فى الوقت الذى اعترف فيه د. أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية بأن المرأة المصرية ليست مؤهلة فى هذه الظروف لتولى منصب المحافظ.. أكدت د. أميمة كامل - مستشار الرئيس لشئون المرأة - فى حوارها معنا أنها تتمنى أن ترى اليوم الذى تصبح فيه المرأة محافظا بعد أن نجحت فى منصب الوزيرة.. وترى أنه لا خوف على المرأة فى حكم الإخوان، وأن قرينة الرئيس مرسى بعيدة كل البعد عن منصب «السيدة الأولى». د. أميمة «كامل» تقول إن الارتباط بين الطب والحياة الاجتماعية هو ما أتى بها مستشارة للرئيس، مردفة: منذ دراستى وأنا أهتم بالصحة العامة وطب المجتمع ولا يوجد فاصل بين الطب والمجتمع والوطن، فأنا أدرس صحة المجتمع وكيفية التفكير فى حل مشاكله بالأبحاث، وفى جميع المجالات، مما يوفر على المجتمع الكثير من الجهد، والحمد لله أن تركيبة شخصيتى جعلت لدىّ قدرة على العمل وبذل الجهد فى جميع المجالات مع تنظيم وإدارة هذا الجهد، بالإضافة إلى الدقة فى المواعيد، مما يساعدنى على التواصل والعمل. والأصل هو العمل والعطاء ومادمت أملك القدرة علي العطاء، فأنا مستعدة لبذل الجهد لصالح الجميع لأن الإنسانية هى أصل رسالة الطب. لدينا 44 مليون امرأة تقريبا فى مصر وأنت مستشارة للرئيس عنهن.. كيف ترين ذلك؟ - وظيفتى استشارية، أى لأخذ الرأى فقط، وليس لدىّ وظيفة تنفيذية، بل دراسة الموضوعات لإبداء الرأى فيها والرئيس يأخذ هذا الرأى ويعرضه على جهات أخرى، ومن حقه أن يتصرف كما يشاء ودورى ليس نيابة عن المرأة فقط، بل المرأة والأسرة، وعملى لا يتعارض مع الجهات الحكومية والوزارات وكل جهة لها دورها، ومستقبل المرأة فى مصر أفضل بشهادة الذين يشاركون معنا قضايا المرأة فى الدستور الجديد. أثارت تصريحاتك عن الختان ضجة كبرى هل طلب منك رأى فى الختان من الرئاسة؟ - لم يسألنى أحد عن الختان سواء فى الرئاسة أو الجمعية التأسيسية، إنما قلت رأيى الناتج عن دراستى وعلمى وبحثى، وهو رأيى الواضح منذ سنوات والمتفق مع الجهات العلمية والرأى الدينى وهو أن الختان عادة مصرية وربطها المصريون بالدين، وبذلك أصبحت عميقة ومتجذرة ويجب القضاء عليها نظرا لمخاطرها الكثيرة، ونحن بحاجة لقانون تجريم الختان، ولكن القانون وحده لا يكفى والفقهاء دائما يقولون إننا نأخذ بالإجماع ويجب التوعية والعمل المجتمعى لحل هذه الأزمة حتى لا تتكرر أخطاء الختان. دائما ما نلحظ ازدواجا عند الإخوان عندما يتحدثون عن حقوق المرأة وتنفيذ هذه الحقوق.. ما رأيك؟ - أنا طبيبة ولست متخصصة فى الفكر الدينى أو الفتاوى والأحاديث.. وكل ما له علاقة بالطب أتحدث عنه.. والختان شأن طبى، ولكنى لم أسمع فعليا مثلا عمن يطالب بعودة المرأة إلى المنزل. هناك أصوات كثيرة مثل السلفيين تطالب بهذا ما دورك فى مواجهة هذه الأفكار؟ - كما قلت لك لم أعرف أو أسمع أن أحدا ما طالب بعودة المرأة إلى المنزل سواء سلفيين أو إخوانا.. يمكن أن تكون آراء بعض الناس وعلينا أن نحترمها، وهى آراء غير مخيفة، ونحن نعطى الحرية للجميع ليقول ويفعل ما يشاء، بشرط ألا يجبر أحدا على تنفيذها.. والمجتمع عموما لن يتقبل هذه الأفكار. ما تفسيرك لخوف المرأة من وصول الإسلام السياسى للحكم فى مصر؟ - لا خوف لدى المرأة المصرية من حكم الإخوان، وأين هى المرأة التى تخاف فى مصر ؟ بل من حق المرأة أن تطالب بحقوقها غير منقوصة دون خوف أو تردد.. فنصف المصريات أو ثلاثة أرباعهن محجبات، وغالبية المصريات متدينات فلا خوف إذن على المرأة فى ظل حكم الإخوان وهذه مخاوف غير مبررة ويجب أن نوضحها للجميع حتى نزيل خوف المرأة ونسعى لدعمها فى المطالبة بحقوقها فى العمل، لأن الإسلام يمنحها كل حقوقها، والمخاوف غير مبررة، وإذا كانت هناك نماذج تردد أفكارا غير واضحة فنحن نحترم وجهة نظرهم. كم تقدر نسبة النساء داخل حزب الحرية والعدالة؟ - كل أمانة بها مجموعة من السيدات ولهن حضور قوى وأقمن مؤتمرا مؤخرا وفتح الباب للجميع، ولدينا مساعدة وزير امرأة، والقادم أفضل للمرأة سواء فى الحزب أو فى مصر بشكل عام، والفترة المقبلة سوف تشهد امرأة وزيرة وامرأة محافظة بدعم المجتمع المصرى وسوف تكون فى مصر أكثر من وزيرة ليست إخوانية فقط بل مصرية، والأمر نفسه فى المحافظات ومساعدات الوزراء دون تمييز أو فرز.. المهم أنها امرأة مصرية لها حقوق وتحصل عليها فى المجتمع، وهيئة مكتب الحزب بها سيدة منتخبة. هناك بعض الحركات النسائية لديها مخاوف من الإسلام السياسى مثل حركة نوال السعداوى وغيرها.. ما ردك على هذه الحركات؟ - نحن نوضح لهن ونطمئنهن بأن حقوق المرأة متاحة ولن تمس، لأن المرأة جزء أساسى من المجتمع، وإذا كانت هناك مجموعة تنادى بأفكار مختلفة عن جموع الناس فهم لا يخيفون أحدا لأن الغالب هو ما تقبله وترغبه الغالبية العظمى من النساء خاصة من التيار الوسطى، ونحن الآن فى جمهورية جديدة ونريد أن نبنى بلدا ونؤسس دستورا. انتشار الحجاب بل فرضه هل يؤدى إلى انقسام بين النساء خاصة ما حدث فى التليفزيون ومصر للطيران؟ - الحجاب لن يؤثر على وحدة المرأة لأنه فى الأصل حرية، ولم يفرض على أى امرأة، والقانون والدستور يكفلان الحرية والمساواة للجميع، وإذا كانت شروط العمل تقضى أن تكون المرأة غير محجبة فينبغى مراجعة هذه الشروط وتصميم زى للمحجبات وآخر لغير المحجبات، فعندما يكون أكثر من نصف نساء المجتمع محجبات، فلابد أن يعكس التليفزيون وغيره ذلك، وهو أحد حقوق المرأة، والنظام السابق كان يمنع الحجاب، ولم يكن هناك قانون يمنعه فى التليفزيون. ما القضايا التى تمت مناقشتها فى الجمعية التأسيسية؟ - أنتظر استشارتى فى أى قضية تأتى لى من الرئاسة خاصة بالمرأة والأسرة، ولكن الجمعية التأسيسية بها ثمانى جهات تعمل فى قضايا المرأة، ومن لم يتواصل معنا طلبنا منه تقديم الاستشارة والأفكار والقضايا الخاصة بالمرأة وجلسنا مع المبدعين والفنانين من النساء والرجال منهم صلاح عيسى وحسين فهمى ومحمد فاضل وفردوس عبدالحميد ومحمد سلماوى ود. أهداف سويف ونادية رشاد وقائمة طويلة من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وقد اطلعوا على ما يخص المرأة وأبدوا تقديرهم للجهد ونقحوا بعض الأفكار، ومازال التواصل مستمرا.. فنحن مستعدون للجلوس مع الجميع. كيف ترين المشهد السياسى.. هل نحن فى زمن الأخونة لكل شىء؟ - لا نعرف من أين تأتى هذه التعليقات والتصورات الإعلامية بأخونة الدولة، فليس لدينا وزراء أو محافظون إخوان بعدد كبير لنردد هذه المقولة ولابد أن ينتهى التمييز والفرز ونعمل لصالح مصر فقط. ما دور زوجة الرئيس فى قضايا المرأة باعتبارها سيدة مصر الأولى الآن؟ - زوجة الرئيس أولا ترفض هذا اللقب، ولا تحب أن ينسب لها لقب سيدة مصر الأولى، وهى لديها عمل تطوعى خيرى ولا تتدخل فى أى شىء، ولا تحضر أى لقاءات نسوية ضمن الجمعية النسائية أو الرئاسة. هل انتهى الدستور ومتى يخرج للشعب؟ - سوف يصدر الدستور خلال أسبوع، وسيتم التصويت عليه داخل الجمعية التأسيسية خلال 45 يوما ، وهى هيئة مستقلة تماما تضم مائة شخصية.. ثم بعد ذلك سيطرح للاستفتاء الشعبى. د. أميمة كامل مع محرر روزاليوسف تصوير: شيماء العريف