نهاية أعمال المؤتمر الخاص لملتقى الاتحادات العربية المهنية، والذى عقد فى الخرطوم مؤخرا تحت رعاية الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب وناقش المخاطر التى يتعرض لها العمال العرب بسبب التعددية النقابية التى زرعت فى بعض الأقطار العربية الكيانات العشوائية التى أطلقوا عليها النقابات المستقلة وهى نتاج للفوضى الخلاقة التى أثمرت ما يسمى بثورات الربيع العربى وفقا لأجندات أجنبية تحاول تقسيم جميع الأقطار العربية إلى دويلات صغيرة جدا من خلال تفتيت وحدة الشعوب العربية من خلال العمال العرب والتى تفرضها الولاياتالمتحدةالأمريكية وآلية التنفيذ هى وزارة العمل الأمريكية مع اتحاد عمال أمريكا وكل من له انحياز أعمى مع إسرائيل وبصفة خاصة الهستدروت الإسرائيلى (اتحاد عمال الكيان الصهيونى) يأتى هذا من جانب الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة ومقره بلجيكا المُعادى للعمال العرب فى محاولات مستميتة منذ أكثر من ستين عاما لإرغام العمال العرب على التطبيع مع (الهستدروت) الإسرائيلى.
وحينما فشلت كل الضغوط ورفض العمال العرب الاستجابة لها حاولوا زرع كيانات عشوائية والتى يخشى من تطورها أن تؤدى إلى ظهور نقابات قائمة على النهج الدينى أو العرقى أو السياسى حيث يخشى من قيام نقابة إسلامية يلازمها نقابة قبطية وأخرى نوبية وأخرى لأبناء سيناء وأبناء مطروح والوادى الجديد فى محاولة لإحياء عرقية البربر.. وكلها محاولات لا تؤدى إلى الوحدة بقدر ما تؤدى إلى التفتت والتناحر وخلافات مستقبلية مجهولة.
يأتى هذا فى ظل مخالفة ذلك لدستور الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب. للاتحاد الدولى لنقابات العمال ل(روزاليوسف) أن المؤتمر كان بمثابة دق ناقوس الخطر لكشف جميع المخاطر التى يتعرض لها العمال العرب واتحادهم والذى نجح الاتحاد الحر فى نزع الصفة الاستشارية عنه داخل منظمة العمل الدولية فى جنيف ويحاول إيجاد كيان عربى مشوه للنقابات المستقلة لتمثيل العمال العرب داخل منظمة العمل الدولية.
ونحن من جانبنا نحاول مع الأصدقاء وهم الاتحاد العالمى للنقابات ومقره اليونان واتحاد عمال عموم الصين وروسيا والاتحادات العمالية (الصديقة فى أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا وأفريقيا) إفشال هذا المخطط باعتبار أن الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب هو المنظمة الإقليمية الوحيدة التى تمثل العمال على الساحة الدولية منذ 1956 وحتى الآن.. هذا وقد طالب المؤتمر فى ختام أعماله ، والذى شارك فيه جميع الاتحادات العمالية المهنية العربية بالتمسك بالاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب واعتباره الممثل الوحيد فى جميع المحافل الدولية.. ورفض كل المحاولات الرامية إلى تفتيت وحدة العمال العرب على المستويين القطرى والقومى.
ومطالبة الاتحادات والنقابات العمالية فى كل قطر عربى التى تتعرض لهذه المؤامرة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية ضد ما يسمى بالتعددية النقابية على اعتبار أنها مؤامرة ضد وحدة الشعوب العربية وفى مقدمتها العمال العرب.. وعلى جميع الأنظمة العربية أن تتخذ مما حدث فى أوكرانيا وبولندا موعظة حيث تسببت نقابة تضامن فى بولندا فى الانهيار
كما حذر المؤتمر من خطورة ما يتم الآن داخل منظمة العمل الدولية فى محاولة لإضعاف هذا التمثيل الثلاثى الذى دعا إليه دستور المنظمة منذ إنشائها فى عام 1919 حيث تبذل الجهود الآن لضم منظمات المجتمع المدنى لعضوية المنظمة ، وهذا يعتبر إضعافا لدور النقابات العمالية داخل منظمة العمل الدولية.. ومحاولة لتهميش دورها.. كما استنكر المشاركون جميع أنواع التدخل الأجنبى فى العديد من الأقطار العربية والذى أدى إلى حدوث كوارث أبرزها الإرهاب الذى يمارس ضد الشعوب العربية فى مصر وسوريا والعراق وليبيا.