منة وإيمان وسلسبيل وآية وكرستين وأخريات من مدرستى السلحدار الثانوية الصناعية للبنات، والقاهرة الصناعية للتعليم الفنى، استطعن أن يخترعن أشكالًا من المشاريع المبتكرة، مثل قنبلة لإطفاء الحريق، وإعادة تدوير غاز الفريون وتحويل بقايا القماش أو الملابس القديمة إلى دمى، اختراعات أخرى. هؤلاء الفتيات اللاتى لا يلتفت إليهن أحد باعتبارهن لسن من طالبات الثانوية العامة، ولا يشكين من تجربة التابلت، أستطعن أن يلفتن الانتباه، بعد أن اشتركن ضمن 50 فتاة من المدرستين فى البرنامج الذى وضعه المجلس القومى للمرأة، لتدريبهن مع مؤسسة شباب القادة وبالتعاون مع عدد من الشركات الكبرى، حول أنشطة مهنية ممنهجة لمدة أربعة أشهر، تضمن البرنامج تعلم طرق التفكير فى المشاريع وتحديد التكلفة المالية والطريقة المثلى للتنفيذ. «صباح الخير» التقت الطالبات، التى اختارت مشروعاتهن لجنة تحكيم متخصصة، وأبدت إعجابها بتميزهن، خلال احتفال المجلس القومى للمرأة بتكريمهن. «لوحات زيتية من بقايا البلاستيك» منة الله حسام، الطالبة بمدرسة السلحدار الثانوية الصناعية بنات، قسم الزخرفة، تشرح عن مشروعها قائلة: «فرقتنا مكونة من خمس فتيات وموهبتنا فن الرسم، فكرنا فى إعادة استخدام البلاستيك ومخلفات البيئة غير المفيدة والمتبقية من زجاج وبلاستيك ونحول كل هذه الأشياء إلى بورتريهات ولوحات زيتية شكلها مميز، وإلى الآن تمويلنا ذاتيا للمشروع، وأسعار البورتريهات رمزية جدا، ومشروعنا يفيد البيئة لأننا نعيد استخدام المخلفات التى قد تحدث تلوثا فى البيئة». «جهاز إعادة تدوير غاز الفريون» اخترعت فرقة مكونة من خمس طالبات فى قسم التبريد والتكييف فى مدرسة السلحدار الثانوية الصناعية، جهازًا لإعادة تدوير مركب التبريد «غاز الفريون»، يعمل على تقليل نسبة الفريون المتطاير فى الجو، وتحملت المدرسة تكاليفه المالية التى بلغت 7 آلاف جنيه، ونفذت الطالبات الفكرة خلال شهرين. إيمان مصطفى الطالبة بالصف الثالث بالمدرسة وأحد أعضاء الفريق تقول عن تفاصيل مشروعهم: «مشروعنا يهدف إلى التقليل من نسبة التلوث البيئى، عن طريق سحب مركب التبريد من جهاز «عاوز يتعمل له صيانة» فنقوم بعملية فلترة من الشوائب والرطوبة ونقلل نسبة تطاير الفريون فى الجو إلى 5 %، ويساعد الجهاز أيضا فى خفض تكلفة شحن الفريون الباهظة الثمن، وسوف نطور فكرتنا فى المستقبل لتصبح عالمية» «جهاز إنذار من مشبك وجرس» وتذكر الطالبتان لوئا محمد وآية، بقسم الكهرباء، فى مدرسة السلحدار الصناعية، تفاصيل مشروع فريقهن، فتقولا: «أول مشروع لنا كفريق مكون من ثلاث فتيات، كان عن جهاز إنذار مكوناته بسيطة، من مشبك ووحدة صوت «جرس» وعازل يحدث صوتا مميزا أثناء تحركه من مكانه، له فوائد كثيرة منها وضعه على الباب ضد السرقة» وعن تفاصيل فكرة المشروع الثانى تقول آية: «هدفنا أن نخدم الأطفال ونحافظ عليهم من المخاطر التى قد يتعرضون لها فى شرب سائل لعبة الفقاقيع، وفكرنا باختراع لعبة الفقاقيع الآلية بحجر 9 فولت و«سى دى وموتور، وراعينا التركيب البسيط والشكل المميز والهادى والمحبب لدى الأطفال وفى نفس الوقت آمن على صحتهم وأرواحهم» «قفازات زكية تقرأ للمكفوفين» أما الطالبات «فاطمة وهاجر وكريستين» من مدرسة السلحدار الصناعية، فقد وضعن فى اعتباراتهن وأولويات اختراعاتهن أن تكون مفيدة وتخدم ذوى الاحتياجات الخاصة و« ضعاف البصر»، وتقول هاجر راضى: «كثير من الأطفال يعانون من مشكلة ضعف البصر، خصوصًا الطلاب منهم فى المرحلة الابتدائية يواجهون صعوبة فى طريقة التعامل مع «برايل»، وحاول فريقنا وبعد تفكير دام لعدة أيام، مساعدتهم وبطريقة سهلة، فنفذنا قفازات زكية بها ليزر فى إصبع السبابة، بتقنية تحول الكلام إلى صوت مسموع بمجرد المرور عليه، ومن خلال سماعات تحول الكلام إلى صوت مسموع، واستغرق تصميم الجهاز حوالى أربعة أشهر، ونحن نحلم بتمويل المشروع وتطويره حتى يصل إلى العالمية» «حقائب جلد هاند ميد» سما أحمد موسى طالبة فى الصف الثالث، بمدرسة السلحدار الصناعية، تشير إلى انتشار حقائب «الهاند ميد كروشيه» من خلال صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن سعرها غالٍ جدا، ففكرنا كفريق مكون من خمس طالبات فى صناعة حقائب بجلد صناعى ومخيطة باليد وليس بماكينة خياطة، تتميز بالصلابة والمتانة، علاوة على ذلك انخفاض تكلفتها المادية. وقالت: «نحرص على اختيار نوع جلد «حر» لأن سعره مناسب لعمل أكثر من حقيبة، ويتحمل حفر أى اسم أو علامة، وتعتبر خطوات تنفيذ الشنطة الواحدة كثيرة لكن بسيطة وسهلة فى مجملها، وبالفعل نفذنا نموذجا بسيطا فى المدرسة ونبيعه بأسعار بسيطة، لأن هدفنا هو زيادة انتشار «الهاند ميد» فى السوق المحلية، وحلمنا أن نطور مشروعنا ونكبره ونؤسس ورشة تتعلم فيها البنات تلك المهنة، وقد دشنا صفحة على الفيس بوك ساعدتنا فى توزيع منتجاتنا لأصحابنا وأقاربنا ومعارفنا وآخرين». «إعادة تدوير الملابس» أسماء محمد الطالبة بالصف الثالث فى مدرسة القاهرة الصناعية ضمن فريق مكون من أربعة طالبات، قسم ملابس تحكى عن مشروع فريقها قائلة: «لاحظنا أن كثيرا من الأشخاص لا يحبون إلا طقم أو طقمين من ملابسهم، ويصيبهم الممل نحو باقى الملابس بسبب عيوبها، وفريقنا يعالجه من خلال طريقتين، أولهما تدشين صفحة على الفيس بوك للتواصل مع الأشخاص ومعالجة عيوب ملابسهم بشكل تطريزى وتجميلى، وبمقابل رمزى جدا، وأيضا نتعامل مع المصانع التى تخرج ملابس معيبة ونقوم بتصليحها، ووضعنا فى اعتبارنا التعامل مع الجمعيات الخيرية لإصلاح أى عيوب فى الملابس الموزعة من خلالها، وفكرنا فى التطريز على الأحذية الجديدة والقديمة أيضا، واستعمال بواقى القماش فى صناعة لعب مجسمة للأطفال، ولم نحدد التكلفة بعد لأن الخامة الأساسية متوفرة فى منتج الملابس ولكن الخامات المساعدة فى التطريز بسيطة ويمكن توافرها ولا تحتاج إلى تكلفة مالية عالية» «قنبلة إطفاء حرائق» تقول سلسبيل الطالبة بالصف الثانى مدرسة القاهرة الصناعية بنات «فكرتنا عبارة عن قنبلة إطفاء حرائق، داخلها بدرة كيميائية مكونة من عناصر كربونات البوتاسيوم التى تمنع وصول الأكسجين إلى المادة المحترقة وتمتص كمية كبيرة من الحرارة أثناء التفكك ويتم دفعها تحت ضغط ثانى أكسيد الكربون إلى جانب غاز النيتروجين وفوسفات الألمونيوم، ونفكر أن نضيف عناصر أخرى لزيادة الفاعلية ومقاومة الرطوبة مثل «السيتريت» والسليكون، واختيارنا لنوع البودرة لأنها تساعد فى إطفاء الحريق بسرعة فائقة ومقاومة للرطوبة وغير مؤذية للشخص الذى يستعملها» وعن آلية عمل القنبلة تقول: «نرميها وسط الحريق فتنفجر ويتسرب الغاز الذى داخلها فيمنع وصول الأكسجين للحريق، وتخمد نارها فى أقل من 3 ثوانٍ».