«ذاكر تنجح غش تجيب تقدير» هذا هو الشعار الذي كان يرفعه طلاب الجامعات المصرية في مثل هذه الأيام من كل عام. فالامتحانات علي الأبواب والكل يتسابق للنجاح والحصول علي التقديرات. لكن هذا العام جاء مختلفاً منذ البداية، فقد جاءت ثورة التغيير لتمحو كل ما هو سيئ وقبيح، فهل ستكون هذه الثورة دافعاً لإزالة هذا الشعار، وهل سيغش طلاب الثورة الذين قادوا بأنفسهم هذا التغيير؟ «إزاي أغشك يا مصر تاني» بهذه الجملة بدأ معي أحمد راضي - تجارة عين شمس حديثه متسائلا: كيف نغش مصر مرة أخري؟ وكيف نغش في الامتحانات، وننجح بدون تعب؟ يقول أحمد: في الماضي كنت أغش وأقوم بعمل براشيم وآخذها معي داخل اللجنة. لكنني اليوم لن أغش في أي امتحان ولا في حياتي كلها، فبعد الثورة علي الشعب كله وعلي رأسه الشباب أن يتكاتفوا جميعاً من أجل بناء هذا البلد الذي خربه الفاسدون ونهبوا ثرواتها. ولن يأتي هذا التكاتف إلا من خلال القضاء علي كل العادات السيئة التي تعودنا عليها في السابق كالغش والتزوير. وتتفق معه في الرأي بسمة صلاح - 4 آداب جامعة القاهرة والتي تقول: علينا جميعا رفض مبدأ الغش والتزوير، فمن غشنا فليس منا، وأنا أعتقد أن امتحانات هذا العام لن يكون فيها غش أو برشام أو أي وسيلة أخري لأن الشباب الذين صمدوا في ميدان التحرير لأكثر من عشرين يوما لكي يغيروا واقعهم المرير لن يقبلوا أن يغشوا في أي شيء حتي لو كان امتحاناً، كما أن الذي سيغش في الشيء الصغير سيغش في كل شيء كبير، وطريق التغيير يبدأ بخطوة صغيرة. أما شيماء رفاعي 19 سنة، 3علوم جامعة القاهرة فتقول: أنا لا أغش من البداية لأن من غشنا فليس منا، كما أنني أري أن من يغش في الشيء الصغير سيغش في الأكبر وتري شيماء أن من أهم أسباب النظرة السيئة القديمة التي كانت تنظر للشباب هي الغش ولكن ليس في الامتحانات وحسب، ولكن أيضاً في كل شيء كالأخلاق والمبادئ. لكن الآن وبعد أن أزيلت تلك النظرة فعلي الشباب جميعاً وأنا منهم أن نترك صفة الغش سواء في الامتحانات أو في الحياة بوجه عام. وبالنسبة لي فإن كليتي عملية لا نستطيع فيها الغش، وإن كنت في السابق لا أغش لهذا السبب فأنا الآن لا أغش لأنني مؤمنة بأن الغش لا يتناسب الآن مع أي شاب هدفه إصلاح مصر وتقدمها. وأنا أنصح كل زملائي من الشباب وخاصة من يغش فيهم ألا ينساقوا وراءه، وأن يذاكروا ويجدوا حتي يرفعوا من شأن هذه الأمة. ويقول شادي عبدالرحمن: 4 جامعة عمالية: في رأيي إن الغش ليس بالسهولة التي يتصورها أي شخص، فإن لم يكن الطالب متمرسا عليه فسيذهب إلي مشاكل جمة هو في غني عنها. كما أنه عادة حرمتها جميع الأديان السماوية، وأنا لا أحبذه إلا في الأوقات الحرجة. وهنا سألت شادي: وما هي الأوقات الحرجة؟ فأجاب: هي الأوقات التي نحتاج فيها إلي الغش لكي ننجح فمثلاً في هذه الامتحانات اضطررت أن أغش، بالرغم من أنني أري ضرورة فتح صفحة جديدة مع مصر بسبب الثورة لكن للضرورة أحكام فبسبب ما حدث في الثورة من حظر التجوال وانفلات أمني، لم يذهب أي طالب للجامعة ولم نحصل علي أيه محاضرات، فكيف سننجح؟ وأنا عن نفسي فقد امتحنت أول مادة وكانت اللجنة سهلة إلي حد ما، فقمت بالغش أنا وزملائي وذلك بسبب ما ذكرته سابقاً كما أنني في آخر السنة الرابعة وأحتاج لأن أنجح وأتخرج حتي أفيد نفسي وأفيد بلدي، وهذا يعتبر وقتا حرجا.