربعة أسباب ، الأولى عدم الوعى بالدين لأنه لا يوجد خطاب دينى منظم وقوى يقنع هؤلاء الشباب ، والثانى الشباب فاقدي الأمل فى الوصول إلى أى هدف مثل العمل وبالتالى بخرج عن طاعة الله ، والثالث الأسرة فهى لا تقف بجانب الشاب وتسمعه فلم يعد أحد يسمع أحد ، أما السبب الرابع فهو وجود بدائل كثيرة جداً غير شرعية سواء كانت فى التغييب عن الوجود بالمخدرات وبالجنس وبالقتل وبالجريمة وبالبلطجة وبالتالى عندما يجد نفسه قوياً يتخلي عن أى شريعة ، وهذة الأسباب الأربعة تشكل خطورة كبيرة لأى مجتمع ، ويجب توعيتهم دينياً .. وإذا لم يجد فيجب توعية الأسرة .. وإذا لم يجد يوقع المجتمع عليهم العقاب لأنهم مخالفين للشرع والدين وتقاليد المجتمع\ الملحدين الملحدين الملحدين الملحدين