علي مدار 15 يوماً استطاعت «روزاليوسف» أن تقترب من العالم الخاص ل «مدعي الألوهية» علي موقع «الفيس بوك» الذي أثار جدلاً دينيا وإلكترونيا واسعا، وألمح لنا أنه ينتمي لإحدي جنسيات المغرب العربي.. حاولنا أن نكتشف حقيقة مواقفه من خلال صفحاته التي أنشأها من جديد بعد أن أغلق القديمة علي موقع الفيس بوك واستطاعت أن تجذب 25 ألف عضو من جيل الشباب في أيام قليلة. ورغم أن أغلب هذه المشاركات كانت هجومية حادة، إلا أن ما تكشف لدينا هو أن هناك أكثر من مستوي من المحيطين ب «مدعي الألوهية».. أولها قطاعات تميل إلي الفكر اللا ديني، والثانية جماعات تتمركز حول قناعات «عبادة الشيطان»، إذ كان العديد من المشاركين يفضل أن يصف نفسه ب «جندي الشيطان» أو «مقاتلي الشيطان» ويروج إلي أفكاره من خلال المشاركات والمداخلات، إلي جانب حالات فردية، ترفع علم الدولة العبرية. وعلي الرغم من أن المحتوي كان صادما في العديد من المشاركات، لكنناننشرها كما هي لتوضيح حقيقة موقف الشباب. إن الكثيرين منهم من أسر وصفوها بالمتدينة، وبعضهم ينتمي إلي كليات متميزة مثل «الطب والهندسة» وغيرهما.. وهو ما يستدعي بدوره البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الارتباك، الذي دفع البعض إلي ادعاء «الألوهية» و«النبوة» بصورة تهكمية تسخر من المعتقدات الدينية! وكنموذج لهذه التخاريف قال مدعي الألوهية ساخراً من فكرة الألوهية علي صفحته: «ادعوني استجب لكم.. وأنا ربكم الأعلي فاتبعون»!.. وأضاف:«بعد وفاة آخر رسلي «محمد» ولأنه لا يمكنني أن أبعث نبياً، قررت أن أتواصل معكم لكي أعلمكم بوجودي وأستجيب لدعواتكم!». وأنشأ صاحب ال «فان بيج» بعد ذلك بأيام صفحات أخري تحمل اسم «محمد» و«عيسي ابن مريم» و«الأنبياء» و«أبليس» و«أبو لهب».. وقال علي صفحة المسيح: بعد الهجمة التي تعرض لها والدي «الله» قررت أن أنزل الأرض للدفاع عنه.. حتي لو وصل الأمر لأن أصلب من جديد وأخلص أبي من شر مثل هذه النفوس التي خلقها في الأرض»! وهو ما تسبب في تعرضه لهجوم كاسح من المسيحيين والمسلمين علي السواء.. وقام البعض بشتمه بعبارات تحمل إيحاءات وألفاظاً جنسية مما دفعه للقول: «رجاء لكم لا تسبوا أمي فهي الطاهرة العذراء مريم» . أما صفحة «إبليس» فكانت ساخرة بعض الشيء.. فهي رد فعل علي مدعي «الألوهية».. بدأها صاحبها بقوله: «بعد أن وصلتني أخبار عن ظهور الله علي الفيس بوك قررت أن أكون متواجداً لأعرقل مساعيه كعادتي»! وتضم نفس المجموعة صفحات أخري تحمل اسم «محمد» إلي جانب صفحة «الأنبياء».. ويقول منشئ الصفحة الأخيرة :«إني النبي الجديد الذي وعد به محمد.. وظهرت الآن علي الفيس بوك لأحدثكم عن الأنبياء الجدد!» إذا ماعدنا بصورة عامة إلي صفحة مدعي «الألوهية فسنجد أن صاحبها لجأ في كثير من الأحيان إلي تحريف آيات القرآن الكريم.. فهو يحاكي صورة الكوثر قائلاً: «إن أعطيناك الويسكي.. فاشرب لربك واسقي.. صافياً لا تكسره البيبسي». هكذا شطح وتطاول منشئ الجروب وواصل اجتراءه علي أنه الله الذي آمن به الكثيرون حتي أنهم طلبوا منه المغفرة ودخول الجنة!.. فكان أن طلب أحد الأعضاء وأسمه «مغريبي كرودو» من منشئ الجروب قائلاً: «يا الله أنا أريد أن أذهب إلي أمريكا.. وقال آخر اسمه حسن رضوان: «يا الله أنا أرحب بحضرتك وأول مؤمن بك فاغفرلي وقني عذاب النار!». وكتب آخر سمي نفسه «سيف رحمن» رسالة باللغة الإنجليزية قال فيها: Dear Allah Do you only communicate Arabic,or can you communicate in English too? وتعني هل أنت تتواصل فقط بالعربية أم أنك يمكن أن تتواصل بالإنجليزية أيضاً؟. في المقابل كان هناك انتقادات عنيفة من معظم المشتركين بالجروب حتي أن أحدهم ويدعي متعب ناصر أعلن عن مكافأة من جماعة «مسلمين للأبد» تقدر ب 2000000 دولار لمن يقتل هذا الملحد! واستطاعت في عدة أيام فقط أن تجمع الجروبات المناهضة للجروبات المسيئة للذات الإلهية أكثر من 98 ألف عضو قاموا بإبلاغ إدارة فيس بوك عن هذه الصفحة وتم إغلاقها بالفعل. وبعد أقل من 24 ساعة علي الإغلاق تم إنشاء صفحات أخري مثل الله 2 «والله حي لم يمت» والأنبياء 2». ويقول منشئ الصفحة الجديدة: «اعتقد البعض أنني مت بمجرد أن قام الفيس بوك بغلق صفحتي ولكنني أؤكد لكم أنني موجود وأن الله حي لا يموت»! ثم تابع في رابط آخر علي الصفحة الجديدة: «عذرا للإغلاق الذي حدث لمدة 10 دقائق لصفحة الله وللصراحة كان الله في الحمام بيستحم عشان الجو كان حر في الأرض وهو متعود علي التكييف بالسماء!!». عبر تصفحنا ومحادثاتنا مع أصحاب هذه الجروبات اكتشفنا أن نفس أصحابها هم المسئولون عن العديد من الجروبات الأخري المهاجمة لأي شكل ديني منها «خرافات الأديان». وانتقلنا بحوارنا المباشر مع بعض القائمين علي هذه الصفحات والمعجبين بها.. فيقول «عبدالرحمن» الذي وصف نفسه بأنه أحد الملحدين نافيا كونه صاحب جروب الله، أنه غير معترض علي هذه الصفحات وما يقال فيها، لكنه في نفس الوقت غير مؤيد لها، فأصحاب الديانات - بحسب وصفه - ليسوا ملائكة حتي يطالبوا بمنع المشاركين من التعبير عن رأيهم.. متابعا: أنا مثلا والدتي «منقبة» فلماذا أجد يوميا أكثر من 10 رسائل تسبني بأمي.. هل هذا من الدين؟! المشكلة أن المسلمين لايقبلون الرأي الآخر! إحدي التونسيات «س.ع» قالت لنا: «أنا كنت عادية ولكن مع الوقت اقتنعت أنه لا وجود للإله في الدنيا.. ونحن خلقنا الله وليس العكس!.. وأنا لا أومن إلا بالعلم وكل شيء له تفسير منطقي.. وأنا مقتنعة تماما أن بعد الموت سنحيا مرة أخري ولكن بلا جنة أو نار.. وعملياً الإنسان يموت بجسده ويتحلل في التراب وتصعد روحه للسماء وبالتالي لا يوجد ثواب أو عقاب!! أما «م. ه» فيري أن صفحة «الله» لها مميزات وعيوب منها أنها كشفت أن هناك الكثيرين الذين يشتركون في جروبات لا يعلمون شيئا عن محتواها وتوجهها، بالإضافة إلي أن ما يوجد علي الصفحات هو كوميدي جدا و قال : نحن اعتمدنا علي النقد الساخر، ولكن من عيوبها أن هناك تجاوزات من القائمين عليها استفزت بعض المشاعر دون قصد. فمسألة اللحية البيضاء التي يصور بها الله مقتبسة من التصور اليهودي للإله. ودافع «م.ه» عن الطريقة «المستفزة» التي تناول بها الإله.. وقال : أنا مجبر فلا أحد يهتم بمشاعرنا، وهل إذا أعلنا إلحادنا سوف يتقبلنا المجتمع كأي فرد عادي؟!. ويري «م.ه» أن الإله كائن أسطوري اخترعه الإنسان لإعطاء تفسيرات تشبع فضوله، بعد أن فشل في الوصول إلي السبب المادي المباشر لحدوث الظواهر الطبيعية! أكثر ما أثار انتباهنا خلال تصفحنا وحديثنا مع مرتادي هذه الصفحات fan page أو «صفحة المعجبين» أنهم يستخدمون أسماء مستعارة عادة ما يكون نصفها مسلما والآخر مسيحياً، كما أنهم يميلون أكثر إلي إنشاء «الصفحات» وليس «الجروبات» لصعوبة معرفة منشئ الصفحة fan page علي عكس الجروب الذي يكون مكتوباً عليه المنشئ والأدمينز. لكن هذا لا يعني أن هناك جروبات تسعي لنفس الهدف.. فهناك بالفعل منها ما يقوم بنفس الدور، ولكنها غير واضحة للكثيرين منها: «حوارات صريحة وهادئة جداً».. ويكفي القول بأن الحوار المطروح للمناقشة داخل هذه المجموعة الآن هو «زواج المحارم.. هل هو جائز فعلاً؟» ! وتزامن مع ذلك إطلاق إذاعة علي الإنترنت تحمل اسم «مجرد إنسان» وترفع شعار صوت الملحدين العرب علي الإنترنت. وكانت خلاصة إحدي المقالات التي حملت عنوان «هل نحتاج إلي الدين لنكون صالحين» هي أنه بانتهاء الأديان حسبما يتوقع كاتب المقال بنهاية هذا القرن سيتحول العالم إلي مكان أصلح وأكثر أماناً وأقل تخلفاً.. أخلاقنا ليست مكتسبة من أوامر الله أو أي من الإلهة الخيالية الأخري. من الفيس بوك وإذاعات النت كانت مدونات: «نقاب وحجاب وزبالات أخري».. هي المدونات الأشهر التي تدعم أحد جوانب هذا التوجه.. بالإضافة إلي عدد آخر من المواقع منها: شباب الشرق الأوسط الذي يشرف عليه «أ.ع» و«أ.ط» و«أ.ز».. إذ قيل أن الأخير هو منشئ صفحة الله، وهو طالب بكلية الطب إلا أن «أ.ز» نفي هذا الأمر وقال: «لا أعلم ما هو مصدر الشائعات التي ترددت طيلة اليومين السابقين، علي مواقع متعددة عن أني صاحب صفحة علي موقع «فيس بوك» تدعي «الله».. ولا أعلم حقاً بأي وجه روج لهذه الشائعة مواقع إسلامية من المفترض أنها تتبين إن جاءها فاسق بنبأ.. بل فتح لها أعضاء مجموعات علي فيس بوك تهاجمني وبضراوة، بدون علم أو دليل عمن هو صاحب الصفحة الحقيقي. ما نستطيع تأكيده الآن هو أن صاحب الصفحة الحقيقية يضع علي البروفايل الخاص به «ساتانيزم المغرب العربي» بالإضافة للوجو «عبدة الشيطان»!.. لكن ما أثار أمامنا الكثير من علامات الاستفهام هو أن هناك «بروفايلز» عديدة رفعت علم إسرائيل ثم كتبت عليه «الله حي لا يموت» في إشارة لإغلاق الصفحة السابقة وإنشاء أخري تحمل اسم «الله2».. وكلمة «SATANISM» تعني «شيطانية».. فهل ما يحدث هو محاولة جديدة لعودة عبدة الشيطان؟! فإلي جانب «اللوجو» وعلم الدولة العبرية والتسمية الصريحة لمنشئ الجروب نفسه، بدا ظهور صفحة «مستقلة» عن إبليس لمطاردة صفحة «الله» وكأنه جزء مكمل للصورة.. وليس مناقضاً لها.. فهي النتيجة التي يمكن أن نصل إليها إذا ما مددنا خطاً واحداً بين النقاط جميعاً! وخلال متابعتنا لمؤسس ومحبي هذه الصفحات المسيئة للذات الإلهية والأديان.. وجدنا أن مؤسس صفحة الله الذي يلقب نفسه ب«MASATANISM MAGHREB ARABE» أو عابد الشيطان من المغرب العربي لكنه ذكر في بياناته أنه من مدينة صفا بإسرائيل.. وبمتابعة للصفحات والمجموعات المشترك بها تبين أنه مشترك في المجموعات الخاصة ببلاد المغرب وتونس والجزائر.. كما أنه مشترك في عدد كبير من مجموعات عبدة الشيطان والإلحاد والماسونيين بالإضافة إلي مجموعات الموساد، والجيش الإسرائيلي وصفحة التواصل التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية كما أنه مشترك في العديد من مجموعات الموسيقي ال(BLACKMETAL). من المثير للدهشة اكتشاف العديد من الأشخاص مثل «جند إبليس أحمد المقرحي المغربي» وهم من دول المغرب وتونس ومشتركون في مجموعات والصفحات الخاصة بالموساد والجيش الإسرائيلي والتواصل الإسرائيلية.. وعلي الرغم من انتمائهم لعبدة الشيطان إلا أنهم مشتركون أيضا في مجموعات الملحدين!! وبمحاولة الحوار مع مؤسس صفحة الله.. رفض الحديث بمجرد معرفته أنه بخصوص الاستفسار حول كونه ملحدا وفي نفس الوقت منتميا لعبدة الشيطان.. خصوصا أنه اتخذ اللوجو الخاص به نجمة عبادة الشيطان علي البروفايل الخاص به بالإضافة إلي اسمه «ساتانيزم» والمقصود بها عبدة الشيطان، وتبين أيضا اشتراك الكثير من الإسرائيليين في كل الصفحات المسيئة إلي الله والديانات..