من الأكلات المشهورة فى مصر حلوى «أم على»، وتتكون من عجينة «باف باسترى» باللبن والسكر والمكسرات، فما حكاية «أم على»؟. بعد وفاة السلطان الصالح أيوب 1249 م، نجحت زوجته شجرة الدر فى القضاء على حملة لويس التاسع الصليبية بمساعدة مماليك زوجها المتوفي، وساعدت ابنه توران شاه فى خلافة أبيه، ثم تآمرت شجرة الدر مع زعماء المماليك على قتله وتوليها السلطنة، واعترض الخليفة العباسى فتنازلت شجرة الدر عن الحكم بزواجها من أحد كبار المماليك. واختارت أن تتزوج عز الدين أيبك لأنه ليس فى قسوة فارس الدين أقطاي، وثار أقطاي، فتآمرت شجرة الدر مع زوجها وقتلا أقطاى. واستبدت شجرة الدر بالسلطنة وأخفت ثروة الصالح أيوب، وضاق أيبك بتسلطها وعاد إلى زوجته وأم ابنه «أم على»، وأرسل ليخطب بنت ملك الموصل، وأحست شجرة الدر أن أيبك سيقتلها، فأرسلت إليه تصالحه، وجاء للقلعة وقضى معها ليلته الأخيرة، حيث أمرت الخدم بقتله فى الحمام، سنة 1257 م. فلما تم تنصيب «على بن أيبك» سلطاناً، تحكمت «أم على» فى السلطة، وقبضت على شجرة الدر لتنتقم منها، وأمرت جواريها بضربها بالقباقيب حتى ماتت، ثم ألقوها من فوق سور القلعة، وبقيت جثتها إلى أن أخذها البعض ودفنوها. وابتهاجاً بالانتصار على شجرة الدر، أقامت السيدة أم على احتفالاً كبيرًا، فجمعت اللبن الحليب من أنحاء القاهرة ووضعته فى أوان مع السكر والرقاق، وقامت أم على بتوزيع الحلوى مجاناً للناس، والتى بقيت تعرف باسمها حلوى «أم على»، فكانت هذه أول أطباق «أم على» فى التاريخ. أما السيدة أم على فقد صنعت لنفسها طبق «أم على» من نوع خاص، حيث وضعت فيه شفتى شجرة الدر وحلمتى ثدييها، وأكلت كل ذلك. مات أيبك بعد أن أسس دولة المماليك التى قضت على المغول والصليبيين، وماتت شجرة الدر التى قتلت الكثير من الرجال، بعد أن قتلتها امرأة أخرى بسبب الغيرة، عرفت حكاية «أم على» التى تحب أكلها؟