تحقيق : محمد عاشو - أمانى نوار - لميس سامى - أمانى زيان - يارا سامى - أحمد بهاء - رانيا علوى فى السنوات الماضية كانت المذاكرة تحدد تقدير كل طالب فى نهاية التيرم. اللى ذاكر ياخد تقدير مقبول واللى تفوق ياخد تقدير ممتاز ولكن هذا العام أنفلونزا الخنازير قلبت كل الموازين، وباتت التقديرات تتحكم فيها عوامل أخرى مثل نوعية الدراسة.. نظرية أو عملية وعدد المحاضرات ونسبة الإلغاء من المنهج ونوعية الملازم وطبعاً درجة الإصابة داخل كل كلية. وفى بداية موسم الامتحانات «صباح الخير» ترصد حال طلبة الجامعة.. العادة.. والممتاز.؟ يارب نعدى بس علياء أحمد ثالثة آداب حضارة أوروبية عين شمس.. تقول خائفة جداً من الإصابة ولكنى غير مطمئنة ومرعوبة من الامتحان، وقيل لنا إن المواد سوف يتم تقليلها لأننا أغلب السنة لم نكن نأتى لإصابتنا بالبرد طوال الوقت وغياب الدكاترة نفسهم، ولكننا فوجئنا فى المحاضرات الأخيرة كأن شيئاً لم يحدث، وكأنها سنة عادية والمواد كما هى، وبالنسبة لنا خصوصاً ندرس أكثر من لغة وصعبة جداً، وأحس أننى لن أستطيع لم المادة جيداً لأننى لم أكن أحضر خوفاً من المرض، والأدهى من ذلك أن الامتحانات لم تعد مرتين فى الأسبوع فقط بل يوم بعد يوم أى أن كل مادة يفصلها يوم واحد فقط عن الأخرى.. وقالوا لأنها سنة طوارئ «طيب اشمعنى فى دى».. وادعو أن أنجح حتى لو بمقبول المهم أعدى. مش حاسس بأى فرق على سالم كلية التجارة عين شمس سنة ثالثة يقول ضاحكاً: تم إلغاء أكثر من جزء فى المواد ولكن مثلاً يعطينى المادة ثلاثة أساتذة، يدخل واحد يلغى جزءا ونحمد الله وبعد محاضراته يأتى الأستاذ الثانى يقرر علينا الجزء الملغى ويلغى جزءاً آخر وبعد محاضرة أو اثنتين يأتى الأستاذ الثالث ويلغى جزءاً آخر، ويقرر الجزء الذى ألغاه الأستاذ الثانى. أما محمود أحمد ثانية تجارة فيضيف لا أحس بأى فرق فى هذه السنة عن اللى فاتت إلا أن هناك طلبة كتير لا تأتى الكلية، ولكن اعتمادنا على الورق الذى نشتريه للمذاكرة منه لم يقل والذى اختلف أيضاً هى مواعيد الامتحان التى أصبحت ورا بعضها يوم بعد يوم وهذا فقط ما يقلقنى. أما سهى خيرى ثانية آداب اجتماع عين شمس فتقول: كنت أمارس حياتى عادى جداً، ولكن أغلب الوقت كانت المحاضرات تُلغى وقلنا مش مشكلة طالما سوف يراعى ذلك وقت الامتحانات وسيتم تقليص المناهج، وأن كله «هيعدى السنة دى» ولكن فى المحاضرات الأخيرة لم يلغ الدكاترة أى شىء من المنهج وتم الضغط لإنهائه فى الأيام الأخيرة وأنا طبعاً خائفة جداً من الامتحانات والتى لم يعطونا أياما كافية فكلها يفصلها يوم واحد فقط، ويُقال أن التصحيح سيكون مُراعيا للظروف ولكنى أشك فى ذلك فقد قالوا الكثير ولم يحدث. نظام والتزام جامعة القاهرة لم تقف أنفلونزا الخنازير حائلاً بينها وبين تقدم الطلبة فى الدراسة والامتحانات. سمر أيمن طالبة بالسنة النهائية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تقول: المناهج كما هى لم يتم إلغاء أى جزء منها والامتحانات فى مواعيدها، مع أن هناك بعض الإصابات داخل الكلية والمدينة الجامعية واقترح بعض الأساتذة غلق الكلية عدة أيام إلا أن د. حسام كامل رئيس الجامعة رفض وأصر على أن تستمر الدراسة كما هى. نعمة محمود كلية الحقوق تقول: أزمة أنفلونزا الخنازير أدت إلى تقلص دور الأسر واتحاد الطلبة بالنسبة للأنشطة، حيث قلت الرحلات والحفلات وتم استبدالها بالكورسات التعليمية التى تقدمها الجامعة وبرامج المحاسبة ودورات الICDL، وفى حين أن المحاضرات استمرت دون توقف إلا أن الأساتذة فى كليتنا قاموا بإلغاء أجزاء من الكتب نظراً لأن أن كتب الحقوق «كتب دسمة» والفترة الباقية ليست كافية لإتمام دراسة كل الأجزاء. أما هانى مجدى طالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة الشعبة الفرنسية فيقول: نظام الامتحانات سيختلف هذا العام عن العام الماضى، بمعنى أن الامتحانات ستكون خلال أسبوعين فقط وليس ثلاثة مثل بقية الأعوام السابقة وعليه سيخضع الطالب للامتحان ثلاث مواد فى الأسبوع.. ويقول هانى إن هذا الأمر لا يزعجه لأنه فى الأعوام الماضية كان لا يوجد وقت كاف قبل بدء الامتحانات لكن هذا العام الوضع مختلف، أخذنا إجازة لمدة ثلاثة أسابيع قبل الامتحانات الأمر الذى يعد بمثابة تعويض مما يتيح لنا الفرصة لاستذكار الدروس، أما بالنسبة لدكاترة الشعبة الفرنسية فإنهم لا يقومون بإلغاء أى مواد، أما بالنسبة للقسم العربى فقد قامت دكتورة مادة الدراسات التجارية بإلغاء نصف المنهج المقرر، ويضيف قائلاً: إن الجميع ينصحه بعدم الاعتماد على المراعاة فى التصحيح، وأن كل شىء سيتم بشكل طبيعى. أطباء ولكن.. مرضى ويقول محمد الفيشاوى- طالب بالفرقة الثالثة كلية الطب- احتمالات الإصابة بعدوى الخنازير أصابت العديد من الناس بالرعب، لكن مجتمع الجامعة مختلف تماماً، فلا يوجد تطعيم أو اهتمام بنا فى الجامعة، وإن كنا فى الجامعة مثل طلاب المدارس معرضين للإصابة بالعدوى، وخاصة طلاب الكليات العلمية، فنحن فى كلية الطب مطالبون بالحضور اليومى، ولساعات طويلة وذلك بسبب الشرح العملى، والامتحانات الشهرية والنصف شهرية التى يتم إجراؤها بصفة مستمرة، هذا إلى جانب حضور السكاشن ومحاضرات الأساتذة. ويضيف أيضاً أنه من الصعب أن يلجأ طالب فى كلية الطب إلى المراكز الخارجية، والسبب هو أن هذه المراكز تقدم معلومة ناقصة أو مغلوطة، ولكن يلجأ إليها أحياناً للحصول على نماذج الأسئلة والأجوبة أو محاضرات الأعوام السابقة. الأستاذ مش فاضى المعادلات الهندسية الصعبة، يصعب علينا فهمها إلا من الأساتذة هكذا بدأ وائل إسماعيل طالب بكلية الهندسة حديثه، وأضاف: الحضور الدائم شرط من شروط النجاح فى الكلية، خاصة بعد أن رسب فى إحدى السنوات، فأصابه الأمر باكتئاب، ووجد أن الحل هو الحضور الدائم للجامعة، على الرغم من أن العديد من المحاضرات لا يأتى الأساتذة فيها، وإذا جاء الأستاذ لا يحضر أكثر من ساعة، لأنه مش فاضى، وعنده محاضرات فى جامعات أخرى أو لديه عمل فى أحد المكاتب الهندسية. وأضاف أن الخوف من أنفلونزا الخنازير لا وجود له فى مجتمع الجامعة، ويقول أيضاً إن أحد مراكز بيع المذكرات يقوم بإعداد مراكز للدروس الخصوصية بالاتفاق مع بعض الأساتذة، وأن من يحاضر فى هذه المحاضرات أغلبهم من المعيدين، وهذا المشروع عليه إقبال كبير من الطلاب خاصة أيام الامتحان، ويصل ثمن المحاضرة الواحدة أيام الامتحان ل600 جنيه، ومع ذلك يقبل عليها الطلاب، لأنه يتم تقديم أسئلة الامتحان على طبق من فضة. أما هاشم عبدالله- طالب بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة- فيقول: طلاب كلية الصيدلة أكثر الطلاب المطالبين بالحضور، ونحن أيضاً أكثر الطلاب المطالبين بالمذاكرة، وأى حذف فى مناهج الكلية سوف يؤثر علينا سلباً بعد ذلك، والأساتذة لديهم وعى بهذا، ولذا فالمقررات لم يحذف منها شىء، وأنا كطالب فى كلية الصيدلة أرفض أن يحدث حذف أو تخفيف للمقررات، لأن الشائع عن طلاب الصيدلة أنهم مندوبو مبيعات على درجة دكتور، ولكن من يرغب فى العمل مندوب مبيعات هو من يسعى للحذف، والغياب، فهناك خريجو كليات صيدلة يعملون مندوبى مبيعات فى الصباح، وبياعين فى الصيدليات بعد الظهر، وأنا لا أنتقدهم فقد تضطرهم ظروف المعيشة إلى ذلك، ولكن من يطمح فى أكثر من ذلك يرفض التخفيف، ومع ذلك فالأساتذة يرفضون التخفيف، ولكن هناك تسهيلات نجدها قبل الامتحان، حيث يقوم بعض الأساتذة بالتركيز على أشياء بعينها، هذه الأشياء لا يخرج عنها الامتحان، ويضيف أحمد كامل طالب بكلية الطب قائلاً: لم يتغير أى شىء فى المقررات، فهى كما هى دون حذف أو تعديل، أو حتى إضافات جديدة للأمراض الحديثة، ولكن ندرس أشياء نادرة الحدوث أو انتهت ولم يعد لها وجود، وعلى سبيل المثال عدوى الخنازير الموجودة حالياً، لم ندرس عنها شيئا، ولا نعرف عنها أكثر مما يعرفه الأشخاص العاديون. فرصة ذهبية جاءت أزمة أنفلونزا الخنازير فرصة ذهبية للمتعاملين فى الكتب والملازم الخارجية التى تطبع خارج الجامعة والتى يطلق عليها «كتب بير السلم»، وهو مصطلح يطلق عليها لأنها غير قانونية إلا أنها تباع بشكل جيد ويقبل الطلاب عليها بل يفضلونها وتعتبر جزءا مكملا للكتاب الجامعى إن لم تكن بديلاً له. منى أحمد- طالبة بقسم الاقتصاد/ القسم العربى تقول: هناك نوعان من الكتب المكملة لكتاب الأساتذة الأول يطبع داخل الجامعة فى وحدة الكتاب، ومختوم بختم الكلية وممنوع خروجه من الجامعة، وهى عبارة عن أسئلة فقط يتمرن الطالب على حلها من خلال حضور المحاضرات ومناقشة الأساتذة فيها وهى تدرب الطالب على التفكير والمناقشة. أما النوع الثانى فهو الملازم التى تباع فى «بين السرايات» أى حول أسوار الجامعة ولا يزيد ثمنها على 10 جنيهات وهى تشهد إقبالاً من الطلبة، وكما يقولون «لها زبونها» ذلك لأنها تحتوى على الأسئلة وإجاباتها النموذجية، ولذلك من يقتنيها ليس فى حاجة إلى حضور المحاضرات. نسمة حنفى- حقوق- تقول اعتمد اعتمادا كليا على هذه الملازم لأنها تركز بشكل كبير على النقاط المهمة بعيداً عن «الرغى» الموجود فى المنهج، وخاصة أنها لا تحتاج لتكاليف، فثمن الملزمة يكون من 10 إلى 15 جنيها على الأكثر. ريهام عبدالله - كلية تربية: أنتظر تداول الملازم بالمكتبات قبل موعد الامتحانات، فهذه الملازم تقوم بتجميع النقاط المهمة بالمنهج ومواضع الأسئلة، بالإضافة إلى أنها بسيطة وأفكارها متسلسلة ومنظمة. وأنا أعتمد على هذه الملازم فقط فى المواد التربوية وهى لأنها ملازم مركزة وفى نفس الوقت مختصرة «اختصار وقت وجهد»، ولذلك نلجأ إليها كلنا كطلبة، أما الكتاب الدراسى فهو مملوء بالمعلومات التى لن نستفيد منها سواء بشكل عام أو تكون موضع سؤال فى الامتحانات. وعن رأى شريف على أحد الشباب الذى يقوم بإعداد هذه الملخصات والملازم التى تباع بكل المكتبات الموجودة حول الكليات والجامعات فقال لنا: إن هذه الملازم تساعد الطلاب على التركيز على النقاط المهمة ومواضع الأسئلة بورقة الامتحان، بالإضافة إلى أن أفكارها مرتبة وأسلوبها سهل وغير معقد فيسهل «الحفظ والفهم»، تكون الكتب الدراسية مملوءة «بالدش»، بدأت فى عمل هذه الملازم منذ عامين والحمد لله لاقت إقبالا كبيرا من ناحية الطلاب، فبدأوا فى شرائها لأنها مُلمة بكل محتويات المنهج وعن كيفية توزيع هذه الملخصات يقول أقوم بالاتفاق مع إحدى المكتبات القريبة من الجامعة لتقوم هى بتوزيع هذه الملازم مقابل 35% من ثمنها.كما أكد ع.م «مؤلف أحد الملخصات» إن هذه الملازم مفيدة جداً وفى صالح الطالب وتساعده على التركيز والإلمام بكل عناصر المنهج بشكل مبسط، واستكمل أنه يوجد فى كل مادة أكثر من 4 ملازم مختلفة لأربعة أشخاص وكل طالب يقارن بينها ليشترى فى النهاية ما يجده سلسلا وسهل الحفظ، 90% من الطلاب «بيذاكروا من الملازم». مراعاة الطالب مهمتنا وشارك العديد من الدكاترة فى شرح وفهم فترة الامتحانات العصيبة التى يمر بها أبناء الجامعات وينتظرونها بفارغ الصبر لمعرفة مصيرهم فى هذا العام.. فيقول دكتور عبدالحى عبيد رئيس أكاديمية «أخبار اليوم»: حددنا أسبوعين فقط لفترة الامتحانات بالنسبة للطالب الذى سيكون مريضاً فى أثناء فترة الامتحان سواء بأنفلونزا الخنازير أو غيرها سنعيد له الامتحان بعد عودته، وعموماً لم تظهر أى حالة عندنا فى الأكاديمية باستثناء طالبين، وثبت أن حالتهما كانت عادية وليس أنفلونزا الخنازير ونصحهما الطبيب بالراحة، وأما عن امتحانات التخلف ستبدأ من الأسبوع المقبل لتنتهى قبل بدء الامتحانات الأصلية للفصل الدراسى الأول، أما الدكتور عاطف عوام نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب فقال: نأمل أن الظروف الموجودة من حالات إصابات الطلبة بمرض أنفلونزا الخنازير أن تمر على خير، وفعلاً هناك مراعاة لظروف الطلبة فى الامتحانات، فقد تم التأكيد على أن تكون الأسئلة من الأجزاء التى تم تدريسها داخل المدرجات، كما أننا قمنا باختصار أيام الامتحانات فبدلاً من ثلاثة أسابيع أصبحت أسبوعين كما أن هناك تيسيرات للطلبة فى عدم التعامل بشكل صارم مع الغياب والحضور وعدم الاعتماد على احتساب الغياب ضمن أعمال السنة. وهذا العام قمنا بإعداد صالة خاصة للامتحانات وراعينا وجود اللجان الخاصة داخل المستشفيات للطلبة المصابين كما راعينا أن تنتهى الامتحانات يوم 4 فبراير وتم تمديد منتصف شهر مارس للانتهاء من التصحيح وإعلان نتائج الفصل الدراسى الأول. أما بالنسبة لحال الجامعات الخاصة فشارك معنا الدكتور حاتم البلك الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات الخاصة قائلاً: إنه لا تعليمات جديدة بالنسبة للامتحانات ولم تخرج عن المجلس أى توجيهات، ولكنه ترك لكل جامعة تحديد ما تراه وفقاً لظروفها وفى حدود الضوابط. وعن حركة الغياب والحضور والحالات المرضية فلم يحدث فيها أى تغيير، أما الطالب الذى يمرض أثناء الامتحانات فعندنا 4- فى الجامعات الخاصة - فصل صيفى ويمكن للطالب حضور الامتحان الذى تغيب عنه فى الفصل الدراسى الصيفى لأننا نعمل بنظام الساعات المعتمدة. امتحانات الجامعة كما هى وعن الاحتياطات التى ستتخذها الجامعة أثناء فترة الامتحانات لتجنب الإصابة من عدوى أنفلونزا الخنازير يقول الدكتور عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة قامت بتجهيز مركزين طبيين لعلاج الحالات التى يتم اكتشافها خلال فترة الامتحان، ونقل المصابين إلى مستشفى الطلبة حتى يتم اتخاذ اللازم في ذلك، هذا إلى جانب أن الإدارة عند وضع جداول الامتحان راعت ظروف الطلاب، وعملت على تجنب الزحام فالامتحان يومين فى الأسبوع لكل فرقة، هذا إلى جانب وجود مركز طبى لإدارة الأزمات. وهناك لجان خاصة للطلاب المرضى إذا كانت حالتهم تسمح بالامتحان أو يتم تأجيل الامتحان عامة فى الحالات الحرجة. ويضيف دكتور زايد أن المقررات كما هى دون حذف أو إلغاء، ولكن زودنا مدة الدراسة أسبوعا آخر بدلا من الأسبوع الذى تم تأجيله فى بداية العام. وعن امتحان التيرم الذى تقوم به الكليات يقول: مفيش حاجة اتلغت، الامتحانات كما هى وكذلك المقررات. كما أن درجات الرأفة كما هى، وسوف يتم إضافتها للطلاب فى حالة الاحتياج إليها.