اللجان النوعية بالنواب تواصل اجتماعاتها لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة.. اليوم    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    محافظ القاهرة يوزع 13 «كرسي متحرك» على عدد من ذوي الهمم    الأنبا يواقيم يرأس صلوات قداس عيد استشهاد الأم دولاجي وأولادها الأربعة بالأقصر (صور)    ناصر الجيزاوي يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة ببنها    استقرار أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء بالفيوم    مجد المرسي: زرعنا كمون على 4000 فدان في محافظة الوادي الجديد    توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر.. كيف تأثر الدولار؟    وزير النقل يلتقي وفود 9 شركات نمساوية متخصصة في قطاعات السكك الحديدية    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    ارتفاع معدل التضخم في إسبانيا إلى 3.3% خلال أبريل الماضي    صوامع وشون القليوبية تستقبل 75100 طن قمح    الغرفة التجارية: توافر السكر بكميات كبيرة في الأسواق    أونروا: المناطق الداخلية في رفح الفلسطينية تحولت إلى مدينة أشباح    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    «الطاهري»: القمة العربية في البحرين تمس الأمن والاستقرار الإقليمي    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع بمحافظة صلاح الدين بالعراق    الكشف عن "فخ" وقعت فيه القوات الأوكرانية في خاركوف    الأردن يدين رفع مستوطنين العلم الإسرائيلي في ساحات الأقصى    ميدو: أوباما مفتاح فوز الزمالك بكأس الكونفدرالية    عقوبات الجولة 22 من الدوري المصري    ريال مدريد يستضيف ألافيس بالدوري الإسباني.. اليوم    إبراهيم حسن: تصريحاتنا حُرفت.. ومباريات ال4 عصرا لا تساعد في ظهور لاعبين جدد    باريس سان جيرمان يفاوض حارسه لتجديد عقده    «مستريح القليوبية».. سقوط «نصّاب» تسفير الشباب بعد استيلائه على 50 مليون جنيه    المتهم بقتل زوجته في كفر الشيخ أمام المحكمة: «مكُنتش أقصد»    مصدر أمني: وقف الخدمات للأجانب المخالفين لتراخيص الإقامة 1 يوليو المقبل    الإمام الأكبر يوجه باستقبال طلاب الثانوية الأزهرية بغزة في بيت شباب 15 مايو    قبل انطلاقها الليلة.. كل ما تريد معرفته عن الدورة ال77 من مهرجان كان    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    تطورات أزمة شيرين عبد الوهاب ضد روتانا |تفاصيل    الثقافة: فتح المتاحف التابعة للوزارة مجانا للجمهور احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف    بعد 4 سهرات كاملة العدد.. الأوبرا تختتم حفلات باليه «الجمال النائم»    في ذكرى رحيله.. محطات في حياة فتى الشاشة الأول أنور وجدي    يوسف زيدان يهدد: سأنسحب من عضوية "تكوين" حال مناظرة إسلام بحيري ل عبد الله رشدي    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء التدريس والعاملين بنسبة 25%    أستاذ أمراض باطنة: 1.7 مليون مستفيد من فحص المقبلين على الزواج    أسرة «طبيبة التجمع»: «استعوضنا حق بنتنا عند ربنا»    فصائل فلسطينية: دمرنا ناقلة جند إسرائيلية وأوقعنا طاقمها شرق رفح    جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بنسبة 25%    1695 طالبا وطالبة يؤدون الامتحانات العملية والشفوية ب"تمريض القناة"    إطلاق مبادرة «اعرف معاملاتك وأنت في مكانك» لخدمة المواطنين بسفاجا    المستشار الألماني يثبط التوقعات بشأن مؤتمر السلام لأوكرانيا    للأطفال الرضع.. الصيادلة: سحب تشغيلتين من هذا الدواء تمهيدا لإعدامهما    حكم الشرع في زيارة الأضرحة وهل الأمر بدعة.. أزهري يجيب    غرفة صناعة الدواء: نقص الأدوية بالسوق سينتهي خلال 3 أسابيع    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    هل يجوز للزوجة الحج حتى لو زوجها رافض؟ الإفتاء تجيب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    وزارة العمل توضح أبرز نتائج الجلسة الأولى لمناقشة مشروع القانون    سلوى محمد علي تكشف نتائج تقديمها شخصية الخالة خيرية ب«عالم سمسم»    تفحم 4 سيارات فى حريق جراج محرم بك وسط الإسكندرية    إبراهيم حسن يكشف حقيقة تصريحات شقيقه بأن الدوري لايوجد به لاعب يصلح للمنتخب    جاريدو: الأهلي يساعدك على التتويج بالبطولات.. ومن يدربه محظوظ    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس الثلاثاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم محلب رئيس المقاولون العرب:حكومة نظيف كانت مثل مقاول منزوع الضمير

وسط مخاوف من تزايد حالة «الركود» الاقتصادى والعقارى.. وهروب رءوس الأموال الأجنبية، فى ظل الاضطراب السياسى الذى تشهده البلاد، كان يجب أن نعيد اكتشاف الطريق مرة أخرى، حتى لا نجد أنفسنا فجأة، فى موقف لا نحسد عليه.
وكان من الضرورى - كذلك - أن نلتقى ورئيس شركة المقاولين العرب إذ أنها ذات الباع الأكبر داخل السوق العقارية منذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر، الذى أسس الشركة.. سألناه:
* الآن وبعد كل هذه السنين كيف ترى الرجل وتحكم عليه؟
- لا خلاف على قيمة عبدالناصر ولا جدال حول قامته، فهو رئيس، بل زعيم وطنى يصعب تكراره، جاء بثورة ورؤية شاملتين كان يلازمه فيهما - الثورة والرؤية - خطوة بخطوة ويوما بيوم مشروع قومى رائد. جمع عبدالناصر بين كونه رئيسا وزعيما وبين شخصيته البسيطة غير المتكلفة، فقد كان مثلى ومثلك ومثل كل مصرى عادى مواطنا شريفا بسيطا عاشقا لبلده إلى أقصى درجات العشق، كما اختصته الأقدار بأن يكون صاحب كاريزما غير مسبوقة فى منطقتنا العربية، وكان يحلم بأن يبنى مصر صناعية وأن يخلصها من فخ الاحتكارات واستيراد كل شىء وأمنيته أن ننتج محليا كل احتياجاتنا من الإبرة حتى الصاروخ.
* إذن هل نفهم من ذلك أن عبدالناصر كان زعيما بلا عيوب أو أخطاء؟
- لم أقصد ذلك بالمرة، فلا يوجد رئيس أو تجربة بلا أخطاء وما أعنيه أن عبدالناصر كان زعيما مجتهدا نجح فى بعض الأمور وأخفق فى البعض الآخر وهذا هو الطبيعى.
* كانت التأميمات الناصرية واحدة من المحطات شديدة الأهمية فى حياة ومرحلة عبدالناصر فهل كانت تجربة فاشلة أم ناجحة؟
- بدون شك كانت خطأ فادحا، فلا يوجد من الأصل شىء اسمه تأميم ولا يمكن بناء بلد وقيام نهضة فى ظل هذا الإجراء الاستثنائى رؤيتى وتحليلى الشخصيان أن عبدالناصر وكما ذكرت كان من أصحاب الطموحات غير المحدودة والأحلام الواسعة الممتدة، وظل منتظرا منذ قيام الثورة وحتى عام 61 وهو العام الذى بدأت فيه عمليات التأميم، ظل منتظرا أن تمتد يد رجال الأعمال الكبار وأصحاب المشروعات والكيانات الكبيرة بالمساعدة إلى اقتصاد البلد بالشكل الذى يظنه، لكن ما يطلبه ويظنه كان غير منطقى، وبالتالى اتخذ قرار التأميم، كل هذا من وجهة نظرى لا يبرر هذا الإجراء الذى أراه غير مدروس لأنه لم يكن رجل اقتصاد، وبالتالى لم يستطع تخيل الأصداء والنتائج السلبية للتأميم على مستقبل مصر الاقتصادى.
* إذن كان التأميم قراراً عاطفيا؟
- فلنسمها عاطفة وطنية والعاطفة سواء كانت وطنية أو عامة ليست مقياسا معتمدا فى بناء مستقبل بلد.
* إذا كان التأميم من أمثلة الأخطاء التى صاحبت التجربة الناصرية فهل تذكر لنا مثلا لإنجازات نفس التجربة؟
- كما ذكرت الإنجازات كانت بدورها متعددة وأحب أن أستدعى منها الآن أنه كانت هناك سيطرة على الفساد عموما والفساد المالى بشكل خاص أو على الأقل تحجيم فلم نسمع فى عهد عبدالناصر عن أشخاص أو جهات كونت مثل هذه الثروات الطائلة والمشبوهة التى لم يقابلها ما يوازيها من مجهودات أو حتى ما يوازى جزءا بسيطا منها، وهى ثروات تكونت فى عهود لاحقة وفى ظل توجهات مختلفة.
* على ذكر الفساد والثروات المشبوهة ما رأيكم فيما كان يتم قبل ثورة 25 يناير من هبات ومنح لأراض تبلغ مساحاتها ملايين الأمتار وتصل قيمتها إلى مليارات كثيرة شبه مجانية أو حتى مجانا بالكامل فى بعض الأحيان؟
- كارثة بكل المقاييس، فأى ثروة بدون ما يصاحبها من جهد وعمل تكون ذات رائحة كريهة.
* هل أنت راض عن السياسات السابقة للثورة المتًعلقة بالإسكان؟
- من المؤكد أننى غير راض عنها ولا عن فشلها فى توفير وتأمين شقة لكل أسرة مصرية، فأى حكومة وطنية يجب أن تكون ملتزمة بتوفير مثل هذه الشقة، ولا يمكن الموافقة على توجيه كل الجهود والإمكانات للتخديم على الأثرياء ومساكنهم.. من وجهة نظرى وأحسبها وجهة نظر صحيحة وبخاصة فى مثل الحالة والظروف المصرية أن يتم توجيه كل الجهود إلى بسطاء الناس وعوامهم، أفهم أن أبنى شقة مساحتها 100 متر بتكاليف معقولة تناسب الموظف والعامل والتاجر الصغير وهؤلاء هم الذين يقوم عليهم المجتمع المصرى، ولكن لا أستطيع أن أستوعب سياسة الاحتضان لبناء القصور والفيلات والمنتجعات فهذه ليست مسئولية الدولة، نحن لدينا هيئة مجتمعات عمرانية محتوى اسمها وجهدها وسياستها لا يعنى سوى التوجه لمحدودى الدخل ومتوسطيه، وبالمناسبة ليس من الصعب أن أحقق المعادلة التى يراها البعض صعبة وهى الحصول على ربح مادى معقول، وفى الوقت نفسه تلبية احتياجات الناس.. «الباص وورد» الخاص بدخول موقع النجاح لهذه المعادلة هو الالتزام بالعدالة الاجتماعية والإيمان بها مصحوبة بخبرة وضمير ومدعوم بتخفيض هامش الربح وعدم الغلو فيه كما كان يحدث قبلا، وكأننى أطبق شعار «من معه يسكن ومن لا يملك لا يسكن»، هذا شعار يمكن أن يرفعه مقاول منزوع الضمير، لكنه لا يصلح أن يكون سياسة حكومة.
* المشكلة التى نعيشها الآن داخل نفق خمول السوق العقارية هل يمكن حلها؟
- أومن أنه لا توجد مشكلة بلا حل، والحل فى هذا الموضوع يبدأ مع الوصول إلى الاستقرار الذى أراه قريبا وبعدها نبدأ فى تلبية احتياجات المجتمع وحل جميع مشاكله بشكل منهجى مدروس.

* كيف تجدون ثورة 25 يناير وكيف وحدتكم الثورة؟
- القارئ ببعض التأمل والتحليل لتاريخ الحضارات على وجه العموم وحضارة مصر وشخصية شعبها على وجه الخصوص، مثل هذا القارئ كان جاهزا ومنذ بضع سنين مضت على تقبل واستقبال هذا الحدث الفريد والفارق الذى مثل نهاية مرحلة وبداية أخرى أتوقع خلالها - بل أوقن - أن نهر التاريخ المصرى سوف يغير.. عفوا بل يعدل فى مساره ليعود ويشق طريقه السليم والصحيح كما كان دائما من قبل وكما يجب أن يكون مسايرا لروح العصر، وفاردا أشرعة الديمقراطية الكاملة غير المنقوصة وطارحا على اليمين والشمال طمى الخير على شكل تخطيط سليم وعدالة اجتماعية شاملة ونزاهة مطلقة لأن أى وكل ربان قادم أيا كان اسمه وانتماؤه لن ينظر بعين المصلحة الشخصية الضيقة ويتعامل مع الأحداث المستقبلية القادمة من خلال المعطيات التى تطرحها هذه العين، بل سيقود السفينة من خلال نظرة شاملة شارك الجميع فى إيجادها.. هكذا أجد الثورة وأقرأها، أما كيف وجدتنا الثورة فأستطيع أن أصف الأمر بأنه كان التقاء واتفاقا إلى حد التطابق بين الكثير والكثير مما طالبت به الثورة ودعت إليه وبين ما قمنا بالحلم به ثم التخطيط له وأخيرا - ولكن قبل سنوات من اندلاع شرارة الثورة - نجحنا فى تنفيذه وتفعيله وتحويله إلى واقع ملموس داخل أروقة المقاولون العرب.
* أعطنا أمثلة موثقة لبعض نقاط الالتقاء كما وصفتها؟
- كل أمثلتنا وليس بعضها فقط موثق ومسجل ومنفذ بالفعل على أرض الواقع مثل مشروع الحد الأدنى للأجور الذى كانت لنا ريادة تطبيقه بشكل لائق ومحترم رادين الجميل إلى من صنعوا كل هذه النجاحات فى شكل ضمانة مالية لعشرات الألوف من العاملين الذين يبحثون مثل ملايين المصريين عن سد منيع يحول بينهم وبين طوفان الغلاء المتزايد، كذلك طبقنا قبل فترة طويلة سياسة الباب المفتوح التى دعونا من خلالها أن يتحول كل فرد إلى جهاز رقابى ذاتى أحسبه لا يقل أهمية فى دوره عن الجهاز المركزى للمحاسبات والرقابة الإدارية وغيرهما، واستخرجنا من خلال هذه السياسة غيرة وحمية كل شخص على الصالح العام وقلنا للجميع نحن فى انتظار مساهمتكم بالغة الأهمية فى كشف أى وجه لقصور أو فساد أو مقدماتهما ولم نطلب سوى أن يعرفنا صاحب البلاغ باسمه تفاديا للمهاترات والشكاوى الكيدية وتصفية الحسابات، وإذا ثبت أن المعلومات غير صحيحة وأن مخاوف وشكوك صاحب البلاغ فى حال عدم وجود مستندات لديه أن شكوكه ليست فى موضعها فإننا لا نعاقبه أو حتى نلومه مادمنا تأكدنا من حسن مقصده مكتفين بتوضيح الحقائق له ولغيره، وإذا ثبتت صحة أى اتهام فإننا نضرب بيد من حديد على أوكار الفاسدين ونقدم مكافآت معنوية ومالية جزيلة لمن قادنا إلى هذا المخبأ السرى للفساد، وباب جميع القيادات وأولهم بابى شخصيا مفتوح فى كل وقت للجميع، وهناك عشرات الحالات التى قابلتها بنفسى وكافأت كل من أرشدنا ودلنا على موضع خلل ولا أستطيع أن أغفل أيضا ذكر المظلة الاقتصادية والاجتماعية، بل الحياتية شاملة التى أسميناها «لست وحدك» وهى وكما يكشف عنوانها تمثل دعما بلا حدود لكل من يتعرض أو أى من أفراد أسرته لمحنة ما أو تواجهه مشكلة طارئة مهما كان حجمها فى مثل هذه الحالات، فإن أسرة المقاولون العرب لا تجدها خلف صاحب المشكلة، بل تجدها بمحازاته كتفا بكتف إن لم تجدها تتقدمه، فتدفع مصروفات مدرسة أو ترمم شقة احترقت أو تحل مشكلة لدى جهة حكومية وغير ذلك، كل هذه المشروعات وغيرها كثيرة كانت نتاج فكر ورؤية عشرات من كبار المتخصصين فى كل المجالات سواء من كوادر الشركة أو من خارجها، جميعهم فكر وبحث ثم ترجم جهده إلى مشروعات مكتوبة أعدنا النظر فيها وعدلنا مرات ومرات حتى نصل إلى أنسب وأفضل ما يمكن أن نقدمه إلى ابن المقاولون العرب.
* نعود لفترة التأميم وإذا كنتم ترونها خطاً إلا أنها شهدت أعظم الانجازات مثل بناء السد العالى والذى شاركت فيه المقاولون العرب نفسها ؟
- المقاولون العرب قدمت الكثير عقب التأميم ولم تتأثر به فى العطاء دعنا نبدأ بما قدمناه منذ وجودنا قبل أكثر من نصف قرن وهو يضم قائمة مفرطة الطول من المشروعات للإنجازات لا أملك سوى أن أشير بسرعة إلى العناوين العامة لأهمها على المستوى القومى وإذا كانت السنوات التى شهدتها الخمسينيات فى أعقاب ميلاد الشركة هى سنوات تفعيل الحلم وتحويله إلى حقيقة وبدء العمل وإنهاء فترة اللإحماء فإن عقد الستينيات شهد الميلاد الحقيقى لأعمال الشركة العملاقة وهى الأعمال التى ولد من رحمها اسم المقاولون العرب وأولها هذا الجانب الضخم الذى نفذناه من الحجم الإجمالى لأعمال السد العالى الذى من أجله تم تغيير اسمها إلى المقاولون العرب لأعمال السد العالى وتأميمها بعد أن ارتأت القيادة السياسية أنه ليس من الحكمة الارتكان إلى شركة واحدة خاصة لتقوم بأعمال يفوق حجمها ما يمكن أن تنفذه مجموعة من الشركات الحكومية العملاقة، فإنه فى حالة حدوث أى طارئ فى هذه الشركة فسوف ينعكس هذا الطارئ فورا على التنفيذ ومواعيد التسليم لهذا المشروع القومى الحلم الذى لم يلتف حوله الشعب فهو فقط بل حلم به وتحول إلى رمز لدى كل الشعوب العربية فى ظل ظروف سياسية دولية لها طبيعة خاصة ومع تصاعد المد القومى وروح الاستقلال قبل أن ينتهى السد العالى كنا قد تعرضنا لنكسة 67 التى تلتها حرب استنزاف طويلة تشرفت المقاولون العرب خلالها ببناء حائط صد الصواريخ العملاق الذى سبب صداعا لإسرائيل ومن أهم لوحات الشرف التى امتلكتها المقاولون العرب على مدار تاريخها أنها قدمت لمصر 450 شهيدا من أبنائها خلال هذا العمل الوطنى، أما حقبة السبعينيات فقد قمنا فيها بتعمير بل إعادة بناء مدن القنال وفى الثمانينيات والتسعينيات كان موعدنا مع إحياء البنية التحتية لمصر كلها، ثم إنشاء هذا العدد الهائل من الكبارى العملاقة على النيل والتى أهلنا سجل أعمالنا فيها إلى اكتساب خبرة هائلة وسمعة دولية مدوية فى هذا المجال بخلاف عشرات المشروعات الأخرى التى لا تقل حجما أو أهمية مثل شبكات الطرق ومترو الأنفاق وغيرهما.
* وكيف كانت السنوات العشر الأخيرة وهى أول عقود القرن الواحد والعشرين؟
- أبرز عناوين السنوات العشر الأخيرة هو الوصول إلى العالمية واقتحام السوق الدولية والمزاحمة والمنافسة داخل أروقتها وانتزاع جانب من تورتة أعمالها بعد أن أصبحنا متواجدين فى قرابة الثلاثين دولة خارج مصر معظمها لنا فيه مكاتب ضخمة وحجم أعمال هائل، كما أننا وفق أحدث إحصائية عالمية أصبحنا نحتل المرتبة رقم 81 فى ترتيب الشركات العملاقة على مستوى العالم من إجمالى 225 شركة هى الأكبر على سطح الكرة الأرضية متفوقين بذلك على عشرات الشركات الأوروبية والأمريكية والآسيوية صاحبة الأسماء الرنانة.. كل هذا تم فى السنوات العشر الأخيرة وبالتوازى مع احتفاظنا بدورنا الاجتماعى والاقتصادى المحلى الذى تزايد هو الآخر بعد أن تحولنا إلى قوات تعميرية تمد يدها إلى الشعب المصرى فى كل الظروف الاعتيادية والطارئة وهذه الأخيرة لا ننظر فيها إلى أى حسابات أو دراسات جدوى فليس بعد مصلحة مصر وأمنها من ربح ويكفى أن أشير فى هذا الشأن إلى ما حدث عند انهيارات الدويقة، فقد كنا أول المتواجدين دون انتظار تعليمات من أحد سوى ما أملته علينا ضمائرنا وإحساسنا بالمسئولية.
عشرات الأوناش والمعدات انشقت عنها أرض منشية ناصر مع مئات العمال والمهندسين المدربين ونقلت مكتبى إلى هناك طوال فترة الأزمة كرسى وبرميل من الخشب حتى أدينا المهمة التى لم نتقاض عنها مليما واحدا.
* استكمالا للحديث عن العالمية وأهمية التواجد خارج السوق المصرية هل تمثل أفريقيا لكم وضعا خاصا؟
- أفريقيا هى منجم الخير للمقاولون ولمصر كلها بما تمثله وتحتويه من سوق هائلة واعدة وهم أشقاؤنا وجيراننا وعمقنا الاستراتيجى والمقاولون العرب معروفة ومطلوبة بالاسم من رجل الشارع فى معظم دول أفريقيا وهناك رؤساء حكومات وجمهوريات يصممون على إسناد تنفيذ مشروعاتهم القومية إلى المقاولون العرب وليس سواها على الرغم من الحرب - وليس مجرد المنافسة - شديدة الشراسة التى نتعرض لها من بعض الأطراف الخارجية التى تعمل فوق طاقة البشر لتخرجنا من هناك ولكننا نجحنا فى فك عشرات الألغام التى زرعوها فى طريقنا وحجم أعمالنا ومشروعاتنا هناك فى تزايد مستمر ولا أكون مبالغا إذا قلت أننا على وشك إنشاء غرفة عمليات لتلبية طلبات الأفارقة منا وتنفيذ طموحاتنا منهم.. اذهب - مثلا - إلى غينيا الاستوائية لتكتشف أن اسم مصر والمقاولون العرب على كل لسان مثل هذا النجاح الأفريقى الكائن وبإذن الله كل النجاح القادم فى الطريق بفضل عامل المقاولون العرب الذى استطاع أن يسجل اسمه فى كشف إعلام ورثة المهندس إيموحتب وكل بنائى الفراعنة العظام.
* هل أنتم جاهزون للمشاركة فى إعادة إعمار ليبيا؟
- السوق الليبيه ليست جديدة على المقاولون العرب المتواجدة بقوة وفعالية منذ أكثر من ربع قرن ولدينا حاليا سبعة مشروعات نقوم بتنفيذها فى أنحاء متفرقة من ليبيا بحجم أعمال يتعدى نصف المليار جنيه بخلاف عشرات المشروعات المميزة التى نفذناها من قبل وبخاصة فى مجال البنية التحتية والكهرباء وازدواج الطريق الساحلى وجامعة بنى غازى.
ونحن نكتفى بترقب الأحداث وانتظار ما تسفر عنه بل إننا ندرس ونستعد ولدينا خطة عمل لما هو آت ولكن لا أحب أن أسبق الأحداث.
* إذا كان هذا هو موقفكم تجاه أفريقيا وليبيا فماذا أعددتم لمصر ما بعد 25 يناير؟
- أقولها واضحة وعالية فليحلم الشعب المصرى وحكومته بلا سقف والمقاولون العرب جاهزة للتنفيذ.
* الشعب المصرى يحلم بمسكن آدمى معتدل التكاليف وبنية تحتية متماسكة إلى آخر قائمة الأحلام التى تعلمونها والتى تدخل فى نطاق عملكم.
- نحن نعيش اليوم فى ظل مرحلة جديدة نظيفة وطاهرة يحصل فيها الجميع على حقه المشروع وأنا أومن أن جميع مشاكلنا مهما باتت معقدة وصعبة إلا أنها فى النهاية قابلة للحل، وأعتقد أن المرحلة التالية للثورة وهى مرحلة إعادة ترتيب الأوراق قد قاربت النهاية وعندها سوف يبدأ تحويل الأحلام إلى حقائق وسوف تتوافر الشقة والحديقة والمدرسة لأن هذا هو الأصل فى الأشياء.. اعطنى حرية أعطيك حياة كريمة وها هى الحرية قد جاءت فانتظروا الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.