مشاعر الفرحة، البهجة والفخر اجتاحت قلوب المصريين المقيمين بالسعودية عندما ارتفعت راية الثورة عالية منتصرة علي القهر والطغيان .... فالمصريون بالسعودية امتزجت واختلطت مشاعرهم ما بين خوف علي ثورة 25 يناير وبكاء وشجن علي شهدائنا وتارة أخري فرح وسرور بنجاح ثورتنا ... وتوجت هذه المشاعر بأسمي شعور وهو الإحساس بالعدل ونهاية الظلم عندما استقبل المصريون قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال علي ذمة التحقيقات . عن مشاعر وأحوال المصريين بالسعودية أثناء وبعد الثورة عايشت «صباح الخير» هذه المشاعر عن قرب عندما التقينا بهم علي أراضي المملكة العربية السعودية. - يوم ردت إلينا المظالم أحمد عز الدين مدرس رياضيات 57 عاما قال: عندما بدأت الثورة بتظاهرة يوم 25 يناير تمنيت ان أشارك فيها وأن أكون موجودا علي الرغم من كبر سني إلا أنني شعرت بروح الشباب والحيوية يتدفقان إلي قلبي تمنيت العودة ولكن ربطتني ظروف الدراسة فأنا لأول مرة أشعر بأن هناك لحظة حقيقة فالأعوام الماضية كانت ملبدة بالظلم واللامبالاة.. لذلك تمنيت من الله في يوم أن لا أموت فترة وجود مبارك، ويأتي علي اليوم الذي اري فيه زواله ومن معه من النظام المستبد الفاشل.. دائما كنت أري في كلمات ونظرات وحركات جمال «العنجهية» أنه ممسك بزمام الأمور وعين نفسه رئيسا رغم أنف الشعب ليمارس عليه ظلمه.. وعلي الرغم من أن هناك العديد من الأشخاص الذين لم يتوقعوا زوال حكم مبارك، إلا أنني كنت متاكدا أن الفساد لا يدوم وأن الله يمهل ولا يهمل حتي وإن كانت هناك تخطيطات وخطط محكمة التنفيذ فأسقط الله هذه الخطط من أجل دعوات شعب عاش سنوات من الظلم يعاني الفقر والبطالة وقهر الداخلية.. وعندما أذيعت بعض الاشاعات عن الملك عبد الله بقوله إذا تحاكم مبارك سأرحل المصريين الموجودين في السعودية فعندها قلت بأنني سأكون أول من يربط شنطه للعودة إلي بلدي ولكن مبارك وأبناءه لابد أن يتحاكموا وبالفعل جاءت فرحتي وسعادتي الحقيقية عندما قرر النائب العام حبس مبارك ونجليه علي ذمة التحقيقات ليشرفوا باقي النظام الفاسد الذي أصبح سجن طرة مأواهم شعرت عندها بأن مهما طال الزمن وازداد الظلم وضاقت الحياة فلابد من يوم سترد فيه المظالم. - لا أحد فوق القانون أما عفاف ربة منزل فقالت: كنت خائفة كثيرا علي الشباب الموجود في الميدان لأني في بادئ الأمر لم أكن أتوقع بأننا سنقوم بثورة حقيقية واعتقدت أنها ستأخذ شكل مظاهرة لمدة يوم وسيتم اعتقالهم جميعا ولكن قوة الشعب كانت أكبر بكثير من أساليبهم الظالمة في كبت الحرية، ولأول مرة استطاع شباب مصر فعل ما عجزنا نحن عنه، كسر قيود الظلم وإسقاط النظام برئيسه بل بمحاكمة الرئيس وأبنائه.. فعندما سقط الرئيس وكانت هناك أنباء تتردد علي أن شباب الثورة يريدون تكملة الثورة بمحاكمة الرئيس وأبنائه سخطت علي الشباب لأنه مهما يكن فهو رمز الأب لنا ولكن عندما خرج في «العربية» بتسجيل صوتي له لينفي وجود أموال له بالخارج اشتعلت بالغيظ وأردت بالفعل أن يحاكم هو وأبناؤه وزوجته.. أنا فخورة بأبناء بلدي فهم حقا ألحقوا بنا التغير.. وأعتذر لهم إذا كنت أخطأت التقدير بهم في يوم ما، فهم حقا بناة مصر في المستقبل.. وأكملت قائلة: عندما أذيعت شائعة الملك عبدالله بأنه سيرحل المصريين إذا تمت محاكمة مبارك لم يساورني القلق والخوف فانا اشعر ان بلدي من حقها أن تعاقب الظالم ولأول مرة بالفعل أري بعيني أن لا أحد فوق القانون والفضل لشباب الثورة . - طلبت السفر للثورة أمير عز طالب في الصف الأول الثانوي قال: شعرت بأن مصر تناديني وأن لدي مهمة مع إخوتي لابد أن أقوم بها وطلبت السفر من أهلي ولم أهتم بالسنة الدراسية فهناك أشخاص قدموا أرواحهم ليعيش آخرون في عزة وكرامة ففقداني سنة من عمري شيء هين وأقل ما يمكن تقديمه في ظل هذه الظروف ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولم أستطع السفر لظروف خاصة .... ولكن لأول مرة تحمست لبرامج التوك شو والبرامج الإخبارية وأصبحت متابعا جيدا لكل المذيعين ولم تهنأ عيني بالنوم سوي لساعة في اليوم ومن قناة اخبارية إلي أخري للبحث عن خبر جديد يهم أحداث الثورة كنت منفعلا وخائفا علي أولاد بلدي وأفتخر بكوني مصريا أكثر من الأول فحتي معاملة أصدقائي السعوديين اختلفت معي ... وسعدت كثيرا بأن الرئيس السابق سيحاكم هو وابناه لأنهم طغوا كثيرا هم وشلة الفساد التي كانت في الحكومة والتي سرقت خير البلد ويكفي أن الرئيس السابق حسني مبارك هو سبب رئيسي لاغتراب العديد من المصريين الذين تركوا البلد ولم يستطيعوا العيش فيها بظروفها القاسية ومرتباتها الضئيلة .. وهو لابد أن يعدم كما مات العديد من الشباب أثناء محاولتهم للهجرة غير الشرعية . - عاقبوا الظلمة أولا كما قال عز أحمد مكي طالب في الثالث الثانوي : لم أشعر بالثورة في يوم 25 يناير علي الرغم من أنها الشرارة التي اشتعلت بها الثورة ولكن لمست الثورة بالفعل يوم جمعة الغضب 28 يناير عندما فرض الحظر علي المواطنين بدءا من الساعة السادسة وبدأت الأوضاع تزداد سوءا وشعرت بأن قلبي انفطر عندما رأيت صور الشهداء ووجدت نفسي أبكي بصوت مرتفع فمن الذي قتلهم؟؟ للأسف أبناء بلدي جاء عليهم يوم ليقفوا أمام بعضهم ليتقاتلوا، ولذا يجب ألا نتسامح في أي قطرة دماء وأن يكون الحل هو إعدام وزير الداخلية الأسبق، فعلي الرغم من اسمه حبيب إلا أنه لم يحمل من اسمه أي معني.. تمنيت أن أكون فردا من شباب الثورة وإذا كنت موجودا في مصر كنت ساشترك معهم وأقيم في الميدان مثلهم لأشارك في تحقيق حلم الملايين ولكن للأسف ظروف سفري منعتني من التواجد معهم وكل ما استطعت فعله هو الدعاء لهم بثبات العزيمة والمثابرة وما ضاع حق وراءه مطالب، وعلي الرغم من أنني لا أعاني ماديا ولم أشعر بالفقر والحاجة إلا أنني ألمس جيدا معني أن يتكون بيت من 5 أفراد بمرتب زهيد لا يكفيهم أول أسبوع من الشهر فقبل معاقبة السارق والقاتل عاقبوا الظلمة الذين سرقوا بدون حاجة ليدفعوا الشعب لارتكاب الخطأ لسد جوعهم وجوع أبنائهم ... وأكثر قرار صائب في حياة مصر هو محاكمة الرئيس الراحل ونجليه والحكومة الفاسدة بأكملها . - حاميها حراميها وتقول شيماء 16 سنة: شبابنا قام بمعجزة لم نكن نتوقع حدوثها في يوم لأن الأوضاع في مصر كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم من ارتفاع اسعار لقلة رواتب لاعتقال كل من حاول التعبير عن رأيه اعتبارا بأنه في دولة ديمقراطية حرة ولكن نهاية الظالم دائما سيئة وجاءت نهايتهم علي يد شبابنا الذي نجح في الثورة وصمد حتي النهاية ولم يتأثر بالرصاص المطاطي والحي فكل من تواجد في ميدان التحرير حرر نفسه الأول من الخوف أو الجبن ونزل الميدان ليحرر مصر من الظلم فعلا» حاميها حراميها من كانوا يتظاهرون بحمايتنا أمام جميع الدول سقطت أقنعتهم بمواجهة شبابنا معهم ولم يستطيعوا الصمود وسقطوا بسرعة لأنهم مزيفون.. تمنيت وقتها أن أكون موجودة في مصر لأعيش جو الحرية لأول مرة ولكن مصر نضفت بمحاكمة مبارك وأسرته وفي أول إجازة في مصر سأشعر حقا أيضا إجازة مختلفة وسأستقر في بلدي حتي وان لم يشأ أهلي الاستقرار فهي الآن أصبحت حقا بلدي التي اشعر بها وليس مجرد كلمة في جواز سفري. - شكرا شباب مصر مافيش حيطة محمد عبد الرحمن 50 سنة قال: «هم دول شباب مصر ربنا يحرسهم» ثم قال: من أول يوم بدأت في الثورة وثقت بأن هذا الشباب بالفعل سيسقط رئيسه والنظام .. فنحن لم نستطع فعل هذا لاننا «مشينا جنب الحيطة» بمعني آخر كان الشاب منا يتخرج من الجامعة ويجد وظيفته حتي لو بصعوبة ولكنه وجدها فيضطر أن يمشي جنب الحيط حتي لا يفقد وظيفته أما هؤلاء الشباب فتخرجوا وجدوا أنفسهم يلتحقون في صفوف العاطلين ليس لديهم شيء يخشون عليه بمشيهم جنب الحيط فلن يسوء وضعهم أكثر من ذلك . سعدت بسقوط الرئيس السابق وسعدت اكثر بمحاكمته وأتمني أن التغيبر الذي لحق الثورة يكون تغيير حقيقيا ومهما حدث لا أظن أنه سياتي إلينا من هو أسوأ من الرئيس السابق الذي نهب خير مصر ... و من الأسباب التي جعلتني أدعي من كل قلبي بسقوط الرئيس هو عدم رغبتي في أن يكون جمال رئيس المستقبل لمدة 30 عاما مثل والده .... اشكر شباب البلد الذي يوما ظلمناه بقولنا إنهم شباب طائش لايعرف مصلحته .. فهم واعيين بدرجة كبيرة ولابد ان نسمعهم ونأخذ بآرائهم.