حسب ما يدعى الرئيس الأمريكى ترامب بأن خطته للتسوية السياسية بين الكيان الصهيونى والفلسطينيين والتى يطلق عليها (صفقة القرن) وما هى إلا صفقة العار أو صفعة الشيطان، تحوى فصلين أحدهما اقتصادى جرى تدشينه فى البحرين من خلال أعمال ورشة على مدار يومين بدعوى بحث تحسين حياة الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة بمشاركة دول عربية وقوى إقليمية ومنظمات دولية ، على أمل تحقيق السلام الضائع وسط رفض عربى واسع له وإصرار فلسطينى جامع على مقاطعته بشكل كامل لهذه الورشة وتلك الصفقة التى يعرضها ترامب مدعيًا فيها بطرحه لرؤيته الاقتصادية تحقق السلام للقضية الفلسطينية. الحقيقة وحسب ما تسرب من تلك الصفقة ما هو إلا تصفية للقضية وضياعها تماما. ترى الشعوب العربية والفلسطينيون حكومة وشعبًا أن هذه الورشة ما هى إلا عرض للرؤية الأمريكية حيث تعبر عن إهمال قضايا الصراع الأساسية المتمثلة فى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالمحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وقضايا المياه والحدود والمستوطنات، غافلين أن الحلول الاقتصادية لن تكلل بالنجاح فى غياب الحل السياسى على أساس الشرعية الدولية وعلى أساس دولة فلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضى المحتلة بحدود ما قبل حرب 1967. وهو المبادرة العربية للسلام التى أعلنت 2002 وهو ما تؤيده مصر حكومة وشعبًا وأعلنه دائما الرئيس السيسى ومؤخرا فى قمة مكة وتأكيده على ضرورة حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطينى وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس مؤكدا أن هذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والشامل فى المنطقة والعالم وقطع الطريق على مزايدات الإرهابيين المتاجرين بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين. لا يعرف ترامب مكانة القضية الفلسطينية بين العرب بالرغم من كل الإحباطات والهزائم التى تعرضوا لها على مدر العقود الماضية. كما يجهل جوهر الصراع بالنسبة لنا وهو أكثر من مجرد تحسين ظروفهم المعيشية مقابل قبول الاحتلال والتطبيع مع من اغتصب وانتهك حقوقهم. إدارة ترامب لم تعلن ليومنا هذا تفاصيل (الصفقة الملعونة ) فى صورة خطة مكتوبة وإنما كل ما عرفناه تسريبات متعمدة حيث تخشى الإدارة الأمريكية رفض الصفقة لو جاءت مكتوبة فى الوقت الحالى خاصة بعد رفض التسريبات ومعرفة النوايا الترامبية المنحازة كليا للصهاينة ومباركة كل تصرفاتها واحتلالها وتكريس الاعتراف بالسيادة على الكثير من الأراضى المحتلةوبالقدس عاصمة لهذا الكيان غير حافلة بالشعب الفلسطينى ولا بأى من الدول العربية وصارت تطبق الصفقة دون إعلانها على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع والتصديق على عمليات السطو الصهيونية على الأراضى المحتلة فى فلسطين والجولان. هنا يبقى السؤال ماذا بعد؟ أفيقوا يرحمكم الله، تحيا مصر