رمى قراء تابعون لوزارة الأوقاف، قرار حظر السفر إلى إيران، فى سلة المهملات، ويمموا شطر طهران، للمشاركة فى مسابقة قراءة بعنوان «إن للمتقين مفازًا»، أعلنت عنها قناة الكوثر هناك. والغريب أن الوزارة لم تكن تعلم بسفر هؤلاء حتى استفسر محرر «روز اليوسف» من الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، الذى قال أولاً: «لم يحدث أن سافر أئمة مصريون إلى طهران.. تلك شائعات»، ثم عاد ليعترف بسفر 6 قراء، مشددًا على أن الوزارة لن تتهاون فى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.. وما تلك الإجراءات؟ تلعثم الشيخ طايع ثم قال: «المحاسبة ستكون من نقابة القراء وليس من الوزارة».. أليست الوزارة هى التى حظرت السفر يامولانا؟.. وما شأن النقابة بقرار الوزارة؟.. أليس التشيع مسألة بالغة الخطورة وليس ممكنًا غض الطرف عنها؟ أسئلة لا يجيب عليها «فضيلته»، بما يوحى بأن الأمر سيسير وفق قاعدة «رمضان كريم.. والمسامح كريم». وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن هناك إقبالا واسعا من المهتمين بهذه المسابقة القرآنية، قائلة: قد شهدنا منذ انطلاق هذه المسابقة حتى الآن ازدياد عدد المتسابقين يومًا بعد يوم ولم نشهد حضور قراء مصر فيها حتى السنة الثانية لكن المسابقة قد لقيت هذه السنة إقبالاً واسعًا منهم. وأضافت الوكالة الإيرانية، أنه تم تحديد جوائز ثمينة للفائزين هى 5 آلاف دولار للمرتبة الأولى، و4 آلاف دولار للمرتبة الثانية، و3 آلاف دولار للثالث، وألفا دولار للرابع، وألف دولار للخامس. ونشر عدد من وكالات الأنباء الإيرانية والقنوات الشيعية صورًا لقراء مصريين أثناء حضورهم حفلات دينية فى العاصمة الإيرانيةطهران وقيام بعضهم بتسجيل بعض مقاطع القرآن بصوته. وبالرغم من أن هذه ليست أول مرة ترتكب فيها تلك المخالفة، إلا أن سفر القُراء الستة، ترك غصة فى قلوب قيادات وزارة الأوقاف، خصوصًا أن القرّاء سافروا بدون تصاريح خطابية. وسافر كل من فتحى عبدالرحمن سعيد، وأحمد شحات أحمد سيد، وعلى محمود محمد شميس، وفاروق أحمد ضيف، وعبدالناصر حرك، بالإضافة إلى أسماء أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن. وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية الدراسات للوافدين: إن هذا الفعل يمثل تسيبًا وإهمالا من وزارة الأوقاف. مستنكرًا السماح لهم بالسفر إلى إيران. وأشار فؤاد، إلى أن وزارة الأوقاف اتخذت قرارًا سابقًا بعدم السفر لإيران، متسائلاً: كيف سافر هؤلاء القُراء؟.. إلا باستئذان وتصريح من الوزارة، مستطردًا «هذا سؤال لابد أن يحقق فيه». وأوضح، أن شيعة إيران لا يراعون فى صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، إلاً ولا ذمة، فكيف لمصريين يجلسون مع أناس يعادون النبى وصحابته؟.. مشيرًا إلى أنه لا يكون الاسترزاق على حساب الدين والرسول وأصحابه. ونوه فؤاد، إلى أن رأى الأزهر معروف فى هذا الأمر، بحظر السفر إلى إيران، وأن إيران تحاول بقدر المستطاع أن تستدرج قرّاء وأئمة، وهؤلاء يقدمون المال على أى شيء، يردون المال ولا يحترمون ما يحملون فى قلوبهم. ونبه فؤاد، إلى أن الخطر الشيعى قادم على مصر، وأن المذهب الشيعى يستخدم الإعلام والأفلام، وكل أدوات القوة الناعمة، لنشر أفكاره ومذهبه، وأن إيران تقف وراء هذا الأمر بكامل طاقتها، وبكل أموالها، فهى تريد السيطرة على البلاد السنية، ونشر مذهبها بين الدول العربية، موجهًا رسالة لوزير الأوقاف قائلاً: لا بد من التحقيق فيما جرى وبقوة. واعترف فؤاد ضمنيًا بأن هناك خوفًا من «تسلل التشيع إلى مصر» وقال: «من حقنا أن نخاف على شبابنا ممن لا يملكون حصانة فكرية ضد التشيع الذى يأتى مغلفًا بأفكار السماحة». ورفض فؤاد دعوات التقريب التى يطلقها البعض بين الحين والآخر، أمثال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر قائلاً: أنه لن يعلق على كلام كريمة، لأن أفكاره لا تستحق الرد. وبمواجهة الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، بخبر هؤلاء القرّاء، نفى فى البداية، سفر أى إمام لأى دولة خارج مصر، وخصوصًا إيران. وشدد على أن الوزارة لا يمكن أن تسمح لأى إمام بالسفر للخارج، إلا بتصريح خاص، صادر عن طريق القطاع الدينى، مشيرًا إلى أن أئمة الأوقاف، يعلمون ذلك علم اليقين. وأكد أن مخالفة هذه التعليمات الوزارية، تستوجب المعاقبة الإدارية، أو الإحالة للتحقيق، وفى حالة ثبوت أى دلالة على أى إمام أنه توجه لإيران بدون تصريح مسبق من الوزارة، سيصبح لكل حادثة حديث. إلا أنه لم يمض يوم واحد، حتى اضطرت وزارة الأوقاف، إلى الاعتراف بسفر قراء تابعين لها للعاصمة الشيعية طهران، للتسجيل بمسابقة «إن للمتقين مفازا» القرآنية. اعتراف «الأوقاف»، جعلها فى موقف حرج أمام مشيخة الأزهر، التى سبقت وحذرت أكثر من مرة، من سفر أى إمام أو مقرئ لإيران، سواء من داخل جامعة الأزهر، أو من قلب أروقة الأوقاف، مما اضطر وزارة الأوقاف، لفتح تحقيقات موسعة، فى هذا الموضوع، لحفظ ماء وجهها أمام شيخ الأزهر. بعدها اضطر القطاع الدينى، بوزارة الأوقاف، بعد نفى رئيسه للخبر، إلى القول إن هؤلاء القراء ليسوا معينين فى الوزارة ولكنهم يخضعون للإشراف فقط، ونحن نرفض سفرهم لإيران وسنقوم بالتحقيق فى الأمر. وأضاف أن الوزارة ستخاطب نقابة المقرئين للتحقيق فى سفر هؤلاء القراء، ولاسيما أنه سبق وتم وقف عدد ممن سافروا إلى إيران الأعوام الماضية، مؤكدًا فى كل الأحوال أن وزارة الوقاف لا تملك عقاب هؤلاء القٌراء، لانهم ليسوا تابعين لها، بل يخضون لإشراف وزير الأوقاف فقط، ومن يملك عقابهم هو النقابة الخاصة بهم. وقال الشيخ محمد الطبلاوى، نقيب القُراء: إن هؤلاء القُراء مصرح لهم من قبل النقابة، ولا يملك أى شخص عقابهم، لأن إجراءاتهم القانونية سليمة. وقال ناصر رضوان مؤسس ائتلاف «خير أمة لمواجهة المد الشيعى» وهو ائتلاف سلفى: إن إصرار القراء المصريين على السفر لإيران يضر بالأمن القومى المصرى لأن وسائل الإعلام الإيرانية تستخدم صورهم للتأكيد على أن علاقتها بمصر قوية وهناك شيعة فى مصر. وشدد رضوان فى تصريحات صحفية على أن وزارة الأوقاف ونقابة القراء يجب أن يكونوا أكثر حرصا فى منع هؤلاء القراء من السفر لأن الأمر متكرر رغم صدور قرار بمنع سفرهم لكنهم يسافرون ويحضرون حفلات ومسابقات أيضا. وطالب الأوقاف بإصدار قرار بشطب كل من يسافر بالمخالفة لقراراتها ويتم معاقبته عقابا قويا حتى لا يتلاعب بالقرار ويشارك فى احتفالات شيعية فى العراقوإيران.