فى حياة هذا الرجل أرقام لها تاريخ، 83 سنة فوق الكرسى البابوى، 55 سنة رهبنة فى الأديرة، 78 سنة حياة، 711 الترتيب البطريركى، قداسة البابا شنودة. مفيد: قداسة البابا كان على القناة الأولى فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر وكان يقدم برنامجا اسمه حديث الإمام، سرحت ، وأعتقد أن السرحان الإيجابى مشروع فعدت أقول: هل من الممكن فى يوم من الأيام أن يقدم قداسة البابا برنامجا أسبوعيا ولو دقائق على الشاشة باسم حديث البابا، ولو كان ده طبيعى وأمنية أم هو تدخل فى سلطات وزير الإعلام وربما أعلى كيف تقرأ هذه الأمنية؟ البابا: ليس الآن مجال للتفكير فى هذا الأمر، إنما إذا وصلتنى دعوة إذن أفكر. مفيد: هل ترى أنها أمنية بعيدة قداسة البابا؟ البابا: أنا لا أسميها أمنية، أمنيتنا الوحيدة أن تكون لنا حياة مرضية أمام الله. مفيد: قداسة البابا جلوسك على الكرسى البابوى مع ميلاد نهرو وطه حسين والملك حسين والأمير تشارلز والمفكر الدكتور مصطفى الفقى وأنا أرجو فى عبارات موجزة محددة كيف تقرأ هؤلاء؟ طه حسين؟ البابا: طه حسين زعيم الأدب العربى وأول رئيس لجامعة الإسكندرية ورجل له تأثير كبير جدا وأشكر أن له فضلا علينا كلنا من الناحية الأدبية. مفيد: الملك حسين؟ البابا: سياسى كبير فى الشرق الأوسط. مفيد: د. مصطفى الفقى. البابا: صديق عزيز وأحبه شخصيا، ولى به علاقة منذ أن كان يعمل فى رئاسة الجمهورية، وأيضا عندما كان سفيرا.. وحاليا تكثر العلاقات به. مفيد: قداسة البابا عندما أبديتم الارتياح للسيد جمال مبارك هل هى دعوة لالتفاف الأقباط حوله أم هى غزل للنظام أم هى ماذا؟ البابا: أنا قلت فعليا لا يوجد له منافس، فإذا وجد منافس ممكن أن نتكلم كلاما آخر وفعلا لا يوجد منافس له. مفيد: رأيك هل سيؤثر فى علاقة الكنيسة بالقوى السياسية فى مصر؟ البابا: لا، لا، لا، نحن لا نتكلم لكى نكوِّن علاقات، إنما نتكلم بما يمليه ضميرنا علينا. مفيد: قداسة البابا هل تعتقد أن من حق الكهنة ورجال الكنيسة أن يلعبوا أدوارا فى السياسة وبالعودة فى خلفية التاريخ قد كان القمص سارجوس يخطب من على منبر الأزهر الشريف هل ترى أن هذا جائز؟ البابا: الكهنة لا يقومون بأى دور سياسى لأن عملهم أولا هو الرعاية والتعليم والاهتمام بشعبهم. ثانيا: ليس لديهم وقت للسياسة. ثالثا: الذى يدخل فى السياسة لابد أنه يتمرس بالعمل السياسى ويعرف إيه جميع الاتجاهات، وإلى أى اتجاه ينضم، أما من جهة القمص سارجوس فقد كان هذا أيام الثورة المصرية، وكان كل الشعب يتكلم، وكان كلام القمص سارجوس نوعا من مشاركة الأقباط فى الشعور بأهمية ثورة مصر، ورغبتها فى وضع دستور لها وبرلمان جديد وشعبية سعد زغلول كانت تشمل الكل مسيحيين ومسلمين كهنة وعلمانيين أيام سعد زغلول. مفيد: البعض يا سيدنا يرون أنه عفوا أن من حق الكهنة أن يلعبوا دورا فى السياسة، ولا أدرى هل هو خروج من حضانة الكنيسة؟ البابا: لا هو احنا لازم نفرق بين أمرين إبداء الرأى فى السياسة والاشتغال بالسياسة، فنحن كلنا نبدى رأينا فى السياسة.،أيام الانتخابات كل شخص يصل ويدلى بصوته، ويعتبر واجبا وطنيا فى هذا الحين، لكن الاشتغال بالسياسة جايز يوصل إلى التحزب أيضا ولا نضمنه، ثم أيضا اللى ينضم لحزب لازم يخضع للحزب، أيا كانت أوامره وإلا يعتبر متمردا على الحزب. مفيد: منشق؟! البابا: جايز آه، الكاهن لا يستطيع أن يأخذ هذا الموقف، لا يحكم إلا ضميره. مفيد: قداسة البابا عايز أسأل حضرتك سؤالا ربما يكون كنسيا شويه ربما يكون من الضرورى أن تراجع إلى حد ما فكرة محاكمات الكهنة، وشلحهم فى بعض الأحيان، هل هذا ترى أنه طبيعى من أجل التطوير للكنيسة؟ البابا: الكاهن إنسان وكإنسان ممكن أن يخطئ، وأخطاؤه على نوعين خطأ شخصى يمسه بمفرده، وخطأ يمس الكنيسة كلها، فالخطأ الذى يمس الكنيسة كلها، هل نتجاهله؟ ويشعر الناس أنه لا نظام ولا حكم لكل شخص يفعل ما يريد مادام أخطأ لا يجد من يحاسبه. مفيد: متى الحكم بالشلح؟ البابا: الحكم بالشلح له أسباب كثيرة، مقدرش أتعرض لها هنا، لأ لا يطبقها البعض على بعض الأشخاص. مفيد: هل العلمانيون يا قداسة البابا جبهة هى مصدر قلق لك، يعنى أريد أن أسألك بكل صراحة. البابا: إطلاقا، قلق لا، أنا لا أقلق مطلقا لأن القلق ضد الإيمان، وضد الشعور بعناية ربنا، والقلق أيضا تعب نفسى ينبغى أن نرتفع عنه، أما من جهة العلمانيين فيأخذون لقبا لا يطابق الواقع، معنى كلمة علمانى يعنى شخص بيشتغل بأمور العالم، فكل من هو ليس من الإكليروس فهو علمانى، ومن هنا كانت كلمة علمانى تنطبق على كل الأقباط فى مصر ما عدا الكهنة والرهبان، ودول يبقوا ثلاثة آلاف، أربعة آلاف، خمسة آلاف. مفيد: طيب أنا عايز أعرف ليه قداستك أوصيت للمعترف أمام الكاهن ألا يتمادى فى ذكر التفاصيل فى اعترافه، والاعتراف من طقوس المسيحية؟ البابا: أحب أن يعرف كلامى بدقة، ممكن يعترف ويقول التفاصيل كما شاء، لكن أنا قلت الخطايا الانفعالية أو الشهوانية لو دخل الإنسان فى تفاصيلها جايز يرجع لها مرة أخرى، يعنى مثلا افرض إنسان دخل فى تفاصيل شهوة معينة، ممكن ترجع له. مفيد: وهو بيعترف دا اللى عايز أفهمه من قداسة البابا؟ البابا: أنا قلت أحسن ميدخلش فى التفاصيل سواء بيعترف أو لا يعترف، يعنى فى محاسبته لنفسه، أهى دى مش اعتراف على كاهن، لكنه اعتراف بينه وبين نفسه، لو دخل فى التفاصيل جايز يتعب، يعنى لو واحد دخل فى التفاصيل إنه بيحسد واحد على حاجة، تبص تلاقى الحسد رجع له مرة ثانية. لو دخل فى تفاصيل الغضب، وأن واحد غضب عليه وهو غضب عليه، ودخل فى الحكاية ممكن يرجع له الغضب مرة ثانية، دى التفاصيل اللى أنا بأقولها، إنه يبعد عن الخطايا الانفعالية أو الشهوانية لا يدخل فى تفاصيلها. مفيد: خلينى آخد مع قداستك فاصل روحى وأسألك ما الفرق بين ذكاء القلب وذكاء العقل؟ البابا: ذكاء العقل يتعلق بالفكر، والقلب يتعلق بالشعور، ولذلك أنا بافرق شويه بين الذكاء والحكمة، الذكاء هو نشاط عقلى كويس، لكن الحكمة هى التصرف السليم فجايز إنسان عنده ذكاء وتغلبه شهوة معينة، فعلى الرغم من ذكائه بيقع، ويتصرف بغير حكمة أو إنسان ذكى، لكنه يتملكه انفعالات من الغضب، على الرغم من ذكائه ممكن بغضبه يتصرف تصرفات غير حكيمة، فالحكمة هى تدخل فى القلب والضمير والعقل أيضا، لكن الذكاء إذا كان مجرد عقل فقط مش كفاية طيب ما فيه فلاسفة ملحدين وعلى الرغم من ذكائهم الشديد أنكروا وجود الله، فالذكاء لوحده مش كفاية. مفيد: نعود لنهر الحوار.. أصبحت الكنيسة قداسة البابا فى ملعب الإعلام..أصبح الإعلام يتناول كل ما يحدث فى الكنيسة وأفكار قداستك وكلامك أحيانا، وقداستك قلت لى جملة اعتراضية كده.. قلت لى أنا أحب الدقة فيما يقال، فعجبتنى العبارة ونقلتها، لأننى أنا جبتها منين جبتها مما نشر فى الصحف على لسان قداستك، أتصور أنه حين أصبحت الكنيسة بتتناولها أجهزة الإعلام صحافة وتليفزيون أشعر أن جانبا روحيا فيها قد تغير شكله، وأكاد أتصور أنك تستشعر الخطر لتصبح الكنيسة خلافاتها الصغيرة فى ملعب الإعلام.. كيف تقرأ هذا الأمر؟ البابا: طبعا الأمر غير جائز لأن الإعلام يدخل فى هذا الموضوع وبخاصة إذا كان كتير من معلوماته عنه غير معرفة، وليست من المصادر الأصيلة التى تعرف الحق، كما أننى لا أريد أن الكنيسة تبقى مضخمة فى الأفواه أو لعبة عند الإعلام، لا أريد أن أسرار الكنيسة تكون حديث المدينة. مفيد: نعم. البابا: الاثنين هيوصلوا لنتيجة واحدة. مفيد: كيف واجهت قداسة البابا رؤيا منام أحد رجالك أنه سيكون البابا القادم؟ البابا: أى واحد ممكن يقول أنا هبقى البابا، وبعدين نشوف إنه بقى ولا مبقاش. مفيد: تمام، لكن دى رؤيا والجرائد عرفتها، وسمعنا عنها، قداستك استقبلتها إزاى، أنا واثق إنك قابلتها بالابتسامة. البابا: أنا ولا بيهمنى الحاجات دى بكلمك جد. مفيد: أنا مقتنع. البابا: يعنى دى حاجة من الحاجات وحتى المشاكل الحقيقية اللى هى فعلا مشاكل أنا أضع المشكلة خارج نفسى ولا أدخلها إلى داخلى، لا فى قلبى ولا مشاعرى ولا أعصابى وأتعامل معها من بره، كده كأنى متفرج، يعنى كتير من المشاكل آخد منها موقف متفرج، وليس موقف المنفعل، فكان من الأولى لو كان الواحد عنده رؤيا وحلم .. هو حر. مفيد: فى أحلامه؟! البابا: فى أحلامه أو فى رؤاه. مفيد: البابا فى مؤتمر تثبيت العقيدة هاجم الأب بشواى الكنيسة الإنجيلية هل تقره على ذلك؟ البابا: أنا قلت لهم أيضا مرة ما أعرفش نفذوها والا لأ، قلت كلمة تثبيت العقيدة أمر أنا مش موافق عليه، والاجتماع خاص بالعقيدة وبس يعنى تثبيته كان يحتاج إلى تثبيت يعنى مش تعبيرنا أنا لا أتابع الكلام الذى قيل فى هذا الموضوع، لكن عارف إن الصمت زعلانين من الأنبا بشواى. مفيد: ده صحيح. البابا: شوف يا أستاذ مفيد. مفيد: اتفضل يا أفندم. البابا: كل إنسان له أسلوبه فى التعبير، فيه اثنان ممكن يعبروا عن موضوع واحد، واحد يرى أنه الحق إنه لازم يشد على الخطأ ويبينه للناس، وواحد تانى يتكلم عن النواحى الإيجابية ويلاقى السلبية ضاعت لوحدها، فكل إنسان له أسلوبه وهدفه، أنا غالبا الإخوة الإنجيليون ربما قريبا يعنى هم طلبوا كده فأقعد معاهم وأراجعهم. مفيد: هتريحهم. البابا: آه، طبعا. مفيد: أنا واثق من كده .. قداسة البابا هسألك سؤال شديد الصراحة وصدرك يتسع له.. هل الكنيسة الأرثوذكسية تتطلب مرونة عصرية، مرونة فى أى شىء؟ البابا: المرونة فى أى شىء. مفيد: فى قواعدها فى قوانينها، وأنا بانقل لك وجهات نظر المسيحيين فى مصر. البابا: تقصد بعض. مفيد: يرى بعض المسيحيين أن الكنيسة تحتاج إلى مرونة أكثر. البابا: هل المرونة معناها التخلى عن المبادئ أو العقائد أو تعاليم الإنجيل دى نقطة؟! مفيد: نعم. البابا: تانى نقطة معروف إن احنا كنيسة محافظة، كل التعاليم القديمة ومنذ أن نشأت المسيحية ومنذ أن قرر الآباء القديسون قواعد بنحافظ عليها، المرونة فى النظر إلى الحالة وظروفها، لكن لا نغير الإنجيل والقانون. عندنا فى الإنجيل ومن قال المسيح نفسه، لا طلاق إلا لعلة الزنى، وفى موضع آخر ممكن لتأليف الدين على اعتبار الاثنين مش هيقدروا يعيشوا فيها سجال مع بعض وكل واحد من دين آخر لو إنسان طلق امرأته لغير أحد هذين السببين، ما نقدرش نقره على هذا مهما كانت المرونة، ونحن فى هذا الأمر أخف بكثير من الإخوة الكاثوليك، فالكاثوليك لا طلاق على الإطلاق. مفيد: تمام. البابا: حتى لو حدث الزنى فى الحالة دى يقولوا الحكم سرتيون داكور. مفيد: تمام. البابا: فهل الأمور اللى توجد فيها وصية أو وصايا إنجيلية صارمة ودقيقة باسم المرونة نكسر العقيدة وتعاليم المسيح علشان يبقى عندنا مرونة أنا عارف إن الموضوع ده كله حول الأحوال الشخصية. مفيد: غالبا بالضبط. البابا: أيوه الأحوال الشخصية ؟ حسن الاختيار فى الأول، حسن الاختيار يعنى يتأكد كل من الزوجين أو الخطيبين أن رفيق الحياة يتفق معه فى الطباع وفى الأفكار، وإن وجد شىء بسيط ممكن التغاضى عنه، لكن بيحدث كثيرا أن الاثنين يعنى يعملوا خطوبة فى فترة الخطوبة بدل ما كل واحد يقضى الوقت فى التعارف على كل منهما وهل فعلا فيه توافق فى الطبع وفى الفكر وفى الحاجات دى بيقضوها إما فى عواطف سطحية أو فى الإعداد للبيت الجديد، فين السكن فين العفش فين كذا وبعدين يدخلوا للزواج وهما لا يعرفان بعضهما البعض، وتحدث المشاكل ولما تحدث المشاكل مش يعاملوها بقى محبة ورواقة لأ بعنف ويمكن يطلقوا وبعدين يحملون الكنيسة عبء أخطائهم ولازم نكسر القوانين وتعاليم الإنجيل علشان تبسطهم، تبسطهم إزاى؟! مفيد: هو ليه قداستك لما قلت المرونة هى عبارة عن حالات شخصية ترى بذاتها. البابا: معلش معلش هقول لك زى إيه مثلا. مفيد: اتفضل قداستك. البابا: ساعات أنا بابقى غريم نفسى. مفيد: آه. البابا: إنسان عايز يخش يتوب فى الكنيسة. مفيد: تمام. البابا: ولازم يكون سايت وبعدين يجيبنى أنا، مريض بالسكر ودائما كنت آخذ كأس أقوله دى حاجة خاصة عندك لا يختلف عن شخص بيسكر، وما بيهموش وييجى يقول عاوز أتوب. مفيد: تمام. البابا: هنا اللى بقول حالة خاصة معينة. مفيد: نعم. البابا: لكن الأمور اللى فيها نص صريح واضح من الإنجيل أنا شخصيا لا أملك أننى أخالف ما أقدرش والا أبقى أنا تحت الحكم. مفيد: نعم. البابا: أنا مقيد بالإنجيل، ولذلك مرة جالى واحد وقال لى يا سيدنا أنت البابا وعندك سلطان الحل والربط، وهل ليا أنا عاوز أتجوز، قلت له لأ يا حبيبى أنا لا أملك حل ولا ربط غير تعاليم الإنجيل ولا أملك أخالف قوانين الكنيسة. مفيد: اسمح لى آخذ فاصل روحى وأسألك هذا الصمت حكمة أم قوة أم صبر أم نبل أم رصانة أم ضعف واستسلام؟ البابا: على حسب الموقف. مفيد: الله.. على حسب الموقف. البابا: نعم يعنى الإنسان يتكلم حين يجب الكلام، ويصمت حين يحسن الصمت، أما إذا صمت فى موقف يجب فيه الكلام يكون قد أخطأ.. وإذا تكلم فى موقف يحسن فيه الصمت يكون قد أخطأ، والأمر يحتاج إلى حكمة فى التدبير يسبقها حكمة فى التفكير.. الإنسان اللى بيسكت أحيانا فى صمته يعطى لنفسه فرصة للتفكير بدرجة أعمق. مفيد: نعم. البابا: واللى بيتكلم هو جاء أى بدون تفكير يعنى إنسان فى موقف مطلوب منه الكلام فيتكلم.. ينبغى أنه يفكر فى حاجتين أول حاجة الإجابة الصحيحة اللى يقولها، تانى حاجة ردود الفعل للإجابة بتاعته، ردود الفعل على نواحى متعددة لا يصيب هذا وذاك إذا أخطأ فيتروى فى الكلام إلى أن يصل إلى قرار وهى الكلمة الحكيمة التى تقال ولا تحدث ردود فعل سيئة. مفيد: كلمنى عنه فقد صمت البابا شنودة. البابا: من قال أنا باصمت؟! مفيد: أنا أعلم أنك تصمت كثيرا فى بعض المواقف، وفى بعض الآراء أتصور أن الصبر نصفه نحن بالحكمة، لكنى أريد فى هذا اللقاء أن أعرف منك سر صمتك. البابا: أنا فاكر فى مرة من المرات فى اجتماع عام قلت فى عقلى كتير أقوله وفى قلبى ما هو أكتر وفى قلبى. مفيد: ما هو أكثر؟! البابا: ولكننى رأيت أن أصمت وقد يكون صمتا أكثر تعبيرا من كلامنا وأن الله يسمع صوت صمتنا ويعرف ما نعانيه ويعرف عمق معانيه، وأحيانا الواحد يصمت لأنه لا يجد فائدة من الكلام، وأحيانا يصمت لأنه صمته له قوة أكبر من الكلام، وأحيانا يصمت لأى حاجة فى رأسه وأنا باقول دائما نحن علشان نصمت لكى يتكلم الرب. مفيد: جميل نعود للحوار يا سيدنا. البابا: اتفضل. مفيد: 08٪ من منابع النيل فى إثيوبيا. البابا: آه طبعا. مفيد: وأشعر أن هناك عدم تواصل بين الكنيسة فى مصر وفى الحبشة، وأتصور أن زيارة البابا هى الحل حتى لا يلعب الآخرون فى مياه النيل فى هذا الموقع على وجه التحديد كيف تقرأ ما أقول؟! البابا: زرتها واتقابلت مع أهلها فى كل محاضرة وبطريرك إثيوبيا جه زارنى هنا ووكالة صحيفة سيتى..كنت أروح زيارة تانية، والعلاقات الآن طيبة، ويوجد تواصل علشان كده قلت كان ممكن توجه لى السؤال ده من قيمة سنتين مثلا. مفيد: آه تمام أنا شايف يا سيدنا إنه فيه لعب فى منابع النيل. البابا: هو حاليا فيه اتفاقية بين الدول كيف نستفيد من مياه النيل. مفيد: فى أدراج بعض المسئولين ما يهم الأقباط قداستك تصلى من أجل تفعيله. البابا: أنا طبعا فى ملف أدركته الشيخوخة وهو فى هذه الأدراج! مفيد: يااااا تعبير خطير جدا أدركته الشيخوخة وهو فى هذه الأدراج! البابا: آه! مفيد: نقدر نفتح الملف ده يا سيدنا.. نقدر نفتحه؟! البابا: قوى. مفيد: هل هو قانون العبادات؟ البابا: لا، لا، لا. مفيد: لا، اتفضل. البابا: هو المشروع الموحد لقانون الأحوال الشخصية. مفيد: نعم. البابا: جمعت جميع رؤساء الكنائس فى مصر وأيضا رؤساء الكنائس الذين لهم رئاسة خارج مصر وتناقشنا وخرجنا بمشروع قانون موحد للأحوال الشخصية، هذا المشروع سلمته للدكتور صوفى أبوطالب حينما كان رئيسا لمجلس الشعب الكلام ده كان سنة 08. مفيد: نعم. البابا: وعليه إمضاءات كل رؤساء الكنائس شافه كده واتعجب قال لى اللى أنت بتقدمه لى ده معجزة بقالنا 52 سنة مش لاقيين الأقباط يتفقوا على قانون واحد للأحوال الشخصية لعله يقصد بكلمة 52 سنة من أول ما صدر قانون عام 5591 بإلغاء المجالس الملية والمحاكم الشرعية وطبعا الأحوال الشخصية الدول شافوا إيه القوانين. مفيد: نعم. البابا: قلت له طيب نشكر ربنا ونموت فى إيديكم يعنى البركة فيكم وبعدين هذا القانون يعنى لم يبد أية فعالية من جهته وكأن الأمر لم يحدث فيه شىء إلى أن قابلنى المستشار سيف النصر، وكان وزير العدل سنة 89، فلما فتحنا معاه الموضوع فقال لى ما هو مر على اللى انتوا بعتوه 81 سنة جائز يكون جالكوا فكرة تانية. مفيد: مرة ثانية. البابا: أو تحبوا تعلموا تعديل. مفيد: نعم، آخر قلت له حاضر. مفيد: مرة ثانية. البابا: مرة ثانية. مفيد: نعم. البابا: وأصدرنا مذكرة أخرى طبعا لا تختلف فى المبدأ يعنى وأرسلناها ونامت إلى جوار المذكرة الأولى ولم يحدث شىء وقلت لهم يا جماعة سبب الخلاف بين الكنيسة والقضاء دول بيحكموا بلائحة قديمة احنا مش موافقين عليها فإذا وجد هذا القانون الموحد طبعا القضاء هيحكم به ويبقى مفيش خلاف وهذه نصيحة أخرى نامت إلى جوار المذكرتين. مفيد: أمن أجل هذا يا سيدنا يتراكم الصمت فى قلبك. البابا: لأ، أنا ما بصمتش وإلا ما كنتش قلت لك على الكلام ده أنا بقولك هو ده صمت وأعلنت هذا الأمر فى كثير من الجرائد، وفى لقاءات يعنى أنا لا أصمت. مفيد: يا البابا أنت بشر البابا: طبعاً. مفيد: عفواً وقد تخطئ. البابا: طبعاً. مفيد: أعطنى نموذجاً من هذا الخطأ. البابا: يعنى لازم أعترف عليك. مفيد: لا يا قداسة البابا العفو. البابا: هههه. مفيد: لا أنا عايز أعرف يعنى ماذا يعنى خطأ البابا. البابا: عايز الخطأ ده يبقى حديث المدينة. مفيد: أنا بصغى وبكل جوارحى ومتصور أن البابا البشر يعنى اتمادى فى الصراحة وأقول إيه هل الخطأ عند البابا يصل إلى مرحلة الندم؟ البابا: كل خطأ يقع من الإنسان لابد أن يندم عليه. مفيد: تمام. البابا: حتى السهوات. مفيد: حتى السهوات. البابا: السهوات. مفيد: السهوات دى جمع سهوة سهوة. البابا: سهوة يعنى. مفيد: نعم. البابا: يعنى مش إصرار أو بالتدبير أو حاجة. فالإنسان مفروض أنه يندم على أى خطأ بالفكر أو بالحس أو بالنية أو بالمشاعر أو بالفعل أو بأى حاجة. مفيد: نعم أتمادى فى صراحتى يا البابا. البابا: أنا أتمادى فى صمتى ههه. مفيد: هل للدولة رأى فى القرعة الهيكلية لاختيار البابا القادم متعك الله بالصحة. البابا: الدولة لا تتدخل فى شئون الكهنوت وليس الكهنوت من اختصاص الدولة. مفيد: تمام. البابا: والإسلام بيقول إذا أتاك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يريدون يعنى إذن الدولة تتركنا نتصرف حيث نريد. مفيد: إذن اختيار البابا القادم متعك الله بالصحة فى ملعب الكنيسة. البابا: ليه بتستخدم كلمة ملعب كثيرا. مفيد: علشان هسأل سؤال آخر هل ملعب الكرة المصرية الذى صليت أنت أيامه. البابا: ولا العهود التلاتة فيها ملعب الكنائس الأوروبية يا البابا فيها ملعب وفيها مزيكا وفيها بيانو وفيها كل شىء. البابا: أنا قلت إحنا ناس (محافظين) ملناش دعوة الكنيسة الغربية ماشية إزاى. مفيد: آه ما يمكن عندى حلم يا البابا أن الكنيسة المصرية تأخذ الناس فى حضنها أكتر. البابا: طبعاً تأخذهم فى حضنها كأنقياء. مفيد: نعم وتعطى للشباب تستغل طاقات الشباب وأنا أعلم أن الكنيسة تستغل طاقات الشباب. البابا: احنا لأول مرة فى تاريخنا أنا رسمت أسقف للشباب ونيافة الأنبا موسى. مفيد: تمام البابا: نيافة الأنبا موسى وجد أن أعضاء الشباب كثيرة فطلب وسيلة مساعدة رسمت الأنبا رفائيل أيضا والمهرجانات اللى بيعملوها للشباب وإصرار أيضا أحيا بتوحد بال 009 ألف وال 008 ألف. مفيد: نعم. البابا: أشياء يعنى فوق الوصف وفى نواحى كثيرة بيشتغل فيها الشباب نواحى طاقات معينة سواء طاقة فنية أو طاقات أدبية أو طاقات رياضية.. وطاقاتنا أو رسم أو غيره ويصدرون كتبا ومجلات كل ده للشباب. مفيد: شىء مفرح على أى حال آه. البابا: ويعقدون ندوات ومؤتمرات وأحيانا يعقدون مؤتمرات للشباب فى مصر، ثم مؤتمرات للشباب لأولادنا فى المهجر فى شمال أمريكا ووسطها، وجنوبها وفى كندا، وفى أستراليا وبنحاول إن أحنا نستغل الشباب فى كل ناحية وأنا قلت فى اجتماع فى أمر الكنيسة بلا شباب هى كنيسة بلا مستقبل. مفيد: تمام البابا: فرد علىَّ أحد الشباب وقال لى وأيضا شباب بلا كنيسة هو شباب بلا مستقبل. مفيد: بالضبط. البابا: فى دى بنهتم بالشباب كتير جدا أكثر كثيرا جدا من الكنائس الموجودة فى الغرب. مفيد: قداسةالبابا..المنشقون عن الكنيسة الأرثوذكسية هل هى أصوات اعتراف أم صناعة أجنبية أما أهواء شخصية إذا كان هناك انشقاق؟ البابا: هو فى الحقيقة كل كنيسة تريد أن تضيف أعضاء جدد وتزيد من عدد أعضائها فده اللى بيحصل فى النواحى دى. مفيد: نعم البابا: لكنها يعنى لا تؤثر كثيرا إطلاقا على الرغم من الشائعات اللى بيقولوها فى الجرائد. مفيد: ما صمام الأمان عند تدين السياسة وتسيس الدين. البابا: السياسة دى تسأل عليها ناس تانيين. مفيد: حاضر. البابا: تسألنى أنا عن تسيس الدين. مفيد: آه. البابا: نحن لانسيس الدين إطلاقا وأنا قلت أن رجل الدين مش شغلته السياسة، ولكن واجبنا الوطنى أن إحنا نؤدى العمل السياسى الخالص بانتمائنا للدولة يعنى أشترك فى الانتخابات مثلا. مفيد: نعم. البابا: رغم ناس بيتهمونا بالسلبية لكن لا نعمل فى السياسة ممكن بندى رأينا فى السياسة لكن لانشتغل بالسياسة لأن معندناش وقت لأعمال الدين. مفيد: نعم. البابا: نقوم نضيف عليها سياسة ثانية. مفيد: البابا شنودة الثالث سؤالى الأخير هو أرجو أن أسمع بصوتك وصورتك المطبوعة فى القلوب صلاة لمصر. البابا: يعنى الله الذى قال مبارك شعب مصر فى سفر أشعياء يعنى فيباركها عمليا فى كل ناحية نصلى من أجل سلام مصر ونصلى من أجل رخاء مصر ونجاتها من المشاكل الاقتصادية والمالية ونصلى من أجل نيل مصر أن يروى بلادنا بما نحتاجه ونصلى من أجل الإخوة والمواطنة وربنا يعمل ما فيه الخير.؟