* فازوا ب 43 جائزة فى معرض جنيف وتنافسوا مع 822 متسابقًا من 40 دولة تقدموا بألف اختراع * أعضاؤه أحدثوا ثورات فى علاج الأمراض وتحلية المياه واستغلال المخلفات وحقائب الظهر والمسابقات الباراليمبية
شهدت أكاديمية البحث العلمي حدثا مهما هو تكريم 12 مبتكرا مصريا بميداليات فى الدورة 46 لمعرض جنيف الدولى للابتكار المعروف بأنه أهم وأكبر معارض الابتكار على مستوى العالم فى هذا المجال، وبمشاركة 822 مبتكرا من 40 دولة معظمها دول متقدمة علميا وصناعيا، الى هنا يبدو الأمر عاديا متوقعين بعد المشاركة سماع عبارات مثل «التمثيل المشرف» ، لكن المثير للحماس أن جميع المبتكرين المصريين المشاركين فى هذا الوفد فازوا بميداليات،ليؤكدوا للجميع أن مصر ولادة للنابغين ليس فى الفن والرياضة فقط وإنما فى العلم والابتكار أيضا، وحتى إن المشرفة على الوفد من قبل الأكاديمية حصلت على جائزتين دوليتين عن التنظيم، وحصد الوفد المصرى 12 ميدالية من المعرض و31 جائزة من جهات علمية دولية أخري. وبعد عودتهم بهذا الفوز كرمهم وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار.
وكان السؤال موجها للدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى عن كيفية اختيار هؤلاء المبتكرين المبدعين ،فقال: إن دعم الأكاديمية للمبتكرين والابتكار غير مسبوق وأننا فتحنا باب التقدم للسفر الى جنيف عبر موقع الأكاديمية بطريقة شفافة وعادلة وتم اختيار 12 من بين أكثر من 400 متقدم طبقا لأهمية الموضوع وتفرده واشتراط تقدمه لتسجيل براءة اختراع لدينا حتى يسمح له بالترشيح لتأتى النتائج بفضل الله مبهرة كما أشرت فى أكبر حدث دولى لعرض الاختراعات على مستوى العالم، وهو ساحة تنافس مفتوحة عرضت أكثر من ألف ابتكار من 46 دولة، وبلغ مستوى الحفاوة أن رئيس المعرض أشاد بالوفد المصرى وما حققه من نتائج.
المخلفات الزراعية ثروة الوصول الى الفائزين الإثنى عشر استغرق منا وقتا وجهدًا كبيرين، وكانت البداية بالدكتور جلال نوار أستاذ الكيمياء الخضراء بالمركز القومى للبحوث والفائز بميدالية ذهبية عن براءة ابتكار لاستغلال المخلفات الزراعية كقش الأرز بتكنولوجيا محلية لإنتاج لب الورق ومادة لاصقة وأخرى مضادة للبكتيريا وغير سامة تستخدم كمادة حافظة، والذى قال إن فكرته تعتمد على تدوير واستغلال كل المخلفات الزراعية وحصلت على 6 براءات اختراع، والفكرة تتلخص فى «تلبيب» قش الأرز أو مصاصة القصب باستخدام الطاقة الشمسية، واستخدام السائل الأسود لجنين قش الأرز فى صناعة المطاط، وانتاج علف مركز من خلاصة لب قش الأرز وورد النيل ومولاس قش الأرز، بالإضافة الى طريقة لإنتاج راتنج محور»نوع من المطاط» أكثر أمنا، وآمل أن تتم الاستفادة من هذا الاختراع فى المحافظات المنتجة لهذه المخلفات على أن يتم جمع المنتجات فى شركة كبيرة وتجهيزها ثم تسويقها داخليا وخارجيا.
الضمادة الذكية فكرة الابتكار الثانى يشرحها صاحبه الدكتور إبراهيم الشربينى رئيس برنامج علوم النانو بمدينة زويل والفائز بميدالية ذهبية عن إنتاج ضمادة ذكية لعلاج قروح مرضى السكر، قائلا: إن مصر بها 11مليون مريض سكر من بين 500 مليون عالميا ،وعندما درسنا العلاجات وجدناها تنحصر فى دهان مقاوم للميكروبات ، كما لا تضمن التوزيع الجيد على مساحة الجرح، لذلك طورنا ضمادة مرنة يمكن صنعها بأى حجم يناسب الجرح، والذكاء هنا يأتى من أنها تهيئ المساحة المحيطة بالجرح من خلايا الجلد للالتئام التام والمتناسق من الداخل والخارج لتنمو الخلايا تدريجيا و بانتظام لذلك تختفى أى ندوب وكأنها عملية تجميل، كما تحمل مؤشرا لونيا يكشف مستوى شفاء الجرح ،فلا حاجة لزيارة الطبيب مجددا أو تغيير الضمادة كل فترة ويسهل التحرك بها، وتكلفتها حوالى 12 جنيها أى قريبة جدا من الضمادة العادية. علاج الحروق الابتكار الثالث قدمته الباحثة نعمة شحاتة ثابت وفاز بذهبية وهو «ملابس ضاغطة» معالجة ضد البكتريا لتأهيل وعلاج مصابى الحروق، وهو منتج مصرى بمميزات عالمية يناسب مناخنا وطبيعة أجسامنا ويساعد فى رجوع الجلد لحالته الطبيعية ، والتخلص من ترهلات وبروزات الجلد التى قد تصل الى الانكماش والالتصاقات، وتعد من التشوهات الدائمة بعد التئام مكان الحرق، وهذه الملابس الضاغطة حازت جوائز محلية ودولية، وتحل جانبا إنسانيا ونفسيا بالعمل على راحة ووقاية وعلاج المصابين، وإنتاجها محليا سيرفع مستوى الصناعة والاقتصاد بمصر. علاج تآكل المعادن والرابع صاحبته الدكتورة مايسة صلاح الدين إسماعيل - مديرة الجودة بشركة مياه شرب الإسكندرية - وفكرته تدور حول استخدام مستخلصات أعشاب طبيعية غير ملوثة للبيئة لتقليل تكون القشور وتآكل الصلب المستخدم فى أنظمة التبريد وغلايات المصانع، ومن أهم مزايا الاختراع أن مكوناته غير مكلفة وآمنة للبيئة، وغير معقدة التصنيع وتقوم بنفس الدور الذى تؤديه المواد الكيميائية المستوردة وأن الماء الدافئ الخارج من عملية التبريد يحتوى على أملاح ذائبة ومواد عضويةَ وكائنات حيّة دقيقة تؤدى إلى تآكل المعادن، وتكون قشور تترسب داخل «مواسير» التبريد مسببة انسدادا جزئيا أو كليا، مؤكدة أنه لا يمكن إيقاف عمليات التآكل وإنما التحكم فيها، وبدلاً من تغيير الماسورة كل 10 سنوات، يمكن باستخدام مواد تتحكم فى التآكل تغييرها كل 50 سنة. ، بما يوفر المال وينشئ مصانع لتشغيل الشباب. أدوية العيون والابتكار الخامس فاز بذهبية لصاحبته الدكتورة إسراء حسين جلال مدرس مساعد علوم النانو بجامعة زويل - التى تقول : فكرته إنتاج شريحة نانوية دقيقة للغاية توضع تحت الجفن لتوصيل المواد الفعالة بالدواء للعين بكفاءة 100% بدلا من 3% حاليا مع الاحتفاظ بصلاحية الدواء لأطول فترة ممكنة وتوزيعها بكفاءة دون حدوث أعراض جانبية، وهى وسيلة مبتكرة تسمح لشريحة الألياف الميكرونية بإطلاق المادة الدوائية داخل العين ببطء وتوزيع منتظمين بما يضمن توصيل القطرات وأدوية العيون بشكل عام للعين مباشرة، وبالتالى زيادة نسب نجاح علاج أمراض العيون. وتضيف أنها اشتركت فى هذا العمل مع زميلها الدكتور إسلام خليل وتحت إشراف الدكتور إبراهيم الشربينى رئيس برنامج علوم النانو بجامعة زويل. محطة تحلية مبتكرة والابتكار السادس الفائز بذهبية من جنيف صاحبته نورهان محمد عبد المرضى طالبة بالصف الثانى الثانوى بمدرسة المتفوقات وهو عبارة عن مشروع لمحطة تحلية ذاتية لإعادة تحلية المياه المهدرة ذات التركيز الأعلى من تركيز مياه البحر كمصدر إضافى لمياه الشرب، مع إمكانية إنتاج أملاح بحرية كمصدر دخل يغطى تكلفة التحلية بالكامل، ويمكن الاستفادة منها كمصدر دخل قومى لمصر، وتم تأهيل الجهاز لتحمل الملوحة العالية للمياه باستخدام حساسات تحكم فى ملوحة المياه والنانو تكنولوجي. ويحقق كفاءة 60% مقارنة مع 40% بأعلى محطة حاليا، مع الحفاظ على البيئة. وتقول أعتزم تقديمه هدية للقوات المسلحة لتنفيذه كما أتمنى الحصول على دعم مناسب من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لتطبيقها على نطاق واسع. معالجة مياه الصرف ونأتى الى الميداليات الفضية والابتكار السابع وهو ابتكار مركبين فعالين من البكتيريا والطحالب لمعالجة مياه الصرف الخليط والمياه المالحة بيولوجيا، تقول الفائزة بالميدالية دكتورة إيمان مختار مرعى - أستاذ مساعد الميكروبيولوجى بزراعة عين شمس- : تمكن الفريق العلمى الذى شرفت بعضويته من إنتاج مركبين بيولوجيين فى صورة سائلة (محلول) أحدهما بكتيرى والآخر طحلبى لتحلية المياه المالحة ومعالجة مياه الصرف الصحى بعد معاملتها فيزيائيا ، لتوفير مياه يعاد استخدامها فى رى بعض النباتات وزراعة الغابات، وتمت تجربتهما عمليا، وكانت نسبة إزالة المادة العضوية من 80- 85%، وإزالة العناصر الثقيلة مثل الحديد والزنك والرصاص والنحاس والمنجنيز من 75- 85% وذلك بعد 24 ساعة فى حالة المركب البكتيرى و32 ساعة للمركب الطحلبي، وتمت إزالة الملوحة وتحلية المياه عالية الملوحة المجمعة من مواقع بسيناء. تنظيف الخلايا الشمسية الابتكار الثامن صاحبه المهندس محمد أسعد الزينى من سوهاج ، وهو استخدام الموجات التصادمية الناتجة عن الليزر لتنظيف أسطح الخلايا الشمسية بكفاءة تامة والاستغناء عن التنظيف بالماء، وللابتكار استخدام آخر فى المركبات الفضائية والأقمار الصناعية التى تعمل بالطاقة الشمسية وتحتاج لعملية تنظيف ذاتى للحفاظ على جودتها فى توليد الطاقة، بالإضافة لإمكانية إزالة الثلوج المتراكمة على أسطح هذه الخلايا. علاج سرطان الرئة الابتكار التاسع فاز بميدالية فضية وهو تركيبة نانومترية لعلاج سرطان الرئة، يقول صاحبه الدكتور سامح عبد المنعم - المدرس المساعد بصيدلة بنى سويف- إن هذا النوع من السرطان يتسبب فى وفاة إنسان كل 30 ثانية ، وقد وجدت طريقة لوضع أكثر الأدوية فعالية فى مقاومة هذا المرض فى أشكال صيدلية جديدة ومركبات نانومترية قائمة على الدهون والجسيمات الشحمية وجزيئات الذهب مما يجعلها أدوات توصيل مبتكرة وفعالة جدا فى توصيل العلاج بكفاءة، مع الحد من الآثار الجانبية على الخلايا السليمة. ثورة عصر الزيوت وتقوم فكرة الابتكار العاشر على طريقة جديدة لعصر الزيوت الطبيعية ويقول صاحبه المهندس مدحت محمد الدويك مهندس ميكانيكا: إن الابتكار يمثل مفهوما جديدا لاستخلاص الزيوت على البارد، مبنى على إضافة دورة تبريد لغرفة كبس البذور بدلا من تسخينها وهذا التبريد يخفض درجة الحرارة الى 5 مئوية ويصبح العصر على البارد بالمعنى الحقيقى وليس المتعارف عليه الآن بدرجة حرارة الغرفة، وتكون نتيجته احتفاظ المنتج بكامل خواصه الطبيعية ، وهذا مهم جدا للزيوت الطبيعية مثل حبة البركة ، إذا بلغت درجة حرارته 70 درجة مئوية أثناء عصره وهو ما تم تلافيه بنظام تبريد داخلى لغرفة الكبس، وقد قمت بتحليل نتائج تحليل الزيوت المستخلصة بالمفهوم الجديد مقارنة بالحالى فى معامل دولية بالخارج وأيدت وجهة نظرى فى تحسين جودة الزيوت الناتجة منها. حقائب ظهر صحية وبالنسبة للبرونزيتين فأولاهما الجائزة الحادية عشرة لابتكار حامل لحقائب الظهر يحمى الكتف والرقبة. يقول مبتكره الدكتور مايكل صبحى - طبيب بشرى : إن حقائب الظهر الحالية تسبب آلاما فى الكتف وتشوهات فى العمود الفقرى والفقرات بمرور الوقت، قد تصل الى ظهور ما يعرف ب»الأتب» لذلك ابتكرت حاملا جديدا مكونا من قطعتين يتلافى كل هذه المشكلات، وهو مهم جدا لملايين المواطنين ومنهم طلاب المدارس والموزعون والباعة الجائلون وحتى الجنود، فهو بسيط لكنه مهم جدا لهذه الملايين. السباح الخفاش ونأتى الى الابتكار الأخير وهو أشبه بطريقة الخفاش فى الرؤية بالموجات فوق الصوتية وتطبيق ذلك على السباحين فاقدى البصر فى المسابقات الباراليمبية، حيث يقول صاحبه عمرو محمد أحمد الطالب بكلية التربية الرياضية جامعة بنى سويف: إنه «يحاكى طريقة رؤية الخفاش باستخدام الموجات فوق الصوتية فى تحديد المسافات وقراءة الموقع المحيط وتحويله الى إشارات صوتية فى أذن السباح، كما يربط السباح الكفيف مع مدربه لاسلكيا مما يوفر زمن الاستجابة لدى السباح ويحد من أعداد المدربين فى فى محيط التدريب.