مشروع.. ابنى مدفنك

دار هذا الحديث أمامى بين صديقى الشيخ منصور وبين جارتى الست أم علاء وهى من سيدات التعليم. سألها الشيخ هل صحيح أن لديك مدفناً للبيع كما سمعت من أحد السماسرة؟
أجابت هذا صحيح، قال الشيخ طيب يا ستى الجار أولى.. فكم تريدين أجابت: مائة ألف جنيه، اندهش الشيخ وقال ليه يا ست أم علاء أنا سألت عن مدافن القطامية وأعلى سعر كان ستين ألف جنيه، قاطعته قائلة يا شيخ المدفن على ناصية بحرى وبينه وبين الأسفلت أقل من كيلو.. تدخلت فى الحوار مازحاً قائلاً: «يا ست أم علاء صحيح الهواء البحرى بيرد «الروح» ولكن موضوع الأسفلت غير منطقى هو الشيخ بعد عمر طويل ناوى يطلع من مدفنه لينظم المرور.. ولا حيبضع من عند كارفور لو سمع أن هناك عروض»؟!
ابتسما ثم انصرف كل منا إلى حال سبيله.. سرحت بخيالى وسألت نفسى لماذا وصلت أسعار المدافن إلى هذه الأرقام الفلكية على الرغم من أنها لا تحتاج إلى بنية تحتية.. ولا حتى فوقية وعلى الرغم من أن لدينا أكثر من 80٪ من الأراضى الصحراوية ومع ذلك ترتفع أسعار المدافن بجنون وكأنه مكتوب على المواطن المصرى أن يضيع عمره هباء ما بين البحث عن شقة ثم بعد ذلك البحث عن مدفن..
فى اعتقادى أن الاستثمار القادم سيكون لبيع وبناء المدافن خاصة بعد أن حاصرتنا الأمراض من كل اتجاه السرطان الذى نهش أجساد المصريين.. والفيروسات القاتلة وأهمها بالقطع فيروس «سى» اللعين ناهيك عن أنفلونزا الطيور.. والخنازير والتيفود.. والطاعون وغيرها من الأمراض الفتاكة..
أتمنى من السادة أعضاء مجلسى الشعب والشورى ورجال الحكومة الذكية بعد العودة من البلبطة من على شواطئ النخبة أن ينظروا بعين العطف والإسراع فى المشروع القومى «ابنى مدفنك» ومن بدرى ربما كتب الله لهم النجاة على «آخرتنا» بعد أن عذبونا فى الدنيا.
أمين أبونضارة - المعادى الجديدة - القاهرة